Sister, I'm The Queen In This Life - 88
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 88 - الفصل الثّامن و الثّمانون: والدتي العزيزة ، أنا آسف لأنّني تأخّرتُ
88- والدتي العزيزة ، أنا آسف لأنّني تأخّرتُ
شيء ما في صوت الفتاة أثار غضبه. كان بإمكانه القسم بأنّها كانتْ تضحك عليه. استشاط غضبه.
لكنّ إيبوليتو أخذ نفسًا عميقًا و تحكّم في غضبه.
تغاضى عن الأمر يا إيبوليتو. إنّها مجرّد فتاة مراهقة. لا حاجة للغضب على فتاة.
بما أنّه قد استسلم ، كان عليه أن يتحرّك. حاول إيبوليتو أن يتكلّم مع أريادن حول منحة ماليّة أعلى بأكرم صوت لديه. ”لكنّ والدتي أرسلتْ لي ثلاثة و عشرون دوكاتو** بعيدًا عن خمسة عشر دوكاتو*** كلّ شهر.“
** حوالي ثلاثة و عشرين ألف دولار أمريكيّ.
*** حوالي خمسة عشر ألف دولار أمريكيّ.
”أوه ، ذلك.“
فتحتْ أريادن دفتر الحسابات القديم و وجدتْ الصّفحة التّي تدلّ على توقّف القوائم و علّمتْ بخطّ أحمر تحته.
”هذا هو دفتر الحسابات الذّي اعتادتْ والدتي على رعايته. خمسة عشر دوكاتو – منحة إيبوليتو ، و ثلاثة و عشرون دوكاتو – تكاليف إيبوليتو المدرسيّة.“
منحتْ إيبوليتو لحظة وجيزة لقراءة خطّ يد لوكريزيا قبل غلق دفتر الحسابات.
كان صوت ”الفرقعة“ عاليًا بشكل فظيع.
”بما أنّكَ لا تدرس في الجامعة في الخارج بعد الآن ، لن تحتاج إلى المال من أجل التّكاليف المدرسيّة.“ قالتْ أريادن. ”أو الدّفع من أجل الإيجار الشّهريّ أو تكاليف الطّعام بما أنّكَ في المنزل. بعيدًا عن تكاليفكَ المدرسيّة ، الميزانيّة الماليّة الشّهريّة المخصّصة لكَ هي خمسة عشر دوكاتو.“
اعتقدتْ أريادن بأنّها تعامل إيبوليتو بشكل محترم بصفته الابن الأكبر للعائلة. حسب المبادئ ، لم يكن مسموحًا لإيبوليتو تفحّص دفتر الحسابات. لكنّ أريادن سمحتْ لإيبوليتو بشكل خاصّ النّظر إلى دفتر حسابات العائلة لأنّه كان الابن الأكبر الذّي سيقود العائلة في المستقبل.
لكنّ إيبوليتو اعتقد بأنّ أريادن كانتْ ظالمة. كان السّيّد الشّابّ للمنزل و اعتقد بأنّ لديه الحقّ لتفحّص دفتر الحسابات ، لكنّ أريادن منعتْه من فعل ذلك.
لكن ماذا يمكنه أن يفعل؟ إنّه بحاجة للمال. أخذ نفسًا عميقًا و حاول السّيطرة على المال.
”انظري بتمعّن. أنا متأكّد أنّكِ ستجدين تكاليف متنوّعة أرسلتْها والدتي لي.“ عجّل إيبوليتو. ”كمثال ، مال عيد ميلادي.“
”هل عيد ميلادكَ في هذا الشّهر؟“ سألتْ أريادن.
لقد كان يناير ، و كان عيد ميلاد إيبوليتو في الصّيف.
احمرّ إيبوليتو من الغضب. ”لماذا يجب عليكِ أن تكوني صعبة المراس؟“
”إذا لم يكن هناك غرض مكلّف ، فيجب على الأقل أن يكون هناك سبب لزيادة النّفقة.“ دحضتْ أريادن.
موقف الفتاة اللّقيطة الجديدة الجدّيّ يدفعه للجنون!
ظلّتْ أريادن صارمة. ”إذا كنتَ تحتاج للمزيد من المال أكثر ممّا تفعل عادةً ، من فضلكَ أخبرني. إذا كان لديكَ سبب وجيه ، سأعطيكَ دون استجواب. لكن إذا لم يكن لديكَ…“
تردّدتْ أريادن لثانية قبل أن تستمرّ. ”عليكَ أن تمتلك سببًا واضحًا لرفع المنحة. لا أحد في سان كارلو يستخدم ثمانية و ثلاثين دوكاتو** كمنحة شهريّة ، ليس حتّى أفراد العائلة الملكيّة.“
** حوالي ثمانية و ثلاثين ألف دولار أمريكيّ.
فشل إيبوليتو في احتواء غضبه. ”أتتوقّعين منّي أن أتوسّل على ركبتيّ لأحصل على مصروف تافه؟“ صرخ.
”ثلاثة و عشرون دوكاتو** ليس مصروفًا تافهًا.“ دحضتْ أريادن.
** حوالي ثلاثة و عشرين دولار أمريكيّ.
كانتْ أريادن تجلس على كرسيّ المكتب و نظرتْ إلى الأعلى نحو إيبوليتو ، الذّي كان بعيدًا عنها ببعض السّنتيمترات ، و هو يبدو حانقًا بما يكفي لسحق المكتب إلى قطع.
”إذا انتهيتَ ، أرجوكَ غادر.“ قالتْ أريادن.
أدارتْ أريادن كرسيّها إلى نافذة غرفة الدّراسة و نظرتْ إلى الخارج.
”و في المرّة القادمة ، أرجوكَ اطرق الباب قبل أن تدخل.“
طردتْ أريادن الضّيف غير المرحّب به.
*****
يا إلهي ، أنا مرهقة منه بالفعل.
اعتقدتْ أريادن بأنّها كانتْ كريمة بشكل مفرط لإيبوليتو. كان من الواضح لماذا احتاج المال-ليشتري أغراض باهظة لماليتا.
لقد أوقع نفسه في ورطة كبيرة.
إذا كانتْ الهدايا أقراط لؤلؤ عاديّة أو قطعة من الحرير ، لم يكن ليكون مفلسًا كما هو الآن ، و كانتْ الخادمة لتكون سعيدة بشكل مثاليّ بالهدايا. لكنّه أوقع نفسه في ورطة كبيرة ، بمنحها قلائد لؤلؤ البحر الجنوبيّ و شالات فرو المنك كهدايا. حتّى لوكريزيا كانتْ لتكون مرتعبة من شراء مثل تلك الهدايا المكلّفة.
لم يكن ذلك الوغد يجني بنسًا و كان يضيّع مكاسب والده من أجل مجرّد خادمة. رُغم أنّ أريادن اعتقدتْ بأنّه غبيّ ، لم تقل كلمة حول ما فعله. لم تتطرّق حتّى إلى حقيقة كونه ابنًا فظيعًا لتركه والدته في المزرعة بينما يقضي وقتًا ممتعًا في سان كارلو.
و حتّى أنّها أخبرتْ إيبوليتو لماذا قد خُصمتْ ثلاثة و عشرون دوكاتو من تكاليفه الشّهريّة. رُغم أنّها كانتْ الوحيدة التّي تمتلك الحقّ في تصفّح دفتر الحسابات بصفتها سيّدة المنزل ، سمحتْ له بأن يرى التّفاصيل. كانتْ أريادن طيّبة حقًّا مع إيبوليتو ، أو على الأقلّ ذلك ما اعتقدتْه.
من الجهة الأخرى ، كان الدّخّان يتصاعد من إيبوليتو من الحنق الذّي لا يمكن السّيطرة عليه ، معتقدًا بأنّه قد أُسيئتْ معاملته.
سأكون رئيس العائلة… لكن كيف تجرؤ على أن تعاملني بتلك الطّريقة!
قبض على قبضته و هو بمفرده في الغرفة المظلمة. حتّى أنّه قد أرسل ماليتا إلى الخارج. لم يكن يريد منها أن تراه مفلسًا و مهزومًا من طرف تلك الشّقيّة. تذمّرتْ لنفسه بغضب.
في تلك اللّحظة ، تذكّر بشكل متأخّر الخاتم الذّهبيّ لسيّدة المنزل ، الذّي كانتْ أريادن ترتديه و آذى عينيْه.
أوه ، أجل! فقط لو أنّ والدتي ترتدي ذلك الخاتم…!
كانتْ والدته مكرّسة نفسها دائمًا لابنها. و دائمًا كانتْ تتركه يحصل على أيّ ما كان يريده ، سواء كان ذهبًا ، وقتًا ، أو موارد بشريّة.
تلك اللّقيطة الشّريرة قد سرقتْ منصب والدته الشّرعيّ.
و شعر فجأةً بكراهية لا يمكن السّيطرة عليها لنفسه لعدم زيارة والدته ، رُغم أنّه قد عاد كلّ هذا الطّريق إلى المنزل.
طرق ، طرق.
”سينيورينو؟“
غافلةً عمّا حدث ، استرقتْ ماليتا النّظر إلى الغرفة بينما تحاول اصطناع أكثر تعابير جذّابة على وجهها.
”عزيزي سينيورينو ، هل حصلتَ على وشاح النّمس الذّي وعدتَني به من قبل؟“ سألتْ ماليتا بأحلى صوت لديها. ”الجوّ يزداد برودة ، و عنقي متجمّد.“
أظهرتْ ماليتا عنقها العاري إلى إيبوليتو. رأى الشّعر واقفًا في بشرتها البيضاء الكريميّة.
عادةً ، كان إيبوليتو ليقول. ”يا لكِ من فاتنة ، يا فطيرتي الحلوة!“ و كان ليحمل ماليتا و يأخذها إلى الغرفة الدّاخليّة. لكنّ إيبوليتو بدأ في مزاج فظيع.
”سينيورينو؟“
”ابتعدي…“ حذّر.
”ماذا؟“ سألتْ ماليتا مذهولة.
”ابتعدي عن ناظريّ. حتّى أنتِ تعتقدين بأنّني مزحة ، هاه؟“
حملق إيبوليتو في ماليتا بعينيْن جمشتيّتيْن باردتيْن كالجليد. كانتْ المرّة الأولى التّي ترى فيها ماليتا السّيّد الشّابّ غاضبًا للغاية. مرتعبة ، أغلقتْ باب غرفته على الفور و غادرتْ.
شدّ إيبوليتو على أسنانه. كان ذلك كلّه بسبب أنّ تلك الثّعلبة قد أغوتْه ، ممّا جعله ينسى أمر والدته بشكل مؤقّت. كان ضحيّة.
والدتي…!
كانتْ السّماء بدأتْ تظلم بالفعل ، و كان من المتأخّر للغاية له ليقود حصانًا إلى فيرجاتوم. قرّر أن ينطلق في وقت مبكّر من الصّباح التّالي ليزور والدته. كان قد مرّ ثمانية عشر يومًا منذ أن عاد إلى المنزل ، و أخيرًا ، بدأ يتحرّك.
*****
مؤخّرًا ، كانتْ أرابيلا تستمتع كثيرًا. لم تكن والدتها متواجدة لتوبيخها ، و لم يكن والدها و أخوها الأكبر يهتمّان كثيرًا بها. و كانتْ أريادن ، سيّدة المنزل ، كريمة معها دائمًا.
إلى جانب ذلك ، كانتْ أختها غير الشّقيقة مشغولة دائمًا. كانتْ مشغولة بتدبير شؤون المنزل طوال اليوم أو تلتقي بأشخاص في الخارج من أجل العمل. لذلك ، كانتْ غرفة أريادن فارغة دائمًا. لم تستطيع أرابيلا اللّعب بأغراض إيزابيلا بما أنّ بابها كان مغلقًا ، لذلك كانتْ تنقّب في أغراض أريادن بدلاً من ذلك.
”جميل!“ تكلّمتْ أرابيلا بحماس.
تعجّبتْ أرابيلا و اندهشتْ من الحرير الجمشتيّ المطرّز بالذّهب. عاجلاً أم آجلاً ، كان من الواضح أنّه سيُستخدم كمادّة أوليّة لفستان جميل. كانتْ أرابيلا تنقّب في كلّ الصّناديق الخشبيّة ، التّي كانتْ منظّمة بشكل مرتّب في زاوية غرفة الملابس.
”انظروا إلى ذلك اللّمعان!“
مجدّدًا ، تكلّمتْ أرابيلا بحماس حول الأربطة اللّينة المنسوجة بالفضّة. لم ترَ أبدًا شيئًا بتلك الجودة العالية. إلى جانب الأربطة كانتْ توجد رسالة.
من سيرسل تلك الهديّة المذهلة؟
نبض قلب أرابيلا من الحماس. حاولتْ تهدئة نفسها و هي تمسك بالرّسالة من الظّرف المفتوح.
{إلى سيّدتي من حفلة الظّهور الأوّل ،
الجوّ يزداد برودة ، و يحب أن تكوني تتسائلين عن سبب إرسالي لأربطة شفّافة في مثل هذا الجوّ. لكنّ نظرّيتي المفضّلة هي أنّ كلّ غرض يصبح مفيدًا عندما يحين الوقت.
عندما يعود البلاط إلى سان كارلو من هاراني ، أنا متأكّد من أنّ الأربطة ستتحوٌل إلى فستان صيفيّ فاخر مع القليل من التّعديل من بوتيك كوليزيوني.
أتطلّع إلى رؤيتكِ في الفستان الجميل.
بإخلاص ،
الكونت تشيزاري دي كومو}
”لا يصدّق…!“ هتفتْ أرابيلا.
بالكاد تمكّنتْ من كبح نفسها من العويل كدلفين.
أوه يا إلهي! كم أختي الكبرى مشهورة! كلّ أولئك الرّجال الجميلون يطاردونها!
حتّى أرابيلا الصّغيرة قد سمعتْ عن الكونت تشيزاري دي كومو. كان مشهورًا بكونه أوسم رجل و زير نساء في سان كارلو.
من يهتمّ إذا كان زير نساء؟ كلّ ما يهمّ هو مظهره. تمتمتْ أرابيلا. و هي تهمهم ، التقطتْ كيسًا بجوار الرّسالة.
سقط شريط أخضر من الصّقيل بلطف. لمعتْ مجوهرات صغيرة على شريط الصّقيل بفخامة. بدا عالي الجودة للغاية. لكنّه بدا غير ملائم و لم يبد أنّه ينتمي إلى خزانة أريادن. لم يبد للنّساء أيضًا. و لم يبد جديدًا و ناضرًا مثل الرّباط المنسوج بالفضّة الذّي رأتْه من قبل. كان أنيقًا و ناعمًا و لكن بدا أنّه قد اُستُخدم مرّات عديدة.
”همم. ماذا يمكن أن يكون هذا؟“ تساءلتْ أرابيلا.
نظرتْ إلى الظّرف الذّي كان يحمل فوقه الشّريط الأخضر القاتم ، متوقّعة أن ترى رسالة ، ربّما.
لكنّها لم تجد رسالة. بدلاً من ذلك ، كان يوجد مشبك حديديّ فضيّ. وضعتْ المشبك الحديديّ على يدها لتقدّر وزنه. بدا أثقل قليلاً من الأغراض الحديديّة أو الفضّيّة بذلك الحجم.
أعتقد بأنّني قد رأيتُ هذا من قبل…
كانتْ أرابيلا تتساءل أين رأتْه عندما علاها ظلّ من وراءها.
”شهقة!“
شهقتْ أرابيلا من الخوف و استدارتْ على الفور. كانتْ دائمًا ما تقع في مشكلة كبيرة عندما تقبض عليها إيزابيلا و والدتها و هي في صدد القيام بهذا. تنهّدتْ الصّعداء عندما اكتشفتْ الشّخص الذّي كان وراءها.
”آري ، إنّها أنتِ.“
كانتْ أريادن ترتدي ملابس منزليّة عالية الجودة و جعلتْ شعرها الأسود مصفّفًا في جديلة واحدة. كانتْ تقف أمام الخزانة.
غافلةً عن أفكار أريادن ، ابتسمتْ أرابيلا و حاولتْ الخروج من ورطتها. ”لقد أخفتِني…“
”أرابيلا ، يجب ألاّ تلعبي بأشيائي.“ حذّرتْ أريادن.
كانتْ المرّة الأولى التّي ترى فيها أرابيلا أريادن كذلك. بدتْ مخيفة و صارمة.
”هاه؟“ نظرتْ أرابيلا إلى أريادن و ضميرها يؤنّبها و هي تلتقط كتل الأربطة الفضّيّة المتناثرة على الأرض و تسلّمها. ”لم أعتقد بأنّها كانتْ باهظة للغاية لألعب بها…“
إذا اكتشفتْ أختها الكبرى بأنّها قد قرأتْ الرّسائل التّي استلمتْها من الرّجال ، قد تفقد سيطرتها على نفسها. قامتْ أرابيلا بصمت بصلاة للإله المقدّس. أيّها الإله الأب ، مع فضلكَ دع الرّسالة تطير بشكل تلقائيّ إلى الظّرف.
لكنّ أريادن لم تهتمّ بالرّباط الفضّيّ أو رسالة تشيزاري. ”اعطيني ذلك.“ أمرتْ.
كان الغرض الذّي أرادتْ استرجاعه هو المشبك الحديديّ المصنوع من الفضّة و الرّصاص.
”إنّه مهمّ لي. قد يضيع إذا لعبتِ به.“ حذّرتْ أريادن.
”هذا…؟“ سألتْ أرابيلا محتارة.
بدا المشبك الحديديّ رثًّا مقارنة بالرّباط الفضّيّ و شريط الصّقيل المنقوش بشكل مفصّل بالمجوهرات. تردّدتْ أرابيلا لمدّة قبل أن تسلّم المشبك الحديديّ لأختها.
لكن عندما أمسكتْ أرابيلا بشدّة عن طريق الخطأ بالمشبك ، غيّر بسهولة شكله ، على عكس مظهره الذّي يبدو متينًا.
”لا تغيّري شكله!“ زمجرتْ أريادن.
”فواق!“
فوجئتْ أرابيلا و بدأتْ في الفواق. بدتْ أريادن متأسّفة عندما رأتْ أرابيلا متفاجئة للغاية. ربّما كنتُ شديدة للغاية عليها. فكرّتْ. ربّتتْ على كتف أرابيلا بتعاطف.
”أعتقد أنّكِ تحتاجين لكأس من الماء.“ قالتْ أريادن متعاطفة. ”هذا مهمّ حقًّا لي. سيصبح مفيدًا حقًّا في المستقبل ، لذلك لا يمكنني فقدانه أو تركه يخترب. لكن يمكنكِ اللّعب بأيّ شيء آخر.“
”لكن. فواق! لماذا هذا مهمّ للغاية؟“ سألتْ أرابيلا.
كان المشبك الحديديّ الذّي كانتْ أرابيلا تلعب به هو الدّليل على أنّ إيزابيلا قد كادتْ لتمزيق الجزء الأماميّ من فستان أريادن في حفلة ظهورها الأوّل.
رُغم أنّ إيزابيلا محبوسة في غرفتها في الوقت الرّاهن ، سيُطلَق سراحها بالتّأكيد حالما يعود إيبوليتو و تكتسب لوكريزيا القوّة. لذلك ، احتاجتْ أريادن أن تسدّد ضربة قويّة للإطاحة بأختها غير الشّقيقة.
كان الكاردينال دي ماري يكره أن يحط أفراد عائلته من ”القيمة التّجاريّة“ لبعضهم البعض. لم يكن ذلك بسبب أنّه أرادهم أن يكونوا عائلة كبيرة سعيدة متوحّدة ، بل لأنّه لم يرد من مرؤوسيه أن يدمّروا ممتلكاته. بالنّسبة للكاردينال ، كان ذلك يعني الخيانة و تجاوز سلطته. كان كلّ شيء حول السّلطة ، و هو قائد المنزل. لن يترك أبدًا أيّ فرد آخر من العائلة يتفوّق على قوّته.
كانتْ إيزابيلا قد حُبستْ بسبب تخريبها لسمعتها و عدم مساعدة أختها التّي كانتْ في ورطة.
لكن ما الذّي سيفعله الكاردينال حالما يرى أنّ إيزابيلا قد حاولتْ التّشهير بسمعة أختها الرّفيعة؟
فقط لو أنّ أريادن تستطيع إثبات أنّ إيزابيلا كانتْ الشّخص الذّي دمّر فستانها في حفلة ظهورها الأوّل ، سيتّخذ الكاردينال إجراءات تأديبيّة ، أسوء حتّى من أن تُحبس. و حتّى إذا كان أكثر سخاء ممّا كان متوقّعًا ، لن يوصّي أبدًا بإيزابيلا لتكون مترشّحة كعروس مستقبليّة لرجل لائق. سيعتقد بأنّها خارج السّيطرة للغاية.
عاجلاً أم آجلاً ، سيكون هناك عرض زواج مميّز لإحدى الفتيات في عائلة دي ماري.
إحدى الفتاتان ستتزوّج الأمير ألفونسو. قبل أن يحدث ذلك ، خطّطتْ أريادن أن تشي بإيزابيلا لوالدها.
لكنّها لم تعلم أين تبدأ أو كم يجب أن تعرف أرابيلا الصّغيرة حول خطّتها. و كانتْ والدتها قد أُخذتْ منها. حسنًا ، لم تكن لوكريزيا أمًّا جيّدة ، لكنّ ذلك لم يكن أمرًا جللاً لفتاة صغيرة. و كانتْ صغيرة للغاية لتسمع أمورًا سيّئة عن أختها الكبرى إيزابيلا.
قرّرتْ أريادن أن تختلق عذرًا. ”أنا أراه مبهرًا. أريد أن أصنع شيئًا كهذا لاحقًا.“
”آري ، أتحبّين المشابك المثبّتة كهذا؟“ سألتْ أرابيلا.
”بالتّأكيد أحبّ.“
ظهر لمعان في عينيْ أرابيلا. أريادن متعلّقة للغاية بالمشبك. يجب أن تكون مجنونة للغاية حول هذا النّوع من الأشياء.
إذا وجدتْ أرابيلا مشبكًا حديديًّا آخر ، لن تنسى أن تعطيه إلى أختها.
كانتْ أرابيلا على وشك مغادرة غرفة ملابس أريادن من أجل الحصول على كأس من الماء عندما تذكّرتْ السّؤال الذّي أرادتْ أن تطرحه على أختها.
”أوه ، أجل. آري.“
”هاه؟“
كانتْ أريادن تلتقط الشّريط الأخضر على الأرضيّة بعناية كبيرة و لكنّها نظرتْ إلى الأعلى عندما نادتْها أرابيلا.
”آه ، هل سمعتِ عن نتائج تقديمي إلى كلّيّة الموسيقى؟“ سألتْ أرابيلا.
عندما اقترحتْ أريادن أن تتقدّم أختها الصّغيرة لكلّيّة الموسيقى ، تظاهرتْ أرابيلا بأنّها غير مهتمّة و قالتْ. ”لأيّ غرض؟“ و ”أنا صغيرة للغاية للذّهاب. لن أنجح.“
”آه… متى ستصدر النّتائج؟“
رُغم أنّ أرابيلا تظاهرتْ بأنّها غير مهتمّة ، بدتْ و كأنّها كانتْ تنتظر بيأس النّتائج من كلّية بادوا للموسيقى.
”أعتقد بأنّ طلبات التّقديم ما تزال قيد التّقييم.“ ردّتْ أريادن مبتسمة. ”إذا لم نحصل على ردّ في غضون نهاية هذا الشّهر ، سأسأل إحدى الرّاهبات.“
توهّج وجه أرابيلا على الفور. وجدتْ أريادن وجه أرابيلا الصّغير المبتهج ظريفًا للغاية ، و لم تستطع السّيطرة على نفسها مع تقبيل أختها الصّغرى على جبهتها.
”أنا لستُ طفلة رضيعة!“ ردّتْ أرابيلا بعنف. لكنّ أريادن ضايقتْها ، قائلة بأنّ أيّ شخص ينقّب في أغراض الآخرين سيكون في ورطة كبيرة إلاّ إذا كان طفلاً رضيعًا. لذلك ، على أرابيلا أن تختار بين أن تُعاقب أو تكون طفلة رضيعة. لم تستطع أرابيلا اختيار أيّ من الخياريْن ، و بالكاد انفجرتْ بالبكاء. كانتْ أريادن تستمتع بمضايقة أختها ، لكن انتهى الأمر بها بمحاولة تهدئتها. كانتْ ظهيرة مسالمة.
*****
كان إيبوليتو قد قاد حصانًا عند بزوغ الفجر لزيارة فيرجاتوم. عاد قبل العشاء تمامًا و بالكاد تمكّن من حضور العشاء العائليّ الذّي يحضره والده.
حاول إيبوليتو أن يتصرّف بشكل طبيعيّ و قال. ”والدي ، لقد بدأتْ السّنة الجديدة ، و قريبًا ، سيكون عيد ميلادكَ.“
كان الكاردينال دي ماري يقطع سمك الفيليه ، الذّي كان ناضرًا من الخارج ، و لكن ليّنًا و كثير العصارة من الدّاخل. نظر إلى ابنه بتفاجؤ.
إنّه يتذكّر عيد ميلادي في الواقع على سبيل التّغيير. أمر لا يصدّق.
كان الكاردينال فخورًا بابنه و تساءل ما كان يجول في باله.
”أعتقد بأنّه يجب على كامل العائلة أن تتجمّع لتتناول وليمة في العشاء ، بمن فيهم والدتي و إيزابيلا. ماذا عن تناول تُدرُج مشويّ في عيد ميلادكَ ، بما أنّه المفضّل لديكَ؟“
تينك.
أسقط الكاردينال دي ماري السّكّين مصدرًا صوت ”تينك“ صدى بصوت عال في أرجاء غرفة الطّعام الرّئيسيّة للقصر.