Sister, I'm The Queen In This Life - 86
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 86 - الفصل السّادس و الثّمانون: إيبوليتو قد عاد
86- إيبوليتو قد عاد
نظر إيبوليتو إلى الأعلى نحو صديقه و نفخ الدّخّان من غليونه القصير مجدّدًا. في هذه الأيّام ، كان مدمنًا على التّبغ.
كان التّبغ المصدّر من الإمبراطوريّة الموريّة مثيرًا بين الطّلاّب الجامعيّين الأثرياء في بادوا هذه الأيّام. بدأوا في التّدخين للتّركيز بشكل أشدّ على دراستهم. لكن سرعان ما سيطر التّبغ عليهم ، ممّا جعلهم مدمنين عليه ، و دونه ، لن يكونوا قادرين على التّركيز على الدّراسة ، و تبدأ أيديهم في الارتجاف.
”هاي ، دعني آخذ نشقة أيضًا.“
سلّم إيبوليتو الغليون مع التّبغ ، الذّي يقدّر بدوكاتو واحد** لكلّ سيجارة. أضاء وجه صديقه لأنّه كان قادرًا على أن يحصل على نشقة من الغليون المجّانيّ.
** حوالي ألف دولار أمريكيّ.
”لماذا أنتَ مضطرب؟ هل حدث خطب ما؟“ سأل صديق إيبوليتو ، مقرّرًا أن يساعد صديقه لأنّه منحه التّبغ مجّانًا.
على ذلك ، تنهّد إيبوليتو كما لو أنّه كان ينتظره ليسأل. ”حدث شيء كبير في المنزل ، لذلك أعتقد بأنّه يتوجّب عليّ أن أعود إلى سان كارلو دون أن أتخرّج.“
”ماذا؟ هل أفلستْ عائلتكَ أو شيء من هذا القبيل؟“ سأل صديق إيبوليتو متفاجئًا.
أيعني ذلك بأنّه يتوجّب عليّ أن أدفع للتّبغ من الآن فصاعدًا؟ لا يمكن لذلك أن يحدث. هذا الرّفيق مسرف بجنون.
هزّ إيبوليتو رأسه بالنّفي و قال. ”والدتي في ورطة كبيرة. يبدو بأنّها قد طُردتْ من المنزل. يجب أن أعود إلى سان كارلو من أجلها.“
على ذلك ، أشار صديقه بشكل منطقيّ. ”ما علاقة عودتكَ بطرد والدتكَ من المنزل؟ فشلكَ في التّخرّج لن يعيد والدتكَ.“
كان لديهم مهمّة وشيكة-الامتحانات النّهائيّة على الأبواب.
”يجب أن تجتاز الامتحانات النّهائيّة. هذا هو فصلكَ الأخير.“ ذكّر.
كان صديقه يقول الأمر الصّحيح فقط ، لكنّ إيبوليتو زمجر بغضب. ”هاي! إنّها والدتي من نتكلّم عنها هنا. لقد رُميتْ خارج المنزل. كيف يمكنني التّركيز على الامتحانات النّهائيّة في وضع كهذا؟“
حملق إيبوليتو في صديقه و قال. ”الحصول على شهادة تخرّج من الجامعة لا شيء مقارنة بهذا.“
هزّ صديق إيبوليتو رأسه مذهولاً و هو يرى إيبوليتو يتصرّف فجأةً كابن بارّ. عادةً ، كان بعيدًا عن أن يكون ابنًا مخلصًا ، مثل بعد المسافة بين قلعة شتيرنهايم ، في أقصى شمال القارّة الوسطى ، و ميناء هاراني ، في أقصى جنوب القارّة الوسطى. و مع ذلك ، كان صديق إيبوليتو قد استلم الكثير جدًّا من إيبوليتو و قرّر أن يبقي فمه مغلقًا ، رُغم أنّ ذلك كان صعبًا.
لم يكن لدى إيبوليتو ما يكفي من الرّصيد. أنفق الكثير من العملات الذّهبيّة على كلّ الدّورات الخاصّة المتاحة و سجّل لأخذها ، لكنّ معدّل غيابه كان عاليًا للغاية ، لذلك لم يكن واضحًا سواء كان بإمكانه التّخرّج.
”أحتاج أن أعود إلى المنزل.“ قال إيبوليتو. ”من السّيّء للغاية أنّه لا يمكنني التّخرّج بسبب والدتي ، لكنّني سأحصل على فرصة في المستقبل.“
”أوه ، واو. أنتَ حقًّا ابن محبّ.“ قال صديق إيبوليتو ساخرًا.
لم يبدُ إيبوليتو مسرورًا على إجابة صديقه لأنّه حاول أن يثبت أنّه ابن بارّ.
”كان والدي قاسيًا للغاية. أعني ، كيف أمكنه أن يرسل والدتي إلى المزرعة فقط لأنّها سبّبتْ فوضى؟ عليّ أن أعود إلى المنزل لأتكلّم معه.“ أصرّ إيبوليتو.
”أتقصد ذلك حقًّا؟“ سأل صديق إيبوليتو بذهول. ”حتّى إذا لم تجتز الامتحانات النّهائيّة ، قد تكون قادرًا على التّخرّج إذا سلّمتَ تقريرًا بديلاً بعد أسبوع من الامتحانات.“
”أوقف هذا. حقًّا.“ ردّ إيبوليتو بعنف. ”والدتي تأتي أوّلاً دائمًا. حسنًا؟“
قفز إيبوليتو من مكانه. كان مشمئزًّا و متعبًا من زيارة الأساتذة الجامعيّين و التّوسّل إليهم للسّماح له بتسليم تقرير بدلاً من اجتياز الامتحانات. كان قد توسّل كثيرًا للغاية و لم يرد حتّى أن يرى مظهر أستاذ.
كان صديق إيبوليتو يحدّق فيه و هو يفكّر. هذا الرّفيق لا يمكن أن يكون جادًّا.
لكنّ إيبوليتو كان جادًّا. ”أنا مغادر إلى سان كارلو.“
*****
توجد مقولة قديمة تقول. ”لا توجد قوّة تدوم لعشرة سنوات ، و لا توجد زهرة تبقى حمراء لعشرة أيّام.“
كانتْ أريادن في قاع الهرم الغذائيّ لقصر دي ماري ، بينما كانتْ إيزابيلا في القمّة ، و لم تتوقّع ماليتا أن تتغيّر الأمور.
كانتْ تؤمن بشكل قاطع بأنّ اللّيدي إيزابيلا ستتزوّج موظّفًا حكوميًّا ذا مكانة رفيعة ، لا ، الأمير ، و تأخذها معها كخادمتها المقرّبة إلى القصر الملكيّ. و لجعلها خادمة بلاط ، سترقّيها إيزابيلا ، ربّما إلى البارونيتيّة على الأقلّ.
أوه يا إلهي! كيف يمكن لماليتا أن تصبح بارونة و هي قد أتتْ من ملجأ رامبوييه؟
أوه يا إلهي! يا له من شرف! لم أعتقد أبدّا بأنّني سأتمتّع بمثل هذا الامتياز ، و لا حتّى في أحلامي أبدًا!
كانتْ قد حلمتْ دائمًا بالجثو على ركبة واحدة ، مزيّفة وقارها ، في حفلة التّنصيب. و سيعيّنها جلالة الملك ، و هو يضغط بلطف بغمده على كتفها.
دائمًا ما حلمتْ ماليتا بذلك قبل أن تنام على فراش القشّ في غرف الخادمات في الطّابق الثّالث. لكن الآن ، كان من المرجّح للغاية أنّ حلمها قد حُطِّم.
”ماليتا!“ هدرتْ ديريسا. ”أيّتها المتهرّبة! اللّيدي إيزابيلا محبوسة في غرفتها. أنتِ تعلمين أنّكِ لا تفعلين شيئًا غير تقديم ثلاث وجبات في اليوم. حرّكي نفسكِ و افركي الأرضيّة! يجب أن تعملي لتحصلي على المال!“
صرختْ ديريسا و رمتْ خرقةً لماليتا. كانتْ ديريسا مديرة التّنظيف لخادمات الطّابق الثّالث المسؤولات عن الأعمال المنزليّة الشّاقّة. كان لديها طموحات لتصبح كبيرة الخدم التّالية.
رمية!
طارتْ خرقة مبلّلة نتنة في الهواء و حطّتْ على كتف ماليتا ، مخطئة وجهها بسنتيمتريْن. استشاط غضب ماليتا ، و حملقتْ في ديريسا.
حوالي خمسة بيدي** وراء ديريسا وقفتْ سانشا و ذراعاها مربوطان و ذقنها مرفوع.
**حوالي متر و نصف
إنّها تشمت بي. فكّرتْ ماليتا. ديريسا ستبذل قصارى جهدها لتكون كبيرة الخدم! إنّها تضايقني لتتودّد إلى سانشا!
صرّتْ ماليتا على أسنانها و هي تلتقط الخرقة القذرة.
”افركي حتّى تصبح الأرضيّة تلمع! ألا ترين الأخريات يكدحن؟ لا تنسيْ أن تنظّفي غرف الخادمات في الطّابق الثّالث!“ زمجرتْ ديريسا.
كانتْ تلك معاملة ظالمة بوضوح.
أللّعنة. أريد أن أرمي هذه الخرقة على وجهها!
فقط المبتدئات من ينظّفن غرف الخادمات في الطّابق الثّالث. لأنّه مهما نظّف أحد بشدّة ، لا يظهر ذلك ، و إذا ضاع غرض ، يُلقى على المنظّف اللّوم. لكنّها سنة ماليتا الرّابعة كخادمة ، و كانتْ خادمة اللّيدي إيزابيلا المقرّبة. من المحرج القيام بالأعمال المنزليّة التّافهة هكذا.
”ما الذّي تحدّقين فيه؟ ضرب جيّد سيكون جيّدًا لكِ. و ستطردين إذا عصيتِ الأوامر!“ صرختْ ديريسا.
علمتْ ماليتا أنّ ديريسا ستوشي بها للّيدي أريادن. و كان واضحًا ما سيحدث لها.
و عيناها على الأرض ، كبستْ ماليتا شعورها بالإذلال و هي تفرك بشراسة الأرضيّة بالخرقة.
أنا متأكّدة من أنّ تلك الشّقيّة سانشا تشمت بإذلالي.
كانتْ سانشا تشرف و تراقب ديريسا ، بينما هي على ركبتيْها على الأرض ، تفرك الأرضيّة الخشبيّة. لكنّني أكبر و اكثر خبرة! هذا ظلم! كانتْ محبطة و غاضبة.
سأجعلها تدفع الثّمن يومًا ما!
*****
رُغم أنّ ماليتا اعتقدتْ بأنّ سانشا ستكون تستمتع بمأساة أختها ، لم تهتمّ سانشا حتّى لها في ذلك الوقت. إلى جانب ذلك ، لم تكن سانشا من النّوع الذّي يضحك على حزن الآخرين ، و كانتْ أكثر انزعاجًا من شيء آخر.
”أوه ، سانشا… لا يمكنني التّصديق بأنّنا قد التقينا هنا.“ قال جوزيبي.
أجل ، صحيح! من الواضح للغاية أنّكَ انتظرتَني على الأقلّ لثلاث ساعات!
كان جوزيبي قد أصبح قائد مجموعة أريادن الجديدة للحرّاس ، لكنّ سانشا نظرتْ إليه من الأعلى إلى الأسفل كما لو أنّه كان مثيرًا للشّفقة. كان السّائس الشّابّ قد ازداد طولاً للغاية ، و مثل سانشا ، كان لديه بعض النّمش على وجهه و لديه شعر بلون القشّ. تكلّم الجميع عن مدى كونه جيّدًا في عمله ، لكنّ سانشا شكّتْ في ذلك.
كيف يمكن لعامل لائق أن يتراخى خلال ساعات عمله؟
”يبدو بأنّ لديكَ الكثير من وقت الفراغ.“ ردّتْ سانشا بعنف. ”يجب أن أخبر سيادتها أن تخفض عدد الحرّاس و تجعل عبء العمل أثقل.“
كان جوزيبي مذهولاً على ردّ سانشا. ”لـ-لا. الأمر ليس كذلك.“ تلعثم جوزيبي.
أخرج شيئًا ملفوفًا في قماش مع جيبه. كان بحجم الكفّ.
”تفضّلي ، خذي.“
فتحتْ سانشا القماش. كانتْ حبّة كوكيز مغطّاة بطبقة من السّكّر.
كان السّكّر باهظًا ، و مثل هذه التّحلية المترفة ستُقدّم فقط للضّيوف المميّزين ، حتّى بالنّسبة للعائلات النّبيلة.
بدا أنّ جوزيبي قد أمسك حبّة الكوكيز لمدّة لأنّ طبقة السّكّر المغطّية بدأتْ تصبح لزجة.
”أعطاني أحدهم إيّاها ، لكنّني أردتُ مشاركتها. أنا مسرور أنّني اصطدمتُ بكِ. إنّها لكِ.“
أجل ، صحيح. ”La Montain Bakery“ كان مطبوعًا على حافّة القماش. كانتْ مخبزة جديدة في وسط المدينة. كانتْ تجذب صفوف طوابير طويلة و تبيع بضائع مكلّفة. كانتْ الأغراض المشهورة تُباع في لمح البصر.
مثل تلك الحلوى المترف لا يمكن أبدًا أن تُهدى إلى أشخاص كجوزيبي. كان على الفتيان العاديّين أن ينتظروا لساعات ليشتروا واحدة كهديّة للفتاة التّي يحبّونها.
لكنّ سانشا كانتْ في الرّابعة عشر فقط ، و رُغم أنّها كانتْ ذكيّة بالنّسبة لعمرها ، كانتْ ما تزال فتاة بريئة. لم تعش مرّتيْن مثل سيّدتها و لا تعلم شيئًا عن الفتيان و الحبّ. و لا يمكنها أبدًا أن ترفض الطّعام اللّذيذ.
”همم. حسنًا ، إذن. شكرًا.“ قالتْ سانشا بامتعاض.
توهّج وجه جوزبيبي بالسّعادة. هزّتْ سانشا رأسها بارتياب ، غافلة عن سبب تصرّف جوزيبي بتلك الطّريقة. ثمّ ، أخذتْ قضمة من حبّة الكوكيز.
*****
كان المنزل في حالة اضطراب مقلق. أشارتْ أريادن بذقنها إلى نيكولو.
”ما الذّي يجري؟“ سألتْ.
”سيادتكِ… السّيّد الشّابّ إيبوليتو سيعود إلى المنزل.“ أبلغ نيكولو بالأخبار.
سلّم كبير الخدم رسالة من جلد الغنم لأريادن. كانتْ قد أُرسلتْ إلى الكاردينال دي ماري ، و لم يكن المرء بحاجة لفتح الرّسالة لملاحظة خطّ يده الفظيع.
أظهرتْ أريادن ابتسامة مزيّفة.
إذن ، فالأمر يحدث أخيرًا.
”متى قال أنّه سيعود؟“ سألتْ أريادن.
”سمعتُ بأنّ السّيّد الشّابّ سيعود في وقت مبكّر من الشّهر القادم ، حوالي موعد روش هاسانا.“ أخطر نيكولو.
”حسنًا.“ قالتْ أريادن. ”سأحضّر غرفة ملائمة للتّرحيب بعودته إلى المنزل.“
أعادتْ الظّرف إلى كبير الخدم و عادتْ إلى غرفتها في الطّابق الثّاني. كانتْ غرفتها ملكًا لإيبوليتو ، أفضل غرفة في الجناح الغربيّ في الطّابق الثّاني.
تبعتْ سانشا سيادتها و سألتْ بقلق. ”سيادتكِ ، إذا عاد السّيّد الشّابّ ، ألن يعيد اللّيدي دي روسي و يحرّر اللّيدي إيزابيلا من غرفتها؟“
”همم. أفترض ذلك.“ قالتْ أريادن.
”ألا يجب علينا فعل شيء حيال ذلك؟“ بدتْ سانشا في أقصى قلقها.
لكنّ أريادن ابتسمتْ لسانشا بموقف متروّي. ”لا حاجة للقلق حيال ذلك. لنغيّر الموضوع. حسنًا ، ما مقدار كرهكِ لماليتا؟“ سألتْ أريادن.
كانتْ سانشا متفاجئة بسماع اسم ماليتا فجأةً. ”لماذا ماليتا فجأة؟“
”يمكنكِ القول بأنّكِ ستبذلين كلّ جهدكِ للانتقام من ماليتا ، أو أنّكِ تريدين مسامحتها لأنّها عائلتكِ الوحيدة و أختكِ البيولوجيّة.“ اقترحتْ أريادن. ”سأفعل أيًّا كان ما تريدينه.“
كانتْ ماليتا قد وشتْ بأريادن للوكريزيا من قبل ، لذلك فهي تدين لها بواحدة. لكن قبل ذلك ، كانتْ ماليتا قد نبذتْ سانشا في ملجأ رامبوييه ، تاركة إيّاهًا تتضوّر من الجوع حتّى الموت. مهما فكّرتْ في الأمر بشدّة ، كانتْ ضغينة أريادن اتّجاه ماليتا أقلّ من ضغينة سانشا.
و بالتّالي ، اعتقدتْ أريادن بأنّ الأمر يعود إلى سانشا إن كانوا سيثأرون منها أم لا.
”أوه…!“ أصبحتْ عينا سانشا الخضراوتان الفاتحتان شرستان من الغضب. ”على ماليتا دفع ثمن ما فعلتْ!“
”أتعتقدين ذلك؟“ سألتْ أريادن.
”لقد قتلتْ… لقد قتلتْ والدتي! و حتّى إن كان لدى ماليتا فرصة ثانية ، ستفعل ذلك مرّة أخرى. لن أسامحها أبدًا.“ قالتْ سانشا بتعابير عازمة على وجهها.
أومأتْ أريادن بالإيجاب. كان ذاك خيار سانشا. ستتأكّد من أنّ أمنيتها ستتحقّق.
هزّتْ أريادن حبل الجرس و استدعتْ خادمة. طلبتْ من الخادمة أن تستدعي كبير الخدم نيكولو. حالما دخل كبير الخدم ، أصدرتْ سلسلة من الأوامر. ”لنجعل غرفة إيبوليتو الجديدة تكون بجوار غرفة مدام لوكريزيا الفارغة. و سنحتاج إلى خادمة مخلصة لتخدمه ، أليس كذلك؟“
”نعم يا سيّدتي.“ أجاب نيكولو.
”سمعتُ بأنّ خادمة إيزابيلا المقرّبة تمتلك الآن الكثير من وقت الفراغ. لذلك أنا أعيّنها خادمة إيبوليتو المخلصة.“
ألقى كلّ من كبير الخدم نيكولو و سانشا نظرة تفاجؤ على أريادن.
”ماذا؟ ألديكَ مشكلة مع ذلك؟“ ردّتْ أريادن بعنف.
”لا! بالتّأكيد لا.“ قال نيكولو و انحنى بأدب. أظهر موقفًا مختلفًا ، مطغيًّا عليه بالقوّة المهيمنة للخاتم الذّهبيّ لسيّدة المنزل.
”سأفعل كما تأمرين يا سيادتكِ.“ قال بطاعة. ”احظي بمساء سعيد.“
بعد أن غادر كبير الخدم ، سكبتْ سانشا الأسئلة على سيّدتنا و عيناها متّسعتان للغاية. ”سيادتكِ! ذلك ليس انتقامًا ، إنّها جائزة. أليس كذلك؟“
كانتْ سانشا مذهولة للغاية ، لدرجة أنّ كلماتها أصبحتْ مبهمة.
”أ-أقصد ، إنّها تمرّ بوقت عصيب حاليًّا في الطّابق الثّالث! لكنّ هـ-هذا يعتبر عمليًّا ترقية! و أن تخدم السّيّد الشّابّ إيبوليتو سيكون…“
سيكون ما كانتْ ماليتا تتمنّاه دائمًا.
كانتْ ماليتا قد أغوتْ موظّفًا حكوميًّا متزوّجًا في حياتها السّابقة أيضًا. تغيّرتْ حياتها عندما أصبحتْ عشيقته.
ابتسمتْ أريادن و قالتْ. ”أنا أفعل هذا لأنّ ماليتا سترغب به.“
”لكن لماذا؟“ تلعثمتْ سانشا.
”ماليتا سيّئة ، هاه؟“
”لا يمكنكِ قول ذلك مجدّدًا!“
”حسنًا ، إيبوليتو هو شرّير المدينة. لن تقترب ماليتا منه حتّى. فأر سيّء لا يمكن أبدًا أن يهزم شرّيرًا في قمّة الهرم الغذائيّ. ستُحمَّص في وقت قصير.“ شرحتْ أريادن.
حاولتْ أن تجعل غايتها واضحة لسانشا. ”إيبوليتو أشبه بكأس مسموم لماليتا. إذا حاولتْ أن تضع يديْها عليه ، فسيستجيب بعنف.“
هزّتْ سانشا رأسها في حيرة من أمرها. لم تفهم. و من الجهة الأخرى ، هزّتْ أريادن رأسها لأنّها كانتْ غير متأكّدة من كيف سينفضّ المستقبل.
”بالتّأكيد ، الأشخاص الأقوياء يمكنهم تجاهل إغراء إيبوليتو… لكن أتعتقدين أنّ عزيزتنا ماليتا لها أمل بالنّجاح؟“
*****
عاد إيبوليتو إلى قصر دي ماري في اليوم الأخير من عام 1122 ، عندما كانتْ كامل العائلة مشغولة بالتّحضير للرّوش هاسانا**.
** الرّوش هاسانا: كلمة بالعبرية تعني ”رأس السّنة“، يعني عيد رأس السّنة.
في اليوم الأوّل للعام الجديد ، استيقظتْ كامل العائلة مع بزوغ الفجر و قاموا بصلاة العام الجديد في الكاثدرائيّة. حالما عادوا ، بُرمجتْ وليمة غداء ، ممّا جعل الخدم مشغولين بالتّحضير لذلك الحدث حتّى منتصف ليل اليوم السّابقة.
”هاي ، أنتَ!“
كانتْ توجد خرافة تخصّ روش هاسانا لمملكة إتروسكان. اعتقد النّاس أنّ حظّ العام الجديد يعتمد على الشّخص الأوّل الذّي يدخل المنزل في يوم العام الجديد. كان ذلك نوعًا من التّكهّن في ذلك اليوم.
إذا دخل رجل شابّ شغوف ، السّنة الجديدة ستكون حظًّا وفيرًا ، بينما إذا كانتْ امرأة ، رجل عجوز ، أو أطفال صغار أوّل الزّائرين ، فستكون السّنة الجديدة حظًّا سيّئًا. إذا كان لدى الشّخص شعر أسود أو شعر أشقر فاتح ، سيكونون محظوظين ، لكن إن كان لدى الشّخص شعر أحمر أو شعر بنّيّ باهت ، فسيكونون منحوسين.
لكنّ الخادم الذّي اكتشف دخول إيبوليتو أوّلاً كان في حيرة من أمره حول إن كان حظّ السّنة الجديدة لعائلة دي ماري جيّدًا أم سيّئًا. تردّد لمدّة و وقف ساكنًا.
كان إيبوليتو رجلاً شابًّا ، لكنّه كان بعيدًا كلّ البعد عن الحماسة ، لأنّه بدا خبيثًا كذئب يتضوّر جوعًا لشهر. و كان لديه شعر رماديّ رتيب و بشرة مصفرّة ، ممّا جعله يبدو باهتًا بدلاً من مفعم بالحيويّة.
أستكون سنتهم الجديدة محظوظة أم منحوسة؟ كان رجلاً شابًّا و لكن تعوزه الحيويّة مثل بسكويت قديم متعفّن.
”أيّها السّلحفاة الصّغير القذر!“
عندما أظهر الخادم موقفًا متردّدًا ، استشاط غضب إيبوليتو. رمى الحقيبة التّي كان يمسكها إلى الباب الأماميّ. ضربتْ الحقيبة الزّخارف المتنوّعة على الباب ، ما جعلهم يسقطون.
أوه. إنّه نحس. إنّه نحس بشكل أكيد.
هرع الخادم إلى داخل المنزل ليعلم بوصول السّيّد الشّابّ.