Becoming a Queen Bee in a Teen Movie - 3
استمتعوا
شعر أسود داكن، عينان زرقاوان متناقضتان معه، وجه وسيم منحوت يشوبه تعبير بارد يبدو غير مهتم بكل شيء، إنه إيان غراهام.
“هؤلاء هم أعضاء مجلس الطلاب. إيان، رئيس المجلس، هو قائدهم، ويحتل المرتبة الثانية في استطلاعات الشعبية المدرسية بلا منازع.”
‘وهو أيضاً شخصيتي المفضلة.’
فكرت بلير في نفسها بينما كانت تستمع لكلام أليسيا.
يبدو أن إيان لاحظ النظرات الموجهة إليه، فنظر لفترة وجيزة نحو طاولة بلير.
بلير ابتسمت وحاولت أن تلقي عليه تحية،
لكنه أعاد نظره بوجه خالٍ من التعبير.
“إذا كنتِ تفكرين في الاقتراب من إيان، فمن الأفضل أن تتخلي عن ذلك مبكراً. إنه لا يهتم بأي شخص. هناك آراء تقول إنه لو كان نصف اجتماعياً مثل ليو، لفاز بلقب ملك الحفلة الراقصة وملك حفل التخرج كل عام. فهو وسيم للغاية.”
كان إيان يكبر بلير بعام واحد، وكان من عائلة قديمة ثرية.
على الرغم من أن إيان لم يكن بطل الفيلم،
إلا أنه أصبح المفضل لدى بلير بسبب المشهد الختامي.
في نهاية الفيلم، يتم الكشف عن جميع أفعال بلير الشريرة، وتصبح موضع سخرية الجميع.
عندما تسقط على أرض الحفلة ولا تستطيع النهوض،
يظهر إيان كالملاك ويغطيها بسترة ويساعدها على مغادرة الحفلة.
على الرغم من أن علاقتهما في الفيلم لم تكن جيدة،
إلا أن مساعدة إيان لبلير في ذلك المشهد كانت مؤثرة للغاية.
كانت بلير هي ملكة المدرسة وشريرتها، وكان إيان هو رئيس مجلس الطلاب المسؤول عن النظام، ولذلك كان من الطبيعي أن يصطدم الاثنان باستمرار.
رغم أنهما كانا قريبين في طفولتهما، إلا أن علاقتهما أصبحت سيئة.
ومع ذلك، إيان كان شخصاً صالحاً ومستقيماً لدرجة أنه لم يستطع تجاهل مشكلة بلير حتى وإن كانت عدوه.
منذ أن تجسدت بلير في الفيلم، كانت تتوق لمقابلة إيان،
وكانت تخطط للتحدث معه أثناء الغداء عندما يكون بمفرده.
إيان هو الشخص الذي ساعد بلير حتى عندما كانت في دور الشريرة.
إذا تمكنت بلير من تكوين صداقة معه في وقت مبكر،
فإن ذلك سيساعدها بلا شك في المستقبل.
في تلك اللحظة، سُمع صوت ضجيج عند مدخل الكافتيريا، فاستدار الجميع في وقت واحد.
بدأت أليسيا الشرح كأنها كانت تنتظر هذا الحدث.
“أخيراً، وصل البطل. لو كان مدرستنا هي خلفية لفيلم رومانسي موجه للمراهقين، لكان ليو بلا شك هو البطل.”
قالت أليسيا بصوت حالم وناعم.
دخل لاعبو كرة القدم إلى الكافتيريا بصيحات وضجيج عالٍ،
وفي وسطهم كان ليو، متلقياً كل الأنظار دون أن يظهر أي ردة فعل.
“ذلك الفتى هو من ساعدني للوصول إلى غرفة الممرضة.”
قالت إيميلي وقد احمر وجهها قليلاً،
وقبل أن تكمل كلامها، قاطعتها أليسا.
“هل انت معجبة بليو؟ ليو هو فتى بلير.
لا يمكن السماح لأحد بالتعدي على علاقة الأصدقاء.”
“أوه، لم أكن أعرف. لست الشخص الذي يخطف أصدقاء الآخرين.
لو كنت أعلم أن بلير وليو بينهما شيء، لما أظهرت أي اهتمام.”
قالت إيميلي بتوتر.
“هاه– لن يتمكن أحد من خطف ليو حتى لو أراد.”
تابعت أليسيا الحديث.
“ليو وبلير مقدران لبعضهما.
إنهما الثنائي الأشهر في مدرسة ويستكوت،
بلا شك سيفوزان بجائزة أفضل ثنائي في حفلة الرقص القادمة.”
“توقفي، أليسيا.”
تدخلت بلير في حديثهم.
“أنا لم أعد أهتم بليو بعد الآن.”
ساد الصمت على الطاولة.
“ماذا تعنين، بلير؟
لقد أمضيتِ الصيف بأكمله تخططين كيف تجعلينه أكثر تعلقاً بك.”
قالت أليسيا بوجه مليء بالدهشة.
في الفيلم، كانت علاقة ليو وبلير غامضة؛ يبدوان وكأنهما يتواعدان لكنهما في الحقيقة لا يفعلان، وكل هذا كان بناءً على رغبة بلير.
كانت ترى ليو، نجم فريق كرة القدم وأكثر الفتيان شعبية، كجائزة يمكنها التباهي بها.
الفتى الذي جرحته بلير هو من كانت إيميلي تواسيه.
وبينما كانت علاقتهما تتطور، حاولت بلير التدخل،
لكن تدخلها لم يفعل سوى تقوية حبهما.
في النهاية، ارتفعت مستوى أفعال بلير الشريرة،
وكان هذا ما أدى إلى نهايتها المأساوية.
كانت بلير تخطط لقطع علاقتها غير الواضحة مع ليو،
التي كانت تذكرة مباشرة إلى نهاية الشريرة.
“كان ذلك في الصيف. لم أعد مهتمة بليو الآن.”
“ماذا؟! من، في المدرسة، يمكن أن يناسب ليو إذا لم تكوني أنت؟“
صرخت أليسيا كأنها هي التي تعرضت للرفض.
“أليسيا، دعينا نترك هذا الحديث. الأمر انتهى بالفعل.”
“……”
كانت إيميلي هي من كسرت الصمت الذي ساد على الطاولة،
وسألت بحذر.
“إذاً… بلير، هل سيكون من المقبول بالنسبة لك إذا ارتبط ليو بشخص آخر؟“
بلير لم تهتم حقاً.
لكن يبدو أن أليسيا لم تكن تتفق مع هذا.
قبل أن تتمكن بلير من الرد، انفجرت أليسيا بغضب.
“ماذا؟ إيميلي! هل تخططين حقاً للارتباط بليو؟“
“لا… لم أقصد ذلك أبداً، كنت فقط فضولية بشأن شعور بلير.”
ظهر على وجه إيميلي ملامح الحزن.
شعرت بلير بالشفقة على إيميلي لرؤية تعبير وجهها.
“أنتِ محقة، إيميلي. لا يهمني إذا ارتبط ليو بشخص آخر.”
كانت بلير تعلم بالفعل أن ليو وإميلي سينتهيان معاً،
ولم يكن لديها أي نية للعب دور الشريرة والتسبب في النهاية السيئة.
في الواقع، كانت تخطط لمساعدتهما في التقارب بأسرع وقت ممكن، وتجاوز العقبات مثل أليسيا في طريقهما.
بعد كلمات بلير، ظهرت على وجه أليسيا ملامح من لديها الكثير لتقوله لكنها التزمت الصمت.
على الرغم من أن تعابير أليسيا لم تكن مريحة تماماً،
إلا أن بلير لم يكن لديها وقت للبقاء في الكافتيريا.
كان قد مر بالفعل بضع دقائق منذ أن غادر إيان الكافتيريا.
“إذاً، سأذهب الآن.”
“إلى أين تذهبين، بلير؟ ما زال هناك وقت قبل بدء الحصة. دعيني أرافقك.”
“لدي بعض الأعمال. سنلتقي لاحقاً عندما نعود إلى المنزل.”
غادرت بلير بسرعة الكافتيريا قبل أن تتمكن أليسيا من اللحاق بها.
* * *
في مكتبة شبه فارغة، وجدت بلير الشخص الذي كانت تبحث عنه مباشرة.
قرب النافذة حيث تدخل أشعة الشمس،
كان صاحب الملامح المنحوتة يخرج كتاباً ثقيلاً من الرف.
“إيان، مرحباً؟“
اقتربت بلير من إيان وألقت عليه التحية بصوت خافت،
فرفع إيان بصره عن الرف ونظر إليها.
ثم أومأ برأسه بإشارة خفيفة، وعاد ليتجه بنظره نحو الرف مجدداً.
كانت ملامحه الجميلة التي قد تجعله سفيراً لعلامة تجارية فاخرة، وجسده الرشيق لكن القوي، تماماً كما كان في الفيلم.
بينما استمرت بلير في الوقوف أمامه،
سأل إيان دون أن يرفع عينيه عن الرف.
“ما الأمر، بلير؟ إذا كنتِ قد جئتِ للاعتراض على قوانين مجلس الطلاب مرة أخرى، كما قلت لكِ من قبل، عليك تقديم اعتراض رسمي للمجلس وليس لي.”
“لم آتِ للاعتراض.”
لأول مرة، رفع إيان بصره عن الرف ونظر في عيني بلير، ثم تنهد قليلاً وقال:
“هل أنا موضوع رهان جديد هذه المرة؟“
“ليس كذلك.”
تجمدت بلير للحظة.
كانت قد نسيت أن علاقتها مع إيان لم تكن ودية بسبب انطباعها الكبير عن مشهد النهاية.
لم يكن لدى إيان أي سبب ليكون لطيفاً معها.
رغم برودة ردود إيان، تذكرت بلير سبب مجيئها هنا،
وبدأت تتحدث بشجاعة الكلمات التي كانت قد أعدتها مسبقاً.
“ليس بالضرورة أن يكون هناك أمر مهم للحديث.”
للحظة، ظهر بريق في عيني إيان الذي كان ينظر إليها بشكل فارغ.
رأت بلير في عينيه أملاً وليس عداءً، فتابعت.
“كنا قريبين في الماضي. أريد أن نكون أصدقاء مرة أخرى.”
لكن البريق الذي ظهر للحظة في عيني إيان اختفى فجأة وعاد ليبدو بارداً.
“…بلير، ما الذي تريدينه؟ قولي فقط ما تريدين،
يمكنني سماعه دون الحاجة لكل هذا الكلام.”
“حسناً… قلت للتو. أريد أن نكون أصدقاء مرة أخرى.
ربما ليس كما كنا في الطفولة، لكن على الأقل أصدقاء.”
ضاقت عينا إيان قليلاً وهو يحدق في بلير وكأنه يحاول قراءة ما بداخلها.
بدأت بلير تشعر بالحرج من نظرته،
فحولت عينيها نحو الأرض قبل أن تكمل حديثها.
“أعتذر. كنت أسخر منك لأنك كنت صارماً…”
ثم أنزلت كتفيها في نهاية حديثها،
متمنية أن يكون التمرين الذي أعدته لتبدو بائسة قد نجح.
“…لا داعي للاعتذار. نعم، كنت صارماً بعض الشيء.
لكن في النهاية، كنا مختلفين فقط.”
“مع ذلك، الاختلاف لا يمنحني الحق في انتقادك…”
شعرت بلير أن إيان بدأ يخفف من حذره.
فبدلاً من أن يظل نصفه موجهًا نحو الرف،
استدار بجسده بالكامل نحوها.
“كنت أشعر بالغيرة، لأنني لا أستطيع أن أكون مثلك. تبدو وكأنك لا تهتم بآراء الآخرين. أما أنا… أحياناً لا أعرف إذا كنت أفعل ما أفعله لأني أريده حقاً، أم لأنني أخشى فقدان موقعي.”
تنهدت بلير بخفة بعدما أنهت كلامها،
بينما اخفضت كتفيها أكثر، مما جعلها تبدو أكثر بؤساً.
نظرة الشك والصلابة في عيني إيان بدأت تختفي تدريجياً.
“ما زال الوقت لم يفت. لا تدع الآخرين يؤثرون عليك،
ابحث عما تريدينه حقاً، وخذيه.”
“إذن، هل يمكننا… أن نكون أصدقاء مرة أخرى؟ هذا ما أريده الآن.”
فوجئت بلير بجرأتها.
متى أصبحت قادرة على طلب ما تريده بهذه الثقة بينما كانت تتصرف دائماً كملكة مغرورة؟
لم يرد إيان لفترة من الوقت.
‘هل كان طلبي بأن نصبح أصدقاء فجائياً أكثر من اللازم؟‘
حاولت بلير أن تتحكم في شعورها بخيبة الأمل.
“لست متأكداً…”
بينما كانت بلير تنظر إلى الأرض، شعرت أن نبرة صوت إيان التي كانت قاسية أصبحت دافئة قليلاً، فرفعت نظرها نحوه.
التقت عيناها بعيني إيان التي كانت تبدو أكثر لطفاً مما كانت عليه في البداية.
“…لكن علينا أن نبدأ بمحادثة بنظرات متبادلة، أليس كذلك؟“
صوت إيان المنخفض والعميق لم يتردد فقط في المكتبة، بل في عقل بلير أيضاً.
تفاجأت بلير برد إيان غير المتوقع، فلم تستطع الرد، واتسعت عيناها.
‘أليس هذا غير عادل؟ علي أن أقول شيئاً.’
كان يبدو أن الصمت المحرج بين بلير وإيان سيستمر،
لكن الجرس التحضيري للحصة التالية أنقذ الموقف.
شعرت بلير بالراحة لكن في الوقت نفسه بالأسف.
“إذاً… عندما نلتقي في المرة القادمة، عليك أن ترد تحيتي.
إذا كنت بعيداً بما يكفي لعدم سماع صوتي، فبادر بتحية من بعيد.”
كانت بلير تشعر بالاستياء من إيان لأنه لم يرد عليها التحية عندما التقت نظراتهما في الكافتيريا.
“…حسناً، سأفعل. أراك لاحقاً، بلير.”
ودعها إيان، وكأنه لم يحدث شيء، وعاد إلى الكتب.
شعرت بلير أنه حان وقت الرحيل،
على الرغم من أنها لم تكن ترغب في المغادرة.
لأول مرة، شعرت بلير بالسعادة لكونها جزءاً من هذا الفيلم.
رغم أن الأمر لم يكن بيدها في المقام الأول.
لكن بينما كانت تغادر المكتبة بخطوات خفيفة وتتجه نحو حصصها بعد الظهر، نادها صوت غير راضٍ.
“بلير.”
نهض ليو من حيث كان مستنداً على الجدار الزجاجي للمكتبة، وبينما كان ينهض، اهتز الجدار الزجاجي الذي كان يسند لاعب كرة القدم العضلي الذي يزيد طوله عن 190 سم.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter