The Baddest Villainess Is Back - 127- الفصل الجانبي السابع
استمتعوا
في لحظة ما، تسلل ‘جيرون ويلبريد‘ إلى هذا العالم.
لم يكن من الصعب أن يتقمص دور ابن لشخصٍ ما، فقد قام بذلك مراتٍ عديدة، مكرراً نفس العمل الممل والمضجر…
لكنه كان في الوقت نفسه تسلية غير سيئة.
الصعوبة كانت فقط في التكيف مع تغييرات الآخرين ومواكبة وتيرة نموهم بنفس الإحساس.
دخل جيرون إلى مدرسة تُعرف عادةً بالأكاديمية،
وأعاد دخول هذا العالم الممل التقليدي مرة أخرى.
كان يعرف جيداً كيف يختار موقفاً يمنعه من خلق أعداء،
ليعيش حياة هادئة ومستقرة.
كان عليه أن يكون ودوداً، مألوفاً، ولطيفاً،
ولم يكن ذلك بالأمر الصعب.
في وسط هذا الروتين الممل، كان يجد متعةً قليلة في اكتشاف جوانب جديدة من شخصية البشر.
وأحياناً نادرة، كان يقابل إنساناً يعجبه،
مما جعله يستمر في هذه التسلية المملة بين حين وآخر.
وتذكر جيرون ويلبريد.
تذكر تلك الفتاة الصريحة الواثقة التي التقاها في الأكاديمية،
تلك التي كانت جريئة وتتصرف بطريقتها الخاصة.
“مر، مرحباً، ويلبريد.”
“آه، طاب مسائك.”
كانت فتاة أصغر من المظهر الذي يتقمصه ببضع سنوات،
تعبر بجسدها بالكامل عن إعجابها به بشكل لا يمكنها إخفاؤه.
“هل رأيتها في حفلة ديوتانت؟“
تذكر جيرون عائلتها، وابتسم وهو يقول،
“انسة الكونت هايد.”
“آه… نعم. اسمي سلينا هايد. لقد رأيتك في صف الآداب من قبل… هل يمكنني مرافقتك إذا كنت متوجهاً إلى هناك؟“
لم يكن من الصعب على جيرون ملاحظة أن هذه الفتاة الشابة تشعر بالإعجاب نحوه.
لم يكن لديه أي نية خاصة، فهو لم يكن سيئاً كخطيب.
فهو سيحمل لقب الماركيز، ونتائجه في الأكاديمية لم تكن سيئة، وشخصيته كانت هادئة، لم يكن مغروراً أو غير مهذب، وكان سريع البديهة، لذا لم يكن من المفاجئ أن يجد من يتودد إليه من أقرانه في هذا العمر.
“يمكنك فعل ما يناسبك.”
مرة أخرى، لم يكن له أي نية خاصة.
في هذا العمر، كان من الطبيعي أن يتودد الشبان والشابات النبلاء لبعضهم في الأكاديمية.
“أمم… أنا، أنا معجبة بك.”
لذا لم يكن جيرون مندهشاً عندما تلقى هذا الاعتراف.
فليس الأمر جديداً عليه…
“آسف، لا أرى الآنسة هايد بهذا الشكل.”
وكان يعرف جيداً كيف يرفض بلطف وبوضوح، مبتسماً.
عادةً عندما يرفض، لا يتكرر الطلب.
فبعضهم يشعر بالحرج ويبدأ بلومه من بعيد، أو يهرب،
أو يتجنب رؤيته مرة أخرى، ولم يكن يشعر بأي أسف.
فعدا عن كونها صريحة وشخصيتها تتسم بالوضوح في التعبير،
لم يكن هناك شيء مميز حقاً.
“أليس كذلك؟ شعرت بذلك.
فأنا لا أمتلك ما يميزني مقارنةً بك، ويلبريد.”
“ليس الأمر كذلك تماماً…”
“في المرة القادمة، سأعترف لك وأنا امرأة أكثر روعة!”
كان هذا جديداً بعض الشيء.
بدلاً من أن تبكي أو تصرخ أو تستدير لتغادر،
قالت ذلك بابتسامة محرجة، معبرة عن حرجها بصدق.
حتى عندما أدارت الفتاة ظهرها وسارت بسرعة، كانت دموعها تنساب على خديها، لكن كلماتها الجريئة بقيت في ذاكرته.
بعد ذلك، استمرت بالاقتراب من ‘ويلبريد‘ ومشاركته الدروس وكأنها لم تعترف له قط.
كان تعبيرها محايداً إلى درجة تجعله يتساءل أحياناً عما إذا كان اعترافها قد حدث حقاً.
كانا يتناولان الطعام معاً أحياناً، ويحضرون بعض الدروس سوياً، لكنها لم تثقل عليه كما كانت تفعل الأخريات؛ لم تكن تحضر له باقات الزهور أو تطلب منه الاهتمام الذي كانت تسكب عليه بكل تلقائية.
لذا، شعر ‘ويلبريد‘ في قرارة نفسه بالارتياح لأنها على ما يبدو قد تخلت عن مشاعرها نحوه.
ومع ذلك، في أحد الأيام عندما ترقى إلى الصف الأعلى،
وقفت أمامه بابتسامة مجدداً وقالت،
“ويلبريد! لقد حصلت على المركز العاشر في الاختبار الأخير!”
“أوه، تهانينا. يبدو أن جهدك قد أتى ثماره.”
“أحبك، ويلبريد. هل تود أن تخطبني؟
يمكنك الحضور فقط دون التزامات كبيرة…”
“ألا تعتقدين أن اعترافك هذا مفاجئ للغاية؟
كنا نتوجه لتناول الغداء.”
“حاولت أن أفاجئك في لحظة لا تتوقعها.”
“آسف، لكن جوابي لا يزال كما هو.
لا أستطيع أن أكون مع أحد، ولا أستحق حبك.”
كان رده دائماً رفضاً، ولم يكن ذلك أمراً مستغرباً.
كانت بالفعل شخصية مريحة ويسهل الحديث معها، وكانت من أهدأ وأقرب الأشخاص إليه، لكن هذا لم يكن يعني الحب.
أساساً، لم يكن ‘ويلبريد‘ يعرف مشاعر الحب أو العاطفة جيداً.
لقد جرب الزواج مرات عدة أثناء تنقله هنا وهناك، لكن علاقاته الزوجية لم تكن تدوم طويلاً، وغالباً ما كانت تنتهي بالانهيار.
كان ‘ويلبريد‘ يفتقر إلى الاهتمام بالعواطف الرومانسية أو الحب، بل كان أكثر اهتماماً بالقتال والتحديات والشخصيات المثيرة.
لم يكن بوسعه أن يحب البشر؛ كان يرى العلاقات معهم شبيهة بعلاقته مع الحيوانات الأليفة، لا تصل إلى عمق المشاعر الحقيقية.
لذا، لم يرغب في إنهاء علاقته اللطيفة معها تحت اسم ممل كالحب.
متى كان الاعتراف التالي؟ بعد عام، في يوم تخرجه من الأكاديمية.
حتى بعد رفضها، لم تتغير علاقتهما،
حيث عادت هي وهو إلى الحياة اليومية كأن شيئاً لم يحدث.
ومع ذلك، في يوم التخرج،
عادت ووقفت أمامه مع باقة كبيرة من الزهور.
“مبارك التخرج، ويلبريد.”
“يبدو أنك لن تناديني أبداً بلقب ‘سنباي‘.”
“لا أريد أن أنادي الشخص الذي أحبه بهذا اللقب. لذا، بما أنك لا ترغب في مواعدتي أو خطبتي، ما رأيك بالزواج بي؟“
“آه، ظننت أن هذه الاعترافات قد انتهت.”
“لن تنتهي أبداً. فأنا أكره الاستسلام،
يجب أن أبذل قصارى جهدي، حتى لو كان ذلك اعترافاً.”
في تلك اللحظة، كان روحها المثابرة كافية لجعله عاجزاً عن الكلام.
نظر ‘ويلبريد‘ إلى باقة الزهور الكبيرة بين يديه، ثم ابتسم وقال،
“شكراً لك على تهنئتي بالتخرج. لكن… أنتِ تستحقين أفضل مني. لقد أخبرتكِ من قبل، لو تزوجتِ بي، لن تكوني سعيدة، وفي النهاية ستندمين. أنا أستمتع بعلاقتنا كما هي. اليوم، رفضي لاعترافك هو من أجل سعادتك. وأقدّر مشاعرك.”
كان يبدو أنه قد قدم رفضاً صادقاً أكثر من أي وقت مضى.
وكأنها فهمت الأمر، لم تعترف له في السنة التالية.
بالطبع، كانا يتبادلان الرسائل أحياناً، لكن بشكل نادر،
وكانت مجرد رسائل للاطمئنان على بعضهما، لا أكثر.
اعتقد أنه قد تخلت عن محاولاتها.
ولكن في مناسبة أخرى، عندما ذهب ليعيد لها التهنئة على تخرجها بعد أن دعته، تلقى عرض زواج طويل ومفاجئ.
“ويلبريد! تزوجني، سأحرص على ألا تتكبد أي عناء بشأن الأمور الداخلية للعائلة وسأبذل قصارى جهدي لتوفير الراحة لك!”
كانت تقدم له شهادة تخرجها وخاتمها، مما كان كافياً ليثير دهشته ويجعله يقف متجمداً وهو يمسك الزهور التي أحضرها.
استغرق الأمر منه وقتاً طويلاً للعثور على كلمات الرفض في ذلك اليوم.
حتى بعد ظهورها في المجتمع، لم يتغير الأمر كثيراً.
كان على ‘جيرون ويلبريد‘ أن يحضر أغلب الحفلات،
وكانت هي تحرص على الحضور أيضاً أينما ذهب.
وفي أحد الأيام، بدأت تعترف له في كل مرة يلتقيان فيها.
“تهانينا على حصولك على لقب الماركيز،
هل نغتنم الفرصة ونتزوج؟“
“هل يمكن ألا تعاملي الاعتراف كأنه مجرد دعوة لتناول مشروب؟ سأرفض كما أفعل دائماً.”
أصبح اعترافها ورفضه أمراً طبيعياً.
لم يتلقَ من قبل اعترافات مستمرة بهذه المثابرة طيلة تجواله في العالم.
وفي أوساط المجتمع، بات الجميع يتساءلون: متى سيقبل ‘جيرون ويلبريد‘ عرض الآنسة من عائلة هايد؟ كلاهما تلقى عروض زواج من عدة عائلات مرموقة، لكنه رفض جميعها.
مرت سنوات، حتى وصل كلاهما إلى نهاية عمر الزواج المثالي تقريباً.
“مساء الخير، ماركيز.”
كانا قد أصبحا بالغين ناضجين، وابتعدا عن مظاهر المراهقة.
كانت قد قابلته لأول مرة وهي في الثالثة عشرة، وتخرجت في السادسة عشرة، وأصبحت الآن في الحادية والعشرين.
“هل أتيتِ لتعترفي مجدداً؟ يبدو أنكِ لا تشعرين بالملل أبداً.”
“الملل من الشخص الذي أحبه هو الأمر الغريب، أليس كذلك؟“
اتكأت على حاجز الشرفة،
ونظرت إلى السماء بابتسامة قبل أن تقول،
“اليوم… جئت لأقدم اعترافي الأخير. والدي قال إنه لا يمكنني المحاولة بعد هذا العام، لذا، إزعاجي لك سينتهي اليوم.”
“حقاً…”
ماذا كان يفكر حينها؟ هل شعر أخيراً بالتحرر؟
أم أنه تفاجأ بدموعها، التي لم تظهر أمامه من قبل؟
“أحبك، ماركيز.”
“….”
أم أنه شعر بالانزعاج والغضب،
لدرجة أنه نادراً ما تأثر بعواطفه بهذا الشكل؟
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter