Sister, I'm The Queen In This Life - 81
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 81 - الفصل الواحد و الثّمانون: النّوايا الحقيقيّة للعرّافة الغجريّة
81- النّوايا الحقيقيّة للعرّافة الغجريّة
أغلقتْ أريادن السّتائر. “يبدو بأنّ اللّيدي دي روسي تخرج في كثير من الأحيان هذه الأيّام.” قالتْ أريادن لسانشا ، التّي كانتْ تنظّم المكتب.
أومأتْ سانشا بالإيجاب لسيّدتها. “عادةً ، مدام لوكريزيا هي من النّوع الملازم لبيته.”
في الواقع ، لم تكن لوكريزيا تمتلك الكثير من الخيارات غير ملازمة البيت لأنّها لم تكن تمتلك أيّ صديقات في مجتمع سان كارلو الرّاقي. لا أحد كان يدعوها ، و لم يكن لدى لوكريزيا ضيوف لتجلبهم إلى المنزل. لذلك ، كانتْ نشاطاتها الخارجيّة محصورة في القُدّاس العظيم المعتاد ، نزهات صغير في كاثدرائيّة إيركول ، أو الذّهاب للتّسوّق.
لم يكن من طبيعة لوكريزيا على الإطلاق الخروج مرّتيْن في أسبوع واحد إلى وجهة مجهولة.
“ربّما هي تحضى بعلاقة غراميّة سرّيّة؟” اقترحتْ سانشا.
انفجرتْ أريادن بالضّحك على كلمات سانشا. لم تكن قد ضحكتُ بتلك الطّريقة منذ أن تركها الأمير ألفونسو وراءه دون رسالة واحدة.
“لكنّها مفلسة. لا يمكنها أن تتحمّل علاقة غراميّة.” قالتْ أريادن ضاحكةً.
“لما لا؟ ربّما هي قد جرّبتْ الحبّ الحقيقيّ بشكل متأخرّ.” مزحتْ سانشا.
تمازحتْ الاثنتان لمدّة حتّى عبستْ أريادن على الموقف الذّي وُضعتْ فيه. لم يكن من طبيعة أريادن أن تفعل ذلك. كانتْ دائمًا صبورة.
“أتمنّى أنّني كنتُ أمتلك خادمًا ليتبع مسارها.” قالتْ أريادن بحزن.
عندما خُطبتْ لتشيزاري ، كان بإمكانها أمر أيّ شخص يعمل للدّوق الوصيّ لفعل شيء ما. كونها امرأة رجل ذا مركز عال مكّنها من الاستفادة من قوّته. كم كانتْ رائحة القوّة حلوة.
“أعلم.” أيّدتْ سانشا. “لو فقط نتمكّن من التّوصّل إلى عذر للسّيطرة على الخدم بطريقة قانونيّة…!”
لكن إن كنتَ لا تمتلك دايمًا** ، يمكنكَ استخدام نيكليْن***.
الدّايم: قطعة بقيمة عشرة أو 0.1 من الدولار الأمريكي.
*** النّيكل: في العملات الأمريكية هو تساوي خمس سنتات مسكوكة من قبل دار سك العلامات في أمريكا، و قيمته تساوي نصف قيمة الدايم.
همستْ أريادن بمكيدة أخرى لسانشا. “اذهبي و اكتشفي أيّ سائس خيل قد أخذ مدام لوكريزيا إلى وجهتها.” أمرتْ أريادن.
علمتْ سانشا سريعة البديهة تمامًا ما كانتْ تريده سيّدتها في لمح البصر.
“أوه!” هتفتْ سانشا. “توجد دائمًا طريقة أخرى!”
ابتسمتْ أريادن و أومأتْ بالإيجاب.
كانتا تخطّطان لدفع كمّيّة صغيرة من المال للسّائس الذّي يرافق لوكريزيا في رحلتها لاكتشاف أين توجّهتْ. العملات الذّهبيّة ستكشف كلّ سرّ.
*****
عندما أعادتْ لوكريزيا زيارة المنزل المنفصل الذّي كانتْ العرّافة تستأجره ، ابتسمتْ العرّافة الغجريّة ابتسامة امتدّتْ من أذن إلى أخرى و عدتْ إلى الباب الأماميّ. ستحضر زوجة الكاردينال مبالغ ضخمة. لا يمكن للعرّافة الغجريّة ترك هذه الفرصة الذّهبيّة تفلتْ. بشكل أكثر دقّة ، لا يمكنها أن تستسلم عن قلب البحر الأزرق العميق.
كانتْ الكونتيسة روبينا قد وعدتْ بأنّها ستعطي ألف دوكاتو إذا جلبتْ لها الغجريّة قلب البحر الأزرق العميق. و سيكون الدّفع دفعة واحدة و نقدًا. الكونتيسة روبينا لا تسحب أبدًا كلماتها عندما يتعلّق الأمر بالمال و التّعويض.
هذه الفرصة التّي لا تأتي إلاّ مرّة في العمر ستجعلني غنيّة!
كانتْ المرأة الغجريّة قد جهّزتْ كلّ شيء بشكل مثاليّ. كانتْ قد دفعتْ الكثير من المال لتجهّز تقليدًا لقلب البحر الأزرق العميق حالما تحضره لوكريزيا. كانتْ تنتظرها بيأس لتعيد الزّيارة.
“مدام!” هتفتْ الغجريّة. “لقد فعلتِها! تعالي إلى المكان الأعمق. أين هو ذلك الشّيء الملعون؟”
واجهتْ لوكريزيا صعوبة في مواجهة عينيْ الغجريّة ، اللّتيْن كانتا تلمعان من الحماس. أدارتْ وجهها إلى الجانب و نظرتْ إلى الأسفل.
“آه ، حسنًا…” قالتْ لوكريزيا بامتعاض. “كانتْ توجد مشكلة.”
دخلتْ لوكريزيا و وصيفتها الغرفة و أخبرتْها بـ “القصّة الكاملة”. كانتْ المرأة الغجريّة غاضبة للغاية ، لدرجة أنّها كانتْ على وشك رمي مجموعة بطاقات التّاروت.
“ماذا؟” زمجرتْ الغجريّة. “لم تحضري القلادة؟”
“لم يسعنا ذلك.” شرحتْ لوكريزيا. “الآنسة مثاليّة تلك لا ترخي دفاعاتها…”
أبلغتْ لوكريزيا بكلّ التّفاصيل حول سبب فشلها في إحضار القلادة ، و نظرتْ جيادا ، الجالسة بجوارها ، إلى الجانب الآخر ، متظاهرةً بأنّها لم تقم بأيّ شيء خاطئ. بدا الأمر حقًّا أنّ جيادا لم تكن مشاركة في القضيّة. أرادتْ المرأة الغجريّة أن تلكم الثّنائيّ الغبيّ في وجهيْهما. كانتْ قد أنفقتْ ثروة لصنع تقليد لقلب البحر الأزرق العميق.
ذلك كان محبطًا للغاية!
“لذلك… أتساءل ما إذا كان متاحًا القيام بطقس التّطهير حتّى دون الغرض الفعليّ؟” سألتْ لوكريزيا بحذر.
طغى الإحباط على الغجريّة ، لكنّ آمالها ارتفعتْ فجأةً.
هل قالتْ طقس التّطهير؟
أن يفتح زبون موضوع طقس التّطهير أوّلاً يعني عمليًّا أنّ العرّافة يمكنها أن تسرق ماله. حتّى إن لم تستطع الغجريّة الحصول على القلادة ، كان بإمكانها على الأقلّ جمع المال الذّي أنفقتْه.
“حسنًا… ذلك سيكون صعبًا دون الغرض الفعليّ…” انخفض صوت العرّافة تدريجيًّا.
تردّدتْ عمدًا و أمالتْ جسدها إلى الوراء.
كانتْ لوكريزيا قد أتتْ كلّ هذا الطّريق رُغم أنّها فشلتْ في الحصول على القلادة. كان من الواضح أنّها ما تزال تريد القيام بهذا. حتّى إن تظاهرتْ الغجريّة بأنّها صعبة المنال ، ستلاحقها لوكريزيا.
“سيستلزم الأمر الكثير من المكوّنات و الجهد…” قالتْ الغجريّة ، متظاهرةً بكونها ممانعة. “هل ستتمكّنين من ذلك؟”
“ماذا عن النّتيجة؟ هل سيكون بنفس الفعاليّة؟” سألتْ لوكريزيا.
أوه ، أيّتها الغبيّة. كان ذلك ما أرادتْ الغجريّة قوله لكنّها ابتلعتْ الكلمات. بدلاً من ذلك ، ثنتْ عينيْها في ابتسامة شرّيرة. “الصّلاة ستُسلّم للرّبّ بنفسه. تسليم الصّلاة صعب القيام به بشكل فظيع ، لكن حالما يحصل على رسالتنا-حُلّتْ القضيّة! الأمر يعمل كالسّحر!”
تنفّستْ لوكريزيا الصّعداء.
“سأفعل أيّ شيء لأجعل الأمر يحدث.” قالتْ لوكريزيا. “إذا نجحنا في هذا ، هل سيُطلق سراح إيزابيلا من حبسها و يهدأ غضب الكاردينال؟”
“ليس ذلك فقط. سيقع الأمير الملكيّ في حبّ ابنتكِ الكبرى من النّظرة الأولى و يجعلها أنبل سيّدة في مملكة إتروسكان.” ادّعتْ الغجريّة.
أوه ، حسنًا. لقد كذبتُ على أيّ حال. لن يكون من السّيّء المبالغة قليلاً بما أنّني في خضمّ الأمر.
إلى جانب ذلك ، كانتْ نبوءة الغجريّة صحيحة. ستصبح إيزابيلا سيّدة الأمير. شعرتْ بنفس الطّاقة عندما تنبّأتْ بقدر الكونتيسة روبينا. و شعرتْ الغجريّة بطاقة أقوى و هي تتنبّؤ بقدر إيزابيلا من قدر الكونتيسة روبينا.
“المشكلة الأكبر ليستْ تنافر طاقتكِ و ابنتكِ الكبرى مع طاقة ابنتكِ الثّانية كالماء و النّار.” استرسلتْ الفجريّة. “حالما تُزال قوّة الحجر الكريم القيّم خلال طقس التّطهير ، كلّ شيء سيعود إلى مجاريه و تختفي مشاكلكِ.”
حولتْ عينيْها و نظرتْ إلى لوكريزيا.
“ألا تريدين أن تجدّدي سمعة ابنتكِ الكبرى المشّهر بها و تعيدي شرفها؟” عجّلتْ الغجريّة.
كانتْ العرّافة الغجريّة قد قامتْ بتحقيق سرّيّ حول عائلة الكاردينال دي ماري مسبقًا. قالتْ الشّائعة بأنّ المجتمع الرّاقي مقتنع أنّ ابنة الكاردينال الكبرى هي عشيقة الماركيز كامبا السّرّيّة. لن تستسلم أمّ أبدًا عن طقس التّطهير من أجل ابنتها الحبيبة.
“أنتِ أمّها. لا يمكنكِ فقط الوقوف مكتوفة الأيدي و عدم فعل أيّ شيء و أنتِ تمتلكين القدرة على خلق فرق.” أصرّتْ الغجريّة.
بالفعل ، فكّرتْ لوكريزيا بأنّ العرّافة كانتْ تقول بأنّه فقط طقس تطهير واحد ضروريّ لجعل إيزابيلا تتزوّج الأمير ألفونسو تحت أيّ ظرف. من الجهة الأخرى ، قد تأخذ أريادن مكان إيزابيلا إذا لم تقم بطقس التّطهير. طغى عليها القلق من الأعلى إلى الأسفل على تلك الفكرة.
أمسكتْ لوكريزيا بيد الغجريّة. “لنفعل ذلك.” قالتْ لوكريزيا.
لكن هذه المرّة ، كان دور الغجريّة لتتراجع. حدّقتْ في لوكريزيا بعينيْن مرتابتيْن و أخذتْ خطوة إلى الوراء.
“أأنتِ متأكّدة أنّه يمكنكِ القيام بذلك؟” قالتْ الغجريّة بتشكّك.
“سأقوم بأيّ شيء يتطلّبه الأمر.” قالتْ لوكريزيا بتحدّ.
“المكوّنات تشمل دم ضفدع ميّت ، الخيمياء الدّاخليّة لليقظة ، هواء المرّ المنقول من الإمبراطوريّة الموريّة ، بخور مصنوع في ييسارك، ذهب مذاب كرصاص ، و تكلفة للسّاحر.”
و هي تحدّق في لوكريزيا ، استمرّتْ الغجريّة. “المكوّنات ثمينة ، و يستلزم الأمر الكثير من العمل الشّاق لإحداثه. سيتوجّب عليّ تكريس ‘السّببيّة’ كمقابل على طقس التّطهير هذا.”
مدّتْ العرّافة أصبعيْن. “مئتا دوكاتو**. ذلك هو أدنى ما يمكنني.”
** حوالي مئتيْ ألف دولار أمريكيّ.
فغرتْ لوكريزيا فاهها من التّفاجؤ.
*****
في العربة العائدة إلى المنزل ، بدأتْ جيادا بحذر محادثة مع سيّدتها.
“سيادتكِ ، ألا تبدو مئتا دوكاتو أكثر ممّا ينبغي؟” سألتْ جيادا بتوتّر.
و هي تدرس تعابير لوكريزيا ، أضافتْ. “و لقد مرّ وقت طويل منذ أن أرسلتِ المال إلى هاراني يا سيّدتي. هل نمتلك مالاً إضافيًّا حسب دفتر الحسابات؟”
في الواقع ، كان يوجد مال إضافيّ. لا يمكن للغنيّ أن ينهار بتلك السّهولة. كان قد مرّ أكثر من عقديْن منذ أن أخذتْ لوكريزيا السّيطرة الكاملة على تسيير دفتر حسابات العائلة. كانتْ تمتلك مدّخرات صغيرة في المنزل و في الخارج ، لكنّها تركتْها بسبب الشّكّ في مقدرتها على جمع المال مجدّدًا.
كانتْ جيادا قد عملتْ لعائلة دي روسي و تبعتْ لوكريزيا إلى عائلة دي ماري. كانتْ الخادمة تعلم عائلة دي روسي كظهر يدها.
محبطةً ، ردّتْ لوكريزيا. “أعلم ما تقصدينه. لكن حالما أرسله إلى هاراني ، سيُستنزف المال على الفور. هل أنا مخطئة؟”
كلّما أرسلتْ لوكريزيا تكاليف معيشة إلى عائلة دي روسي ، يهدرون كلّ بنس. شكّ الكاردينال أنّ لوكريزيا ترسل عشرين دوكاتو** شهريًّا لجانبها من العائلة ، لكن في الحقيقة ، هي ترسل ثلاثين دوكاتو*** كلّ شهر.
** حوالي عشرين ألف دولار أمريكيّ.
*** حوالي ثلاثين ألف دولار أمريكيّ.
كانتْ تكاليف معيشة شهريّة من ثلاثين إلى خمسة و ثلاثين دوكاتو أكثر من كافية لتدّخرها عائلة دي روسي أو تستثمر فيها ، لكنّهم لم يفعلوا شيئًا.
لو كانوا قد اشتروا أرضًا للزّراعة بالمال الذّي ترسله لوكريزيا ، كانوا ليكونوا ملاّك أرض ناشئين بدلاً من التّوسّل للمزيد. كانوا يتفاخرون بالمال على الشّرب ، الحرير ، و المقامرة بدلاً من ذلك.
“أوه ، لكن يا سيّدتي. يجب عليكِ أن تساعديهم ، أليس كذلك…؟” سألتْ جيادا بقلق.
كانتْ والدة جيادا تعمل لعائلة دي روسي ، لذلك كانتْ بوضوح تمتلك سببًا لمنع آل دي روسي من أن يُفلسوا. لكن كان يوجد سبب جوهريّ آخر لجيادا للامتناع عن نصح لوكريزيا بتجاهل عائلتها في هاراني.
كانتْ تعتقد بأنّه يجب عليها أن تكون أختًا صغرى جيّدة و تفعل أيّ شيء يمكنها فعله لإخوتها الأكبر. إذا تجاهلتْ جانبها من العائلة ، سيجعلها ذلك شخصًا سيّئًا ، حتّى لو كانتْ عائلتها لم تدعمها.
و كانتْ لوكريزيا تشاركها في ذلك الاعتقاد. “أنتِ محقّة يا جيادا. أنتِ محقّة.” وافقتْ لوكريزيا. “لكن لننتظر فقط حتّى هذا الشّهر.”
عندما استدارتْ لوكريزيا للمغادرة ، حدّدتْ المرأة الغجريّة الأجل الأخير وراء ظهرها.
“أسبوعان! بعد أسبوعيْن ، ستنتهي كوكبة الحوّاء** ، و يبدأ برج القوس***! هذا الطّقس متاح فقط عندما تكون العلامة السّوداء في السّماء. حالما يتحوّل للأوقات الطّبيعيّة للأبراج الاثنا عشر للأبراج الفلكيّة ، ستختفي فرصتنا!”
** كوكبة الحوّاء: كوكبة تمر فیها دائرة البروج أو مسار الشمس، يظهر في سماء نصف الكرة الأرضية الشمالي خلال فصل الصيف ، وفي سماء النصف الجنوبي من الكرة الأرضية خلال فصل الشتاء، و الكوكبة هي هي مجموعة من النجوم التي تكون شكلًا أو صورة، وهي تدل على المنطقة التي تظهر فيها مجموعة محدودة من النجوم.
*** برج القوس: هو البرج التاسع من الأبراج الإثني عشر من دائرة البروج ، أي قوس من دائرة مسار الشمس. برج من الجهة الجنوبية.
الأمر يستلزم حوالي أسبوع للتّحضير من أجل طقس التّطهير ، لذلك كانتْ الغجريّة تقول بأنّه على لوكريزيا الحصول على المال خلال أسبوع.
كانتْ تمتلك حوالي ستّين دوكاتو** لأنّها لم تستطع إرسالها إلى هاراني بسبب مراقبة الكاردينال و أريادن. كانتْ بحاجة فقط لمئة و أربعين دوكاتو*** أخرى.
** حوالي ستّين ألف دولار أمريكيّ
*** حوالي مئة و أربعين ألف دولار أمريكيّ.
“حالما يُؤدّى الطّقس ، كلّ شيء سيعود إلى مجاريه!” قالتْ لوكريزيا. “و ابنتي ستصبح الملكة!”
طغى الجشع على حسّها بالمسؤوليّة.
شعرتْ لوكريزيا بالمزيد من الضّغط أكثر من أيّ وقت مضى في العقد الأخير. كانتْ إيزابيلا كنزها و التّي تجعلها فخورة. كانتْ قد تمنّتْ طوال حياتها أن تصبح ابنتها بفخر الزّوجة القانونيّة لرجل نبيل ذا مكانة رفيعة. أرادتْ أن تعيش حلمها من خلال ابنتها.
لكنّها شكّتْ في سواء كان رجل سيرغب في الزّواج من ابنتها كزوجة قانونيّة. كانتْ ابنتها جميلة و لكن أيضًا طفلة غير شرعيّة ذات سمعة سيّئة. مهما فكّرتْ في الأمر بجدّ ، ستصبح ابنتها عشيقة مثلها.
“لاااا!” ندبتْ لوكريزيا. “لا يمكنني تركها تعيش مأساة مثلي!”
كان بإمكان إيزابيلا أن تصبح زوجة قانونيّة إذا تزوّجتْ رجلاً ذا مكانة منخفضة. لكنّها تفضّل أن تموت من أن ترى ابنتها تفعل ذلك. لكن لا! ستصبح ملكة…! كان على لوكريزيا فعل هذا. نقطة.
استرجعتْ المال الذّي أقرضتْه إلى عملاءها مع كيس المال الذّي ادّخرتْه من هنا و هناك. استلزمها الأمر القيام بالمزيد قليلاً من الرّحلات لاسترجاعه بأكمله. و كان متجر خياطة راجيوني أحد عملاءها.
كان على أريادن معرفة أين كانتْ لوكريزيا. كانتْ ستسأل السّائس العجوز الذّي رافقها في خروجها و جوزيبي ، السّائس الشّاب الذّي تبعهم مرّة أو اثنتيْن.
كلّفها استلام معلومات سرّيّة من السّائس العجوز ذهبًا ، لكنّ جوزيبي الشّاب قد أفشى السّرّ مجّانًا ، بفضل جمال سانشا.
“الجمال موهبة ، هاه؟” ابتسمتْ أريادن ابتسامة عريضة و هي تسخر من سانشا.
“سيادتكِ ، ما الذّي تتكلّمين عنه؟” احتجّتْ سانشا.
تحوّل وجهها الشّاحب المنمّش المعتاد إلى لون الشّمندر الأحمر من الإحراج. الآن ، كان لون بشرتها بنفس لون شعرها.
“الأمر ليس كذلك!” أصرّتْ سانشا.
“ناه. لقد كان واضحًا أنّه مغرم بكِ.” قالتْ أريادن مضايِقةً.
كان جوزيبي ، الذّي كان في أواخر سنين مراهقته ، سائسًا مبتدئًا قليل الكلام. كان رجلاً شابًّا مخلصًا و يعمل بجدّ في التّدريب في الإسطبل.
كانتْ أريادن تخطّط لمنح جوزيبي كيس مال صغير للحصول على إجابات منه. لكن حالما جعلتْ سانشا تطرح أسئلة على جوزيبي ، تحوّل وجهه و حتّى أذناه إلى اللّون الأحمر كالطّماطم ، و أخبر سانشا بكلّ شيء تريد أريادن معرفته.
“عندما سألتُكِ ما إذا كان جوزيبي شخصًا لا يحفظ لسانه ، قلتِ بأنّه لم يكن من ذلك النّوع!” قالتْ أريادن ممازحة.
صرّحتْ سانشا بأنّ جوزيبي كان معروفًا بكونه رجلاً شابًّا جديرًا بالثّقة قليل الكلام و أنّه يستطيع كتمان الأسرار.
“إلاّ إذا كان الرّجل قد وقع في حبّكَ ، لا يمكنه أن يذهب إلى ذلك المدى البعيد!” أصرّتْ أريادن.
“توقّفي عن هذا! الأمر ليس كذلك. توقّفي عن المزاح يا سيادتكِ!” عولتْ سانشا.
“لكن يبدو بأنّكِ معجبة به أيضًا. قلتِ بأنّه رجل حقيقيّ. بأنّه موثوق و يقول فقط ما هو ضروريّ!” أبرزتْ أريادن.
“قلتُ بأنّه رجل موثوق قليل الكلام!” جادلتْ سانشا.
“ما الفرق؟” ضحكتْ أريادن ضحكة مكبوتة.
“توقّفي عن هذا! لم أقصد ذلك!” أصرّتْ سانشا.
قرّرتْ أريادن أن تعطيها فرصة للرّاحة. بفضل سانشا ، اكتشفتْ أريادن أنّ لوكريزيا قد جمعتْ بشكل أساسيّ المال من المتاجر. و قد جمعتْ ثلاثين دوكاتو** لتُستلم كرشوة مقدّمًا من متجر خياطة راجيوني.
** حوالي ثلاثين ألف دولار أمريكيّ.
لماذا قد تحتاج لوكريزيا إلى المال الآن؟
كان عليها حقًّا أن ترسل المال إلى هاراني ، لكنّ ذلك كان مبلغًا كبيرًا للغاية لذلك. و إلى جانب ذلك ، كان لدى لوكريزيا ما يكفي من المال المكدّس في المنزل لعائلتها. لم يكن هناك داع لتجمع مدّخراتها المخفيّة من الخارج بينما يمكنها أن تحصل عليه من المنزل.
لا بدّ من أنّها تخطّط لشيء ما لتجمع كلّ بنس تمتلكه.
لم تكن أريادن بحاجة للتّفكير لوقت طويل لتجد الإجابة.
“لوكريزيا!!!”
في تلك اللّحظة ، صدتْ صرخة في أرجاء مقرّ سكن الكاردينال دي ماري. كانتْ أريادن تقضي وقتها مع أرابيلا في غرفة استقبال الفتيات عندما هرع كبير الخدم نيكولو إلى جانبها و همس في أذنها.
“سيادتكِ ، أمركِ نيافته أن تصعدي إلى غرفتكِ بسرعة. على الفور!”
“هل الأمر كذلك؟ سانشا ، استعدّي.” أمرتْ أريادن.
“حسنًا… يا سيادتكِ ، الكاردينال قد طلب بشكل خاصّ… أن تأتي بمفردكِ.” قال نيكولو بتردّد.
رفعتْ أريادن حاجبها الأيسر.
“غرفة دراستي؟”
لماذا يستدعيني الكاردينال إلى غرفتي ، و ليس إلى غرفة دراسته؟ و لماذا لا يمكن لسانشا أن تأتي معي؟ رأى نيكولو أنّ وجه أريادن كان مليئًا بالشّكّ. أومأ بالإيجاب و أجاب.
“نعم يا سيادتكِ. إلى غرفتكِ.”
كان يوجد سبب وراء استدعاء الكاردينال دي ماري أريادن فقط. عندما مرّتْ أريادن الرّواق الذّي يصعد إلى الطّابق الثّاني على إرشاد نيكولو ، ملأتْ رائحة حلوة و لزجة الرّواق.
و رأتْ قطرات من سائل شديد السّواد على أرضية البلّوط البنّيّة الكتسنائيّة القاتمة. و تؤدّي كلّ الطّريق إلى داخل غرفة أريادن.
فقط بعد أن خطتْ أريادن داخل غرفتها أن تمكّنتْ من رؤية المظهر الكامل للسّائل الأسود. كان دمًا. كانتْ توجد نجمة خماسيّة سوداء على السّجّاد العاجيّ في غرفتها.
كانتْ النّجمة الخماسيّة مرسومة بدم غير معروف كان محروقًا و أصدر رائحة كريهة. و كان البخور و المرّ يحترقان على موقد الغاز المتنقّل في كلّ زاوية للنّجمة. كان بإمكان الجميع معرفة أنّها كانتْ آثارًا للسّحر الأسود.
و في منتصف النّجمة الخماسيّة تمامًا كانتْ توجد خزنة أريادن-و كان قلب البحر الأزرق العميق في تلك الخزنة. و بجانب الخزنة كانتْ توجد لوكريزيا ، التّي صُفعتْ بلا رحمة على وجهها من طرف الكاردينال.
“كيف أمكنكِ فعل هذا…!”