the archduke's flower is in jeopardy - 19
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- the archduke's flower is in jeopardy
- 19 - مساحة مخصصة لوحدهما فقط
“هذا أمرٌ غيرُ مقبول!”
كان الرجلُ الذي يقف على منصة الاتهام يُحَدقُ في القاضي بعينينِ مُحتَقنتينِ بالدماء ، لقد كان البارون دوغلاس، الذي جمع ثروةً من تصديرِ المحاصيل التي تم حَصادُها في ممتلكاته.
“تم إقرار ُقانونِ إلغاء العبودية، وتم بالفعل إدراجُ حظرِ العبودية في الدستور الإمبراطوري، ومع ذلك، ألم تُتَاجر بالعبيد بشكلٍ صارخ تحت ستار أعمالكَ تجارية؟”
“إنهم ليسوا عبيدًا، إنهم موظفون!”
“يالكَ من وقح، على الرغم من عدم وجود سجلٍ لدفع الراتبِ المُناسب للموظفين، علاوةً على ذلك، فإن الدفتر المكتشف يُسَجِلُ بشكلٍ واضحٍ بيع المحاصيل الزراعية وكذلك الاتْجَار بالبشر، ايضا هنالك شهاداتٌ من أشخاصٍ هربوا من المزرعة، فهل ستستمر في إنكارِ ذلك؟”
أبقى البارونُ دوغلاس فمهُ مغلقاً في وجه الأدلة الدامغة، وكان لا بُدَ من الاعتراف بجريمتهِ ، ولكن كان لا بُدَ له من محاولة تخفيفِ العقوبة بطريقة أو بأخرى، لقد جمعَ الكثير من المال على مَرِ السنين، ولكن لم يستطعْ أن يترك الأمر يَمُر بهذه الطريقة.
“…كنتُ مخطئاً ، لقد تصرفت ُبحماقة على أمل الحصول ولو على القليل من العَمالةِ الرخيصةِ ، رجاءاً كُن لطيفاً معي، سوف أتبرعُ بكل الأموال التي كَسبتُها بشكلٍ غيرِ قانوني”
غَيَرَ البارونُ دوغلاس موقفهُ ، اختفى غضبهُ السابق ظَهرت الدموع في عينيه وطَلب رحمة القاضي.
ومع ذلك، فإن مثل هذه التكتيكات السطحية لم يكن لها أيُ تأثيرٍ على الأرشيدوق إليوس، أقسى قاضٍ في الإمبراطورية.
“حتى لو لم تَقل ذلك، كنا نخطط لمُصادرة الممتلكات التي تم جمعها بشكلٍ غير قانوني، ليس هناك فائدةٌ من الجدال أكثر من ذلك، لذلك سأصْدرُ الحُكْم”
كانت محاكمة أحدِ النبلاءِ الأثرياء الذي كان يتاجر بالعبيد بشكلِ غير قانوني تَتصدر عناوين الأخبار كل يوم، وكان الجميع في قاعة المحكمة ينتظرون بفارغِ الصبر نتيجة المحاكمة.
“لقد تخلى البارون دوغلاس، الذي انتهك الدستور الذي يضمنُ حقوق الإنسانِ الأساسية من خلال تجارة الرقيق، عن الالتزام الأخلاقي للنبلاء، سيتمُ مصادرة جميعِ ألقابه وأقاليمه، كما سنقومُ بمُصَادرة الممتلكات التي كسبها بشكلٍ غير قانوني وإعادتها إلى المجتمع”
“كلام فارغ!”
سقط البارون دوغلاس على الأرض ممسكًا بشعره، وعلى الرغم من عدم حِرمَانهِ من حرية الحركة، فقد تمت مُصَادرةُ ألقابه وممتلكاته، لذلك حتى لو لم يعد نبيلاً فحسب، فلن يتمكن من العيش.
نزل كايرون من مقعد الحُكْم دون أن ينظر حتى إلى البارون دوغلاس.
وأثناء خروجه من المحكمة، اقتربَ منه أحدُ الحاضرين وأخبره بالخبر.
“صاحب السمو، قال السيد غريغوري أن لديه شيئًا عاجلاً ليُخبركَ به”
“شئٌ ما؟”
“قال أن اللورد شيد من دوقية هيلبورن موجود حاليًا في مقر إقامة الدوق الأكبر.”
رُفِعَتْ حواجب كايرون على كلمات الخادم.
أنا متأكد من أنني أخبرتهُ بألا يهتم بالدوقة..
تجمد الخادمُ الذي بجانبه من التوتر عند رؤية تعبير الدوق عن الغضب البارد.
“دعنا نذهب، في اسرع وقت ممكن”
أعطى الدوق الأكبر، الذي ركب العربة، الأمر بصوت حاد؛ ارتجف الخادم وأومأ برأسهِ بسرعة.
كان وجهُ كايرون خاليًا من التعبير وهو ينظر من النافذة وذرَاعَاهُ مُتقاطعتين. ومع ذلك، ضغط إصبعه السبابة علي ذراعه، وكأنهُ لا يستطيع إخفاء عصبيته.
.
.
.
وصلت عربة الدوق، وهي تسير بشكل أسرع من المعتاد، إلى مقر إقامته، بمجرد أن فتح الخادم الباب، خرج كايرون من العربة وسار نحو المدخل.
“اهلاً بعودتك يا صاحبَ السمو”
أثناء تَلقيهِ تحيات الموظفين المُصْطَفين، وجد كايرون إديل واقفةً أمامهُ ، وشيد يقفُ بجانبها أيضًا.
عندما رأى الاثنين يقفانِ جنبًا إلى جنب، تَجعدَ جبينُ كايرون، كما لو أنه لا يستطيع إخفاء انزعاجه.
عندما رآهُ شيد يُحدِقُ به هكذا، لَوح بيده بابتسامةٍ غير طبيعية.
“هل أنتَ هنا؟ لماذا تأخرت؟”
“… لم أكن لأدعوك أبداً”
“هاها، لقد أحضرتُ لك سراً هدية زفافٍ مُفَاجِئة”
على الرغم من أنه كان يتوقع ذلك، إلا أن شيد قدم عُذرًا بنظرةٍ مُحيرةٍ على وجهه لأنه بدا أكثرَ برودةً بكثير.
إديل، التي تَرددت للحظة بعد رؤية التيار الخفي بين كايرون وشيد، فتحت فمها بصوت حذر.
“لقد جلب لي شيد هديةً ثمينة، العشاء جاهز، فما رأيك أن نتحدث أثناء تناول الطعام؟”
نظر كايرون إلى تعبير إديل وأومأ برأسهِ على مَضض عندما رأى الابتسامة المُحرَجة على وجهها.
“حسنًا، لندخل إلى الداخلِ اولا”
بينما كان كايرون على وشكِ المُضِي قُدمًا، استدار ومدَ يده إلى إديل، بعد أن ترددت للحظة بسبب تصرفه المفاجئ، أمسكت بيده.
أمسك بيد إيدل وسحبها إلى جانبه، وأبقى كايرون عينًا حادة على شيد الذي كان يقف خلفهما.
ارتَعدت أكتافُ شيد من النظرةِ التي في عينيه والتي حذرته بوضوحٍ من عدم الاقترابِ أكثر من اللازم.
‘هل هذا هو الدوق الأكبرُ الذي أعرفه…؟’
نَظر شيد بصراحة إلى الاثنين الذين يسيران امامه مع نظرة ذُهول على وجهه.
يبدو أن الشخص الذي يتمتع بالعديد من الجوانبِ المدهشة ليس الدوقية الكبرى المرتقبة… بل الدوق الأكبر.
ابتسم عند رؤية صديقه هكذا للمرة الأولى وهز رأسه، ساروا نحو قاعة الاحتفالات بخطىً بطيئة، مع الحفاظ على مسافة معينة بينهم.
***
“أحضَرَ لي شيد كتاباً قديماً وثميناً كهدية زفاف، هو النسخةُ الأصلية المطبوعة بخط المؤلف”
ابتسمت إديل بهدوء كما لو كانت شاكرة لهذه الهدية.
رأى شيد، الذي كان يبتسم لها، النظرة التي تشبه السكين مُوجَهة نحو وجهه وخَفض زوايا فمه بشكلٍ خَفي.
لمسَتْ السكين طبق كايرون بصوت “تشانغ”،لقد كان صوتًا صغيرًا لا يمكن لأحدٍ سماعه إلا إذا كان يركز بشدة، لكن شيد، الذي أصبح حساسًا لأي شيء بسبب وضعه، سَمِعه بوضوح.
شَحب وجهُ شيد للحظة عند سماعه الصوت الذي يجب أن يكون قد صدر عمداً من الدوق الأكبر، الذي عادةً ما يستخدم آداب تناول الطعام بكل أناقة ومن دون إصدار أيِ صوت.
تَشكل العرق البارد على جَبين شيد لأنه شعر كما لو أن السكينَ في يد كايرون سوف يطير نحوه في أي لحظة.
“كتابٌ قديم… يبدو أن مكتبة الدوق قد سُرِقت، شَعْرُ الدوق هيلبورن سيصبح رمادياً بشكلٍ كامل”
سَألتْ إديل، التي فهمت المعنى الكامن وراء كلماتهِ الساخرة، بوجه قلق.
“يا إلهي… هل سيكون تَلقي هذه الهدية مصدر إزعاجٍ للدوق ؟”
“مُطْلَقاً، كما أعطاني والدي الإذن، علاوةً على ذلك، فهي هديةٌ للاحتفال بزواج الدوق الأكبر، حتى لو أعطيتكِ مكتبة أبي بأكملها، فلن تكون كافية”
على الرغم من أن شيد أثار ضجةً حول هذا الأمر، إلا انهُ لم ياخذ اذنَ الدوق في الحقيقة، شخر كايرون عندما لاحظ أن عيون شيد اهتزت قليلاً.
لم يعجبهُ الصديق الشبيه بالثعلبَ الذي كان يَتملقُ الدوقة الكبرى المستقبلية، لكن عندما رآهُ يتنهد بارتياحٍ بجانبه، قرر عدمَ استجوابه أكثر من ذلك.
“بالمناسبة، الى اين ستذهبانِ لقضاء شهر العسل بعد الزفاف؟”
غَيرَ شيد الموضوع، مُتَجنبًا نظرة الدوق الأكبر الذي كان لا يزالُ يُحَدق به بعيون مُستنكرة.
“شهر العسل؟”
اتْسَعت عيون إديل عندما سمعت كلمة شهر العسل، ورغم أنها كانت تستعد لحفل الزفاف، إلا أنها لم تفكر في شهر العسل الذي سيعقب حفل الزفاف، لأنه زواج عقد..
“مع تَوسِعة خط السكة الحديدية، يمكنك الآن الوصول إلى معظم مناطق المنتجعات بسرعة دون الحاجة إلى ركوب عربة، أعتقد أن منطقة الينابيع الساخنة في لابلاند أو جُزر أندروس مع منتجعاتها الشاطئية ستكون جيدة أيضًا”
بالنظر إلى وجه إديل، التي يبدو أنه ليس لديها أيُ فكرة عن وجهة للسفر، قدم شيد مكانًا لقضاء العطلات للنبلاء.
“أنتم مدعوون أيضًا لزيارة المنزل الريفي في دوقية هيلبورن، إذا أتيتما، فسوف أقوم بإخلاء القصر بكل سرور.”
“هذا يكفي”
قال كايرون بوضوح، على الرغم من أنه قال إنه سَيُخلي المنزل الريفي، إلا أن السبب في ذلك هو أنك لا تعرف أبدًا متى قد يقوم هذا الرجل ذو المظهر المؤذي بزيارةٍ غير متوقعة.
وكما هو متوقع… ضحك شيد لأنه تَوقعَ رفضَ العرض الأخير.
“في الواقع… لم يسبق لي أن ذهبت برحلة.”
“لم تذهبي في رحلةٍ من قبل؟”
تفاجأ شيد باعتراف إديل وسأل مرة أخرى، نظر إليها كايرون أيضًا بعيون محتارة.
“من الصعب السفرُ بمفردي… يجب أن أسافر مع عائلتي، لكنني لم أقم برحلة عائلية من قبل”
ابتسمت بمرارة، عند هذا المنظر، تعمقت عيون كايرون كما لو كان يفكر في شيءٍ ما، نَظر شيد بنظرة حزينة ثم أشرق عمداً.
سأل بصوت منخفض.
“هل تريدينَ الذهاب؟، هل هنالك مكان لطالما أردتِ الذهابَ إليه؟”
فكرت إديل في سؤال شيد للحظة وأجابت بصوت منخفض.
“هممم… البحر، لم أرهُ من قبل، أريد أن أرى البحر، وهو ما لم أره إلا من خلال الخرائط والكتب”
صَفَّق شيد يديه على كلماتها.
“هذا جيد، بما أن دوقية إليوس تمتد على طول الطريق حتى نهاية البحر، أعتقد أنه سيكونُ من الجيد القيام بجولة في المنطقة والذهاب في شهر عسل في دوقية إليوس”
أشْرَقت بشرةُ إديل عندما سمعت أنها تستطيع رؤية البحر الذي لطالما أرادت رؤيته.
علاوة على ذلك، أرادت زيارة دوقية إليوس أيضًا، في الآونة الأخيرة، أثناء تَوليها العمل الإداري القادم من الإقليم، أرادت أن ترى الحياة الفِعليةَ لسكانِ الإقليم.
حَدَّق كايرون في عيونها الخضراء الفاتحة التي كانت مُفعَمةً بالحياة ومليئة بالترقب.
“إذا كنتِ تريدين، لنفعل ذلك”
أومأت برأسها بابتسامةٍ على وجهها بعدما حصلت علي موافقة الدوق، ابتسم كايرون بارتياح عندما رآها تبدو مُتحمسة كطفلة على وشك الذهاب في نزهة.
‘شهر العسل……’
في الواقع، كان هذا موضوعًا لم يفكر فيه كايرون أبدًا، لأن كل الأشياء الكبيرة والصغيرة اللازمة لإقامة حفل الزفاف كانت خارجَ اهتماماته.
بالنسبة له، كان عقدُ الزواج هذا لمصلحته الخاصة فقط، بعد كل شيء، هذا هو الزواج الذي يتم بسبب المصالح المُتبادلة.
حتى لو كان متعجرفًا، فإن ما كان يتوقعه هو أن يأخذها الي حضنه بطريقةٍ قانونية تمامًا، لإشباع هذا الشوق الموجه نحوها بشكل أعمى لدرجة أنه اصبح وضيعاً ومُبتذلاً .
اعْتَقَدَ أنهُ كان عليه…
شعرَ بإحساس غريب عندما نظر إلى عيون السيدة المشرقة ذات الخدود المتوردة.
لقد كان شعورًا مُعقدًا بالرغبة في تحقيق توقعات تلك العيون والرغبة في أن تستمر تلك العيون في النظر نحوه.
“ليس سيئًا أن تأخذ استراحة قصيرة”
كان كايرون غارقًا في أفكارهِ وهو يفرك تحت ذقنه.
وقبل أن يعرف ذلك، كان عقله مشغولاً بالتفكير في المكان الذي يمكنهُ فيه رؤية أجمل إطلالة على البحر في دوقية إليوس.
قبل كلِ شيء، كان يجب أن تكون مساحة لنا نحن الاثنين فقط دون تدخل أي شخص… مكان يمكننا فيه التركيز بشكل كامل على بعضنا البعض.
“سيكون هذا مكانًا جيدًا”
بدا كايرون راضيًا كما لو أنه فكر في مكانٍ مناسب، ودعا غريغوري إلى مكتبه بعد العشاء.
اتْسَّعت عيون غريغوري في مفاجأة عندما سمع تعليمات الدوق الأكبر، لكنه أومأ بعد ذلك.
“نعم، سأقوم بتجهيزه كما طلبت”
فرك غريغوري مؤخرةَ رقبته بكفه، متذكرًا موقع شهر العسل حيث أمر الدوق الأكبر بإعداد جميع الاستعدادات مسبقًا.
“سمو الدوق الأكبر… اتخَذَ قراره”
شَعرَ بتصميمٍ حازمٍ على تخصيص الوقت لكليهما فقط دون تدخلِ أحد.
***
قناة التلجرام:https://t.me/+p123HYcjsNxmOWVk