Sister, I'm The Queen In This Life - 85
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 85 - الفصل الخامس و الثّمانون: وحدة
85- وحدة
تحقّقتْ أريادن من كلّ سنتيمتر من الهيكل العظميّ و أخذتْ كلّ غرض يدلّ على هوّيّة جيادا. و مع ذلك ، لم يكن هناك غرض يمتلك دلائل قويّة-باستثناء بعض الملابس و الاكسسوارات. لفّتْهم على شكل حزمة و رمتْهم في نهر تيفير في طريقها عودتها إلى المنزل على عربة خيل.
أمرتْ أريادن جوزيبي أن يتبع المرأة الغجريّة. بعد إطلاق سراحها ، جعلتْ الغجريّة تذهب على الفور إلى الميناء. كان الواجب المحدّد لجوزيبي هو إبقاء عين على العرّافة. أخبرتْه ألاّ يتحقّق من أنّ المرأة الغجريّة قد ركبتْ السّفينة فقط بل أن يكون معها في كلّ دقيقة لمنعها من الذّهاب إلى مكان آخر.
افترضتْ أريادن أن جوزيبي قد يعود بعد ثلاث و أربع أيّام ، لكن لحسن الحظّ ، كانتْ توجد سفينة في المساء تتوجّه إلى ميناء بحر الملح الأسود في ذلك اليوم. استغرق الأمر نصف يوم فقط ليعود جوزيبي إلى المنزل بعد التّحقّق أنّ المرأة الغجريّة قد ركبتْ السّفينة المنطلقة.
بذلتْ سانشا قصارى جهدها لطمأنة سيّدتها ، التّي بدتْ مصدومة بشكل كبير لسبب ما. بعد أن ركبتْ أريادن عربة الخيل ، حضنتْ سانشا و تمتمتْ. ”يا لها من راحة أنّني لم آخذكِ إلى هناك معي.“
افترضتْ سانشا أنّ الأمر له علاقة باختفاء كبيرة الخدم. لا بدّ من أنّ شيئًا فظيعًا قد حدث في الدّاخل.
”سيادتكِ ، اتركي كلّ شيء لي. لا يجب أن تكوني الشّخص الذّي يمرّ بمثل تلك الأشياء الفظيعة. جيادا؟ الغجريّة؟ يمكنني الاعتناء بأمرهما.“ تفاخرتْ سانشا. ”لستِ بحاجة للاعتناء بمثل تلك الأشياء التّافهة بنفسكِ.“
لم تقل أريادن شيئًا لكنّها ابتسمتْ فقط لسانشا. كلّ شخص يمتلك أدوارًا و مسؤوليّات مختلفة. و كان على أريادن الاعتناء بالأشياء مثل ”الأشخاص تحت المحاكمة“ ، القاعدة الذّهبيّة ، و قدرتها على التّنبّؤ بالمستقبل.
بعد أن عادتْ أريادن إلى المنزل ، استدعتْ نيكولو. ”نيكولو. جيادا قد هربتْ.“ كذبتْ. ”هربتْ إلى مكان بعيد ، لذا أرجوكِ أخبر عائلتها ألاّ يبحثوا عنها.“
كان نيكولو قد توقّع ذلك بالفعل و أومأ بالإيجاب. ”سأفعل كما تأمرين يا سيادتكِ.“
كانتْ كبيرة الخدم الرّاحلة الأخت الكبرى لزوجة نيكولو ، ممّا يجعلها نسيبته. لكن حتّى إن كانتْ من عائلته ، لا يمكنه الوقوف في صفّها. كانتْ جيادا قد جلبتْ هذا على نفسها و حفرتْ قبرها بنفسها.
إذا اقتحم المحقّقون مقرّ إقامة الكاردينال دي ماري و هدّدوهم بإرسالهم إلى محكمة التّفتيش بسبب ممارسة العائلة للسّحر الأسود ، ليس فقط لوكريزيا و جيادا بل كامل العائلة ، أقاربهم ، و كلّ الخدم سيُحرقون أحياء. و من المحتمل للغاية أن يكون نيكولو ضحيّة أيضًا.
لم يكن شخصًا وفيًّا بطبعه و وضع حياته قبل حياة نسيبته. ذلك صحيح للكثير من الأشخاص الآخرين الذّين يعيشون في تلك الحقبة. سيختارون أن يتخطّوا الأعراف الاجتماعيّة من أجل سلامتهم الجسديّة.
”سيادتكِ ، لقد جهّزتُ لكِ حمّامًا ساخنًا.“ قالتْ سانشا.
استدارتْ أريادن لتنظر إلى خادمتها و قالتْ. ”شكرًا لكِ.“
”أنا لا أعلم ما مررتِ به ، و لكنّني أتمنّى أن تبتهجي.“ قالتْ سانشا بتعاطف.
ابتسمتْ أريادن فقط لخادمتها المخلصة. لم يكن هناك شيء آخر يمكنها القيام به.
كلّ شخص لديه سرّ مخز أو مشين. أدركتْ أريادن تلك الحقيقة في حياتها الثّانية.
في حياتها السّابقة ، بذلتْ كلّ شيء لتجد شخصًا لتشارك كلّ شيء معه. اعتقدتْ بأنّ ذلك الشّخص سيكون تشيزاري ، و أنّه سيكون الشّخص الوحيد. لذلك كانتْ يائسة للغاية لمنعه من ترك جانبها. الأمر سيّان مع إيزابيلا. كانتْ أختها الكبرى جميلة و مشهورة. كسب تقديرها سيجعل أريادن تشعر بأنّها على قيد الحياة.
لكن في النّهاية ، كلّ شيء ذهب أدراج الرّياح. حسنًا ، لأنّها اختارتْ الأشخاص الخطأ. كيف أمكنها أن تعتمد على تشيزاري و إيزابيلا؟ لكنّهما لم يكونا المشكلة. وُلد النّاس ليكونوا منعزلين و وحيدين. أدركتْ أريادن ذلك بشكل متأخّر في حياتها السّابقة ، بعد أن حصلتْ على سرّ لتأخذه معها إلى قبرها.
”الأمر على ما يرام.“ طمأنتْ أريادن. ”شكرًا لكِ.“
لكنّ أريادن هزّتْ رأسها بالنّفي. لم تكن تحبّ الوحدة و لكن معتادة عليها. كلّ شخص هو لنفسه. و الحياة تستمرّ. مشاركة كلّ شيء صغير ، كلّ سعادة ، مأساة ، و كهذا دواليك ، مع شخص آخر هو أمر مستحيل. كلّ شخص لديه مشاكله الخاصّة و عليه أن يتحمّل مسؤوليّتها بشكل مستقلّ.
”سأغتسل و أذهب إلى أرابيلا.“ قالتْ أريادن.
”نعم يا سيّدتي.“ أجابتْ سانشا.
كان مؤلمًا أنّه يجب عليها أن تكتم هذا السّر الكبير عن سانشا أيضًا. لكن و مع ذلك ، يمكنها أن تشارك معها حياتها اليوميّة ، تضحكان على الأمور ، و تحضيان بحمّامات ساخنة معًا. و لدى أريادن شخص آخر لتحميه أيضًا-أرابيلا الصّغيرة.
طرق طرق.
”ادخل.“ قال صوت مكتوم من وراء الباب. فتحتْ أريادن بصمت الباب و دخلتْ غرفة أختها الصّغيرة. لم تكن عينا أرابيلا محمرّتيْن ، و لكنّها بدتْ تحت الصّدمة.
اقتربتْ أريادن من أختها الصّغرى ، التّي كانتْ منكمشة على السّرير ، و احتضنتْها. ”لم يكن هناك شيء بإمكانكِ فعله اليوم.“ طمأنتْ أريادن.
“!…”
دخلتْ أريادن مباشرة في الموضوع بينما تربّت على شعر أرابيلا الكتّانيّ. استرسلتْ بصوت هادئ أشبه بغناء رتيب. ”ما فعلتْه والدتي كان خاطئًا ، و حصلتْ على ما تستحقّه. لم يكن هناك شيء يمكنكِ فعله لها.“
“!…”
”لا بأس أنّكِ لم تفعلي شيئًا.“
على ذلك ، بدأتْ الدّموع الأولى تتشكّل في عينيْ أرابيلا. كان يسيطر عليها الذّنب طوال اليوم. لم تكن الفتاة الصّغيرة تريد تذكير نفسها بما حدث اليوم و تظاهرتْ بأنّها صنم صخريّ لا يفكّر.
لكن مع مرور الوقت ، كانتْ أفكارها ضبابيّة ، و كانتْ حزينة.
أخيرًا ، في نهاية اليوم ، كلمات تعزية دافئة قد أرختْ دفاعها. ذُرفتْ دمعة على يد أختها الكبرى الدّافئة المطمئنة.
لم تستطع تحمّل الأمر أكثر و بكتْ و عولتْ. ”آري…! أختي…! أنا…!“
”هيّا ، هيّا. لا بأس. أخرجي كلّ شيء. هذه فتاتي الجيّدة.“ أمسكتْ أريادن أرابيلا ، التّي بكتْ بطريقة لا يمكن السّيطرة عليها ، بين صدرها بينما تربّت على شعرها.
”ليس هناك داع للتّفكير في أخطاء لم نرتكبها. نحن نتحمّل مسؤوليّة أخطائنا الخاصّة. و والدتي تتحمّل مسؤوليّة أخطائها. يمكنكِ الشّعور بالأسف عليها ، و لكن لا تفكّري بأنّه خطئكِ.“
أرادتْ أريادن قول المزيد و لكنّها ابتلعتْ الكلمات.
لكنّني سأتحمّل المسؤوليّة من أجلكِ. أضافتْ أريادن بصمت. حتّى تصبحي كبيرة ، قويّة ، و في صحّة سليمة ، سأعتني بكِ. يمكننا فعل ذلك إذا فعلناه معًا. لننطلق.
إذا كان بإمكان أريادن التّنبّؤ بالمستقبل ، مثلما قالتْ المنجّمة الغجريّة ، ستستخدم موهبتها من أجل الأشخاص المقرّبين لها ، الأشخاص البريئين ، و الأشخاص الذّين تحبّهم. حتّى إن كان عليها أن تدفع ثمن الكارما كنتيجة ، هي عازمة على التّضحية عندما يتعلّق الأمر بالأشخاص الذّين تحبّهم.
و كان ذلك هو هدفها المطلق الوحيد في هذه الحياة. كان ذلك كلّ ما تريده.
*****
بشكل مفاجئ ، كانتْ العمليّات في قصر دي ماري سلسة ، حتّى دون قيادة لوكريزيا. كان أحد الأسباب أنّ أريادن قامتْ بعمل ممتاز في تدبير شؤون المنزل ، و لكنّ سببًا آخر هو أنّ لوكريزيا لم يكن لديها شيء لتفعله. و بعد بعض التّجارب و الأخطاء ، ملأتْ سانشا بسرعة فجوة الخادمة الرّاحلة.
”أنتِ الآن في قمّة الهرم. يا للسّرعة!“ نظرتْ أريادن إلى سانشا برهبة.
لم يكن قد مرّ بالفعل عام منذ أن أنقذتْ أريادن خادمتها المقرّبة من ملجأ رامبوي ، لكن الآن وصيفتها هي كبيرة الخدم الفعليّة.
”هيهي. كلّ هذا بفضلكِ يا سيادتكِ!“ قالتْ سانشا بفخر. ”من الذّي قد ظنّ بأنّ سيّدتي ستصبح سيّدة المنزل بهذه السّرعة؟“ أدارتْ سانشا مفتاح المخزن الرّئيسيّ لحجرة غسل الأطباق و تكلّمتْ كمتمرّدة ماكرة.
عندما استدارتْ ، وجدتْ أريادن تنظر إليها بابتسامة راضية.
”لكن يا سيادتكِ ، هل هزمنا حقًّا مدام لوكريزيا…؟“ همستْ سانشا.
قهقهتْ أريادن. تمنّتْ ذلك ، لكنّ نصرهما كان غير محتمل للغاية. لم تكن أريادن تعتقد أنّ المال قد جُني حتّى تستلمه و تضعه في الخزنة و لم تكن تحتفل بالنّصر حتّى تتأكّد من هزيمة العدوّ. أتتْ حكمتها من حياتها السّابقة في البلاط.
”لدى لوكريزيا إيبوليتو في صفّها.“ ذكّرتْ أريادن. ”سيكون هنا قريبًا.“
ابتسمتْ أريادن على خادمتها ، التّي ثبُط أملها بشكل ملاحَظ. لو لم يكونا في المطبخ ، كانتْ لتدغدغها بمكر.
”لكنّنا ما نزال نمتلك وقتًا في الوقت الحاليّ ، و وقتنا قيّم. لنصنع الأفضل منه عن طريق الاستعداد.“ شجّعتْ أريادن. ”أنا لا أقاتل في معركة خاسرة. بعد حوالي سنة ، لا أحد سيحتقرنا ، ليس حتّى الكاردينال دي ماري.“
كانتْ سيّدة المنزل قد رحلتْ ، و مُنحتْ أريادن قوّتها. و ستتفشّى الجائحة في السّنة القادمة. كان الوقت قد حان للاستثمار.
و الاستثمار لم يكن يعني أنّه يجب على المرء تكديس الأغراض التّي ستُقدّر بثروة بعد الجائحة. كان يعني أنّه على أريادن أن تعيد تنظيم موارد العائلة البشريّة.
بقوّة سيّدة المنزل ، اختلقتْ أريادن جميع أنواع الأعذار لطرد أغلب تابعي لوكريزيا المخلصين. لم تطرد فقط خادمات لوكريزيا النّساء بل أيضًا الخدم الرّجال و جمعتْ الباقي.
جعلتْ كلّ خادم في المنزل يتجمّع في القاعة الرّئيسيّة للطّابق الأوّل. عندما فعلوا ، جالتْ أريادن بنظرها حولهم و أعلنتْ. ”حدث حادث مخز في المنزل ، ممّا جعلني السّيّدة الممثّلة في الوقت الرّاهن.“
كان بإمكانها أن تختلق عذرًا آخر ، مثل ”مشاكل صحّيّة“ ، لكنّها صرّحتْ علنًا بأنّ لوكريزيا قد قامتْ بشيء خاطئ. و مع ذلك ، لم تستطع إخبار أيّ شخص بأنّ زوجة والدها قد مارستْ السّحر الأسود. بدلاً من ذلك ، اختلقتْ قصّة سيجدها أغلب النّاس سهلة التّصديق.
”إذا رأى أحدكم شابًّا غريبًا حول المنزل ، فليبلغني مباشرةً.“ أعلنتْ أريادن.
كان الموظّفون في المنزل يتجادلون حول سبب طرد السّيّدة من المنزل. كان ذلك كلّ ما على أريادن قوله لجعلهم مشغولين باختلاق القصص بأنّ لوكريزيا كانتْ على علاقة غراميّة مع رجل آخر.
”و القواعد ستكون صارمة.“
كان الموظّفون يثرثرون بين بعضهم البعض بالفعل ، و نظرتْ أريادن إلى الحشد. في الحقيقة ، لم يكن هناك عذر آخر غير علاقة غراميّة لشرح سبب طرد لوكريزيا ، السّيّدة القويّة ، من المنزل. من الذّي قد يتخيّل بأنّ عشيقة الكاردينال ستؤدّي السّحر الأسود في منزل رجل دين مقدّس؟!
”لأنّه يتوجّب علينا منع أشخاص مريبين من الزّيارة ، سأختار بعضكم كحرّاس حول المنزل.“
كان ذلك الإجراء قد اُقتُرح لجعل الخدم في صفّها. كان لدى العائلة بالفعل حرس حول القصر ، لكنّ أريادن نوتْ أن تنشئ طاقمها الخاصّ. و احتاجتْ لعذر لفعل ذلك.
”سيكون من غير الملائم للحرّاس الخارجيّين أن يهتمّوا بالأمن داخل المنزل ، لذلك سأختار بعضًا من موظّفينا الدّاخليّين للمراقبة.“
أشارتْ أريادن إلى جوزيبي بذقنها ، و قوّم السّائس الشّابّ نفسه.
”جوزيبي.“
”نعم يا سيادتكِ!“
”ستكون مسؤولاً عن اختيار الحرّاس الجدد.“ أمرتْ أريادن.
الشّباب يمتلكون ذلك اللّهب في الدّاخل الذّي يحفّزهم لتحقيق أهدافهم. كانتْ أريادن معجبة للغاية حول رفض جوزيبي لـ ”معروفها“. الأشخاص المُؤَثِّر عليهم بالرّشوة مفيدون على المدى القصير ، لكن لا يمكن أن يكونوا محلّ ثقة في صفّ المرء لوقت طويل. لذلك ، نوتْ أريادن أن تأخذ وقتها و تجعل الرّجل الشّاب في صفّها.
”نعم يا سيّدتي!“ صدح جوزيبي.
رُغم أنّهما قد التقيا من قبل ، كانتْ عينا جوزيبي و وجهه مشتعلين بشغف متجدّد. بدا الأمر كما لو أنّه قد عُيّن كفارس ذو درع. ابتسمتْ أريادن للرّجل الشّابّ ببهجة ، ثمّ نظرتْ إلى باقي الخدم الرّجال.
”الحرّاس الجدد سيستلمون أجرًا شهريًّا يقدّر بسبعين فلورين**.“
** حوالي سبعمئة دولار أمريكيّ.
كان ذلك غير تقليديّ لأنّه حتّى الخادمات المخضرمات في الطّابق الثّالث لم يكنّ يجنين عشرين فلورين. حتّى الخادمة المقرّبة لسيادتها كانتْ تحصل على أربعين فلورين.
كانتْ الموارد البشريّة في مناطق المدن الكبرى مثل سان كارلو يجنون أجورًا منخفضة. ذلك سيّان للخدم الرّجال. كان السّائسون و البستانيّون يجنون من خمسة و عشرين إلى ثلاثين فلورين.
لا أحد في كامل المنزل ، باستثناء كبير الخدم نيكولو ، كان يستلم الدّوكاتو كعملة للرّواتب الشّهريّة. حتّى كبيرة الخدم الرّاحلة لم تستلم الدّوكاتو كعملة ، رُغم أنّها اختلستْ أو استلمتْ رشوات كمال إضافيّ.
لذلك ، كانتْ سبعون فلورين كأجر شهريّ هو عرض غير مسبوق. همهم الخدم و ثرثروا في لمح البصر.
”أيّ شخص يريد أن يتقدّم يمكنه فعل ذلك عن طريق جوزيبي. لكن ليس كلّ متقدّم سيكون محظوظًا. إذا لم يكن هناك متقدّمون مؤهّلون ، سيذهب العرض إلى الموظّفين الخارجيّين. لكن بما أنّنا نعرف بعضنا البعض جيّدًا ، أنا أمنحكم يا رفاق فرصة للتّقدّم عن الآخرين.“ قالتْ أريادن. ”أنا أبحث عن عامل مؤهّل و مخلص. فكّروا في الأمر.“
كانتْ أريادن تحاول بشكل صارخ أن تجعلهم في صفّها.
هذه المرّة ، أدارتْ نظرها إلى الخادمات. أولئك اللّواتي حصلن على حياة مريحة لوقت طويل ، بفضل قوّة لوكريزيا ، جفلن و تجنّبن عينيْ السّيّدة الممثّلة.
”سأترك منصب كبيرة الخدم شاغرًا في الوقت الحاليّ.“ أعلنتْ أريادن.
كانتْ بعض الخادمات المخضرمات قد رفعن سقف توقّعاتهنّ من أجل منصب كبيرة الخدم التّالية. بذلن جهدًا كبيرًا للحفاظ على وجوههنّ مستقيمة لإخفاء خيبة أملهنّ.
”ستكون سانشا كبيرة الخدم الممثّلة في الوقت الحاليّ. إنّها ما تزال شابّة ، لذلك أرجوكم ساعدوها.“
بعد إنهاء إعلانها ، ألقتْ أريادن نظرات ذات معنى إلى بعض الخادمات في الحشد.
”لكنّ المنصب لن يكون شاغرًا إلى الأبد. سانشا هي خادمتي المقرّبة و تمتلك الكثير. في النّهاية ، سنحتاج كبيرة خدم حقيقيّة. سأبقي عين حريصة عليكنّ لأرى من هي المؤهّلة. ستبقيني سانشا على اطّلاع.“
عيّنتْ أريادن عمليًّا سانشا كقاضية لمنصب كبيرة الخدم التّالية. لذلك ، يجب ألاّ تفكّر الخادمات الأخريات حتّى في مضايقتها و عليهنّ أن يحصلن على استحسانها.
”نعم يا سيادتكِ!“ صدحتْ الخادمات المخضرمات بحماس. قد يغيّرن مواقفهنّ عندما تشتدّ المنافسة ، لكن في الوقت الحاليّ ، بدين عازمات ليكنّ خادمات مخلصات.
حالما يعود إيبوليتو إلى المنزل مع لوكريزيا ، سيكون قصر دي ماري مليئًا بتابعي أريادن. و عندما يحدث ذلك ، سيكون من المستحيل تقريبًا أن يُؤخَذ دفتر حسابات أريادن منها.
احذر يا إيبوليتو! في هذه الحياة ، هذا المنزل ملكي.
*****
استنشاق.
و لا في أحلام إيبوليتو أن عرف أنّ أخته غير الشّقيقة من سان كارلو كانتْ تعلن الحرب عليه. استنشق بعمق غليون التّدخين القصير المليئ بالتّبغ و نفخ الدّخان إلى الخارج.
كان رجلاً شابًّا طويلاً ذا عظام خدّ عالية مثل والدته و بدا باردًا و هادئًا. كان شعره القصير رماديًّا فجًّا ، و هو الوحيد الذّي يمتلك مثله في العائلة ، و كانتْ عيناه الجمشتيّتان بنفس لون أعين والدته و أخته.
”إيبوليتو! ما أخباركَ؟“ سأل صوت مرح.
كان إيبوليتو مستلقيًا بتكاسل على الأريكة الطّويلة و أدار ببطأ نظره نحو مصدر الصّوت.