Surviving as a Discarded Extra - 1
<الحلقة الأولى>
“أريانا، أسرعي. سيُغلق الباب إذا استمرينا على هذا الوضع.”
الشخصية الرئيسية في عالم هذه الرواية.
ليونارد بيرس.
بشعره الذهبي اللامع، حثّ المرأة المترددة على الاستعجال.
“أفهم مشاعرك، أعي ما تفكرين فيه، لكن ليس لدينا خيار آخر. علينا الذهاب.”
عيناه الخضراء الداكنة تملأها نظرة من الاضطراب، وكأنها تشعر بالذنب العميق.
“لكن…”
“أسرعي!”
رغم استمراره في الحث، لم تستطع المرأة تحريك قدميها بسهولة.
أريانا، كانت المرأة التي ستصبح لاحقًا عشيقة ليونارد، وتُعرف بالقديسة وتصبح رمزًا للتقدير.
بينما استغللت هذا الفراغ لأقول بصعوبة:
“خذوني معكم أيضًا، أليس كذلك؟”
“……”
“أنا أيضًا… آاه، أنا زميل، خذوني. بإمكاني التعافي من هذا الجرح قريبًا… هيا، خذوني معكم.”
لا أعلم كم مرة كررت هذا الرجاء.
لكن، مرة أخرى، لم يستجب أحد لندائي.
منذ فترة، يتصرفون وكأنهم لا يسمعون صوتي.
وكأنهم اتفقوا على ذلك.
“لا خيار لنا سوى المغادرة، أريانا. يجب أن نذهب.”
عندما ترددت أريانا، تدخل رجل آخر كان يقف بجانبها لحمايتها.
“هيا، لنذهب.”
أمسك بيد أريانا وكأنه لم يعد بإمكانه الانتظار أكثر.
أريانا، التي لم تستطع تحمل إلحاح الجميع، خفضت رأسها بلا حول.
“آسفة يا روزيت.”
في تلك اللحظة، كنت ببساطة مذهولًا.
“بدون الحاجة للاعتذار، فقط خذوني معكم!”
إذا كنتِ آسفة، فلماذا لا تأخذيني معك؟
ألا تسمعينني؟
“هذا… سأتركه هنا.”
قالت بصوت خافت، ووضعت حقيبتها البالية على الأرض.
خفضت رأسها، كأنها لا تستطيع تحمل النظر إلي.
أدارت أريانا جسدها أخيرًا.
ثم، بلا تردد، غادر الرجال المكان بصحبتها.
صرخت بأقصى ما عندي:
“هيه، أيها الأوغاد!”
اختفوا دون أن ينظروا للخلف.
“أيها الأوغاد القذرون!”
كووونغ!
أُغلِق الباب.
كل قصة لها بطل.
وكذلك شخصيات تساعد في إبراز البطل.
لم أكن بطلاً، ولا حتى مساعداً، بل كنت مجرد شخصية هامشية.
أحد الأطفال الذين قُدموا كضحايا.
شخصية فرعية لا يظهر حتى اسمها في الرواية، مجرد شخصية هامشية.
اكتشفت الحقيقة عندما تم التضحية بي.
“روزيت، أختي العزيزة. بتضحيتك العظيمة، ستُحمى عائلتنا، بل وسيحظى الوطن بسلام وسعادة.”
تلك الكلمات التي قالها أخي بينما دفعني إلى المذبح بيد باردة لا تزال عالقة في ذاكرتي.
كنت في الأصل طفلة تم تبنيها خصيصاً لتُضحي.
أدركت تلك الحقيقة في اللحظة التي سُحبت فيها إلى المذبح.
تذكرت حياتي السابقة بينما كنت أتألم من النار التي كانت تحرق جسدي على المذبح، وأدركت أنني قد وُلدت من جديد في عالم رواية.
“باعك والداكِ.”
عند هذه الجملة، تبدأ حبكة الرواية بجدية. رواية “لعبة الشيطان” هي رواية خيالية تقليدية.
تقوم العائلات المؤثرة في الإمبراطوريتين اللتين تسيطران على القارتين بالتضحية بأطفالهم الذين يحملون دماء العائلة، وفقًا للنبوءة.
سبب تقديم الضحايا بسيط؛ للحفاظ على حاجز الجزيرة الذي يحبس القوى الشريرة.
يتم نقل الأطفال الذين يُقدمون كضحايا إلى البرج، حيث يُستخدمون كألعاب للشيطان حتى يموتوا.
لكن البطل، باعتباره بطل الرواية، ينجو من هذا المصير، يقود فريقه لتخطي العقبات في البرج، ويهرب بنجاح.
منذ ذلك الحين، كانت قصة بسيطة عن بطل يقلب كيان الإمبراطوريتين اللتين تحافظان على السلام من خلال تقديم الأطفال كقرابين، ليصبح في النهاية بطلاً… ولكن، حتى بعد أن أدركت هذه الحقيقة، لم يكن هناك شيء أستطيع فعله.
لأنني في تلك اللحظة كنت بالفعل أحترق على المذبح.
صرخت طلبًا للنجاة من الألم الشديد، لكنني فقدت وعيي. وعندما فتحت عيني، وجدت نفسي قد نُقلت إلى داخل هذا البرج.
ومثلما حدث حينها…
“آه، تباً…”
استعدت وعيي لأجد نفسي وحدي مرة أخرى، وقد تركني من ظننتهم رفاقي.
“يا للغرابة.”
عندما أدركت الحقيقة، لم أستطع إلا أن أبتسم بمرارة.
اتضح أن بطل هذا العالم الروائي هو في الحقيقة إنسان تافه، لا يحمل ذرة من الشرف. ومع ذلك، كان وضعي أكثر بؤسًا؛ فقد تُركت خلفهم دون رحمة.
نعم، هذا هو الطابق الثالث من البرج.
لقد تُركت وحيدًا.
وهذا البرج هو بُعد غريب، يتحكم فيه الشيطان.
برج يقع تحت جزيرة تعج بالطاقة الشريرة، حيث لا يمكن للإنسان العادي أن يبقى حيًا بسهولة.
في هذا المكان، لم يترددوا في التخلي عني وكأنني لا شيء.
كان من الصعب تصديق أن هذه الوحشية جاءت من بطل الرواية ورفاقه الذين كانوا يُوصفون بالعدل في القصة.
مرت أمام عيني مشاهد تذكرت فيها كيف وقفوا ببرود بينما كنت أتألم.
“لا يمكننا أن نُحتجز هنا من أجلك.”
“أتمنى ألا تلومنا كثيرًا.”
“أتمنى أن يكون بركة الإله معك.”
كلمة “نحن” التي كانوا يستخدمونها لم تشملني.
“أوغاد.”
لقد كرّست نفسي لهم بلا حدود، لدرجة القيام بالكثير من الأعمال من أجلهم. لم أتوقع أن يتخلوا عني بلا تردد.
“كم كنت مخطئًا في تصوري للأمور.”
لم يعتبروني يومًا جزءًا من جماعتهم. كانوا يرونني كأداة قابلة للاستغناء عنها في أي وقت.
والآن، كان الشعور المسيطر على قلبي ليس الخيانة، بل الغضب.
“هل تجرؤون على التخلي عني؟”
أنا الذي قدمت لهم أغلى الأدوات والأسلحة!
أشعر بغريزة البقاء مشتعلة أكثر من أي وقت مضى.
“لن أسامحكم.”
ما الذي يعيش الإنسان من أجله؟ الحب؟ الصداقة؟ المال والشهرة؟ لا، أبدًا.
الجواب هو… العناد.
“سترون.”
سأخرج من هذا البرج حيًا، لأريكم أنني على قيد الحياة.
مددت يدي أتحسس صدري، حيث أخفيت أداة قيّمة في ملابسي الداخلية تحسبًا لمثل هذه الظروف.
“كان جيدًا أنني خططت لهذا الأمر من قبل.”
أخرجت حبة صغيرة من ملابسي، تشبه الجرعة السحرية التي تساعد على استعادة قدراتي الأساسية وتضميد جراحي.
رغم أنني بالكاد كنت أملك القوة لمضغها، فقد اجتهدت في مضغ الحبة وابتلاعها.
“لن أموت هنا.”
لمن سأترك حياتي إذا مت هنا؟
ثم بدأت أزحف بكل قوتي إلى الأمام، نحو حقيبتي التي تركوها خلفهم وكأنها آخر شفقة.
“هاه… هاه… هاه.”
بمجرد أن تحركت قليلاً، شعرت بجرحي ينزف مجددًا. كان الألم والتدفق البارد للدماء يصيبني بالقشعريرة، لكنني تحملت.
“قليلٌ بعد…!”
مددت يدي بكل ما أملك من قوة نحو الحقيبة حتى شعرت بشريطها أخيرًا عند أطراف أصابعي.
سحبت الحقيبة نحو جسدي، وبدأت أبحث بداخلها بجنون.
أمسكت بفاكهة ناعمة، حمراء مغطاة ببعض العفن وقد نخرها الدود.
كانت الفاكهة التي يرفض الجميع تناولها، لكنني أخذت منها قضمة كبيرة دون تردد.
“سأجعلهم يندمون على تركي.”
لم يدركوا أبدًا قيمة هذه الفاكهة البشعة المظهر، رغم أنني نصحتهم بها مرارًا وأخبرتهم عن فوائدها، إلا أنهم رفضوا تصديقي وتركوني مغشيًا عليه.
إذا أكلت هذه الفاكهة، بل إذا تمكنت من السيطرة على القوة التي ستمنحني إياها…
“ربما أستطيع النجاة والخروج من هنا دون الاعتماد على بطل الرواية.”
سيطر العناد عليّ بينما كنت أمضغ الثمرة وأبتلعها، ثم ارتميت على الأرض أتنفس بصعوبة. الآن، لم يعد لدي أي قوة في جسدي؛ بالكاد تمكنت من تحريك رأسي إلى الجانب.
“هاه… هاه….”
بدأت أشعر ببعض الراحة، حتى أن جسدي الذي كان بلا طاقة تهاوى أكثر.
“حسنًا… الآن، فقط عليّ أن أصمد حتى تُشفى الجروح…”
استلقيت على الأرض، أتنفس بعمق، وأحاول الحفاظ على وعيي الذي كان يتلاشى، فعضضت على باطن فمي لإبقاء نفسي مستيقظًا.
في تلك اللحظة، سمعت خطوات تقترب نحوي. حاولت بشدة أن أدير رأسي لأرى من القادم.
“أوه!”
فجأة، قبضت يد قوية على شعري ورفعت رأسي بقسوة. قبل أن أشعر بالألم، التقت عيناي بعينين قاتمتين بلون أحمر داكن. أطلق الشخص تنهيدة خيبة أمل عندما رأى وجهي، ثم ترك رأسي يسقط بلا مبالاة.
ارتطمت وجهي بالأرض، فجمعت قواي بصعوبة لأرفع رأسي من جديد. شعرت بأن حرارة الثمرة بدأت تتفاعل داخل جسدي، مما جعل رؤيتي مضببة، لكنني كنت أعرف بوضوح من هو.
“هيه… لا تذهب… انتظر….”
كان هو! الشخص الذي عرفته فورًا.
“انتظر لحظة….”
ناديت عليه يائسًا، لكنه تجاهلني وتابع طريقه نحو الباب المؤدي للطابق الأسفل.
لا! لن أسمح له بالذهاب!
“ما الأمر؟”
تعلقت بساقه بكل قوتي. نظر إليّ بازدراء كما لو كنت حشرة تزعجه، كان نظره مخيفًا.
“إذا كنت تنتظر منقذًا، فأنت مخطئ.”
“لا، ليس هذا ما أريده…”
“للأسف، لست من الأشخاص الطيبين الذين يساعدون من على وشك الموت.”
“لا، الأمر ليس كذلك….”
أنت لست بطلاً، بل شرير، أو بالأحرى ستكون شريرًا في المستقبل. ما يهم الآن هو أن هذا الشخص قد يكون طوق نجاتي للخروج من هذا البرج.
هناك قول مأثور يقول: “عدو عدوك هو صديقك.”
تماسكت وقلت بصوت ضعيف، “أنت… تبحث عن شقيقك…”
كنت أعرف سبب مجيئه إلى هنا؛ خيبة أمله عندما رأى وجهي تفسر كل شيء. كان يبحث عن شيء، هدفه الذي جعله يتوجه للطابق الأسفل.
علمت أنه لن يتركني هنا بسهولة.
“أنت… تبحث عن شقيقك، أليس كذلك؟”
تغيرت ملامحه فجأة عندما سمع كلامي.
“ماذا؟ هل تعرف أين هو شقيقي؟”
“أعرف… لقد رأيته.”
“متى؟”
“أعني….”
“أين؟”
كان يجب أن أجيب. كان عليّ إقناعه حتى لا يتركني هنا.
لكن جسدي لم يعد يحتمل، واستنزفت كل قواي. وعندما لم أعد قادرًا على الصمود، أمسك بياقتي وشدني بقوة.
مؤلم… هذا الشخص قاسٍ…
“أين رأيت شقيقي؟”
“أوه….”
بدأ يهزني بلا رحمة.
“أين رأيت شقيقي؟ تكلم قبل أن تموت!”
لكن قسوته لم تستطع أن تبقيني واعيًا. فقدت وعيي تمامًا.