The Baddest Villainess Is Back - 133
استمتعوا
بعد أن انحلت شكوك روكسيلين، أطلقت تنهيدة عميقة وهمّت بتناول إحدى الكعكات، لكنها توقفت عندما لاحظت أن هناك واحدة فقط متبقية.
‘يبدو أن شهية هذا العجوز جيدة مثل شخصيته.’
فكرت في نفسها وهي تأخذ الكعكة الأخيرة وتأكلها ببطء.
“هل انتهيتِ من التفكير إذن؟”
سألها الماركيز.
“نعم، آسفة. في الواقع، أنا لست من العائلة الفرعية لدوقية بيليون. فقط، التقيت بشخص في الماضي ادعى أنه ابنك، ماركيز ويلبريد.”
“ابني……؟“
“نعم. لذلك ظننت أنه قد أصبح ماركيزًا الآن، وجئت لمقابلته.
لكن يبدو أنه كان كاذبًا، لذا سأرحل الآن.
أعذرني على إزعاجك وأشكرك على كرم الضيافة.”
انحنت روكسيلين لتحية الماركيز وهي تقف استعدادًا للمغادرة.
ابتسم الماركيز ويلبريد ذو الملامح الطيبة وهو يكلمها.
“هل كنتِ تريدين طلب شيءٍ منه؟“
“نعم.”
“إذا لم يكن الأمر صعبًا، يمكنني مساعدتك.”
“لا، لا يمكنني أن أطلب مساعدة من شخصٍ لا يعرفني.
شكرًا على كرمك رغم أنني أزعجتك.”
“همم، أفهم. لكن الوقت قد تأخر، فلماذا لا تبقين الليلة هنا؟“
“لدي مكان لأعود إليه، لذا سأغادر الآن. شكرًا لك.”
حيته روكسيلين مرة أخرى بلباقة تامة قبل أن تستدير للمغادرة.
الماركيز ويلبريد، الذي فوجئ بأدبها المثالي،
كان يلمس ذقنه الممتلئة ويدمدم بصوت منخفض.
“إنها فتاة حاسمة جدًا.”
رغم أن وضعها لم يكن يبدو جيدًا، إلا أنها غادرت بهدوء دون أن تطلب شيئًا، وهو ما أثار انتباهه بشكل خاص.
***
أخيرًا، عادت روكسيلين إلى الشارع. لتقوم بتصحيح افكارها.
لقد مضى أسبوع منذ عودتها إلى الشارع.
‘……هذه الحياة لعي$@نة.’
لم تكن روكسيلين تتوقع أن تعود للتشرد مجددًا،
وهذا ما جعلها تشعر بصداع حاد.
إنها مشردة حقيقية، حيث تنام في الزقاق تحت السماء كأنها سقفٌ لها، بل وعليها أن تخرج كل يوم للتسول.
“هاي، روكسي.”
“ماذا؟“
“الكاهن يبحث عنكِ.”
“يبحث عني؟“
نظرت روكسيلين إلى الطفلة التي أبلغتها بالخبر بوجه متجهم،
ثم استدارت الطفلة بسرعة.
كانت تلك الفتاة التي اعتنت بها في اليوم الأول.
يبدو أن الطفلة كانت غاضبة لأن روكسيلين اختفت أثناء التسول ولم تعد حتى وقت متأخر من الليل.
بالطبع، السبب في ذلك هو أنها فقدت العلبة المعدنية ولم تستطع جمع أي شيء، لذا لم تتمكن من تلبية الحصة المطلوبة،
وبالتالي انتهى بها الأمر إلى الجوع.
‘……طائفة بيناك.’
كانت هذه جماعة غريبة حقًا.
لم يذهبوا إلى العاصمة أبداً، بل يتنقلون في الأقاليم المختلفة وينشرون دعواتهم، ويبدو أن لديهم قوةً كبيرة.
كما أن طريقتهم في كسب المال كانت قذرةً للغاية.
كانوا ينشرون تعاليم عن الحياة الأبدية والسعادة،
ويشفون الناس من جراحهم ويظهرون معجزات.
وفي الخلف، كانوا يزعمون دعم الأيتام،
لكنهم في الحقيقة يجمعون الأطفال في ما يسمى بالمعبد المؤقت،
حيث يكدسونهم في مستودع ويجبرونهم على التسول.
بالطبع، الأطفال الذين يتمكنون من جمع الحصة المطلوبة هم فقط الذين يُسمح لهم بالدخول إلى المعبد والحصول على الطعام.
أما الأطفال الذين يفشلون في ذلك، فيُطردون إلى الشارع، ويصبحون مصدر الشائعات بأن ‘الأيتام الضالين الذين لم يتعلموا شيئًا يتصرفون بشكل سيئ ولا يقدرون فضل المعبد‘ .
ثم تقوم الطائفة بتبييض صورتها عبر الترحيب حتى بهؤلاء الأطفال وكأنهم دائمًا في استقبال الجميع.
‘ما هذا النوع من الدعم؟‘
نقرت روكسيلين بلسانها وهي تنهض متجهة نحو المعبد.
ومع ذلك، كان الأطفال الآخرون سعداء بالحصول على الطعام والمأوى، لذا كانوا يخرجون كل صباح لجمع حصصهم المطلوبة.
‘لم أكن أرغب في تجربة هذا الجانب المتعفن من المجتمع بنفسي.
الشيء الوحيد الذي يبعث على الارتياح هو أنني قوية جدًا.’
حتى إذا بقيت دون طعام لبضعة أيام أو نمت على الأرض،
لم أشعر بأي ضرر وكان اليوم التالي مريحًا.
وأيضًا، أصبحت أقوى لدرجة أنني أستطيع حمل الأشياء الثقيلة بسهولة، ولم يكن صعبًا عليّ تأديب الأطفال الذين يتشاجرون معي.
حتى لو كان كل ما أستطيع فعله هو التلويح بقبضتي بعشوائية.
بفضل ذلك، لم أكن مضطرة لأن أضع حياتي على المحك في التسول.
الحصة المطلوبة هي مبلغ يجب أن يجمعه الأطفال في فرق من أربعةِ أطفال، لكن بما أنني توقفت عن العمل عدة مرات، يبدو أن الشكوى وصلت إلى من هم في الأعلى.
‘لكن ما هي طائفة بيناك هذه بالضبط؟‘
قطبت روكسيلين حاجبيها وهي تمشي.
مهما حاولت أن تسترجع ذاكرتها،
لم تستطع أن تتذكر أي شيء عن طائفة بيناك.
وهذا يعني أن هذه الطائفة قد تكون قد اختفت قبل أن تعلم روكسيلين بوجودها، أو أنها قد تلاشت بشكل شبه كامل.
‘لم أكن من نوع الأطفال الذي لا يقرأ الصحف وأنا في السابعة من عمري……’
حدقت بعينيها قليلاً وهي تحك رأسها المتشابك.
كانت بحاجة إلى التصرف في هذا الأمر قريبًا.
بعد أن جمعت كل المعلومات المتاحة، اكتشفت أن مقاطعة الماركيز بدون جيرون ويلبريد كانت في وضع سيء للغاية.
لم يكن الوضع بهذا السوء في السابق.
ماركيز ويلبريد الحالي يتمتع بشخصية جيدة وسمعة طيبة،
وليس سيئًا في المعاملة، لكنه سيء في الإدارة وشره للطعام،
ويبدو أن كل استثماراته قد فشلت.
لهذا كان القصر في حالة مزرية.
وفوق كل ذلك، يبدو أن طيبته كانت كبيرة لدرجة أنه لم يقل شيئًا حتى مع وجود هذه الطائفة الهرطقية* التي تمارس نشاطها علنًا.
*الهرطقية: تغيير في عقيدة أو منظومة معتقدات مستقرة، وخاصة الدين، بإدخال معتقدات جديدة عليها أو إنكار أجزاء أساسية منها بما يجعلها بعد التغيير غير متوافقة مع المعتقد المبدئي الذي نشأت فيه هذه الهرطقة.
رغم أنني أشعر بالاستياء من التفكير في ذلك،
إلا أنني بدأت أشعر ببعض الشفقة على جيرون ويلبريد.
سواء كانت هويته مزيفة أم لا، فإن المستقبل الذي أعرفه لم يكن فوضويًا إلى هذا الحد، ويبدو أن جيرون ويلبريد كان يتدخل أو يقدم المشورة للماركيز.
“……آه.”
توقفت فجأة أمام القصر الكبير للطائفة.
مهما حاولت أن تسترجع ذكرياتها،
لم تسمع من قبل عن طائفة بيناك.
جيرون ويلبريد الذي اختفى.
أوضاع عائلة ابماركيز ويلبريد المتدهورة ماليًا.
والأمن المتراخي أكثر مما توقعت.
‘……نعم، إنه بسبب غيابه.’
أطلقت زفيرًا يشبه التنهد عندما أدركت حقيقة واحدة.
‘حسنًا، بما أن شخصيته تكره القذارة……لو كان جيرون ويلبريد على علم بهذا، لكان قد قضى على هذه الطائفة في وقت مبكر.’
ربما كان سيتدخل قبل أن تكبر هذه الطائفة إلى هذا الحد.
فلم يكن من المعقول ألا يكون على دراية بهذا الوضع منذ البداية.
“أتيت لأن الكاهن استدعاني.”
عندما تحدثت روكسيلين،
عبس الجندي الذي كان يقف للحراسة وسيفه معلق عند خصره.
رغم أن ملابسه كانت ملابس كاهن، إلا أنه بدا كجندي مرتزق.
‘هذا احتيالٌ واضح……لهذا السبب تمكنت الطائفة من تثبيت مقرها هنا.’
ضغطت روكسيلين على جبهتها وهي تشعر بصداع متزايد.
“أيتها اليتيمة القذرة،
ألا تعلمين أنكِ يجب أن تتحدثِ باحترام مع الكبار؟“
“أعلم.”
“هاه، تعلمين بذلك لكنكِ ما زلتِ وقحة……!”
“انا اتحدث باحترامٍ مع الكبار.”
عندما تحدثت روكسيلين الصغيرة التي بالكاد تصل إلى خصره بهذه الوقاحة، عبس الجندي.
“هاه، ما هذا الكلام الفارغ؟ لا يمكن التحدث مع الحمقى مثلك.
هل تعرفين من هم الكبار حتى؟“
ابتسمت روكسيلين ابتسامة مشرقة كعادتها،
بينما كانت تفكر في داخلها، “من الذي لا يعرف المعنى هنا؟“
ومع ذلك، قررت أن تشرح بلطف لهذا الغبي.
“أعلم. الكبار هم من يتحملون المسؤولية عن كلماتهم وأفعالهم،
أو أولئك الذين يستحقون الاحترام.”
اتسعت عينا الجندي.
يبدو أنه أدرك أخيرًا ما كانت تحاول قوله.
“أنتِ……ايتها الوقحة……”
“أوه، يبدو أنني سأكون متأخرةً عن لقاء الكاهن.
إذا أردت أن تضربني، فلتجرب.”
نظرت إليه روكسيلين ببرود بينما رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها.
ارتعش الجندي وتراجع قليلاً.
“إذا ضربتَني، سأحرص على أن لا تستخدم يدك أو جزءً جسدك الذي ضربتني به مرة أخرى.”
“تبًا، أيتها الفتاة القذرة……اغربي عن وجهي!”
انفجرت روكسيلين في الضحك على تراجعه الفوري.
“أنت……كرجل، لا تملك حتى أدنى كرامة.
لماذا لا تقطع ما بين ساقيك؟“
ابتسمت روكسيلين بسخرية واكملت كلماتها.
“حسنًا، على أي حال،
يبدو أنني انا ايضاً لا أستطيع أن أصبح امرأة ذات كرامة.”
“سأقتلكِ حقًا، أيتها ال……”
قفزت روكسيلين بخفة،
وفي لحظة واحدة تباعدت المسافة بينها وبين الجندي بسرعة.
‘القوة شيء رائع.’
شعرت وكأن كل الخوف والرهبة قد تلاشت.
بابتسامة رضا، دخلت روكسيلين بهدوء إلى المكان الذي يتواجد فيه الكاهن.
_______________
احبها ماتتغير حتى وهي بجسم ثاني😭😭😭😭😭😭
شلون بنكمل الفصول بدون ارما وزيرتي 😕
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: دانا.
~~~~~~
End of the chapter