The Baddest Villainess Is Back - 128- التشابتر الجانبي الثامن
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- The Baddest Villainess Is Back
- 128- التشابتر الجانبي الثامن
استمتعوا
لو كان قد رفضها كعادته لكان كل شيء قد انتهى،
لكنه شعر بالضجر من إصرارها الذي لم يتغير في ذلك اليوم.
“هل تحبينني لهذا الحد؟ لا أذكر أنني قدمت لك شيئًا مميزًا.”
أجابت بصوت خافت، وكأنها تتذكر:
“قد لا تتذكر، لكنك ساعدتني عندما فقدت منديلي في أول حفلة ظهوري في المجتمع.”
شعر بشيء من الانزعاج عند سماعها تقول ذلك،
فهو لم يتعامل عادةً بتهذيب مع الناس،
لكنه في تلك اللحظة قرر منحها فرصة لتجنب الحقيقة القاسية.
“حتى لو تزوجنا، لن أستطيع أبدًا أن أحبك، لا أفقه شيئًا عن الحب. ستقضين حياتك وحدك في ذلك القصر الكبير.”
مدّ يده ببطء نحو خدها، واقترب منها حتى كاد أن يلامس أنفها، متحدثًا بصوت رقيق، لكن ملامحه بقيت جامدة.
غاب عنها ابتسامته المعتادة، ففوجئت وفتحت عينيها على وسعهما.
“لن تجدي شيئًا مما تتوقعينه.
ستدركين لاحقًا أنك كنتِ أفضل لو بقيتِ كما أنتِ.”
مسح خدها بإبهامه ببطء،
ولاحظ كيف احمرّت بشرتها رغم جفاف ملامسته.
كان ينظر إليها كما لو كان مراقبًا،
وهو بالفعل عاش عمرًا طويلاً كمراقب للبشر.
بالنسبة له، كانوا كالنمل.
“الماركيز…؟“
“إذا كنتِ مستعدة لهذا، فلا بأس. كنت بحاجة لمن يرعى القصر أثناء غيابي، لكن لن أستطيع منحك شيئًا مما تطلبين.”
رغم أن جوابه لم يكن حبًا، ابتسمت بسعادة غامرة.
وفي آخر يوم من تلك السنة، تزوجا وسط ضجة في المجتمع.
“هل ستخرج اليوم أيضًا؟“
“أجل، لدي عمل. قد أغيب لأيام، فلا تنتظريني.”
“حسنًا.”
لم يكن يزعجها فعليًا، لكنه كان مشغولاً بأعماله التي كانت تستدعي سفره كثيرًا، فتقلص اهتمامه بها.
كانت تستقبله بابتسامة كلما عاد،
وتدير شؤون القصر كما وعدت، لكنه لم يظهر اهتمامًا كبيرًا.
ورغم أنه كان يمضي وقتًا مناسبًا معها حين يرغب،
إلا أنه لم يكن مهتمًا.
احتياجاته كانت تتجاوز المتع البشرية،
فاهتماماته كانت في الحروب والمعارك.
أصبح غيابه عن القصر أكثر من وجوده،
ومع الوقت بدأت ابتسامتها تتلاشى شيئًا فشيئًا.
“لقد حذرتكِ سابقًا أنك قد تندمين على هذا.”
علاقة سطحية تكفي لإجراء حوارات عابرة،
دون كشف أي مشاعر حقيقية.
“هناك حفل في العاصمة،
ويبدو أنه ينبغي عليَّ الحضور. هل لديكِ وقت؟“
“نعم، بالطبع.”
كانت تشعر بسعادة كبيرة لأي اهتمام بسيط يبديه نحوها،
حتى لو كان فقط يلمس خدها أو يتحدث بلطف.
ورغم حضورها الحفل معه، كان مشغولاً بمناقشات مع الشخصيات المهمة، وهي تتبعه دون أي دور يُذكر.
وبينما كانت الحياة تسير بينهما بشكل طبيعي، حدثت مأساة.
كان والداها من عائلة هايد قد لقيا حتفهما في حادث عربة.
ولأن علاقتهم العائلية كانت قوية،
كانت تتلقى الدعم من عائلتها رغم اعترافاتها العاطفية العديدة.
قرر ‘جيرون‘ الذهاب معها لأداء واجب العزاء، ورغم انشغاله، رافقها لفترة قصيرة ثم عاد لأعماله.
عادت بعد نصف عام إلى القصر،
وبدأت تطلب منه البقاء معها لفترات أطول.
“أنا مشغول، لا أملك وقتًا لأقضيه في أحاديث عابرة.
إن لم تتأقلمي، يمكنكِ العودة إلى عائلتك.”
“أحتاجك، وليس الأمر فقط بشأن العائلة.”
“قلت لكِ قبل الزواج، لن أستطيع تلبية ما تطلبين.”
“لست أطلب الكثير، فقط عدة أيام.”
بهدوء، أزاح يدها التي كانت تمسك به.
“حذرتكِ أن هذا اليوم قد يأتي.”
“…”
“لا تزعجيني، فأنتِ لم تكوني مصدر إزعاج لي من قبل.”
منذ البداية، كان يعلم أنها ستندم في نهاية المطاف.
وبالفعل، شعرت باليأس.
لم يكن مخطئاً في توقعه، فلا يوجد إنسان لا يشعر بالإنهاك.
ربما شعر بنوع من الانتصار الوضيع في تلك اللحظة، إذ كانت ملامحها السعيدة دوماً قد تشوهت كأنها تواجه الواقع لأول مرة.
“…كان ذلك صحيحاً، أعتذر.”
منذ ذلك اليوم، لم تقترب منه مجدداً.
توقفت عن طلب أي شيء منه، وتلاشت ابتسامتها عندما تراه.
لم تطلب أن يتناول الطعام معها، ولا أن يقضيا وقتاً معاً، ولم تعد تطلب منه حضور الحفلات، ولم تطلب منه أن يبقى بجانبها.
كانت تحضر المناسبات التي يجب على الزوجة أن تحضرها،
ولم تهمل إدارة القصر.
بدا أنها أدركت الواقع وابتعدت.
لم يكن يمانع في ذلك.
كانت هناك مسافة مناسبة بينهما،
وفي حال تحدث معها كانت تجيبه بكلمات مقتضبة.
ومع مرور الوقت، واعتاد كل منهما على تلك المسافة،
بدأت البلاد تضطرب.
سرقت معلومات وتقنيات من عدة عائلات نبيلة بواسطة جواسيس، وظهرت منظمة غريبة تدعى ‘ماكروكسا.’
أصبحت الأوضاع في الإمبراطورية مزعزعة،
حتى بدأت بعض العائلات الكبرى بالتدهور.
انتشرت أضرار بسبب وحوش غريبة، وأصبحت القرى تحترق بشكل غير مبرر، وبدأت البلاد على وشك الحرب مع كالوتا.
كان الأمر مثيراً بالنسبة له،
إذ أن الحرب ستجعله يشارك فيها حتماً.
شعر بإثارة لم يعهدها منذ مدة طويلة،
فالحياة تصبح مملة بالنسبة له بعد العيش الطويل.
في تلك الفترة، بدأت المعارك الصغيرة والكبيرة تشتعل، واستُدعي عدد من النبلاء للمشاركة، وكان من بينهم الشاب من عائلة هايد، شقيقها الصغير، الذي قتل في إحدى المعارك.
في ذلك الوقت، بدأت تنتشر عدوى غامضة، وعلم بإصابة “
‘سيلينا‘ بها عندما تلقى تقريراً أنها سقطت وهي تسعل دماً.
عندما عاد إلى القصر، بعد أن هدأت الأوضاع قليلاً في الجبهة، وجدها ممدة على السرير بملامح شاحبة.
“سيلينا، هل أنت بخير؟“
“…نعم.”
كانت قد أصبحت هزيلة، وقد اسودّت المنطقة تحت عينيها.
“لو كنتِ مريضة طوال هذه الفترة، كان عليكِ استشارة الطبيب، لماذا تركتِ الأمر حتى وصلتي إلى هذه الحالة؟“
“كنت مشغولة.”
“…مشغولة بماذا لهذا الحد؟“
“ماركيز، يقولون إن هذه عدوى، ماذا لو أُصبت بها أيضاً؟
الأفضل أن تذهب للقيام بأعمالك، أليس لديك الكثير منها؟“
“لا أخشى الإصابة.”
لم يكن يخشى الأمراض البشرية التافهة.
أدارت رأسها بصمت وأغلقت عينيها.
“حسناً… انتظري قليلاً.
سمعت أن هناك طبيباً اكتشف علاجاً، سأحصل عليه.”
“لا بأس، سأتناول الطعام جيداً وأرتاح، وسأتعافى قريباً.”
حتى بعد عودته، كانت ترد عليه بصوت جاف دون أن تنظر إليه.
“لا تَجعلي مني قاتلاً لزوجتي، انتظري العلاج على الأقل.”
“ألا يمكنك إعطاء الدواء لأخي بدلاً مني؟ وصلتني رسالة تفيد بأن حالته الصحية ليست جيدة والوضع في الحرب سيء.”
توقف ‘جيرون‘ فجأة، متجهاً نحوها، عابساً.
كان قد تلقى خبر وفاة شقيقها منذ وقت قريب.
“سيلينا، شقيقك…”
فتح شفتيه محاولاً التحدث لكنه تراجع عن ذلك، ثم استدار.
‘لقد تدهورت حالتها كثيراً.’
كان الحصول على العلاج أولويته.
لكن العلاج الذي أحضره لم يدخل فمها أبداً.
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter