Sister, I'm The Queen In This Life - 83
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 83 - الفصل الثّالث و الثّمانون: إلى عزيزي إيبوليتو
83- إلى عزيزي إيبوليتو
عندما أخبر الكاردينال دي ماري أريادن أن ”تعتني بهذه الفوضى“ ، علمتْ بأنّه يجب عليها أن تلطّخ يديْها بالدّم.
كان الكاردينال يمتلك الكثير من الأعداء في الهيكل الديّنيّ ، خصوصًا البابا لودوفيكو ، رئيس الكرسيّ الرّسوليّ للكنيسة.
كان البابا لودوفيكو قائد البروتيستانت ، و كان يسعى دائمًا إلى فرصة للإطاحة بالكاردينال دي ماري ، طليعة المؤمنين القُدامى و قائد أساقفة إتروسكان. حالما يعلم شخص دخيل أنّ السّحر الأسود قد أُدّيَ في منزل الكاردينال ، سيصبح جميع من في المنزل لحمًا ميّتًا.
بعيدًا عن المنجّمة الغجريّة ، الكاردينال دي ماري ، لوكريزيا ، أريادن ، أرابيلا ، كبير الخدم نيكولو ، و كبيرة الخدم جيادا كانوا الوحيدين الذّين يعلمون أنّ السّحر الأسود قد نُفّذ في مقرّ الإقامة. يا له من حادث سخيف و لا يمكن تصديقه!
يمكنها الوثوق بأيّ شخص يقيم في المنزل لأنّهم كلّهم معًا في هذا. حالما يتسرّب السّرّ إلى طرف ثالث ، سيُحرقون جميعًا أحياءً. أصبحوا بشكل غير مقصود جزءًا من الجريمة.
لكن الوحيدة التّي لا يمكن لأريادن الوثوق بها هي لوكريزيا. الأمر ليس أنّ نوايا زوجة أبيها فاسدة ، الأمر لأنّها لم تكن ذكيّة بما يكفي لتمييز أصدقاءها من أعداءها. لكنّها ستكون لوحدها في فيرجاتوم ، لذلك من غير المرجّح للغاية أنّها ستخبر شخصًا آخر حيال الأمر.
كلّ من بقى هو نيكولو و جيادا.
“…”
حدّقتْ أريادن بانشداه في جيادا ، التّي كانتْ تنظّف و تحكّ الأرضيّة ، كما لو أنّها تحاول إظهار أنّها ما تزال مفيدة.
كانتْ تعلم بأنّها تستطيع الوثوق لنيكولو. بعد كلّ شيء ، كان الشّخص الذّي أخبر الكاردينال أن يوقف لوكريزيا من فعل أمر كارثيّ. و كان والدها ما يزال يثق في كبير الخدم. لن يكون هدف أريادن اليوم هو نيكولو.
لكن بالنّسبة لجيادا… ترجمتْ أريادن كلمات الكاردينال ”اعتني بهذه الفوضى“ كـ ”اقتلي جيادا لمنع السّرّ من التّسرّب“. شعرتْ بالأسف لتابعة لوكريزيا المخلصة ، التّي كانتْ غافلة عن نواياها و عملتْ بجدّ لإزالة الفوضى.
لكن حتّى إن لم ينوِ الكاردينال أن تقتل ابنته الخادمة ، كان عليها أن تقتلها. كانتْ جيادا تتملّق لوكريزيا في كلّ مرّة تمتلك فيها الفرصة. ستكون فرصتها النّهائيّة لقطع علاقات لوكريزيا.
و حتّى أنّها لديها عذر جيّد. كانتْ جيادا قد طعنتْ بسكّين في ظهر سيّدتها ذات مرّة. يمكنها بشكل أكيد أن تفعلها مجدّدًا.
أنا أشعر حقًّا بالأسف لها. لكنّ ذاك هو ذاك ، و هذا هو هذا.
رُغم أنّها شعرتْ بالأسف للخادمة ، كان عليها أن تبقي عائلتها آمنة. لذلك ، شاهدتْها أريادن طوال الوقت و هي تنظّف و ذراعاها مشمّران حتّى لا يتمكّن أيّ موظّف آخر من الدّخول. حيواتهم على المحكّ. عليها أن تتحمّل المسؤوليّة ، و لا أحد آخر.
لم تدرك جيادا أبدًا في أحلامها ما الذّي سيحلّ بها و هي تزيل بيديْها كلّ قطرة من الدّم المحروق على السّجّاد. عندما وضعتْ الخادمة البخور و المرّ في موقد الغاز المتنقّل في كيس النّفايات ، سألتْ أريادن جيادا بنبرة عاديّة. ”هل تخلّصتِ من كلّ الموادّ المريبة؟“
”عذرًا؟“ سألتْ الخادمة.
”أنا أسألكِ ما إذا كان يوجد شيء مريب متبقّي في غرفة والدتي.“ تكلّمتْ أريادن بوضوح. ”لا يمكننا ترك رسومات الشّيطان أو كتابًا حول كيفيّة تأدية السّحر الأسود في خزانتها.“
فهمتْ جيادا بشكل متأخّر ما كانتْ تعنيه السّيّدة الجديدة و أومأتْ بالإيجاب. ”نعم ، يوجد المزيد في الكيس الذّي استلمتُه من المرأة الموريّة. يوجد ذهب ذائب و شيء كحبوب سوداء.“
امرأة موريّة؟ شدّ ذلك انتباه أريادن.
”موريّة؟“ سألتْ أريادن بلهفة. ”هل كانتْ المنجّمة موريّة؟“
كانتْ أريادن تتساءل دائمًا لماذا عادتْ إلى الماضي.
بعد أن عادتْ إلى حياتها السّابقة ، تفحّصتْ جميع أنواع الكتب ، لكن لم يكن هناك كتاب جيّد في سان كارلو يشرح ما مرّتْ به. ذلك يعني بأنّه يجب عليها أن تكتشف لماذا عادتْ من مكان آخر ، و ليس من الدّراسات الأصليّة للقارّة الوسطى.
قُتلتْ أريادن بواسطة فارس موريّ يعمل كتابع لإيزابيلا. شيء ما قد حدث حينها. يجب أن يكون أحد الاثنيْن هو المسؤول عن هذا : إيزابيلا أو الفارس الموريّ.
لكنّ أريادن لم تعتقد بأنّ أختها غير الشّقيقة هي سبب عودتها. لا يمكن لإيزابيلا أن تمتلك مثل تلك الهبة الفريدة. و إذا كان عليها أن تختار أكثر خمسة أشخاص في إتروسكان لا يمتلكون أدنى اهتمام بالخرافات ، ستكون إيزابيلا أحدهم.
كلّ ما بقي هو الفارس الموريّ الذّي قتلها ، و كان لديه ذلك اللّمعان الأحمر المشؤوم في عينه. يمكن أن يكون الفارس الموريّ أخد معارف العرّافة الموريّة. لو لم يكن الأمر كذلك ، يمكنها على الأقلّ أن تمنح أريادن تلميحًا أو بعض المراجع للبحث.
”هل استلمتِه بنفسكِ؟“ استجوبتْ أريادن. ”هل رافقتِ والدتي عندما زارتْ السّاحرة السّوداء؟“
”أوه…“ أجابتْ جيادا بامتعاض. ”لم يكن بالضّبط سحرًا أسود…“
اختلقتْ جيادا كلّ أنواع الأعذار لتثبت تقواها. بأنّها قد التقتْ بمنجّمة غير مؤذية ، و ليس ساحرة سوداء ، و لم يكن لديها علاقة بالسّحر الأسود. لم يكن لديها فكرة عمّا كانتْ المشكلة الحقيقيّة الآن. من المحزن القول ، كانتْ حمقاء بقدر سيّدتها لوكريزيا.
”إنّها منجّمة.“ أصرّتْ جيادا. ”قالتْ بأنّها مساعدة الكونتيسة روبينا المقرّبة لوقت طويل. لا أعتقد بأنّها شخص مريب.“
كان في عين أريادن لمعان حادّ. ”حسنًا ، فهمتُ. إذن ، أين التقيتِ بالمنجّمة؟“
”في الحارة خلف كامبو دي سبيتشا.“ أجابتْ جيادا. ”كانتْ تعيش في منزل منفصل في الزّقاق أين يقيم الكثير من الموريّين.“
”أتعرفين الطّريق؟“ سألتْ أريادن.
”ذهبتُ إلى هناك مع السّائس جوزيبي.“ قالتْ جيادا.
كان جوزيبي سائس خيل شابّ سيخبرهم بكلّ شيء إذا كانتْ سانشا في الأرجاء. التقطتْ أريادن على الفور رداءها الخارجيّ. ”لنذهب. الآن.“ أمرتْ.
”عذرًا؟ هل أنضمّ إليكِ يا أيّتها اللّيدي؟“ قالتْ جيادا.
”كيف يمكنني معرفة العرّافة التّي تتكلّمين عنها دونكِ؟“ ردّتْ أريادن بشكل لاذع.
كلّ ما فعلتْه جيادا هو دسّ ذيلها وراء ساقيْها و الهروب من مسؤوليّاتها. كان ذلك مزعجًا للغاية.
”عليّ سماع ما فعلتْه تلك المرأة لوالدتي.“ قالتْ أريادن عازمةً.
نادتْ سانشا لجعلها تحضّر العربة ، و سيكون السّائس المسؤول هو جوزيبي بما أنّه يعرف الطّريق جيّدًا.
قرّرتْ أريادن أن تلتقي بالعرّافة الموريّة لإبقاء فمها مغلقًا. أوّلاً ، ستحاول التّكلّم معها حول كتمان السّرّ ، و إن لم ينجح ذلك ، ستتّخذ إجراءات أخرى. سيكونون في مصيبة كبرى حالما تسمع الكونتيسة روبينا بأنّ السّحر الأسود قد أُدِّيَ في مقرّ إقامة الكاردينال الرّسميّ. و في أفضل الأحوال ، قد تكون تمتلك بعض الأفكار حول عودتها.
”سيادتكِ ، العربة جاهزة تمامًا!“ عجّلتْ سانشا.
رُغم أنّ سانشا قد ضغطتْ على سيّدتها للذّهاب ، وقفتْ أريادن ساكنة في الغرفة لدقيقة للتّفكير. في النّهاية وضعتْ خنجرًا في جيبها الدّاخليّ من أجل الدّفاع عن نفسها.
”كل شيء جاهز.“ سحبتْ أريادن على الفور جيادا ، التّي لم تتزحزح من أمامها ، معها إلى العربة.
”لنذهب.“
*****
كان لدى لوكريزيا بعض الوقت لحزم ممتلكاتها قبل أن تُرسل إلى فيرجاتوم.
”سيادتكِ ، يجب أن نتجهّز بسرعة.“ عجّل نيكولو. ”إذا رأى نيافته أنّنا نماطل ، فسوف نعاقب بقسوة.“
لاحظ كبير الخدم محيطه و هو يناشد لوكريزيا للإسراع.
حزمتْ على عجل الأغراض القيّمة و المجوهرات أوّلاً ، التّي ستنفعها في أيّ مكان تكون فيه. حزمتْ أيضًا كلّ أنواع الأحجار الكريمة و الاكسسوارات بينما كانتْ في خضمّ الأمر.
بعد أن وضعتْ كلّ الذّهب في خزنة صغيرة ، شدّ عينيْها شيء في زاوية المكتب. كان تاجًا منقوشًا باهتمام كبير للتّفاصيل بالياقوت الورديّ ، الاكسسوار المترف الذّي أهداه أوتافيو دي كونتاريني إلى إيزابيلا. كان الكاردينال دي ماري قد أمر بصرامة أن تُصادر جميع الأغراض المترفة التّي استلمتْها إيزابيلا من الرّجال و تخزّن في غرفة النّوم الرّئيسيّة. كان هكذا كيف انتهى الأمر بالتّاج في هذه الغرفة.
تردّدتْ لوكريزيا للحظة. هذا التّاج قد يتوجّب أن يُرسل إلى الكونت دي كونتاريني يومًا ما لحماية سمعة ابنتها.
لكن في الوقت الرّاهن ، هي بحاجة للمال. جانبها من العائلة يزعقون و يندبون كصغار طيور جُوّعوا لعشرة أيّام ، و قد تحدث حالة طارئة لابنها الأكبر. المال المدّخر يمنح المرأة قوّة.
حسنًا ، الأمر ليس و كأنّني سأبيعه. سأعيده.
اختارتْ لوكريزيا جانبها من العائلة و إيبوليتو على إيزابيلا و دسّتْ التّاج الياقوتيّ في كيسها.
شعرتْ نغصة ذنب و أرادتْ أن ترى ابنتها ، على الأقلّ قبل أن تغادر. أدارتْ رأسها إلى نيكولو بنظرة مناشدة. ”ماذا عن أن ألتقي بإيزابيلا قبل أن أغادر؟“
لكنّ كبير الخدم بدا مضطربًا على اقتراح سيّدته. ”مدام ، أنا أقوم بأفضل ما يمكنني فعله. غير مسموح لنا بالمجيء إلى هذه الغرفة ، ليس حتّى لوقت قصير.“
على ذلك ، توسّلتْ لوكريزيا بأكثر وجه مثير للشّفقة تستطيع إظهاره. كانتْ قد مرّتْ الكثير من السّنوات منذ أن بدأ نيكولو يخدم الكاردينال و لوكريزيا ، لكنّه لم يسبق له أبدًا أن رأى مثل تلك التّعابير المثيرة للشّفقة على وجه السّيّدة.
”لكن أطفالي… لديهم الحقّ ليعرفوا ماذا حدث لي. حسنًا. أنا أستسلم عن رؤيتها وجهًا لوجه. لكن أرجوكَ ، على الأقلّ أرسل رسائلي إلى إيزابيلا و إيبوليتو.“ توسّلتْ لوكريزيا.
أمسكتْ بخاتم يحمل حجرًا كبيرًا بحجم أظفر أصبع صغير من بين المجوهرات التّي حزمتْها و سلّمتْه إلى كبير الخدم. أصدر نيكولو نخيرًا و وضع بسرعة الخاتم في جيبه.
”رسالة إلى سيادتها ، و رسالة إلى السّيّد الشّابّ. من فضلكِ اكتبيهما على الفور و أعطيهما إليّ.“ عجّل كبير الخدم.
حالما حصلتْ لوكريزيا موافقة نيكولو ، كتبتْ الرّسالة بقلم و حبر بأسرع ما يمكنها.
كانتْ الرّسالة إلى إيزابيلا بسيطة و قصيرة بشكل نسبيّ. قالتْ الرّسالة بأنّ الكاردينال قد أرسل لوكريزيا بعيدًا إلى فيرجاتوم لأنّها أغضبتْه و أنّ على إيزابيلا أن تعتني بنفسها. حسنًا ، أضافتْ حقًّا ، ”ملاحظة : أنا أحبّكِ“.
من الجهة الأخرى ، كانتْ الرّسالة إلى إيبوليتو فخمة و مهيبة. حتّى مادّة الورق المستعمل في الرّسالة كانتْ مختلفة. اختارتْ لوكريزيا قطعة ورق أنيقة من القرطاسيّة على الورق المخدوش و كتبتْ بحذر كلّ كلمة في رسالتها الطّويلة و المفصّلة.
{إلى عزيزي إيبوليتو ،
ابني الأغلى ، ماما تشتاق إليكَ و تحبّكَ للغاية. رُغم أنّني كرّستُ حياتي لأنجبكَ و أربّيكَ ، أنا لا أندم على ذلك و لو لذرّة واحدة. أنا أتمنّى دائمًا الأفضل لكَ و أريدكَ أن تكون سعيدًا. أنا آسفة للغاية ، و إنّه يؤلمني أن أطلب منكَ معروفًا بينما يجب أن أكون الشّخص الذّي يساعدكَ. إنّه يؤلمني حتّى أن أصدر الكلمات من فمي.
ابني الحبيب ، من فضلكَ ساعدني.
شيء فظيع قد حدث لي. والدك… (محذوف)
في النّهاية ، طردني و أجبرني على الذّهاب إلى فيرجاتوم. أريادن ، تلك الشّقيّة الصّغيرة ، الآن تمتلك القوّة بصفتها سيّدة المنزل. و أنا أكتب رسالتي الأخيرة ، إيزابيلا محبوسة في غرفتها أيضًا. أنا لا أمتلك أيّ شخص ليساعدني. إيبوليتو ، يا ابني. لم أحصل على ردّ منكَ. هل حصلتَ على رسائلي؟ أتمنّى أنّكَ لستَ في مشكلة و أنّكَ تحسن صنعًا في أعمالكَ الدّراسيّة.
بما أنّ عطلة الشّتاء تقترب ، أيمكنكَ مساعدتي بينما أنتَ في المنزل؟ أنتَ الشّخص الوحيد الذّي أثق به ، يا ابني. أعلم بأنّني الشّخص الذّي يجب أن يعتني بكَ ، و أنا خجلة للغاية من أنّ الأمور قد أصبحتْ هكذا. أنا أمتلككَ فقط في صفّي ، يا ابني العزيز. أنا أحبّكَ و أشتاق إليكَ بشدّة.
أتمنّى أن نلتقي بالسّعادة و الضّحك.
بسلال مليئة بالحبّ ،
ماما}
ختمتْ لوكريزيا رسالتها إلى إيبوليتو بإحكام و سلّمتْها إلى نيكولو مع رسالتها إلى إيزابيلا. و مع ذلك ، كانتْ الرّسالة إلى ابنتها داخل ظرف بشكل مرتّب و لكن ليستْ مختومة.
”إنّهما رسالتان في المجموع.“
لكن لم تكن هناك رسالة إلى أرابيلا.
”أرجوكَ افعل هذا من أجلي. تأكّد من أنّ الرّسالتيْن ستصلان إلى صاحبيْهما بأمان. أرجوكَ.“ ناشدتْ لوكريزيا.
”اتركي الأمر عليّ يا مدام.“ طمأن نيكولو.
”أنا لم أستلم ردًّا من إيبوليتو. الطّريق طويل إلى بادوا. ألا تعتقد بأنّها بطريقة ما تُهمل خلال التّوصيل؟“
بدا وجه كبير الخدم متألّمًا قليلاً. كانتْ الرّسائل إلى بادوا تُسلَّم بأمان عن طريق عمّال توصيل موثوقين. كان من الواضح أنّ إيبوليتو لم يكن يردّ عمدًا. لكنّ كبير الخدم لم يستطع نقل ذلك الخبر إلى سيّدته و هي قد مرّتْ بالكثير للغاية و تمتلك فقط ابنها البيولوجيّ لتعتمد عليه.
”سأتأكّد أنّ الرّسالة ستُسلّم بشكل جيّد يا مدام.“ قال نيكولو. ”ألا توجد أيّ رسالة للّيدي أرابيلا؟“
دون أن تحرّك جفنًا ، قالتْ لوكريزيا. ”إنّها مجرّد فتاة صغيرة. حتّى إذا أرسلتُ لها رسالة ، ما الذّي ستعرفه؟ إلى جانب ذلك ، لقد رأتْ كلّ شيء. ليس لديّ شيء لها.“
كان نيكولو متفاجئًا ، و كان من الصّعب الحفاظ على وجه مستقيم. بالكاد تمكّن من فعل ذلك و أومأ بالإيجاب.
”حسنًا يا مدام. أعتقد بأنّنا سننطلق الآن. ستكون هناك عربة جاهزة لكِ في الأسفل.“ قال نيكولو.
غطّتْ لوكريزيا نفسها برداء مخمليّ سميك و دسّتْ حزمة المجوهرات في صدرها. تبعتْ نيكولو إلى الخارج. و هي تخطو خطواتها ، لم يسعها إلاّ النّظر إلى الوراء بندم. كانتْ تترك خلفها قصر دي ماري ، المكان الذّي كانتْ قد سكنتْ فيه لاثنيْن و عشرين سنة ، مجرّبة جميع أنواع الشّرف و العار.
كان هذا المنزل من إنشاءها. كان عرقها و دمها هما ما صنع هذا العشّ المريح. لن تسمح أبدًا لتلك الفتاة اللّقيطة بسرقة مكانها.
أبدًا.