The Baddest Villainess Is Back - 97
استمتعوا
“روكسيلين ضعيفةٌ بِشَكلٍ خاصٍ، لذا يجب أن نعتني بها! أجل!”
“نعم، هذا صحيح.”
حينها أجابت روكسلين بهدوءٍ.
في تلك اللحظةِ نَظرت إلى باتار الذي كانَ يسيّرُ بجانبها أثناءَ ثرثرتهِ.
“باتار.”
“نعم؟ ماذا–!”
ثم تحدثت روكسيلين بهدفِ إسقاط مثل هذه الكلمات التشريفية الرسمية التي لا يوجدُ داعٍ لها الآن.
“ليس من الضروري أن تستخدم مثل هذه الألفاظ التشريفية.”
“لا يُمكنني ذلك! لقد أخبرتنيّ أمي إنني يجبُ أن أتصرفَ بإحترامٍ وتقديرٍ تجاه الشخص الذي أرغبُ في إثارةِ إعجابهِ.”
“أوه، فَهِمتُ.”
غيرَ قادِرةً على إقناعهِ، هزّت روكسيلين كتفيها فحسبٌ.
“أليس هنالك نقصٌ في الطَعامِ في كالوتا؟“
“نقصٌ في الطَعامِ؟ ماذا تقصدينَ بهذا؟“
“أعني، هل توجدُ صعوباتٌ بحدوثِ نقصٍ في الطَعامِ أو ما شابهَ ذلك؟“
“كلا! لا يوجدُ شيءٌ مِن هذا القبيّل!”
قال باتار ذلك أثناءَ رفَعهِ لذقنهِ مع إمالةِ رأسهِ.
ضمّ كلا يديهِ معًا على صدرهِ مع شدّ كتفيهِ حيثُ كانَ ذلك دليلًا على كونهِ واثقًا جدًا مِن نفسهِ.
“حقًا؟“
“أجل! لدينا فائضٌ مِن الطَعامِ كُلَ عامٍ، لذلك لم نُعانيّ أبدًا مِن نَقصٍ في الطَعامِ، بل هل يحدث شيءٌ كهذا حتى؟“
“في الواقعِ، أراضيّنا في حالةٍ سيئةٍ بِشَكلٍ خاص، ولهذا السَببِ أنا…كلا، ماذا لو أرادَ دوق بيليون مُقايضةَ الطَعامِ مع كالوتا؟“
حينها أمالَ باتار رأسهُ على كلماتِ روكسيلين.
“هل هذا هو ما تريدينه انتِ؟“
“حسناً، أجل، أوّد أن أدرجَ الطَعام في هذه المُقايضةِ، إذ أن المناطق الأخرى تعوقنا حاليًا عن الحَصولِ على الطَعامِ.”
قالت روكسيلين ذلك ردًّا على سؤالِ باتار.
نظر ياتار الذي كانَ يسيّر بجانبها وقد عقدّ
ذراعيهِ أثناءَ إيماءهِ على كلماتِ روكسيلين.
“إذن إذا تمكنا من تسوية مسألة الغذاء هذه، أعتقدُ
أن بإمكاننا أن نسرعَ قليلًا في إتمامِ صَفقةِ الأسلحةِ
هذه مع كالوتا.”
“أوه، الأسلحة!”
في تلك اللحظةِ أتسعت أعينُ باتار مع لمعانِ تلك الأعينِ، ثم أكملَ قائلًا.
“هل هذا يشملُ…كلا، أعنيّ هل هذا يشملُ الأسلحةُ الجديدةَ التي تصنعونها أيضًا؟“
“بالطبع، فالأموال تَتسربُ في كُلِ مكانٍ هنا وهناك الآن.”
هدفُ روكسيلين هو أن يكونَ كُل شيءٍ قابلًا للحلِ داخلِ الدوقية، حتى لو أدارت الإمبراطوريةُ بأكملها ظهرها لهم.
وللقيامِ بذلك، تحتاجُ روكسيلين إلى أن تكونَ على
علاقةً جيّدةً مع كالوتا أقوى حتى مِن علاقةِ العائلة الأمبراطورية مع كالوتا.
كما احتاجت أيضًا إلى حلِ مُشكلةِ نقص الغِذَاءِ.
ناهيكَ عن صِنَاعةِ الأسلحة والمعادن، حيثُ كانَ لدوقيةِ بيليون اليد العليا دائمًا في هذه الصِنَاعةِ.
‘وإذا سارَ تدميرُ غابةِ الشياطين بِشَكلٍ جيّدٍ…’
قد يتمكنُ دوق بيليون مِن احتِكَارِ مواردِ الغابةِ.
ولم تكن روكسيلين تعلمُ حتى سبب هذا، لكن الإمبراطور الأول قد أعطى دوق بيليون غابةَ الشياطينِ هذه إلى جانب الدوقية الحالية.
ولم يكن مَعلومًا ما إذا كانت هذه الغابةُ مستوطنةً مِن قبلِ الشياطينِ دومًا، أم أنها أصبحت غابةً للشياطينِ في مرحلةً ما بعدما بدأت الشياطينُ في العيش فيها…
‘حتى الآن، كان على الدوقية التعاملُ مع هذه الغابةِ بنفسها، بسبب كوّن غابةِ الشياطين هذه تحت ملكية الدوقية التي يحكمها الدوق.’
لقد كانَ هذا أحدُ الأشياء التي تُزعجها في كُلِ مرةً تطلبُ فيها المُساعدةَ.
ولكن إذا سارت الأمورُ على ما يرام هذه المرة، فإن غابة الشياطين لن تكون مصدرَ إزعاجٍ لهم بعد الآن، بل ستكونُ مُفيدةً لهم.
لقد كانت لدوقية بيليون لمئات السنين، ولن
يتمكن أحدٌ مِن سرقتها أو الأعتراضِ على هذا.
هذه المرة، كانَ يجبُ عليهم إغلاقُ أبوابِ الدوقيةِ
‘للقيامِ بذلك…هل يجبُ أن أخبّر أرما أولاً؟‘
كثيرًا ما قدّم أرما معلوماتٍ مُختلفةً لروكسيلين في حياتها السابقة، لذا لا بُد أن يكونَ قادرًا على المُساعدةِ.
لقد أصبح الدوق، الذي يديرُ عقارًا كبيرًا الآن، ثريًا جدًا هذه المرة، حيثُ استثمرَ في بعضِ الأعمال التجاريةِ التي أخبرتهُ عنها روكسيلين.
‘لا بُدّ أن المأدُّبة التي ستقامُ بعدَ الحصولِ على مثلِ هذه الثروةِ، ستؤدي إلى جذب العديدِ مِن الضِبَاعِ.’
خاصة وأن قيّمة مَنجمِ نولاند قد ارتفعت بالفعل بِشَكلٍ كبيرِ.
“يمكننا فقط أن نُقدم الطعام لكم فحسب!”
“فقط هكذا….؟ يُمكننا عقدُ صَفقةٍ للمُقايضةِ.”
“ليس بالأمرِ المُهمِ، وأنا متأكدٌ مِن أن أمي كانت ستفعلُ الشيء نفسهُ لو كانَ أيَّ صديقٍ لها في مأزقٍ.”
ضَحِكَ باتار بهدوءٍ على كلماتِ روكسيلين، حينها اتسعت عينا روكسيلين قليلًا.
“…..هل ستعطينيَّ إياها مَجانًا حقًا؟ أحتاج إلى عقدِ اتفاقٍ لمدة ثلاثةِ أو أربعةِ سَنواتٍ على الأقلِ.”
“ثلاثة أو أربعة سَنواتٍ؟ هذا وقتٌ كافٍ، سأقومُ بهذا كدبلوماسي، روكسيلين نحنُ ممتنونَ حقًا لعائلتكِ.”
صمتت روكسيلين دونَ إدراكٍ منها عند سَماعِها كلماتهِ المُمتنةِ لها طالبًا أخذَ الطَعامِ بالمَجانِ كعلاقةً دبلوماسيةً على الرُغمِ مِن إنتشارِ الأمراضِ والطاعون في الوقت الحاليَّ، حيثُ أن الحاجةِ للطَعامِ تزدادُ كثيرًا.
“إذن لن أرفضَ عرّضكَ هذا بالتأكيد.”
أومأت روكسيلين برأسها عندما كانت تبحثُ عن كلماتٍ لقولها، لكنها توقفت عن ذلك عند رؤيةِ أبتسامةِ باتار المُشرقةِ.
***
مأدُّبة ضوء القمر.
مرةً واحدةً في السنة، كانت هناك ليلةٌ كانَ القمرُ فيها أزرقٌ في الدوقيةِ.
يومٌ مِن ضوءِ القَمرِ الأزرق، إنهُ يومٌ كانَ الجميعُ في الدوقية يعدون فيهِ أشياءً مُختلفةً لرؤية القمر أثناء تناول الطَعامِ والأستمتاعِ بهذه المُناسبةِ.
….وقبل هذا ببضعةِ أيامٍ، تم عقدُ أجتماعٍ لمُناقشةِ بعض الأمورِ المُهمةِ بين العوائل النبيلة في الشمال.
يبدأ اليوم الأول عادةً بمأدُّبةِ طَعامٍ، وفي اليوم الثاني تجتمع جميع العوائل الشمالية في اجتماعٍ.
حيثُ يكون دوق بيليون هو مُضيف هذه المأدُّبة، ولكن بسبب نقصِ الطَعامِ، لم يكن ذلك بالأمر الجيّد.
حيثُ لا يُسمح بسببِ هذا سوى حضورِ العائلات
المدّعوةِ وأبناءهم أو أفرادُ العائلةِ بشكلٍ عام.
كانت الدوقية مكانًا خطيرًا، وبطبيعتها هذه
فقد كانت أكثرَ انغلاقًا مِن غيرها.
وكانَ الدوق ديفون بيليون قاسيًا جدًا وشديدَ البّرودةِ على الأشخاص الذين ليسوا قريبينَ منهُ.
وبِعبارةً أخرى، لم يكن يهتمُ كثيرًا بأيَّ شخصٍ آخر غيرَ عائلتهِ، ولذلك عادةً ما كانَ يرفضُ جميعَ طَلباتِ الزيارةِ.
وهذا ما جعل من الصعب عليّ الجميعِ زيارتهُ، لذلك في هذا الوقت مِن العام، كانَ هناك عددٌ غيرُ قليلٍ مِن الناس يأتون ويذهبون.
“…بالمُناسبةِ، هل سَمِعتِ عن هذا؟ يُقال أن وريث الدوق والأميرة سِيَحضرانِ هذه المأدُّبةِ.”
“أوه، تلك الشريرة الل&ينة ستأتي…..”
“لطالما تساءلتُ، كيفَ ولّدت مثلُ هذه الشريرة لدوق بيليون…”
“صه، صوتكِ مُرتَفِعٌ للغايةِ.”
جعلتهنّ كلماتُ السيدة الأخرى ينظرونَ حولهم بِسُرعةً.
لحُسنَ الحظِ، لم يكن الدوق في أيَّ مكانٍ بالقُربِ منهم.
“أشعرُ بالأسفِ على الدوق أيضًا، بسبب الأبنِ الأول والثاني اللذان كانا مَهوّوسينِ بالقتلِ بجنونٍ، أصبح الإبن الأصغر هو الوريث.”
“وابنة وريثه قاتلة للأناسِ بِـ شّرٍ وجنونٍ….”
“يُقال أنها شريرةٌ مَلعونةٌ لا تتحدثُ معَ أحدٍ حتى، بل تحدقُ في وجه الشخص بِـ شَراسةٍ وأعينٍ تبعثُ نيّة القتلِ بشدةً، كما تُبقيّ فمها مُغلقًا دون أن تنبسَ ببنت شفةً عندما تحاولُ التحدثَ إليها.”
“أوه، لقد سمعتُ عن هذا إذ يُقال أنها لا تستطيعُ
التحدثَ بِشَكلٍ لائقٍ حتى…مع والديها، كما أن ملابسها رَثّةٌ، وباهتةٌ للغايةِ، لها شعرٌ ابيض مع أعينٍ حَمراءُ غائمةٌ، تبدو حقًا بِمَظهرِ فأرِ تجاربَ أبيضٌ.”
“حقًا؟ لا أريدُ حتى الاقترابَ منها، أخشى أن أموت بسبب أعيُنها هذه في أيَّ لحظةٍ.”
“قيل حتى أنها ذاتُ دِمَاءٍ مَلعونةً.”
“ربما ذلك بسبب اكلها للحم الوحوش، تبدو كالحيواناتِ بحقٍ بل هي أقربُ إلى كوّنها وحشًا…”
أمتزجتْ أصواتُ الضِحكَاتِ في أصواتهمِ الهامسّةِ.
كانت هذه هي طبيعةُ العالم الأجتماعي.
لم تَحضُر روكسيلين الكثيرَ مِن حفلاتِ الشاي، إلا أن جميعَ الحفلاتِ التي حضّرتها في الماضي كانت هكذا أيضًا.
في البدايةِ، تكونُ هناك الكثيرُ مِن الأحاديث الصغيّرة والبسيطة، إلا أنهُ عندما يقولُ أحدهم:ك
‘أوه، هل سمعت عن ذلك؟‘
تتغيّرُ أعيّنُ الجميعِ، حيثُ يكونُ هذا السؤالُ دومًا بدايةً لشّرارةِ للقيّل والقال.
وعادةً ما تكون هذه الأحاديث موضوعًا ساخنًا بينَ النُبلاءِ.
وبطبيعة الحال، ما كانوا يقولونهُ دومًا لم يكن شيئًا جيّدًا.
يجتمعونَ معًا ويتحدثونَ أثناءَ الضَحِكَ والأستمتاعِ والتعرفُ على بعضهم البعض أثناء كُلِ هذا.
هكذا هي الحياة.
كان مِن الأسهلِ أن تجتمع مَجموعةٌ مِن الناسِ
حولَ عدوٍ مًشتركٍ بدلًا مِن البحثِ عن قائدٍ لهم.
لم تكن روكسيلين تحبُ هذا النوعَ مِن الأشياءِ، لكنها كانت تتفهمُ ذلك.
“إذن ما الذي تجدونهُ مُثيرًا للاهتمامِ هكذا للحديثِ عنهُ؟“
بالطبع، لم يكن يعني تَفهمها هذا أنها ستسمحُ للآخرينَ بالسُخريةِ منها.
“أوه، لقد كنا نتحدثُ فقط عن…..الأميرة بيليون–!!”
بقيَ فمُ المرأة النبيلةِ مَفتوحًا بإتساعٍ وهي تديرُ رأسها في ردِ فعلٍ انعكاسي نتيجةَ صَدمتها.
شعرٌ أبيضُ ناصعُ البيّاض.
عيونٌ حمراءُ ذاتُ لونٍ أحمرَ بُركانيّ وكأنها قد أحتقنت بالدماءِ.
معَ فُستانٍ أسودَ أنيقٍ أضافَ لها جمالًا فاخرًا…..لدرجةِ أنها كادّت تَعميّ الأبصارَ بِجمالها.
“ا–الأميرة بيليون هُنا…..؟“
“نعم.”
ضاقت أعينهم من رد روكسيلين الهادئ.
‘نحنُ في ورطةً كبيرةً حقًا.’
ما الذي يُمكن أن تقولهُ للنجاةِ
مِن هذا دونَ فَضحِ أمرّهُنّ؟
كانت بشرتها الخاليةُ مِن العيوب وعينيها المُشرقتينِ ووقفتها المُستقيمةِ وابِتسامتها المُبتهجةِ، جَمِيعُها أمورٌ كانت عكسَ ما يقولونهُ تمامًا.
“…..هل هذا فُستانٌ مِن تصميمِ فلور؟“
“هل هذا الحرير الذي يتموّج بين ثنايا القُماشِ، هو حرير روكا…؟“
لقد كانَ حريرًا يصعبُ الحصولّ عليهِ، حتى بالنَسبةِ لأولئكَ الذين يملكونَ المال لدفعِ عَشّراتِ الملايينِ مُقابلَ خُصلّةً مِن هذا الحَريرِ.
كانت فلور قد صَنعت الفُستانَ لروكسيلين من الحريرِ الثمين الذي ادخرتهُ لها.
“يا إلهي، لم أركِ مُنذ وقتٍ طويلٍ، تبدين جميلةً جدًا حقًا.”
“نعم، أعلمُ بذلك.”
اتسعت عينا السيدة التي كانت تتحدثُ مع روكسيلين.
بدت المجوهرات المُزخرفة مِن الألماس ثمينةً جداً أيضًا وليس الفُستان فقط.
لا يستطيعُ الكثيرُ مِن الناسِ وضعَ هذا القدّرِ من التفاصيلِ في قِطَع الُمجوهراتِ الصَغيرةِ هذه.
“أوه، هاها….كدتُ لا أتعرفُ عليكِ تقريبًا أيتها الأميرة.”
“آه، نعم، حسنًا، أنا سعيدةٌ لأنكِ تعرفتِ عليَّ، لذا أعتقدُ أن لديكِ شيئًا لتخبرينيّ بهِ الآن.”
“هاه…..؟“
“حسنًا، إذا كانَ لسانُكِ قذرًا هكذا مما جعلَ منزلَ شخصٍ آخر مملوءًا برائحةٍ كريهةٍ، فأنتِ مديّنةٌ لهُ بإعتذارٍ.”
قالت روكسيلين ذلك بابتسامةً مُتكلفةً.
– تَـرجّمـة: كاريبي.
~~~~~~
End of the chapter