Sky Eyes Looking At You - 1
~حياة أخرى~
جميع البشر قد مروا بفترة الطفوله وهذا شيئاً مؤكد فلابد أن يكون هناك أوقات شعرو فيها بأنهم قريبين لأشخاص محددين
بعضها يكون الحب وبعضها يكون الصداقه وبعضها يكون الكُره الذي يتحول فيما بعد إلى أقوى العلاقات
لكن… التضحيه في الحب ومنذُ الطفوله هو أمراً قد يكون غريباً بعض الشيء
الحب قد يكون مجرد كلمات فارغه لا أساس لها، وبعض الاحيان يكون الحب تضحية أغلى من النفس
يقال ان بعض الأسرار في هذا الكون من المُستحيل أن تُكشف…. وان حصل هذا فهي ستجلب الدمار على كاشفها
كأمتلاك غوجو ساتورو حب طفوله، الحب الذي قد يكون قد نسيه هو تقريباً
احترس عالمك القادم سيكون مليء بالخوف، بالحرمان، بالجشع،
ورائحة الموت والدماء ستملأ ملابسكَ…
اسمعني وركز معي جيداً
تأكد أن تواصل العيش، تأكد أن تبتسم، تأكد أن تبقى سعيداً، لتجد من ستحبك وتكون على استعداد لتقديم نفسها أضحية لك
تأكد الا يذهب بريق هذهِ الأعين…
كلمات قالتها له قبل أن تغمض عينيها لآخر مره وهي بين يديه
فأمطرت السماء بعد جفاف دام لفترة طويلة مع اِمطارِ عينيه التي سرقها من السماء لتغسل جرحها الدامي وملابسهم البيضاء التي يُغطيها الدماء
وماذا أصبحت فيما بعد؟
قاتل بقلباً بُني عليه عش عنكبوت
لم يعد يتحرك كأنتهاء بطارية ساعه في مدينه مهجوره
حيث لن تخرج لعبات الاحبه التي تطرق جرس الساعه ثم تقبل بعضها بأبتسامه والشارع الذي يُسمع فيه صوت الهواء وهو يضرب النوافذ المحطمه التي تلطخها الدماء
وصوت الغراب المرهف الذي بحث عما يسدُ به جوعه فلم يجد حتى رغيف خبز قديماً عفن
انتَ شخصاً آخر
وسيم لكن قبيح
قوي لكن ضعيف
بارد لكن حزين
اعفي عن نفسك ومُت ودع جسدك ليأكُله النمل والحشرات عسى أن تستفيد منه
~امرأة ما~
“اعتني به جيداً، لا تتركه يرى ما رأيناه، لا تبتعد عنه وكن له خير والد، دربه ليصبح مثلك فأنت الرجل الذي رافق روحي الميته طوال هذا الوقت”
“ساتورو، أحببتكَ في طفولتي، مراهقتي، شبابي، وليتني أستطيع أن أقول مشيبي”
“لكني سأقول احبك حتى تفيض آخر انفاسي”
” انا احبك ساتورو”
ثانوية جوجوتسو التقنيه
“ايتشيجي تحدث، أرى أن فمك يرتجف منذُ عده دقائق”
نظرات مشتته تقابله نظرات قلقه على الرغم من كون عينيه غير ظاهره لكن هالته كانت كافيه بأن يُبان على ما يفكر فيه
“غـ.. غـ.. غوجو سان، في الواقع هناك أمر لم تكن على علماً به”
” لم أكن على علماً به”
امال رأسه قليلاً بشكل يكاد يكون غير ملحوظ
ليتحرح ويستقيم في جلسته على الكُرسي في غرفة استراحة في ثانوية الجوجوتسو
ذلك الرجل ايتشيجي كانت علامات الاختناق تدب على ملامحه المتهرئه بينما يقبض يديه لتصل يديه إلى حالة كاد فيها أن يُمزق يديه بأضافره
“غوجو سان، قبل عدة أسابيع عندما كنتُ ارافق المدير غاجا إلى مكاناً ما…”
ابتلع ريقه ثلاث مرات وتنهد ليحاول إكمال الحديث بسلاسه على الرغم من تقطع كلماته
“مررنا بالقرب من زقاق في مكان يكاد يكون مهجور، كانت هناك العديد من المنازل المحطمه…”
“وفي ذلك الزقاق….”
تنهد ساتورو ليكتف يديه نحو صدره واضعاً قدمه فوق الأخرى وانزل راسه للأسفل وكأنه يشعر بحقيقة صادمه ستخرج من شفاه ذلك الرجل الذي يجلس أمامه بأرتعاش
“ايتشيجي، هل ستُكمل أم اتخلى عن أمر التحدث معك؟”
قالها ساتورو لينهض من مكانه واضعاً يديه في جيبي بنطاله الأسود المزرق
“أعتقد أنك لن تتحدث لذا سيكون من الأفضل أن أذهب لأعرف الأمر بنفسي”
توجه نحو باب الغرفه ذو المقبض المتهالك في تلك الغرفه التي لا تحوي إلا نافذه واحده يدخل منها ضوء الغروب منكسراً عند الكُرسي الذي كان يجلس عليه وكأس الشاي بالقرب منه على الطاوله الخشبيه الرطبه بفعل التنظيف المتكرر على سطحها
أغلق الباب بعد صريره ليترك ايتشيجي مع صوت الساعه الذي يرافقه دائماً
“غوجو سان، آمل أن أكون مخطئاً”
خطواته الساخنه على الأرض والهاله المشؤومه التي كانت تنبعث منه على الرغم من الابتسامه المُرتسمه على شفتيه التي تجعله أكثر خطراً
جعلت ممن يعبر من خلالهم يشعرون بالبرود والخوف اللامتناهي
دفع باب غرفة المدير بكف يده بخفه وتوقف عند الباب واضعاً يديه في جيبي بنطاله ليخطو بهدوء إلى الداخل
“ساتورو، عليكَ ان تكون محترماً”
جلس على الاريكه الصغيره بجانب مكتب المدير وازلق ظهره للخلف قليلاً مشابكاً أصابعه إلى حجره بأبتسامه واضعاً قدمه فوق الأخرى
تنهد المدير واضعاً القلم على فوق الأوراق ليخلع نظاراته بينما نظره كان متوجهاً نحو الأوراق أمامه وكأنه يخبر ساتورو بأنه غير قادر على النظر إلى عينيه
” ساتورو، اسمع… اعرف ان ما سأقوله لكَ لن يشفي جرح قلبكَ ولا حتى قليلاً بل سيجعلكَ أكثر حيره، هذا هو أحد الأسباب التي جعلني اخفي ذلك الأمر عليك”
رفع ساتورو يده القريبه من الطاوله وأخذ يحرك أصابعه على الطاوله الواحد بعد الآخر تسارعت ضربات أصابعه على الطاوله وهو ينتظر أن يسمع ما يريده وما أتى من أجل سماعه بالضبط
ضوء الشمس الأحمر يضرب بشرته البيضاء ليجعلها ورديه
تحديقاته المتواصله بالمدير كانت كحبل الإعدام المفلوف حول عنقه لدرجة انفتاح عنق المدير عرقاً يتصبب كالنهر
“انها هي… نعتقد أن المرأة التي هربت منا قبل اسبوع هي الفتاة ذاتها منذُ ستة عشر عاماً…”
توقفت أصابعه عن الطرق على الطاوله لتخترق تلك اللهفه التي تشبه الهواء السريع عندما يدخل إلى الصدر التي دائما ما يشعر بها الشخص عندما يُذكر اسم شخصاً يكن له مشاعر من نوع معينه
نهض من كُرسيه بصدمه واضحه تعلوا محيى وجهه
لأول مره منذُ الستة عشر عاماً عاد هذا الرجل القوي إلى الطفل الذي فقد نفسه قبل هذه السنين
خطى نحو الباب بتعب يخلل عقله افقده القدره على السير كما اعتاد أن يسير برأس مرتفع نحو السماء
كان يسير فاقداً لوعيه بين أعمدة الثانويه، الرجل القوي ذو المزاج القوي الذي يكسر الجبال، يشعر بالضعف الآن
لدرجة تجاهل جميع الأشخاص وكان العالم من حوله قد اُغلق
هو يسير داخل زجاج غير قابل للكسر
هو يتمنى أن يعود إلى تلك اللحظات
هو يتمنى لو انه استطاع فعل شيء
هو… هو… لا شيء سوا ان دموعه بللت عصابة عينيه السوداء ليختفي بين الظلال محني الظهر متوجهاً نحو شقته الصغيره التي لا تعكس مايمتلكه من أموال طائلة
على عكس عادته ذهب للفراش مستلقياً عليه بعيون مغُمضه واضعاً ساعده على عينيه، ولم يكن يلاحظ أن دموعه وصلت لهدفها خلف أذنيه
“ماذا لو أنني كنتُ افكر في تلك اللحظه”
“ماذا لو أنني أخذتُ كُل شيء على عاتقي”
“ماذا لو أنني لم اتخلى عنها في تلك اللحظه”
“ماذا لو أنني اعطيتها ما أرادته في ذلك الوقت”
“ماذا لو….”
احتضن نفسه كالطفل اليتيم حين يخض البرد كتفيه في شتاء قارص
يحاول أن يُشعر نفسه بالدفء الذي فقده في صدره منذُ سنين
هو فقط كالسُحب السوداء المُحمله بالأمطار الثقيله التي لو أمطرت لهدمت كامل جسده وروحه معاً
~ماضي~
“ساتورو!! ساتورو!!”
فتح عينيه الزرقاوتين على صوت نقر زجاج النافذه
لقد ايقضت عقله لكن جسده يأبى النهوض
يخبره عقله على النهوض لكن يجبره جسده على البقاء ساكناً
هو يسمع صوتها اللطيف وهي تناديه بينما يختلط صوتها مع صوت زقزقة الطيور
“غوجو ساتورو، انهض أيها الكسول ستفوت المدرسه!”
بقي محبطاً نائماً على وجهها مغطياً وجهه بالوساده
غط في نوم لفتره من الوقت وعندما استيقظ كان صوتها قد انقطع
لينهض من مكانه مسرعاً نحو النافذه
فتحها وامال بنفسه خارج النافذه قليلاً نظر في جميع الإتجاهات لكنه لم يجدها
” اذهبت حقاً؟”
عاد إلى الداخل بأمل منقطع ليغلق النافذه وعيونه للأسفل يملئها اليأس
لكن قطع حبل اليأس القصير الذي امسكه ساتورو في ذلك الوقت صوتها الذي بدأ يتخلل عند باب غرفته
“ساتورو!!! سأتأخر بسببكَ!! هلا نهضت!!”
برقت عيناه وارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيه الورديتان ليتجه نحو الباب بهدوء مديراً مقبض الباب بهدوء
فتح الباب وإذا بها تدخل مندفعه نحو غرفته مسرعه نحو الزاويه التي يوجد بها كتبه المدرسيه مع حقيبته ليتجلس على الأرض وهي تجمع بها وهو يقف بصدمه محدقاً بها
“اسمع سأجمع انا حقيبتك أذهب انت بسرعه واغسل هذا الوجه وغير ثيابك بسرعه!”
التفت عليه عندما لم تسمع صوت خطواته لتخيفه بنظره حاده وامالت برأسها
“مازلتَ واقفاً؟”
في الأسفل يقف والديه بهدوء وصدمه وهما يقابلان وجوه بعضهم والصدمه تعلوها
” أرأيت عزيزي؟ هذه الفتاة…”
” أجل انها كذلك عزيزتي، إنها المحفز الأقوى لساتورو، هي الوحيده التي استطاعت تحمله طوال هذه الفتره على الرغم من اختلاف شخصياتهم”
“لكن عزيزي… ماذا عن المستقبل؟”
ركز بعيني زوجته ليضيق عينيه محدقاً بدقه
” ماذا تقصدين؟”
بدا التردد والخوف يعلوا وجه تلك المرأة وهي تحاول نطق تلك الكلمات التي تأبى أن تخرج من فمها
لتخرج بعدها بصعوبه
” أعني… ماذا لو احبها في المستقبل، هذا سيؤثر نسله… وانت تعرف…”
“ساتورو لن يحب بهذه السرعه، ليس عليكِ أن تقلقي على أمور مستقبليه”
” لكن انتَ تعرف ان هذه الفتاة ستكبر لتصبح شامان قويه… قد تنافسه حتى الا ترى أن قبضة يدها اليُسرى يمكنها قتل شخص بالغ بضربه واحده”
حشر يديه في جيبي بنطاله الأسود مبتسماً محدقاً بوجه زوجته قائلاً بصوت واضح
“لن تقوى على لمس ساتورو حتى في المستقبل
لأنه لن يكون لها مستقبل من ساتورو”
توسعت عينا الزوجه وهي تقبض على ثوبها بقوه لتفتكَ تلك القبضه بصدمة لما قالة له زوجها
” انت لا تخطط…؟”
⊶─────≺⋆≻─────⊷
“امي ابي، سأذهب ”
“بالتوفيق عزيزي”
سحبته من يده وهي تركض لتجعله يركض معها وهو ينظر لها وللطريقه التي تبتسم بها وهي تركض معه طول الطريق في حديقة منزلهم الكبير حتى وصلا إلى الباب الكبير ليفتح لهم الحرس الباب
سحبت حقيبته لتضعها في سلة دراجتها الهوائية الزرقاء التي كانت تميل للون عينيه
ركبت دراجتها والتفتت عليه بجديه
“غوجو، هيا بسرعه سنتأخر…!”
تقدم بخطوات بطيئة ليركب خلفها
“تمسك الا تسقط”
كانت مستعده وهي تبتسم حتى لاحضت انه لم يتمسك حتى الآن اختفت ابتسامتها لتعاود الالتفات عليه بأنزعاج
“مابك؟! هيا”
أمسكت يديه لتلفهم حول بطنها وانطلقت تقود بسرعه وتمسك بها هو بجديه
بشخصيه مفعمه بالحيويه والنشاط
لطيفة تبتسم لأي شي ولأي شخص وشخصية أخرى لا تستطيع حتى التفكير في كيفية الابتسام
كان من الصعب أن يبقى هؤلاء الاثنين معاً
لكن تلك اللطيفه تخلت عن جميع أصدقائها من أجله
عندما نعتوه بالوحش وقفت أمامه وغطته بطولها
قاتلت من أجله وكادت إن تقتل احد المدرسين من أجله بسبب هدوءه وصمته الذي كان يتسبب بطرده من الفصل وحقد الجميع عليه بسبب مكانة عائلته وشهرتها
منبوذ، مُتنمر عليه، وحيد، يائس، بلا قلب
هذا ما كان عليه عندما كان في الثانيه عشر من عمره
وهي من كانت كالمفتاح لباب حياته التي كانت من دون معنى كما يعتقد هو
هو يراها الشمس التي تنير حياته وتدفئ قلبه
وهي تراه كالشمس الذي يضيئ جانبها المظلم
كالاحجار السالبه والموجبه كانا ذلكما الاثنين
⊶─────≺⋆≻─────⊷
“لقد وصلنا! ”
ركض الاثنين إلى الدرس ومازالت ممسكه بيده، هي لا تنوي افلات يده ابداً مهما كان السبب
وقد وصلا بالفعل قبل وصول الاستاذ
“أوه من لدينا هنا، انه قطعة الجليد”
وجهت عينيها نحو مصدر الصوت
“أوه انه القزم الثامن؟ ”
تقدم ذلك الفتى ليقف أمامها وهو ينظر للأعلى
بالطبع فقد كانت هي الاطول في فصلها
“انا لستُ قزم بل انتِ احد العمالقه الآكله للبشر”
في هذه المحاوره العقيمه توجه ساتورو إلى كُرسيه ومحاولة عقيمه حاول ذلك القزم الثامن إمساك يده لكنه فشل بعد ان امسكته من يده لتسحبه وترطمه بلوحة الكتابه
تراجع جميع الطلاب خوفاً منها وبدأ البعض بالصراخ
وفي هذه الأثناء استدار ساتورو عليها ليتقدم نحوه ووقف أمامها ببرود
“انا لستُ بحاجة لكِ، في كل مره تجلبين لي المشاكل، اريدكِ فقط أن تكفي عن ملاحقتي
لقد سأمتُ منكِ”
تلك لم تكن كلمات تلك كانت رماح اخترقت ذلك القلب الصغير المُحب
“غوجـ… ”
– ارجوكِ، هذا يكفي، لقد عانيتُ الكثير بسببكِ
تراجعت للخلف بعد سماعها لصوت ضحكات من بين جماهير الطلاب
” غوجو… ”
سرقت الدموع مجراها نحو خديها من صحراء عينيها
لتهرب من الفصل مسرعه والدموع تملأ عينيها
~حقيقة الماضي~
هو لا يعلم مدى حبها له، هولايزال لا يستطيع ان يفهم سبب تواجدها معه حتى الآن
وكل ماتعرفه هي أنها لا تستطيع الابتعاد عنه ابداً
مهما ابعدها عنه تعود إليه لتقابل جانبه الفارغ وتغطي له برود حياته
وجدها تجلس على طاوله لوحدها في غرفة الطعام في المدرسه
كانت صورتها وهي تجلس وتسند فكها على يديها تنعكس في بريق عينيه
“كما توقعت…”
خطى نحوها بهدوء وجلس أمامها وهو ينظر لها ببرود بينما تظاهرت هي بعدم رؤيته لتدير نظرها في جميع الإتجاهات إلا على عينيه
” توقفي عن فعل هذا أنتِ فاشله في تجاهلي والجميع يعرف هذا”
وجهت نظرها نحوه بسرعة البرق لتصرخ عليه باكيه
“انت أحمق! لا تعرف مقدار حبي لكَ انت مغفل!”
ارتسمت ملامح الصدمه على عينيه فقد كانت هذه المره الأولى التي تبكي فيها من أجل شخصاً ما
وقد كان هو وليس أي شخصاً آخر
عرف ان ما ارتكبه قد جرحها كثيراً فتحركت مشاعره قبل قدميه
“انا آسف حقاً”
اتبعت قدميه تحرك مشاعره ليندفع نحوها بسرعه ويحتضنها بعد أن جعلها تقف
كانت بالفعل أطول منه واضخم قليلاً
هذا الأمر كان مايجعل الآخرين يسخرون منها كونها تحب شخصاً أصغر منها حجماً
⊶─────≺⋆≻─────⊷
“غوجو لماذا لا تطلب من والديك اليوم أن تأتي إلى منزلي… انت تعرف انكَ محبوب من قبل والدي”
“والدكِ لا يحبني شخصياً بل يتقرب لوالدي بهذا الأمر ولا أعلم أن كان تقربكِ مني يتبعه أمراً كهذا أيضاً أو ربما قد تكوني مُرسله من والدكِ…”
أوقفت الدراجه الهوائيه خاصتها فتفاجئ هو
” انزل… ”
ظهرت ملامح البرود على وجهها وكانت ملامحها مظلمه تنظر للأسفل والغضب يتملكها
” دائماً ما تجرحني بكلماتك ولكني أعود إليكَ بعد كل ما اسمعه منكَ من كلام”
” قد أكون صغيره وقد تكون صغيراً لكن عليك أن تفكر بعقلكَ عندما تريد التحدث لشخصاً ما”
” بالإضافة إلى هذا انتَ لم تدعوني بأسمي لمره واحده حتى منذُ أن تعرفنا، دائماً ما تقول لي “انتِ” فقط ”
” والان ترجل من الدراجه دعني أعود لوحدي، ولن ترى وجهي بعد الآن”
“لا غداً… ولا بعد الغد… ”
قادت الدراجه بسرعه بعد أن ترجل منها وهو ينظر ببرود خلفها
سار بهدوء واضعاً يديه في جيبي بنطاله الأزرق وهو ينظر نحو الأرض ببرود عينيه السماويتين
” أعتقد أنني بالغت في الكلام معها قليلاً… ”
⊶─────≺⋆≻─────⊷
” إنه غبي ماكان علي أن أفني جميع هذه اللحظات معه، ماكان علي أن احبه لهذه الدرجة، انا مجرد طفله غبيه… كان علي أن أهتم بأمراً آخر غيره”
“لا أريد… لا أريد… لا أريد ان اراه بعد الآن… ”
تطايرت دموع عينيها بسرعة قيادتها لدراجتها الهوائيه
وما قالته في البدايه لم يكن ما تعكسه تصرفاتها عندما نظرت نحو الخلف بين الحين والآخر منتضره أن يظهر خلفها ليعاود الكلام إليها مثل كُلِ مره.
مرت عدة أسابيع ولم ترى تلك الصغيره محبوبها
امتنعت عن الخروج من المنزل بينما افتقدها الطلاب في المدرسه لأنها اختفت فجأه
فقد كانت ترفض كل ما يقوله له والدها
وفي الجانب الآخر يقضي ذلك الفتى أيامه ببساطه دون أن يشعر بأي شيء
لايشعر بشيء
وفي ذلك اليوم كان يسير عائداً من المدرسه بهدوء وشاهد بعض الألعاب على شاشه ما في الشارع
” انظري، هذه اللعبه تبدو جيده!”
اختفت ابتسامته عندما عاود النظر إلى جانبه لكنه لم يجدها عندها أدرك انها تشغل جزءاً مهماً من حياته
فبعد كُلِ شيء هي لازمته لفتره طويله
هو أدرك للتوه بأنها لن تتركه لذا اتجه راكضاً بسرعه نحو زقاق كبير يؤدي إلى منزلها
وهي تعلم أنه لا يستطيع العيش بدونها لذا خرجت من المنزل مسرعه متجهه نحو المدرسه لأنها تعلم أنه يسير ببطئ
عيونهم تبتسم عوضاً عن شفاههم
عينيها الصحراويه وعيونه السماوية
شعره الأبيض وشعرها الأسود
بشرته خارقة البياض وبشرتها الحُنطيه العاديه
بروده وحماسها
كلُ شيء بينهم كان مختلفاً إلى درجة كبيره
لكن…
لا أحد منهم وعلى الرغم من صغر أعمارهم يستطيع العيش بعيداً عن الآخر
ولأن عيناه تختلف عن البشر الطبيعين شاهدها من مسافه بعيده تركض نحوه لتتغير تلك الملامح البارده إلى عيون دافئه في برد الشتاء
ارتسمت ابتسامه كبيره على شفتيه ليزيد من سرعة ركضه
شاهدته هي بعد مده لتزيد من سرعتها نحوه وعندما وصلا توقفا بوجه بعضهما
تبادلا الإبتسامات والنظرات وكان عينيهما كانت كافيه ككلمات اعتذاريه من بعضهم
لم تتمالك نفسها لتحتضنه بقوه من عنقه وتنفر الهواء البارد الذي يتطاير من فمها فرحاً
“ساتورو أيها الغبي…”
ابتسم بينما يحاوط ظهرها بيديه الصغيرتين وعيونه السمائيه كانت تبرق في برد الغروب
“انا آسف… لا أعرف لكن لا يمكنني الابتعاد عنكِ… هذا ما ادركتهُ قبل قليل..”
ابتعدا وبدأ أحدهم ينظر للآخر وكأن عدة الأسابيع تلك تحولت لعدة سنين تاركه آثار اشتياق واضحه على وجوههم..
“لايهمني بعد الآن ما قد يريده والدكِ من والدي الأهم أن تبقي انتِ معي كما انتِ ولا تتغيري ابداً. ”
” لايجب عليك حتى أن تقول هذا الكلام، انت تعرف جوابي سلفاً.”
“آه ايمكنني أن اطلب منكَ شيئاً؟”
“بالطبع تفضلي”
كانت مُحرجه وهي تنظر إلى عينيه التي كانت بدورها تنظر إلى عينيها
تفرك يديها الباردتين ببعضهم لتحاول تدفئة نفسها بينما تحولت وجنتيها إلى الأحمر
” أريد منكَ أن تقول اسمي، اريد ان اسمعه يخرج بصوتك ارجوك… ”
“هاه، لماذا تتحدثين وكأنكُ تطلبين شيء سيحدث لآخر مره؟ ”
” قلهُ فقط”
ابتسم بلطافه نحوها وضحك بخفه لدرجة أنها سمعت صوته وكان هذا أمراً مهماً بالنسبة لها
” حسناً، لكن ماذا تريدين مني أن أقول مع اسمكِ؟”
” همم دعني افكر..”
” آه لقد وجدتها”
” قُل لي اول ما جاء في رأسك عندما تتذكر اسمي”
” فكره رائعه حسناً… احم.. ”
” يا سوشـ….”
انقطع حديثه عندما شاهد مجموعه من البالغين يتوافدون من خلفها ليسحبها أمامه بسرعه وعندما شاهدتهم صُدِمت بشده
كانوا يحملون سكاكين حاده أقرب للسيوف
حدقت في كل مكان وكان عددهم ثمانيه
” غوجو…. انهم هنا من أجلكَ انهم يريدونكَ ابتعد من هنا ودعني اتكفل بأمرهم”
التفت عليها ليصرخ
“جُننتِ؟!! انهم كثيرون مالذي تستطيعين فعله لوحدكِ…”
ابتسمت لتكوب وجهه بين بيديها
“حياتكَ أهمُ مني”
رفض ساتورو كلامها ودفع يديها ليتلقوا هم الاثنين هجوم من أحدهم بسكين طويل تمكنوا من تفاديه لتدفعه هي للخلف بينما وقفت أمامه وفرقعت اصابعها وابتسمت بشراسه فقد كانت فتاة صغيره قويه للغايه كما قال والده قبل فتره
“ساتورو، أن كُنت تريد أن تساعدني أذهب واحضر المساعده وانا سأهتم بقتل هؤلاء الأغبياء”
صُدم ساتورو من ردة فعلها السريعه وعرف انه أضعف منها في وضعه هذا
كره نفسه قبض يده حتى نزفها
وبعد عدة دقائق انشغلت بقتال حاد مع أولئك الأشخاص
لقد كان فتاة ذات جسد صلب للغايه
تمكنت من تجاوز العديد من الضربات وفي هذه الأثناء وبشكل غير متوقع ظهرت سياره من العدم لتسحب ساتورو إلى داخلها وهو يصرخ بشده طالباً منهم أن يساعدوها بدلاً من الهرب لكن لا أحد منهم استمع لكلامه
” سيدي الصغير والدكَ قلق عليكَ”
“عليكم مساعدتها عليكم اللعنه!!”
دفعهم عدة مرات حتى أصبحوا بعيدين عن المكان ليرمي بنفسه من السياره بعد أن فتح الباب بخدعه سريعه
توجه بسرعه راكضاً نحوها وعينيه تبرق خوفاً وقلقاً
توقف وتراجع للخلف ليسقط على الأرض بعد أن تلطخت قدماه بدماء مرمية على الأرض مصدرها جسد تلك الفتاة…
بالإضافة إلى جسدها الملطخ بالدماء كانت هناك سُت جثث مرميه منهم كانت قد قضت عليهم سابقاً
نهض ليركض مسرعاً نحوها فوضعها بين حجره وهو ينظر إلى قدمها المقطوعه والفتحه التي تخترق صدرها
وانفاسها التي كانت تلفضها بصعوبه
” سـ… ساتـ… ورو، لمـ.. ا.. ذا عُدتَ؟”
” اسمعي لا تموتِ ارجوكِ اسمعي انتظري انا هنا لن يحصل لكِ شيء”
“انا احـ.. بكَ.. ساتو.. رو”
تراخيت قبضة يدها التي كانت ملفوقه حول كف يده
كطفل في الثانيه عشر من عمره لم يكن يعرف مايفعله حتى وإن لم يكن فتى طبيعي
كل ماكان يفعله هو المسح بيده الملطخه بالدماء على شعرها الأسود وعينيه التي تذرف الدموع دون أن يشعر بها
اختلطت دموعها بدموعه وبذلك البرد خلع سترته ليضعها على جرح صدرها محاولاً تدفئتها بعد أن شاهد جسدها يقشعر
“اسمعي سوف تأتي المساعده قريباً لابد أن يأتي أحد ويساعدنا، أجل انا متأكد من هذا!!”
“ساعدونا! فاليساعدنا أحدكم!”
وبين ذلك الزقاق الكبير يصرخ ولكن صوته كان مخنوقاً وماكان أحداً سيسمعه
كان يتمنى لو كان ذلك مجرد كابوس آخر يمر به فما كان لبكره الكوابيس
وضع راسه على صدرها لينتحب بشده بعد أن أغلقت عينيها مبتسمه
لم تتمكن من التحدث فقد كان الوقت قد تأخر وقد خارت قواها
ماذا ستكون ردة فعله عندما يعرف انه سيكمل باقي حياته دون تواجدها معه
…
⊶─────≺⋆≻─────⊷
فتح عينيه لينظر نحو السقف
” هذا الحلم مجدداً…”
تناول هاتفه الذي يقبع في الجهه اليُسرى من السرير
فتحه ليقلب بالأسماء ثم اتصل ووضعه على أذنه
“ايتشيجي، صباح الخير، أريدك أن تأتي اليوم إلى منزلي اريد الذهاب إلى ذلك المكان والتحقق بنفسي، لا تتأخر انا انتضركَ…”
~قلب وعقل~
“اتوقع منكَ أن تُجيبني أيها المدير…”
برود حاد لأول مره منذُ فتره طويله يعلوا وجه ذلك الرجل ذو الملابس السوداء المائله للبنفسجي
يجلس ضاماً يديه إلى صدره وقدمه اليسرى تعتلي الأخرى
“حسناً… سأخبركَ لكن لا أعتقد أن الأمر سيكون مفاجئاً لكَ كونكَ الشخص الأكثر معرفة بها حتى ولو كان ذلك منذُ فتره طويله قد مضت”
يشعر المدير بالاختناق، حيث الأجواء كانت أشبه بالرياح الشرقيه الجافه عند هبوبها
يجلس مشابكاً أصابعه كأسنان المشط بقلق ويتصبب جبينه عرقاً.
” استخدامها ليدها اليُسرى كان أمراً فضيعاً… لولا وجود يوكي ونانامي ماكُنا سنتمكن من إيقافها، لكن شكوكي تقول بأنها لم تكن تستخدم كامل قوتها…”
صمت دار بعد هذه الكلمات عند عدم مشاهدة رد فعل مناسب من غوجو ساتورو الذي يجلس أمامه بالوضعيه ذاتها
“لقد حطمت مبنى كامل جديد البناء بقبضة واحده…”
” يمكنني اختصار الأمر لكَ والقول بأن توقعاتي تقول بأنها من الدرجة الخاصه….”
قهقه غوجو ساتورو مع إرجاع راسه للخلف على الاريكه مبتسماً بثقه والحماس يتطاير من جسده
استقام من مكانه ليشير على المدير بأصبعه بأبتسامه
” إنها لي…”
” مالذي ستفعله؟”
كانت ملامح القلق تعلوا وجه المدير بينما يتحدث معه
>سأصطادها بنفسي.<
غادر وهو يحشو جيوبه بكفي يديه ويدمدم بلحن اغنيه ما والابتسامه مرتسمه على شفاهه
“انتِ على قيد الحياة إذاً…. ياله من أمراً مريب.”
⊶─────≺⋆≻─────⊷
قد أخذ الطريق يفكر في كل ما حصل معهم في الماضي عندما كانوا صغاراً
وضع يده على صدره مبتسماً وكأنه متلهف لرؤية ما أصبحت عليه تلك الفتاة التي عرفها في طفولته
تنعكس أشكال الابنيه والناس الذين يراهم على انعكاس النافذه بين تعرجات حركة السياره بهدوء والجو الدافئ
صدره يشتعل حماساً ولايمكنه أن يمحوا الابتسامه التي تعلوا شفتيه
هذا ما لاحظه ايتشيجي في المرآة الأماميه ليشعر ذلك الرجل بالخوف مبتلعاً ريقه
في داخله كان يفكر كيف سيكون بإمكانه التحدث إليها وماذا سيقول لها وكيف سيبدأ حديثهم
هو حتى لم يفكر في إمكانية عدم ايجادها
لقد كان الطريق طويلاً قليلاً فالانتقال من مركز المدينه إلى الأطراف والنواحي أمراً يأخذ وقتاً لكن بالنسبة لغوجو ساتورو كان الوقت طويل طويل جداً
وكأنه في سيارت لمدة ست أو سبع ساعات
“اريد رؤيتها، اريد رؤيتها، حالاً…”
كل ماكان يدور في رأسه هو شكلها الحالي كان يختلق العديد من الأشكال في رأسه
تفاجأ ليرفع راسه وتذهب الابتسامه من على شفتيه بعد أن توقفت السياره ببطئ أمام أحد الازقه الضيقه قليلاً
القريه كانت هادئه لا يوجد أي أحد في الجوار انها كما في أفلام الزومبي اجواءها تبعث البرود الي القلب
حتى السماء كانت ألوانها غريبه، لا تسطع عليها شمساً وبعض العجائز يسيرون من بعيد متمسكين بأيدي بعضهم ويبتسمان لبعضهم
“ايتشيجي يمكنك المغادره.”
أسرع ايتشيجي ليدور بالسيارة ويرحل مسرعاً
اما ساتورو فلفت انتباهه العجوزين
” يبدو بأنهما عاشا لمده طويله معاً…”
” ويبدوا بأنها تعتني به جيداً. ”
“أنهما يبتسمان لبعضهما البعض…”
” هذا ما كان يُفترض أن أحصل عليه انا… ”
“كان هذا سيحصل لو أنني ولدتُ بشكل طبيعي فقط…”
تقدم خطوتين داخل الزقاق بتعب نفسي وليس جسدي
وضع يديه داخل جيبيه وهو ينظر في أرجاء الزقاق
” لا أشعر بأي رائحة غريبه أو طاقه روحيه أو طاقه ملعونه.. ”
” هذا غريب…”
استدار ليعطي ظهره للزقاق وهو يبحث في الأرجاء
توقفت تلك اليد الصغيره قبل أو تصل لتلامس ظهر غوجو ساتورو
استدار ببرود عندما احس بمن خلفه
“هكذا تبدين إذاً”
اعتلت شفتيه إبتسامه لكنها تغيرت عندما شاهد تلك العينين الحاقدتين والأسنان التي ترتص ببعضها كرهاً نحوه
تحرك ساتورو للخلف ليجعل مسافة بينه وبينها
“غوجو ساتورو…. أتيت إلى هنا إذاً يبدو بأنكَ مازلتَ الفتى الصغير الضعيف الذي عرفته سابقاً.”
” حسناً أعتقد أنني سآخذُ بثأري منكَ لعائلتي أيها السافل!”
دارت مواجهات عنيفه بينها وبينه وطوال هذه المواجهات لم يبادر غوجو ساتورو بهجوم يمكنه أن يؤذيها
بل كان مصدوماً مما قالته
راجع ساتورو نفسه في وقت قصير ليسحبها من يدها بقوه متجاوزاً قبضتها فمزق قميصها الأسود القصير الذي كان يُظهر بطنها
جعلتها هذه الحركه تتراجع للخلف وتغطي صدرها العاري الذي يختفي خلف حمالة الصدر بيديها
“كما توقعت…”
” وغد منحرف، بالإضافة إلى كونك شخص سيء فأنتَ قد أصبحت منحرف حقاً”
” غوجو ساتورو! مت فقط دع الناس من حولك يعيشون بسعادة، انتَ مجرد نكره في هذا المجتمع”
“أن تكون سماداً أفضل من أن تكون سم في الهواء!”
نظرات جنونيه تعلوا وجهها مبتسمه بخبث وتدار تلك الكلمات التي بدأت تزعجه على لسانها
” ماذا فعلوا بكِ، ومن فعل هذا بكِ…؟ ”
لم تجبه فقد اخذتها نوبة ضحكات عاليه حتى شخصاً مثل غوجو ساتورو كان سينزعج منها
“سأفعل هذا بسرعه لا تقلقي…”
انزعاج غوجو ساتورو من تصرفاتها جعلته ينهي الأمر بتحرك واحد ليضرب قلبها ويخترق جسدها وصولاً إلى قلبها
اقتلع تلك الحشره الصغيره التي كانت تقف عائقاً بينه وبين صديقة طفولته
سقطت دون أدنى حركه لكن هذه المره لم تسقط على الأرض بل كانت احضانه الواسعه هي من تلقتها
ابعد خصلات الشعر الطويله عن عينيها لينزل عصابة عينيه للأسفل لينظر بعينيه إليها فلم يكفيه أن يراها بالرؤيه الحراريه
كان عليه أن يشاهد ملامحها بشكل قريب ليطمأن قلبه ألمُشتاق
> سوشوكو، اشتقت لكِ.<
احتضنها بين ذراعيه ليرفعها نحو صدره ضامها بين ضلوعه بحنان واضح من ارتعاش جسده الذي لم يشعر به
~أين أنا…؟ هذه الرائحه… إنها مألوفه بالنسبة لي~
سقف ابيض، أضواء دافئة اللون، صمت دامس
هذا ما شاهدته عندما فتحت عينيها بعد فقدانها لوعيها
“أين أنا بحق الجحيم… ماهذا المكان؟”
يجلس واضعاً قدم فوق الأخرى ويضم ذراعيه إلى صدره العريض مبتسماً بخفه
هذا ما رأته عندما التفتت على الجانب الأيمن من السرير لتعود وتدير رأسها لجانب الوساده الآخر وتنهدت مغمضه لعينيها
“يبدو بأني بدأت اتخيل ماهذا ومن هذا الرجل…”
” لستِ تتخيلين.”
عاودت فتح عينيها بسرعه لترفع جسدها من على السرير بصعوبه استقامت بجلستها لتنظر نحوه بقلق واضطراب
“من انتَ؟ وماذا أفعل انا هنا؟”
حاوطت رأسها بين يديها وألم بدأ يعلوا ملامحها
“رأسي!!”
نهض متوجهاً نحوها بسرعه وقلق ليقترب منها بسرعه
فتوقفت يدها عندما اصطدمت بالانهائيه خاصته لتعود قوة الضربه عليها فتنقلب من السرير بسرعه لتجعل منه يركض ليحاول انهاضها لكنها رفضت وضربت يده عندما اقترب منها محاولاً لمسها.
” اتركني!”
ابتعد عنها خطوات للخلف تصرفاتها معه تجعله يبتعد عنها على الرغم من رغبته في امساكها
اعتلت مؤخرتها طرف السرير بهدوء ورفعت قدمها لتضعها فوق الأخرى بهدوء مشابكه أصابعها حول ركبتها وتنهدت
“من انتَ بالضبط ولماذا انا هنا، ماذا تريد؟”
“سوشوكو، الا تعرفين من انا؟”
“كيف تعرف اسمي؟”
انزعجت عندما اقترب خطوه واحده منها لتوقفه عندما رفعت يدها أمامه في الهواء
“انتبه لا تقترب!”
“لماذا؟ لماذا لا اقترب؟ انا متأكد أنني ازلتُ تلك اللعنه التي كانت تعلوا قلبكِ.”
” لعنه؟ تعلوا قلبي؟”
” فقط دعيني اتحدث ولا تبعديني عنكِ.”
نظرت نحوه ببرود عدة ثواني لتجيبه ببرود أيضاً
“حسناً…”
“اخبرني بما تريد أخباري به”
اكمل حديثه بصوت منخفض قليلاً وبنبرة دافئه بينما يضرب قدمه بخفه على الارضيه البيضاء للغرفه
“لقد كان هناك لعنه من نوع خاص تسيطر على قلبكَ وبالاحرى كانت مُتصله بين عقلكِ وقلبكِ لكن مركزها كان القلب بالاضافه إلى أنها كانت تتغذى على دمائكِ”
” لحظه واحده، ما ادراك بكل هذه الأمور؟ متى تقابلنا ومالذي حصل انا لا أتذكر أي شيء مما تقوله”
نهض من الكُرسي واخذ يدور في الغرفه بينما عينيها تتحرك على جسده وتقيسه بدقه
~هذه الرائحة وهذا الشكل، أشعر أنه ليس غريباً علي~
” سوشوكو، مالذي حصل قبل”
” الذي حصل؟ ”
“انتِ لا تتذكرين اي شيء حقاً؟
” أجل لماذا ”
-إذاً أخبريني مالذي حدث معكِ قبل أن تضحي بنفسكِ من أجل إنقاذ غوجو ساتورو؟
صُعقت وكأنها كانت تنتظر اي كلمه تخرج من فمه يُخص بها غوجو ساتورو
“غوجو ساتورو… من أين تعرفه انتَ؟”
~ملكاً لك~
هذا الجزء يحتوي على مقاطع جريئه +21
⊶─────≺⋆≻─────⊷
“غوجو ساتورو، من أين اعرفه”
قهقه بثقه مغلفه بحزن لتختفي تلك الابتسامه ويقل صوت الضحكات تدريجياً عندما عاود النظر إليها بجديه
“يا إلهي، هذا مزعج حقاً”
نهضت من السرير وتوجهت نحو الخزانه
فتحتها وتفاجأت بأن لا ملابس في الخزانه
استدارت لتنظر إليه بجديه وحده
وقالتها بنبره مفعمه بالمشاعر الدافئه
“ارجوك، دُلني عليه، اريد رؤيته، لكن أولاً انا احتاج للملابس”
وضع يده على راسه مبتسماً بينما يوجه نظره نحوها نظراته كانت كفيله بجعل جسدها يقشعر
تقدم بخطوات نحوها لينظر لها من الأعلى إلى الأسفل بعد أن حاصرها بين ذراعيه على الجدار وهي تنظر له بصدمه بينما ترفع يديها لتضعهما مقابل صدره
” مـ.. مالذي تريده؟ ”
” لا شيء، اريد اخذ قياساتكِ فقط”
ابتعد عنها فقلبت عينيها ووضعت كف يدها فوق صدرها
~ياله من مجنون وماخطب عصابة العينين هذه؟~
“سأعود بعد قليل”
~ لقد غادر بهدوء ولكن وجوده كان يبعث جواً من الخوف وكأن هناك حرباً داخل الغرفه، هالته كانت تملاً المكان بالكامل… لا شك بأنه أقوى مني حتى~
وبيننا غوجو يبحث عن ملابس ملائمه لجسدها الممتلئ كانت هي تدور في الغرفه يميناً وشمالاً واضعه يدها فوق صدرها والأخرى تسند بها يدها الأخرى
كان قلبها يرتجف
كُلما سمعت اسم غوجو ساتورو ترتعش تنتشي وتشعر بالرغبه العارمه فيه
تبتسم لا إرادياً، يقفز قلبها ومشاعرها تهتز
لقد كان يحركها كما تحرك البطارية الدمى
–
< لقد كانت دميته >
~لا أعلم مالذي يخطط له لكن رائحته كانت غريبه أشعر بأني اشتممتها من قبل لكن لا أتذكر أين… ~
وبعد خروجها برفقته من المبنى كان ايتشيجي ينتضرهما أمام الباب في السياره
صعد كلاهما في السياره وجل ما كانت تفكر فيه هو غوجو ساتورو
بينما يجلس بأستقامه مكتفاً يديه إلى صدره وقدمه اليُمنى فوق الأخرى وهو يوجه نظره نحو النافدة
~غوجو… انا في اشتياق كبير له، لا أعرف كيف سأكلمه، اريد ان اعرف كيف أصبح الآن، لابد انه وسيم جداً~
توقفت السياره بهم أمام الزقاق الذي وقع فيه ذلك الحادث
ترجلا من السياره ووقفا امام الزقاق
“هذا المكان… انا… أشعر أني اتذكره لكن كيف…”
توقفت وامسكت رأسها بصدمه بينما جثت على ركبتيها
“لا يمكنني.. لا أستطيع…”
وقف أمامها وانحنى وهو يحاول رفعها، لكن بدلا من ذلك سقطت على الأرض تحدق في الفراغ أمامها وعينيها امتلأت بالدموع
“مالذي تتحدثين عنه؟ ”
” لايمكنني تذكر وجهه ”
قالتها بنبره مرتعشه بينما تنظر نحوه وهو يحدق بها بهدوء
جلس على قدميه أمامها ليمسكها من عضد يدها اليُمنى ورفع رأسها بأصبعه في اليد الأخرى
“ماهي آخر ذكرى مرت عليكِ قبل أن تستيقظِ؟”
أدارت وجهها يميناً بتفكير لكنها لم تجد إجابه
حتى توصلت إلى أقرب ما يمكنها
“آخر ما يمكنني تذكره هو أنني اُنقذتُ من قبل رجل عجوز”
نهضت من مكانها وابتعدت عنه لتسير نحو الزقاق بهدوء وبدأت في كل خطوه تنطق بأمر
” انتِ أقوى من الآخرين ”
بعض الخطوات الأخرى
“غوجو ساتورو هو الشخص الذي قتل عائلتكِ”
والمزيد من الخطوات البطيئة
“يجب أن تنتقمي من غوجو ساتورو، انه الشر بذاته ”
” لكن….”
توقفت في وسط الزقاق واستدارت تنظر له بمشاعر مفتته واضحه على ملامح وجهها المتهرئه والدموع التي جفت على خديها والدموع الأخرى التي تأخذ مجراها على خديها مجدداً
“غوجو لم يقتل والداي”
“غوجو ساتورو ليس قاتلاً، ليس عليه أن يموت”
” انا اتذكره، اتذكر تلك العينين، اتذكر ذلك الوجه الشاحب، اتذكر هالة البرود تلك التي تعتري جسده”
وخطوات بطيئه وصلت لتقف أمامه
“ايمكنني أن أطلب منكَ أمراً؟”
“بالطبع تفضلي”
“اريد ان اسمع اسمي بصوتكَ”
“تتحدثين وكأنك تطلبين شيئاً سيحدث لآخر مره ”
” قلهُ فقط ”
” حسناً، لكن ماذا تريدين مني أن أقول مع اسمكِ؟”
” قُل لي اول ما جاء في رأسكَ عندما تتذكر اسمي”
“أردت اخباركِ في ذلك الوقت بأنكِ زينةُ حياتي”
” ولكن الآن اقول أنكِ كُنتِ ومازلتِ كذلك”
خطت نحوه لترفع رأسها للأعلى
رفعت يديها نحو راسه لتسحب بأصابعها عصابة العينين نحو الأسفل
نوبة بكاء انهالت عليها جعلتها تجثوا على الأرض مره اخرى لكن هذه المره كانت بين أحضانه يحتضنها بذراعيه العريضتان
” لماذا لم تخبرني بهذا عندما التقينا هاه؟! ”
صرخات عتاب والم واشتياق
ملأ صراخها المكان وكانت تريد الدخول إلى قلبه لتحتضنه من الداخل
لم يكن ذلك مجرد زقاق عادي، بل كان باباً آخر نحو الحقيقه
⊶─────≺⋆≻─────⊷
جلست على الاريكه بإبتسامه أمامه وهي تنظر في الأرجاء
” ماذا ألم يعجبكِ؟ ”
” على العكس احب التصاميم الكلايسيكيه اليابانيه فهي تمنحني الراحه”
” تعالى معي لاريكِ المكان”
وجولة كامله حول منزله كانت كفيلة بأتعابها
حتى وصلت إلى غرفته فرمت نفسها على الأرض على ضهرها وفتحت يديها وهي تنظر للسقف
“لم أتوقع أن يحدث أمراً كهذا ”
” أمراً مثل ماذا؟ ”
وقف أمام الباب يبتسم لها وهي تبتسم للسقف
” كنتُ أطول منكَ يارجل، كيف أصبحت بهذا الطول؟”
“لا أعرف ربما بُنيتي كانت ستتأخر لأكون أطول في عمراً متقدم، ربما كان الوقت الذي قضيناه بعيدين عن بعضنا طويل جداً ليجعلكِ تعتقدين أنكِ كُنتِ أطول مني”
“انتَ محق”
” تعالي معي، سأريكِ الغرفه التي ستمكثين بها الليله”
نهضت سوشوكو بحماس وتوجهت نحو لتخرج أمامه من الغرفه بينما يحاوط خصرها بذراعه طوال الوقت حتى وصلا إلى الغرفه
فتح الباب ودخل الاثنين وكانت سوشوكو مندهشه لجمالها البسيط
الألوان الخشبيه العصريه الرائعه والشاشه الصغيره أمام السرير
النافذه الكبيره حول كامل الجدار التي كانت أضواء المسبح الزرقاء الخفيفه تطل عليها وتعكس الأضواء داخل الغرفه
أشعل غوجو الأضواء لكنها أخبرته ان يطفأها
توجهت نحوه وابتسمت لتضع يديها فوق صدره ثم صعدت لتحاوط كتفيه فرفعت قدميها لتطبع قبله يمكن القول بأنها كانت بسيطه على شفتيه
“يمكنكَ الذهاب للنوم الآن، تصبح على خير”
ابتعدت عنه بهدوء وتوجه نحو الباب ووقف قبل أن يخرج بينما تُمسك هي بمقبض الباب
“انتَ بخير؟”
فاجأها عندما استدار مبتسماً ببرود قائلاً بصوت اجش
“سوشوكو، كما تعلمين نحن لم نعد أطفالاً”
“يبدو بأنكَ كبِرت وفسدت حقاً ”
ابتسمت سوشوكو بهدوء بينما ارادت إغلاق الباب ليمسك الباب بيده
” ساتورو؟”
انتابها التوتر المفاجأ وتسارعت ضربات قلبها عندما دخل وأغلق الباب وكان المفتاح بيده ليضعه على الطاوله الصغيره بجانب الباب بهدوء
اقترب منها ليحاوط خصرها بيديه على النافذه الكبيره
كانت عيونها تتوهج بخوف وتردد
” اسـ.. اسـ.. مع، سنناقش هذا الأمر في الصباح، مازلتُ لا أستطيع تقبل الأمر بهذه السهولة”
اقترب من شفتيها ليرفع ذقنها بأصبعه بسهوله
انجرفت سوشوكو مع قبلاته الطويله الإجباريه التي افقدتها رباط جأشها لتتمسك بملابسه وكان قدميها لا تقوى على حملها
” انتـ.. ظر.. اسـ.. معني!”
جميع محاولاتها كانت فاشله
وبعد التهامه لشفتيها جاء الدور بالفعل لينخفض نحو عنقها وأعلى ثديها
بينما يمسك معصمي ذراعيها للأعلى
فشلت في محاولة التحرر من قبضة يده لتصرخ عليه بصوت عالي لكنه لم يكن يستمع وكأنه فقد السيطره على نفسه
~دفعني إلى السرير بقوه ليسحب قدماي نحوه ثم يقوم بمواجهة صدره لظهري ليرفعني للأعلى جاعلاً من مؤخرتي العاريه التي مزق ملابسها بسهوله بيديه أمامه كاللعبه حين بدأ بضربها بيديه بقوه ثم بدأ بلعق الخط الفاصل بين الفلقاين من الأعلى إلى الأسفل ليرتفع صوتي شيئاً فشيء~
“المرأه التي أريدها ترفضني بينما جميع النساء تخضع بين قدماي”
“انتِ مازلتِ لستِ بخير سأعيدكِ إلى رشدكَ”
“غوجو لقد جُننِت! ”
~اعاد قلب جسدي ليواجهني وجهاً لوجه وهو ينظر نحو عيناي بعد أن خلع تلك العصابة~
~احمرت عيناي المليئه بالدموع خجلاً لتُغلق من تلقاء نفسها عندما التقت بعيناه المثيرتان المخيفتان~
~بعد أن انتهى من تجريدي من ملابسي بدأ عملية افتراس لجميع إنشات جسدي بشفتيه الورديتين كان يقتحم ثديي وكل ما حوله~
~حاولتُ دفعه بيداي التي فقدت قوتها وعيناي التي كانت شبه مفتوحه~
~جسده كان يبعث الحراره على جسدي على الرغم من كونه لا يلتصق بي~
~ أدركت اني متعبه في تلك اللحظه حتى لو حاولت تمالك نفسي والابتعاد كان يخلع ملابسه بسرعه وعينيه التي كنتُ أراها بصعوبه كانت تشتعل كـ ناراً زرقاء~
~ بينما كفى يديه التي رُسمت عليهن آثار السنين تدور على جسدي من فخذي حتى أعلى عنقي
لقد كُنتُ فريسه بين ذراعيه و قد رضيت أن اُفترس~
“~شهقت ورفعت ظهري للأعلى بقوه ليقحم اصبعيه في فمي ليخرسني عندما اخترق رحمي قضيب كان اصلب واسخن من الحديد ذاته~
” أنـ.. تـ… ظر.. لحـ…ظه..”
~حاولتُ أن اُكلمه فأنقطعت انفاسي بين كل كلمه والأخرى~
~حاوط خصري بكفي يديه الواسعتين ليجعلني اصرخ عده مرات بعد دفعات سريعه~
~بلل لعابي السرير لأحكام عضتي على الاغطيه التي تكتلت بين يداي وضربات قلبي التي شعرتُ بأنها تكون مسموعه للجميع ~
~ثبت جسدي بكف يده الذي وضعه فوق معدتي،
الجسد الذي أبى أن ينصاع لاوامري وأخذ بالانصياع له~
~أخذت يداي تمسك كفة يده ثم اخذتُ العق أصابعه بينما يهتز جسدي لشدة تلك الدفعات القاسيه داخل رحمي~
~جسده الأبيض الذي يشع تحت الضوء الذي كان ينعكس من النافذه نظرتُ إلى جانبي الأيمن كنتُ أشاهد انعكاس في المرآة وهو يفترسني~
~كان منظراً جميلاً بشكلاً جنوني وكأني كنتُ استمتع في النظر~
~ كنتُ مغرمه بما يفعله، حاولتُ الرفض والابتعاد، عجزت ولم استطع~
~رفضُ شفتيه كان أمراً صعباً بالنسبة لي، والوقوع فيها كالوقوع في شباك عنكبوت عملاق ~
~مررتُ يداي اتلمس واتهمس عظلات معدته المرسومه والعرق الذي يتخللها بعيون شبه مفتوحه~
~ اخافتني عيونه المتوسعه الناظره نحوي ببرود وكأنه وحش~
~ولكن تذكرتُ انه الشخص الذي لطالما أردته فنهضتُ مسرعه من مكاني لاعتليه وادفن راسي في عنقه بينما عاود إدخاله~
~فإنتحبتُ حينها فضن انه قد آذاني فأخرجه من رحمي وبدأ يمسح الدموع عن عيني وانا اعتليه بينما يمسد هو على الخط الفاصل بين ظهري ويبتسم~
“انا لم انتهى بعد”
“انا ملكاً لكَ”
~مارس الجنس معي وكأنه كان متعطشاً منذُ زمن طويل~
~منذُ الساعه العاشره ليلاً حتى الخامسه صباحاً
هو لم يتعب ولا يريد الاستسلام بينما أنا كنتُ اغفو بين الحين والآخر واجده ينظر إلى عيناي بينما لم ينتهي بعد ~
” كان ذلك متعباً… ”
.
.
.
.
.
.
.
” وممتعاً”
زقزقة الطيور عند النافذه وتلك النقرات الخفيفه ايقضتها لتزعجه عندما كان يحدق بها بإبتسامة صامته
يسند راسه على كف يده الذي يستند على كوعه عند رأسها ويمسد بيده الأخرى على شعرها الداكن
“صباح الخير”
قالتها بصوت ناعس منخفض بينما لازالت تغلق عينيها، تحركت ببطئ تحت الاغطيه لتنزلق وتصبح قريبه من صدره
“لماذا لا تنام كثيراً”
“لأنني لا احتاج الى ساعات كثيره من ألنوم”
ابتسمت بعيون مغلقه لتدفن نفسها في صدره وتدمدم بكلمات غير مفهومه
وفي هذه الأثناء يحتضنها هو الى صدره وبريق عينيه لم يسبق له سابقه وكأنه يعيش للمره الأولى
رفعت نظرها نحوه بجديه وسألته وهي تمسد على صدره بهدوء
“اريد ان اسئلكَ عن أمراً ما”
” همم…؟ ”
” انا خسرتكَ انتَ وتهتُ ماذا خسرت انتَ؟”
ابتسم بأنكسار وعيون فارغه من التعابير ليقولها بصوت مرتجف مرهف واختفت تلك اللهفه التي كانت تعتري عينيه السماويتين ليخفض بصره للأسفل
“كُل شيء… حتى ذاتي القديمه…”
” لكن الآن أشعر بأن حياتي ستصبح افضل”
كسر ذلك الجو الحزين بإبتسامه تكاد تكون جيده على الرغم من كونها كاذبه وقد أدركت هي هذا بالفعل
سحبته من مؤخرة عنقه لتدفن راسه بصدرها مما جعل ولأول مره منذ أن كان صغيراً تلك القطرات الساخنه التي شعرت بها فوق صدرها
“لن اتخلى عنكَ هذه المره”
” أن لم تكن في هذا العالم فلن اكون انا”
” أن لم تشعر بالهواء فلا اريد ان اشعر به”
“أن لم تكن سعيداً، فسأجعل العالم يحزن لأجلك”
“سأكون لك الوساده والفراش اللاتي تلجأ لهن عندما تريد الحزن”
“فقط لا تحزن”
⊶─────≺⋆≻─────⊷
تناولا الفطور على أنفاس الربيع والزهور المتفتحه والهواء العذب الذي يلعب بخصلات شعرها
” سوشوكو، ما رأيكِ أن تساعديني في تدريس الطلاب في ثانوية جوجوتسو؟ ”
وضعت الكوب الذي كانت تحويه بين كلتا يديها لتوسع عينيها بفرح وابتسامه
” ستكون هذه فكرة جيده، سأدربهم بشكل جيد وسيكونوا أفضل الأشخاص”
ابتسم وأشار إليها بأصبعه
“لكن لن اسمح لكِ بسرقة طلابي ”
” ومن قال لكَ اني سأسرقهم؟ ”
نهضت من مكانها بهدوء وبطريقة مغريه لتستدير وتجلس على قدمه وتحاوط عنقه بيدها وتطبع قبله على شفتيه الورديتان
“الشخص الوحيد الذي اريد سرقته هو انتَ”
” متوحشه متحرشه!!”
بدأ المزاح بينهما والضحكات والأمور الأخرى وكأنها زوجين فعلاً
واستجاب كل شيء لهم خلال هذه الفتره الزمنيه
الحب بين شخصين أكبر من أن يحطمه اي شيء
رغم البعد ورغم المصاعب يمكن دائماً أن تشعر بمن تحب ففي النهايه انتما تنظران لقمر واحد ولشمساً واحده، هو ليس في كوكب آخر
الحب أمر يتعلق بما تستطيع تقديمه للطرف الآخر، انه رغبتك في مواجهة كل شيء من أجل شخصاً كُنتَ عنه في يوماً ما “غريب”
انتظار شخص طال غيابه يجعل القلب كالورود دون مياه
تذبل وتذبل حتى تموت
لكنكَ بشر يموت مافي داخلك وفي أحيان أخرى تموت من الخارج والداخل
⊶─────≺⋆≻─────⊷
الرابع والعشرين من حزيران/ السنه ‘2018’
الساعه 9:34 صباحاً
يديها ترتعش وهي تحاول تمالك نفسها لتضغط زر الاتصال
“غـ.. غـو… غوجـ.. غوجو”
“ماذا؟ هل انتِ بخير؟ ”
هالة مشؤومه أدارته بقلق وخوف بينما يقبض يده الأخرى التي لا تمسك الهاتف
“انا…”
“انا لدي خبر ما…”
“انتِ تقلقيني، أخبريني مالخطب؟”
“في الواقع… انا…”
صرخت عبر الهاتف بصوت مرتفع ليبعد الهاتف عن أذنه
حدث مالم يكن متوقع
غوجو ساتورو لم يبتسم ولم يبدي ردة فعل سعيده
⊶─────≺⋆≻─────⊷
الساعه 10:23 صباحاً
الموقع : منزل غوجو ساتورو
” انا آسفه.. لم يكن على ذلك أن يحدث ”
“لا انه ليس خطأكِ… ”
شابك يديه جالساً على الاريكه بقلق ويحرك قدمه بسرعه مما جعلها تضع يدها فوق قدمه التي تصعد وتهبط بسرعه ليخرج من تلك العقده
“لن ادع احد يصل إليه، دعني اتصرف انا”
“كيف تتصرفين؟”
“سأختفي طوال هذه الفتره، سأسافر ولن اجعل احد يتعرف علي، في حال كُنت تريد أنتَ هذا”
استدار عليها ليمسك كتفيها بشده ويسحبها نحوه وبين أحضانه
“لا يمكنني أن ادعكِ ترحلين مجدداً”
صمت للحظه ثم قالها بصوت مرتجف
” لن أتمكن من العوده الى نفسي لو رحلتِ انتِ”
بادلته الحضن وابتسمت بهدوء ثم ابتعدت عنه قليلاً ونطقت
” ليس وكأن هذه آخر مره سنتـ-”
قاطعها بوضع كف يده فوق فمها
” في آخر مره قلنا هذا الكلام فيه قد افترقنا، لذا لا تقولي هذا، حسناً؟”
اومأت برأسها بهدوء ليحتضنها مره اخرى وكأنه لا يريد افلاتها
⊶─────≺⋆≻─────⊷
“أجل لقد وصلتُ أميركا للتوه، مازلتُ في المطار”
” انتبهي لنفسكِ جيداً ارجوكِ”
“لا تقلق، لن يحدث أي شيء سيء لي أو له ”
وقطع الاثنين طريق آخر بعيدين عن بعضهم وكانت ملامح الاشتياق تغزو ملامحهما
تغير غوجو ساتورو منذ اليوم الذي عرف فيه أنها على قيد الحياة
قاسي، متمرد، قوي، يمتلك حس فكاهه عالي، ويخافه الجميع
يصبح شخصاً آخر مع تلك المرأه
وهي كذلك
⊶─────≺⋆≻─────⊷
الرابع والعشرين من حزيران/ السنه ‘2019’
الساعه 8:13 صباحاً
“سنعود إليه لنفاجأهُ”
استقلت سوشوكو الطائره العائدة إلى اليابان
كانت السعاده تتطاير من عينيها بينما فقد ساتورو الاتصال بها قبل عده شهور ولم يستطع أن يذهب خلفها لالتزامه بأعماله الكثيره والتي لا تنتهي
وصلت سوشوكو إلى المطار وحملت حقائبها وتلك الحقيبه الصغيره التي تحتضنها إلى صدرها بيدها
استقلت سوشوكو سيارة أجرة وهي تبتسم وكانت قد كتبت رساله ووضعتها بين الملابس الصغيره التي تحتضنها إلى صدرها
“لقد توقعتُ هذا”
نظر لها السائق بخوف وقلق
مرت السياره بين الازقه وكان هناك بعض الارتطامات التي لم يكن السائق يراها وفي الواقع كانت لعنات ذات عقول كامله تبدو بأنها تريد ماتحتضنه إلى صدرها
“اوقف السياره من فضلك”
توقف السائق وهو يشعر بالقلق
“مـ… مالذي يحدث؟! لا تقتليني انا لم أفعل شيء لكِ”
“من قال أنني سأقتلكَ؟”
“اسمع سأعطيك هذه الأمانه اطلب منك توصيلها إلى هذا العنوان حسناً؟ ”
“لكن عدني بأنكَ ستوصلها حسناً؟”
“لكن الى اين تذهبين؟!! ”
” ليس من شأنكَ، اوصل هذه الامانه فقط واريدك أن تقود بسرعه”
ترجلت سوشوكو من السياره بهدوء ووقفت ببرود وأغلقت الباب لتلقي نظره على الأمانه لآخر مره
“انتَ محق عزيزي، ماكان يجب أن أقول لآخر مره، لأنها قد تصبح آخر مره حقاً”
أسرعت السياره وانطلق خلفها سبعُ لعنات من الدرجة الخاصه
اوقفتهم سوشوكو بلكمه واحده لتقطع الطريق عليهم جميعاً
وقف أمامهم بثقه وفرقعت اصابعها
“اتضنون انكم تستطيعون العبور وانا هنا؟”
رفعت رأسها بثقه وتمرد
” لن يعبر احد الا فوق جُثتي”
” يبدو بأن هذه المرأة تريد أن تموت”
وبعد قتال حطم المنطقه بأكملها
استعملت سوشوكو آخر ما تبقى منها بعد أن وقفت على قدميها والدماء تتصبب من جسدها من كل مكان
“هه، أغبياء، تضنون انكم ستفوزوو؟”
~لابد أنه قد وصل في الوقت الحالي، إذاً.. سأتمكن من إنهاء الأمر الان~
” اربعه منكم قد ماتو بالفعل، هل تضنون أن ثلاثه سيكونوا قادرين على هزيمتي؟”
“انتِ مخصبه بالدماء أيتها الغبيه! كيف ستفوزين؟!”
لعنات من الدرجة الخاصه يصعبُ التعامل معها بسهوله وبالأخص عندما تكون لديها عقول وتستطيع التحدث والتحكم بنفسها مثل البشر
“حسناً… انتَ محق، لكن أستطيع أن أقضي عليكم مع نفسي صحيح؟ ”
ابتسمت سوشوكو ابتسامة جنون لتقارب يديها لبعضهم
” توسيع المجال”
” والان قد أصبحتم تحت رحمتي، وفي الواقع هذا المجال يختلف عن أي مجال آخر، توسيع المجال خاصتي يمكنني استخدامه لمره واحده في الحياة فقط، وهي عندما أريد أن اتخلص من شخصاً ما حقاً”
ابتسمت ودارت بينهم بعد أن تجمدت
أجسادهم دون حراك
رفعت يديها والتفت كلعبة الباربي لتقوم بتعديل وضعها
” هنا حيث يموت المستخدم والمُستخدم عليه المجال، جميعنا سنتحول إلى رماد!! ”
” هذا ممتع أليس كذلك؟! ”
~غوجو، تمنيت أن نمضي الوقت معاً نحن الثلاث كأي عائلة مُحِبه، لكن يبدو أن هذه الحياة لا تريد هذا لنا~
⊶─────≺⋆≻─────⊷
وصلت سيارة الأجرة إلى باب الثانويه فسمحوا لصاحب السياره بالدخول بعد أن أخبرهم أن لديه رسالة توصيه مع امانه
“في هذه الرساله، يقال ان الامانه يجب أن تصل إلى غوجو ساتورو”
اوصلوه إلى وجهته حيث يقف ساتورو أمام الرجل واستلم الامانه منه وأخرج الرساله من بين تلك الملابس الصغيره
{محتوى الرساله}
[إلى غوجو ساتورو
-مرحباً عزيزي، كيف حالك آمل أن تكون بخير، كنتُ اخطط لعمل مفاجأه لك، لكن يبدو أن هذا لن يحصل، وان وصول هذه الرساله لك يعني أمراً واحداً لا ثاني له
-هذا يعني أنني غادرتُ هذه الحياة،
غوجو كنتُ اتمنى ان نبقى معاً، كنتُ اريد ان تعلم هذا الصغير كُل شيء أمام عيناي، كنتُ اتمنى رؤيته طفلاً يكبر ويكبر أمام عيناي وانا أنظر إليكما وأشعر بالفخر
غوجو صغيرنا مدلل، وعلى الرغم من أنني أعلم أنه لم يحضى برؤيتك خلال هذه المده كلها الا انكما التقتما الآن بالفعل]
“لم يغويني رجلاً حتى قابلتكَ مجدداً
ف
ماذا تتوقع معي أن أفعل؟ انا فقط انتضركَ في السماء”
“أريد لعينيكَ السماوية أن تنظر إلي.”
نظر غوجو نحو ذلك الشعر الداكن والعيون الزرقاء التي يحملها بين يديه وأنزل عصابة عينيه لتتبلل قطرات عينيه تلك الملابس الصغيره التي يحتضنها بين يديه
“والدتك، إنها أقوى واشجع امراة عرفتها في حياتي، ولا أعتقد أنني سألتقي بها مجدداً…
” اريد امراً واحد فقط، اريد ان اقتل لاتبعكِ، لكن لا يمكنني فعل هذا، هناك الكثير من الحيوات التي يجب أن احميها بالإضافة إلى اِبننا”
لو تعجبكم كذا قصص اقدر اسوي لكم كتاب كامل لقصص قصيره زي هذي لو حبيتوا اكيد
لشخصيات الانمي