The adopted daughter wants to live in peace - 1
في منتصف الشتاء في احد الشوارع الفقيرة وضعتني أمي في الصندوق الخشبي كالمعتاد وصعدت الى الطابق العلوي مع ضيفها الجديد الذي يرتدي ملابس زرقاء فاخرة.
‘ يبدو أن ضيف الليلة نادر، إذن سأبقى في الصندوق لوقت أطول من المعتاد، لحسن الحظ معي قطعة من الخبز هذه المرة’
دائما ما تحبسني في ذلك الصندوق الكبير الذي يتسع لطفل في العاشرة من عمره كلما احضرت رجلا الى المنزل.
رغم أني في الثالثة من عمري الآن الا اني اتذكر حياتي السابقة، ومع ذلك لا يوجد اي اختلاف بينها و بين حياتي الحالية، ففي كلاهما لم أشعر بدفئ العائلة التي ولدت فيها ، بالإضافة إلى امتلاكي قدرة غريبة التي سببت تعاستي في الماضي وحتى الآن.
في حياتي السابقة كانت عائلتي تدير دوجو والذي تعلمت فيه الفنون القتالية مع اخوتي، أو بالأصح كنت دمية التدرب لاخوتي. الأب الذي لم أناديه ب”أبي” حتى والأم التي تحتقرني وتعاقبني دائما كلما رأتني، كل هذا بسبب أني أملك قدرة غريبة؛ بل أعين غريبة دعيت بسببها بالوحش الملعون.
كنت أستطيع قراءة مشاعر الناس: الحزن، الغضب، الخوف… في البداية لم تكن هذه مشكلة؛ ولكنها أصبحت كذلك عندما اصبحت قادرة على رؤية ماضي الشخص الذي أمامي في لمحة عند الاتصال بالعين، وتتحول عيني الى لون الدم الأحمر عندما تغمرني مشاعري السلبية -في أغلب الأحيان كانت بسبب الخوف من اخوتي- ولهذا كنت غالبا ما أضع عصابة أعين أو نظارة لتغطية عنييّ.
عندما كنت في السابعة عشرة و أثناء عودتي من المدرسة تعرضت لحادث سيارة أدى لوفاتي؛ كانت نهاية بائسة كل ما أتذكره منها هو شعوري بالبرد بسبب المطر الغزير وضجيج الناس و سيارة الإسعاف من حولي مع فقدان بصري شيئا فشيئا….
~~~•~~~~•~~~
عندما فتحت عيناي وجدت نفسي في منزل غريب، كان قديما ومتهالك و بحاجة الى التنظيف، كنت أستطيع رؤية خيوط العنكبوت المتدلية من السقف والكرسي الخشبي المكسور المرمي في أحد زوايا الغرفة المظلمة، النور الوحيد الموجود هو ضوء القمر الآتى من النافذة.
‘ أين أنا؟ ما هذا المكان؟ ‘
‘ أتذكر أني تعرضت لحادث أليس من المفترض أن أكون في المشفى الآن؟’
‘ هذه بالتأكيد ليست مشفى، لأخرج من هذه الغرفة أولا ‘
‘ هاه، لماذا لا أتحرك؟ ولماذا يدي صغيرة هكذا؟ ما الذي يجري؟’
” النجدة! .. هل من أحد هنا؟ ساعدوني.. النجدة! ”
مع أني كنت أصرخ بكل قوتي؛ كل ما استطعت سماعه هو بكاء طفل رضيع، وكلما حاولت قول شيء ما أسمع نفس الأصوات التي يصدرها طفل في أشهره الأولى.
” وااااا… آآآه… ببفبفبب..”
‘ هل أنا من يصدر هذه الأصوات؟ مهلا لحظة… هل أصبحت طفلة رضيعة!’
بينما مازلت أحاول الوضع الذي أنا به الآن فاجئني صوت قوي قادم من الجهة المقابلة
” باااااام”
فتح باب الغرفة بقوة ودخلت امرأة بخطى غاضبة متجهة نحوي وبدأت بالصراخ
” ألم تنامي بعد.. لماذا تستمرين بالبكاء فقط..خذي هذه ونامي الآن.. طفلة مزعجة”
وضعت المرأة الغاضبة لهاية قديمة في فمي وغادرت الغرفة، بالطبع قد أغلقت الباب يشدة لدرجة ان السقف قد اهتز، بمجرد أن غادرت رميت اللهاية المتخة من فمي
‘من هذه المرأة؟ من يضع لهاية مليئة بالتراب في فم طفل رضيع وبهذه القوة؟ شعرت أن فكي سيسقط من مكانه’
وتلك المرأة لم تعد إلى الغرفة تلك الليلة مهما كان صوتي عاليا.
~~~•~~~•~~~
بعد عدة أيام، تقبلت حقيقة أني ولدت من جديد وأدركت عدة أشياء أهمها أن المرأة الغاضبة هي أمي التي أنجبتني، رغم أنها تردد دائما أنها لم ترغب في وجودي إلا أنها مازالت تطعمني وتغير لي الحفاضات كلما بكيت -كل مرة تفعل ذلك أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعني- وأيضا مازالت قدرة عيني الملعونة موجودة، وأمي لم تكتشفها بعد لأني كنت قادرة على السيطرة عليها قبل ثلاث سنوات من وفاتي في حياتي السابقة ولحسن الحظ كنت قادرة على ذلك و حتى وأنا في جسد طفل غير مريح.
بعد بضعة أسابيع عندما أصبحت قادرة على الزحف اصبحت أمي تحبسني في صندوق خشبي كبير كل ليلة تحضر فيها غريبا للمنزل. هكذا كانت أمي تكسب المال. كان لأمي شعر ذهبي حريري جميل وعيون خضراء لامعة تستطيع إسقاط الرجال بشباكها بنظرة واحدة.
‘أسائل إن كنت ابنة أمي حقا فأنا لا أشبه أمي على الإطلاق’
فلون شعري وعيني أسود كسواد سماء الليل، لطالما كرهت أمي رؤيته قائلة أنه نذير شؤم ولم تسمح لأحد برؤيتي لذلك وطوال ثلاث سنوات من عيشي كانت أمي الشخص الوحيد الذي رأيته.
كنت أختلس النظر أحيانا إلى ضيوف أمي عبر الشقوق المتواجدة في الصندوق الذي حبسني فيه، لكني لم أستطع الرؤية وجوههم بوضوح كل ما لمحته هو ملابسهم، غالبا ما تكون عادية و نادرا ما تكون باهضة الثمن مثل ملابس ضيف اليوم.
ولم تكن لدي أي فكرة أن ذلك الضيف سيكون بداية جحيمي الحقيقي في حياتي.
~هذه أول مرة أكتب فيها لذلك اعذروني إن وجدتم أي أخطاء وسأحاول كتابة فصل في كل مرة أجد وقت~