Sister, I'm The Queen In This Life - 84
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 84 - الفصل الرّابع و الثّمانون: أسرار القاعدة الذّهبيّة تُكشَف
84- أسرار القاعدة الذّهبيّة تُكشَف
غطّتْ أريادن نفسها برداء سميك و ركبتْ بشكل متواني العربة المتوجّهة إلى كامبو دي سبيتشا. كانوا تقريبًا عند وجهتهم. بجوار أريادن جلستْ سانشا ، و جلستْ جيادا مقابلة لهما. تململتْ جيادا بتوتّر بينما تدرس وجه أريادن لقراءة أفكارها و قالتْ. ”يا أيّتها اللّيدي ، أيجب عليّ حقًّا أن أنضمّ إليكِ؟ لا أعتقد بأنّ ذلك ضروريّ…“
”إن لم تكوني هناك ، كيف يمكن لسيادتها أن تعلم من هي السّاحرة السّوداء الشّريرة؟“ ردّتْ سانشا بانفعال. استشاطتْ أعصاب أريادن و سانشا لنفس السّبب.
”إنّها ليستْ ساحرة سوداء ، إنّها منجّمة…“ احتجّتْ جيادا.
كانتْ قد اعتبرتْ سانشا أقلّ مستوى منها في الماضي ، لكن الآن ، انقلبتْ الطّاولة ، و جعلتْها سانشا متوتّرة.
صهيل!
”ها نحن ذا. هل تودّين الارتجال هنا؟“ سأل جوزيبي و هو يضغط على قبّعته.
نظرتْ أريادن حولها و أومأتْ بالإيجاب. ”جيادا. اذهبي أوّلاً.“ أمرتْ. ”سانشا. ابقي في العربة مع جوزيبي.“
بعد أن ارتجلتْ أريادن من العربة ، جعلتْ جيادا تتصدّر المقدّمة و هما يدخلان إلى المنزل القديم المنفصل.
صرير.
أصدرتْ الأرضيّة الخشبيّة القديمة الصّدئة صريرًا مروّعًا. جفلتْ جيادا و انكمشتْ. لم تعلم أريادن أين يجب أن تذهب و نظرتْ إلى الخادمة من أجل المساعدة. عندما التقتْ أعينهما ، لم يكن أمام جيادا خيار آخر غير إخبارها عن الطّريق.
”إنّها الغرفة الأعمق…“ قالتْ جيادا بامتعاض.
خطوة خطوة.
بغضّ النّظر عن الصّرير الذّي كانتْ تصدره الأرضيّة الخشبيّة ، مشتْ أريادن بسرعة على طول الرّواق.
صريير.
لكنّ صريرًا آخر صدى في أرجاء المنزل المنفصل. لم يكن الصّوت صادرًا من خطوات أريادن و لكن كان صوت فتح الباب الصّدئ.
أمسكتْ أريادن بالخنجر الذّي كانتْ تحمله في جيبها الدّاخليّ و حملقتْ بتيقّظ نحو مصدر الضّجيج.
وقفتْ المرأة الغجريّة بشموخ أمام باب الغرفة الأعمق. كانتْ تحمل حزمة من الأمتعة على ظهرها و تحضن الكرة الكريستاليّة. كان الأمر كأنّها على وشك الرّحيل.
بجوار أريادن ، صاحتْ جيادا. ”إنّها تلك المرأة يا سيادتكِ!“
خطتْ أريادن بخطوات كبيرة على الرّدهة الضيّقة و حشرتْ المرأة الغجريّة عند الزّاوية. خطتْ الغجريّة خطوة إلى الوراء مذهولة. ”ماذا بحقّ…!“
أعاقتْ أريادن طريق المرأة بجسدها. ”هل أنتِ المنجّمة الموريّة التّي تعمل للكونتيسة روبينا؟“ سألتْ أريادن.
كانتْ المرأة الغجريّة محشورة في نهاية الرّدهة. حاولتْ أن تدفع أريادن بعيدًا عن طريقها للهرب.
لكنّ أريادن على الفور عثّرتْ المرأة الغجريّة.
رطم!
”آههه!“
فقدتْ المرأة توازنها بسبب الحزمة على ظهرها و الكرة الكريستاليّة في صدرها و سقطتْ بقوّة على الأرض. لكنّها كانتْ ما تزال تمسك بكرتها الكريستاليّة طوال الوقت. أدركتْ أريادن أنّ الكرة الكريستاليّة هي المفتاح لجعل الغجريّة تستسلم.
”جيادا. خذي تلك بعيدًا عنها.“ أمرتْ أريادن.
“!…”
”الآن!“ زمجرتْ أريادن.
جعل خوف جيادا من السّحر الأسود هذه الأخيرة تتردّد ، لكنّها قفزتْ بشكل متأخّر على السّاحرة السّوداء على أمر سيّدتها. طغى خوفها من سيّدتها على خوفها من السّاحرة السّوداء لأنّها كانتْ تعلم أنّ حياتها تعتمد على سيّدتها ، بينما هي لا تعلم ما الضّرر الذّي يمكن للمرأة الغجريّة أن تقوم به لها.
لوتْ الغجريّة ذراعيْها و ساقيْها مقاومةً. كان بإمكان أريادن رؤية أنّ جيادا لم يتبقّى لها الكثير من القوّة ، لذلك ثبّتتْ ذراعيْ الغجريّة من الوراء مع الوصيفة. لم تستطع الغجريّة تحمّل ذلك أكثر ، و أخذتْ جيادا في النّهاية منها كرتها الكريستاليّة.
كان ذراعا و ساقا المنجّمة الغجريّة مثبّتة على الأرضيّة ، غير قادرة الحراك.
”أنتِ الشّخص الذّي قدّم السّحر الأسود الشّرير إلى زوجة الكاردينال دي ماري ، أليس كذلك؟“ سألتْ أريادن ببرود.
عند سماع سؤال الفتاة المراهقة ، أدركتْ الغجريّة سبب حدوث هذا الموقف الكارثيّ و سبب مطاردة الفتاة ذات الرّداء و الخادمة الأكبر سنًّا لها. لوتْ الغجريّة ذراعيْها و ساقيْه منكرةً. ”أ… أنا لستُ ساحرةً سوداء!“ أنكرتْ بشكل قاطع. ”أنتِ من عائلة الكاردينال دي ماري ، أليس كذلك؟“
لاحظتْ المرأة الغجريّة بشكل متأخّر هوّيّة جيادا و زيّفتْ براءتها. ”أنا محتالة تعبث ببطاقات التّاروت ، حسنًا؟“ كذبتْ.
كان أفضل بمئة مرّة أن يلحقها العار كمحتالة غير مؤهّلة من ساحرة تمارس السّحر الأسود. ستُطارد طوال حياتها إذا أُتُّهمتْ بالأمر الأخير. حاولتْ الغجريّة أن تتودّد إلى أريادن.
”أعلم لماذا أنتِ هنا. زائرتي السّابقة ، المرأة النّبيلة ، من عائلتكِ. نجمة خماسيّة ، دم الضّفدع الميّت. انسي حول ذلك. كان كلّ ذلك احتيالاً من أجل المال. أنا منجّمة. أعبث ببطاقات التّاروت للتّنبّؤ بالعلاقات الرّومانسيّة.“
تغييرها لعملها جعل جسدها المثبّت مرتاحًا أكثر. ”سأعيد المال بشكل جزئيّ. لقد أنفقتُ البعض ، لكنّني سأسدّد الباقي. من فضلكِ أعيدي إليّ الكرة الكريستاليّة. إنّها أداتي من أجل الحصول على لقمة العيش.“
”محتالة؟“ سألتْ أريادن بارتياب. حملقتْ مباشرةً في العرّافة الغجريّة.
لكنّها كانتْ تعمل للكونتيسة روبينا لعشرين سنة. لا يمكن أن تكون محتالة! أحتاج أن أعرف لماذا عدتُ إلى الماضي!
حانقةً ، رفعتْ أريادن ذقنها ، ممّا جعل قلنسوة الرّداء تنزلق. كُشف وجهها.
و كانتْ توجد نقطة حمراء واضحة تحت عينها اليسرى ، تحت الظّلّ الذّي سبّبه الرّداء.
”شهقة!“ عندما أتتْ النّقطة تحت عين المراهقة إلى ناظر الغجريّة ، شهقتْ و ارتجف كامل جسدها كما لو أنّها قد صادفتْ رمزًا محرّمًا و مشؤومًا.
”إذن ، فقد كان أنتِ!“ قالتْ الغجريّة باتّهام. ”لـ-لذلك انفجرتْ الكرة الكريستاليّة!“
نطقتْ الغجريّة بتلك الكلمات دون تفكير. بدتْ أنّها قد ندمتْ على ذلك حالما صدرتْ الكلمات.
”لكن لماذا نقطة واحدة؟“ تساءلتْ. ”من أنتِ؟ لماذا تتجوّلين في أرض إتروسكان بتعويذة ألقاها أمهارانيّ؟ لماذا وُضعتِ تحت ’المحاكمة‘؟“
حالما صدرتْ كلمة ”محاكمة“ من فمها ، تخبّطتْ الغجريّة من الألم. و غطّتْ كبيرة الخدم أذنيْها أيضًا و تلوّتْ بألم مبرح.
رطم!
أسقطتْ جيادا كرة الغجريّة الكريستاليّة على الأرضيّة. تدحرجتْ على طول الأرضيّة حتّى وصلتْ إلى الجدار. ذُهلتْ أريادن لأنّها كانتْ الوحيدة التّي لم تتأثّر ، لكنّها ثبّتتْ المرأة الغجريّة على الأرضيّة بقوّة أكبر.
”ما الذّي تعنينه بـ ’المحاكمة‘؟ أنتِ تكتمين سرًّا عنّي ، أليس كذلك؟“ سألتْ أريادن باتّهام. ”أنتِ تعلمين لماذا حصلتُ على هذه النّقطة تحت عيني!“
بدتْ المرأة الغجريّة مذهولة. ”أنتِ لا تعلمين؟ يجب أن تكوني تعرفين أفضل منّي! أنتِ التّي وُضعتِ تحت المحاكمة أمام القاضي. على الأرجح تقدّمتِ بنفسكِ. كيف يمكنكِ ألاّ تعرفي؟“
تلوّتْ جيادا بشراسة في الزّاوية كلّما سمعتْ كلمة ”محاكمة“. ذُهلتْ أريادن على حالة الخادمة. ”لماذا تفعل ذلك؟“ سألتْ الغجريّة.
كانتْ الغجريّة تبحث عن فرصة للهرب ، و هي تدير عينيْها جيئة و ذهابًا. على ذلك ، هرعتْ فجأةً نحو الأمام. تدحرجتْ عبر الأرضيّة و أمسكتْ الكرة الكريستاليّة بسرعة كالبرق. لم تبدُ أنّها تهتمّ بالأمتعة على الأرضيّة. تركتْها وراءها و جرتْ عبر ردهة المنزل المنفصل و الكرة الكريستاليّة بين ذراعيْها.
”توقّفي!“
هرعتْ أريادن خلف المرأة الغجريّة. اندفعتْ عبر الرّدهة و لحقتْ بها بسرعة. حجزتْ الغجريّة من الوراء بلمح البصر.
تحطّم!
تدحرجتْ المرأة الغجريّة ، كرتها الكريستاليّة ، و أريادن عبر الأرضيّة كما لو أنّهنّ كرة كبيرة واحدة. تدحرجتْ المرأتان و تدحرجتا حتّى وصلا إلى خزانة الدّيكورات في منتصف الرّدهة. تدحرجتْ الأطباق المعروضة فوقهما. ثّبّتتْ الغجريّة على الأرض مجدّدًا من طرف أريادن و لم تستطع التّحرّك.
عندما أدركتْ أريادن أنّ المنجّمة ستهرب كلّما سنحتْ لها الفرصة ، أخرجتْ الخنجر من جيبها و وجّهتْه نحو حنجرة الغجريّة بلا رحمة.
”أخبريني عن كلّ شيء تعرفينه. ما الذّي تعنينه بـ ”الأشخاص تحت المحاكمة“؟“ سألتْ أريادن.
”لا يمكنني إخباركِ!“ عولتْ الغجريّة. ”إن فعلتُ ، سأدفع الثّمن!“
تهكّمتْ أريادن عليها و ضغطتْ الخنجر بشدّة على حنجرة المرأة. قطر خطّ من الدّم الأحمر الفاتح.
”أنا لا أعلم ما هو الثّمن الذّي ستدفعينه. لكن أسيكون أكثر من حياتكِ؟“ هدّدتْ أريادن.
ضغطتْ على الخنجر بقوّة أكبر. كان الخنجر قد جرح قليلاً سطح البشرة ، لكنّه نفذ إلى مكان أعمق. ”أنا لا أخشى قتلكِ.“
بدتْ أريادن ، المظلّلة بالرّداء ، عازمة ، و أدركتْ الغجريّة أنّ الفتاة جادّة. خافتْ أنّ الفتاة ستقتلها حقًّا.
”حسنًا! حسنًا! سأخبركِ…!“ شعرتْ بالاختناق. ”شهقة! سعال!“
لم ينفذ الخنجر إلى عضلاتها. لكنّ الغجريّة ذُعرتْ. لم يكن لديها أيّ نيّة للموت. الوقت الرّاهن هو وقت القيام بما يقوله الخصم.
”المحاكمة هي…“ بدأتْ في الكلام. كانتْ ماكرة و متذلّلة و هي تتكلّم مع الآخرين ، و لكن عندما تكلّمتْ عن الأرواح المقدّسة ، أصبح صوتها رزينًا و مهيبًا و انخفضتْ نبرتها.
”إنّها ’محاكمة القاعدة الذّهبيّة‘.“ استرسلتْ. ”’الأشخاص تحت المحاكمة‘ يحصلون على موهبة غامضة من ’أولئك ذوي الأعين المفتوحة‘.“
”حسنًا. إذن ، ما هي الموهبة الفريدة التّي يحصل عليها الأشخاص تحت المحاكمة؟“ سألتْ أريادن.
رُغم أنّها سألتْ ، شعرتْ بأنّها تعلم الإجابة بالفعل. لا بدّ من أن تكون ”القوّة للعودة إلى الماضي“. حصلتْ على بداية جديدة عن طريق العودة و سنحتْ لها الفرصة بتسوية الأمور بشكل صحيح.
”التّنبّؤ بالمستقبل!“ أجابتْ الغجريّة.
”ماذا؟“ أجابتْ أريادن مذهولةً.
”أنتِ الشّخص الذّي قام بذلك. يجب أن تعرفي!“ ردّتْ الغجريّة بعنف. ”حسب التّسجيلات ، ”الأشخاص تحت المحاكمة“ يرون المستقبل!“
على ذلك ، أومأتْ أريادن بعينيْن متّسعتيْن. بالفعل ، ذلك كيف يبدو الأمر لطرف ثالث. سيعتقد الأشخاص العاديّون الآخرون بأنّ ”الأشخاص تحت المحاكمة“ يمتلكون القدرة على التّنبّؤ بالمستقبل بما أنّه قد عاشوا بالفعل في الماضي ذات مرّة.
التّسجيل لدى الغجريّة لم يُكتب من طرف شخص تحت المحاكمة و إنّما طرف ثالث.
”لكن إن حاولتِ تغيير ’المستقبل المقدّر له‘ الأصليّ بقواكِ ، سيُعتبر ذلك خطيئة ، و سيتوجّب عليكِ سداد ثمن خطاياكِ لـ ’العناية الإلهيّة للكون‘!“ حذّرتْ الغجريّة.
”هل العناية الإلهيّة للكون الإله المقدّس؟“ سألتْ أريادن.
”نعم ، إنّه هو. أهذا ما تنادونه به؟“ شخرتْ الغجريّة. ”العناية الإلهيّة للكون ليستْ ذات كيان. يا للحماقة! يا للبشر الصّغيرين المساكين الذّين لا يعلمون شيئًا…!“
”انتظري ثانية. ألا يتوجّب على جميع من يؤمن بالإله المقدّس أن يدفع ثمن الكارما؟ لماذا يحب على ”الأشخاص تحت المحاكمة“ أن يحذروا بشكل خاصّ؟“ تساءلتْ أريادن.
”لأنّ النّاس الآخرين عدا ”الأشخاص في المحاكمة“ تجرّهم نزواتهم.“ أجابتْ الغجريّة. ”’موازين السّببيّة‘ قد يغضّون الطّرف عن الأشخاص الذّين ليسوا تحت المحاكمة. إنّهم مشغولون للغاية لينتبهوا إلى كلّ شخص فان.“
لمع لمعان غامض في عينيْ الغجريّة.
”لكن حالما يقف المرء تحت المحاكمة ، يبقي موازين السّببيّة عينًا عليه! إذا نجح المرء في المحاكمة ، سيُعطى الهديّة الأعظم على الإطلاق. لكنّ خطأً صغيرًا واحدًا سيجعل كلّ شيء ينتهي بالفشل!“
لمع البياض في عينيْ الغجريّة على فكرة هديّة النّجاح السّاميّة. ثمّ ، صرختْ كما لو أنّها ممسوسة. ”لذلك أولئك الذّين كانوا بجوار ’أولئك ذوي الأعين المفتوحة‘ يقفون تحت المحاكمة! فقط الأبطال الذّين يمكنهم تحمّل السّببيّة يمكنهم الوقوف تحت المحاكمة!“
أزييييز.
”آهههههه!“
لا أحد كان يعلم ما كانتْ الغجريّة تعني بـ ”دفع الثّمن“ ، و لكنّه طغى عليها بسرعة. ارتفع الدّخّان من أطراف أصابع الغجريّة اليسرى. انتشر على عجل في أرجاء كامل ذراع المرأة الأيسر.
”لااااا! أولئك ذوي الأعين المفتوحة! لكنّ هذه الفتاة تعلم بالفعل ، أليس كذلك؟ لماذا أدفع الثّمن بينما قلتُ القليل جدًّا لشخص يعلم بالفعل؟“ عولتْ الغجريّة.
نزع الدّخّان حيويّة ذراع المرأة الأيسر ، الذّي بدا يذبل كمومياء ميّتة.
”لاااا!“
كوّرتْ الغجريّة جسدها و بدأتْ بيأس تتلو تعويذة.
“Oh Shubharambh. Ajji Majji la Tarajji. Oh Shubharambh. Ajji Majji la Tarajji.”
سألتْ أريادن مجدّدًا الغجريّة ، التّي تلتْ التّعويذة بشكل متكرّر. ”من هم الأشخاص ذوي الأعين المفتوحة؟“
”لا يمكنني قول المزيد!“ زمجرتْ الغجريّة.
نظرتْ المرأة إلى الأسفل نحو ذراعها الأيسر بعينيْن حزينتيْن مغرورقتيْن بالدّموع. أوقفتْ التّعويذة الدّخّان من أذيّة ذراع المرأة الغجريّة الأيسر ، لكن يبدو بأنّها لم تكن قويّة بما يكفي لشفاءها.
”لا يمكنني قول المزيد حتّى إن كلّف ذلك حياتي!“ صرختْ الغجريّة. ”انظري إلى هذه الفوضى! و انظري إلى ما فعلتِه لها!“
على كلمات الغجريّة ، نظرتْ أريادن أخيرًا إلى المكان الذّي كان تقف فيه جيادا.
“!…”
كانتْ جيادا منبسطة على الأرض و لسانها بارز بضعف. كانتْ ميّتة. بدأ الدّخّان في التّلألئ و الاحتراق من أذنها. على ذلك ، أكلتْ قوّة غير مرئيّة كامل جسد و دم جيادا ، محوّلةً إيّاها إلى غبار ، و الذّي تناثر كرماد. كلّ ما بقي منها هو عظامها.
و حُطّمتْ الكرة الكريستاليّة و تناثرتْ إلى قطعتيْن أمام هيكل الخادمة العظميّ.
”ما ذلك؟!“ سألتْ أريادن مذهولة.
”أيّتها البشريّة الجاهلة. سأخبركِ ، لذلك اتركيني.“ كانتْ المرأة الغجريّة نصف مناشدة و نصف مهدّدة و الدّموع تلطّخ وجهها. ”كان عليّ أن أعرف عندما رأيتُ النّقطة على عينكِ… و لكنّكِ تملكين واحدةً ، و ليس اثنتيْن.“
بدتْ الغجريّة تلهث و استنشقتْ الهواء. ”يبدو بأنّكِ لا تعرفين شيئًا ، لذلك سأخبركِ شيئًا تحتاجين لمعرفته. إذا لم تسمعي ما أقوله ، ستستمرّين في إيذاء الأشخاص الذّين تحبّينهم.“
لم يكن لدى أريادن نيّة لترك العرّافة ، مهما كان ما ستخبرها به.
قوّة غامضة ما قد قضتْ على حياة جيادا من العالم الرّوحانيّ ، لكن إن أخبرتْ الغجريّة أيّ شخص حول ما فعلتْه لوكريزيا ، كلّ حيوات من في منزل دي ماري ستكون في المحكّ في العالم الحقيقيّ.
”إذا تركتُكِ تذهبين ، ستذهبين مباشرةً إلى الكونتيسة روبينا و تستخدمين السّحر الأسود الشّرير.“
ضحكتْ المرأة الغجريّة عليها بشدّة. ”أيّتها الغبيّة الفاترة! انظري إلى ما فعلتِه لكرتي الكريستاليّة. يجب أن أعود إلى أمهارا. أحتاج إلى كرة كريستاليّة جديدة ، و سيستغرق الأمر عقدًا على الأقلّ ليتعافى ذراعي.“ ردّتْ الغجريّة و هي تربّت على ذراعها الأيسر.
”إذا لم تكوني تصدّقينني ، يمكنكِ اتّباعي حتّى أركب السّفينة. لقد اكتفيتُ من هذه الأرض الغربيّة اللّعينة. أطلقي سراحي. إذا قتلتِني و لم تفعلي ما أقوله ، ستكونين أنتِ الخاسرة.“
إذا غادرتْ الغجريّة إتروسكان على الفور ، فيمكن لأريادن التّنازل. عندما أومأتْ الفتاة المراهقة بالإيجاب ، جلستْ الغجريّة على الفور باستقامة. أخذتْ غبار الذّهب من كيسها و رمتْه في كلّ الاتّجاهات من أجل الدّفاع.
بعد ذلك ، حذّرتْها بصوت رزين. ”إذا سرّبتِ بتهوّر أسرار العالم الرّوحانيّ ، سينتهي الأمر بأيّ شخص يسمعه مثلها. سيعاقب الأشخاص ذوي الأعين المفتوحة كلّ من يكشف السّرّ و الشّخص غير المؤهّل الذّي سمعها!“
أشارتْ المرأة الغجريّة إلى أريادن بأصبعها السّليم.
”حالما تخبرين شخصًا غير مؤهّل عن سرّكِ… ذلك الشّخص سيُصاب أو يُقتل بالتّناسب مع حجم السّرّ!“
صدرتْ أنفاس أريادن على شكل شهقات قصيرة. يا لحظّي لكتمان السّرّ كلّيًّا على سانشا ، ألفونسو ، و أرابيلا!
كانتْ المرأة الغجريّة على وشك أن تختم محاضرتها و لكنّها فكّرتْ مجدّدًا.
”كوني طيّبة.“ حذّرتْ و هي تهزّ رأسها.
”ماذا؟“
عضّتْ المرأة الغجريّة على لسانها على أريادن المحتارة. ”مهما كان الأمر ظالمًا بالنّسبة لكِ و مهما غضبتِ ، كوني طيّبة. أطيب بخمس مرّات من الآخرين. سامحي الجميع.“
لكنّ أريادن لم تستطع قبول ذلك. حملقتْ بغضب على المرأة الغجريّة. ”سيكون الأمر عادلاً فقط إذا سوّيتُ الأمور جيّدًا.“
”ما قلتُه هو ما تريده العناية السّاميّة.“ أصرّتْ الغجريّة.
”كيف يمكن ألاّ تعلم العناية القديرة أنّ العين بالعين و السّنّ بالسّنّ!“ ردّتْ أريادن بعنف. ”على الضّحيّة أن تأخذ ثأرها. ذلك ما يقوله الانتقام!“
شدّتْ أريادن على أسنانها.
سيزار خدعني ، إيزابيلا سرقتْ مكاني ، و الكثير جدًّا من الآخرين قد استغلّوني! لكن يجب أن أسامحهم؟
”أنتِ لا تعلمين ما مررتُ به!“ احتجّتْ أريادن. ”و كم عدد الدّموع التّي ذرفتُها! لكن ماذا؟ يجب فقط أن أبقى على وضعي دون جعل المذنبين يدفعون الثّمن؟ مثل كلبة سخيّة مسامحة؟“
حدّقتْ المرأة الغجريّة في أريادن ، التّي كانتْ تستشيط غضبًا. ”أنتِ تسامحين الآخرين من أجل نفسكِ. و ليس من أجل الآخرين.“
فجأةً ، بدتْ المرأة الغجريّة كبومة حكيمة. ”أنا أخبركِ لأنّكِ تبدين حقًّا جاهلة. هل سمعتِ القصّة القديمة عن تاجر بورتو؟ تلك التّي يجب دفع رطل من اللّحم البشريّ لتسديد الدّيون.“
أقرض تاجر من بورتو عملات ذهبيّة و وقّع اتّفاقًا ينصّ على أنّه إن فشل الدّائن في سداد العملات الذّهبيّة ، يجب أن يدفع رطلاً واحدًا من اللّحم البشريّ بالمقابل.
عندما فشل التّاجر في سداد المال في الوقت المستحقّ ، أمر المقرض بالرّبا أن يحقّق الاتّفاق. و مع ذلك ، سمح تاجر القاضي من بورتو للمقرض بالرّبا أن يستلم اللّحم البشريّ. شرط أن لا تتدفّق قطرة دم واحدة. علاوة على ذلك ، يجب ألاّ يزن اللّحم أكثر من رطل واحد. إذا وزن أكثر بليبرا واحد ، فسيُحكم على ذلك كجريمة جنائيّة ، أعلن القاضي. في النّهاية ، فشل المقرض بالرّبا من استلام اللّحم البشريّ المنصوص عليه.
** القصة مقتبسة من مسرحية تاجر البندقية (The Merchant of Venice) لويليام شكسبير.
”أوه ، القصّة حول الحقراء من بورتو؟ كان عقدًا ظالمًا يميّز بين الأجانب. كان على الدّائن أن يحقّق العقد. يا للحقارة.“ قالتْ أريادن.
”أنتِ محقّة. كان عليه ألاّ يضع وعدًا لا يمكنه الوفاء به. أنا أتّفق معكِ. لكنّ العناية الإلهيّة للكون تفكّر مثل قاضي بورتو.“
تمايلتْ المرأة الغجريّة و هي تقف على قدميْها. ”أتعتقدين بأنّه يمكنكِ قياس كم يدين لكِ أعداؤكِ؟ الأمر ليس مثل تبادل المال ، و لا يمكنكِ قياس كم يستحقّون. الحسابات ذاتيّة. قد تعتقدين أنّهم يدينون لكِ بمئة ، و لكنّ خصمكِ قد يعتقد بأنّه يدين لكِ بخمسين. افترضي بأنّكِ تدينين لهم بالمقلوب. إذا طرحتِ آثامكِ ، قد يدين لكِ خصمكِ فقط بخمسة و عشرين.“
رفعتْ المنجّمة ذراعيْها عاليًا نحو السّماء.
”العناية الإلهيّة للكون تعالج الأمور ميكانيكيًّا. إنّها لا تخفّف عنكِ على أخطائكِ. إذا آذيتِ شخصًا بريئًا عن طريق الخطأ بشكل صغير للغاية ، أو تجعلين خصمكِ يدفع لكِ خمسين بينما هو يدين لكِ بخمسة و عشرين فقط ، ستعتبر العناية الإلهيّة للكون ذلك كارما لكِ.“
فقدتْ دائرة الدّفاع الذّهبيّة لمعانها. كانتا غير محميّتيْن ، و كانتْ السّببيّة تشاهدهم. يجب أن يُترك الحديث. كان الوقت قد حان للرّحيل.