“أم أنني بِحاجةً إلى إلقاءِ مُحاضرةً عن الآداب لتتمكني مِن مَعرفتها…..”
تعمقت ابتسامة روكسيلين ببرودٍ.
في حينِ قد ارتسم الإحراجُ والخوفُ على وجوهٍ السيدات اللاتي كن يضحكنّ قبل قليلٍ.
“أوه، أم هل تحدثُكِ بمثلِ هذا اللسانِ القَذرِ ذو الرائحةٍ الكَريهةِ هو أحدُ الآداب الآجتماعية؟”
ابتسمتْ روكسيلين بإشراقٍ، وحركتْ المُروحة التي في يدها ثم همسّت بصوتٍ مُنخفضٍ.
“ما زلتُ صغيرةَ السن ولم أحضر الكثيرَ مِن المُناسباتِ الاجتماعية، لذلك لستُ على درايّةً كبيرةً بالآداب الاجتماعية، وأخشى أنني لا أعرفُ الكثير عنها، وإن كان الحديثُ بطريقةٍ كهذه أسوءُ مِن اسلوبِ العامةِ حتى، هو الأمرُ الرائجُ الآن فأتمنى منكُنّ سيداتي تعليميَّ هذا.”
ازدادت عيون السيدات شراسةً عندما أبتسمت روكسيلين بإشراقٍ أثناءَ حديثها مُشيرةً إلى أن طريقتهنّ في التحدثِ رخيّصةٌ للغايةِ.
“همم، لا أعلم ما الذي تتحدثُ عنهُ الأميرة.”
“كنا نتحدثُ فقط.”
“نعم، كما قالت الأميرة، انتِ لم تَحضُرِ مُناسباتٍ اجتماعيةٍ كثيرةٍ كهذه، لذا ربما يكونُ أسلوبنا بالنسبةِ الى الأميرة خارجًا عن المألوف، لذلك ربما يجبُ أن نكونَ أكثرَ حذرًا.”
“هذا صحيحٌ، وأعتذرُ إن كُنا قد أسأنا إليكِ يا أميرة.”
لم تكُلف الآنسة نفسها عناءَ الانحناءِ حتى أثناء إعتذارها.
حدقت روكسيلين في تعابيرُهنّ بِغطرسةً، بتلك النظرةِ المُزعجةِ المُتجهمةِ، ثم فتحت فمها قائلةً:
“لقد قيل بأن الحيواناتِ الضالّة لا تستطيعُ التحدثَ مع أحدٍ بِلُطفٍ حتى لو تحدث معها هو بطريقةً لطيفةً، وعندَ رؤيتيَّ وسماعيَّ لأحاديثكنّ أعتقدُ بأن هذا صحيحٌ.”
توقفنّ السيدات عند طريقة حديث روكسيلين الماهرةٍ جدًا في الإشارة إليهنّ على أنهن حيواناتٌ ضالّة.
لقد كانوا مدعوّين بالطبعِ، و لم يكونوا يفتقرونَ إلى أيَّ شيءٍ.
من نواحٍ عديدةٍ، فإن بيئة الشمال السيئة والقاسيّة، جعلت من قدومهنّ إلى هنا علاقةً مُربحةً للطرفينِ.
فقد اعتمدت دوقية ييليون، على وجه الخصوص، على تجارتهم للحصولِ على الطَعامِ لأكثرِ مِن ثلثي العام.
ولم يكن دوق بيليون يستطيعُ التخليَّ عنهم حتى لو أرادَ ذلك.
‘ففي نهايةِ المَطافِ، إذا ما عاقبَ أحدُ العوائلِ، فمن المُفترضِ أن تتعاونَ بقيةُ العوائلِ الأخرى مع هذا.’
كانت الأميرة بالتأكيد شخصًا يستحق الاحترام، ولكن لا ينبغِ لها أن تقفَ مُتفرجةً وهي تستمعُ لمثلِ هذه الإهاناتِ.
حينها فكّرت الكونتيسة رياكو بهذا وأعطت تحليلًا عقليًا سريعًا للوضعِ، ومِن ثم رفعت فكها بحزمٍ.
“هل تقومُ الأميرة بإهانتنا الآن؟ إذا كنتِ تعرفين نوع العلاقة التي تربطنا، فإن القيّامَ بهذا أمرٌ غيرُ لطيفٍ على الأطلاقِ.”
“إذا نظرنا إلى الأمرِ بهذه الطريقة، فإن الأميرة تأكلُ طَعامًا من الوحوش.”
“…..آه، من الجيّد انكِ تمتلكينَ العقلَ لفهمِ هذا القدر.”
ضَحِكَت روكسيلين، التي تخلتْ عن استخدامِ أيَّ ألفاظٍ تشريفيةٍ أخرى على الآنسة التي نطقت بَكلماتِ تهديدٍ لها مرةً أخرى.
“ومع ذلك، فقط في حالةِ وجودِ أيَّ سوءِ فهمٍ، سأقولها بصوتٍ عالٍ: إذا كنتِ ستأتينَ إلى مأدُّبةً دعوتكِ إليها، وستخرج لسانكِ رائحةٌ كريهةٌ تُصيب أيَّ شخصٍ بالغثيانِ، فأوّدُ منكِ المُغادرةَ حالًا، إذ يُصادف أنني حساسةٌ للغايةِ تجاه الروائح الكريهة.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 98"