Sister, I'm The Queen In This Life - 75
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 75 - الفصل الخامس و السّبعون: مسؤوليّات ثقيلة يقتضيها العرش
75- مسؤوليّات ثقيلة يقتضيها العرش
بعد أن أبلغ سينيور ديلفينوزا في وقت متأخّر كلّ شيء بالتّفاصيل ، ضرب ليو الثّالث بعنف ثقالة الورق على المكتب.
بانغ!
”هل تعتقد بأنّني نكتة؟“ هدر ليو الثّالث.
ارتجفتْ الملكة مارجريت بأكملها ، مصدومة من الصّوت المدوّي المفاجئ لثقالة الورق الثّقيلة ، لكنّ سينيور ديلفينوزا كان معتادًا على غضب الملك و انحنى بعمق فقط.
”جلالتكَ ، كيف أجرؤ على التّفكير بشيء كذلك؟“ أجاب سيبريانو.
”إذن لماذا؟! لو لم تكن تفكّر بي كخصم ضعيف ، لماذا أبقيتَ هذا سرًّا؟“ زمجر الملك.
دفع ثقالة الورق مصدرًا صوتًا مدوّيًّا من أجل التّأثيرات الإضافيّة.
”هذا هو قصري الملكيّ. لكن كيف أمكن ألاّ أعلم ما يجري في قصري؟ لماذا أبقيتَ أسرارًا كثعلب ماكر عجوز؟ و من أجل من؟ من أجل ألفونسو؟“
حملق ليو الثّالث في سينيور ديلفينوزا بعينيْن مليئتيْن بالحنق.
”أوه ، الملك يتقدّم في السّنّ. الآن ، سأقف في صفّ الأمير. أهذا ما كنتَ تفكّر فيه ، يا سيبريانو؟“
بعد سماع تلك الكلمات ، سقط سيبريانو ديلفينوزا ساجدًا أمام ليو الثّالث ، يكاد يقبّل الأرض و هو يفعل ذلك.
”بالتّأكيد لا يا جلالتكَ!“ ندب سيبريانو. ”أنا تابعكَ المخلص. كيف يمكنني؟“
اختار بحذر كلماته لمنع الملك العجوز ، الذّي هو الآن في أواخر خمسينيّاته ، من ضرب الأرض.
”جلالة الملك. أنتَ ذو صحّة جيّدة و قويّ. لا يمكنني تخيّل أيّ شخص يأخذ مكانكَ لسنوات! مولاي ، أنتَ الشّمس الوحيدة لإتروسكان. لا يمكن أبدًا أن تكون هناك شمسان في سماء واحدة. أنا معتزّ و مشرَّف لأن قبل جلالتكَ بشخص تافه مثلي ليكون في خدمتكَ. أنا ممتنّ إلى أبعد حدّ بتسامحكَ السّخيّ. أنا لن أجرؤ أبدًا على أن أفكّر حتّى في الوقوف في صفّ الملك المستقبليّ!“
استمرّ سينيور ديلفينوزا في التّوسّل بيأس من أجل الرّحمة. ”الملك المستقبليّ قد وطّد بالفعل تابعين مخلصين له ، و الذّين كانوا معه منذ أن كان طفلاً صغيرًا. لن أكون مناسبًا ، حتّى لو تجرّأتُ أن أحاول! ليس لديّ مكان أذهب إليه ، يا جلالتكَ ، إلاّ إذا قبلتَ بي لأكون بجانبكَ! أنا أتوسّل رحمتكَ يا جلالة الملك!“
بدا ليو الثّالث مسرورًا بأنّ سينيور ديلفينوزا قد وضع كلّ شيء يمتلك في توسّله من أجل الرّحمة ، و بحث عن هدف آخر.
استقرّتْ عيناه على الملكة مارجريت ، التّي كانتْ تقف بتوتّر بجوار سيبريانو. وقف الملك باستقامة ، كتفاه إلى الخلف ، و حملق في الملكة.
”لماذا دمّرتِ ابننا بهذه الطّريقة؟“ هاجم ليو الثّالث.
رفض حنقه أن يهدأ.
”فخركِ الوحيد هو ابننا. ألفونسو هذا ، و ألفونسو ذاك. حسنًا. أعترف بأنّكِ قد قمتِ بعمل حسن في تربية ابننا. ألفونسو هو فتى جيّد و ذو مهارات عدّة و يفعل بإخلاص كلّ ما يتمّ إخباره به. لكن لماذا الآن؟ لماذا يجب عليه أن يقع في المشاكل في أوقات كهذه؟ و لماذا يقع في مشاكل مع سيّدة أخرى؟“
حملق ليو الثّالث في الملكة مارجريت. لم يتوقّف هجومه بذلك.
”دوقة جاليكو الكبرى أتتْ كلّ هذا الطّريق إلى هنا. من أجل ماذا؟ من أجل أن يحضى زوجها المستقبليّ بعلاقة غراميّة مع لقيطة الكاردينال؟ إنّه محظوظ أنّ تشيزاري قد ساعده. أقصد ، ذلك واضح ، ألا تعتقدين ذلك؟ ترك الدّوقة الكبرى و خرج في موعد وراء ظهرها! كيف يمكنه أن يفعل ذلك؟ ألم يكن بإمكانه على الأقلّ أن ينتظر حتّى تعود إلى المنزل؟! أتمتلكين أيّ فكرة حول مدى أهميّة تفاوضنا مع مملكة جاليكو؟“
هزّ ليو الثّالث الأوراق في يده.
”ما الجيّد فيكِ؟“ زمجر. ”لا يمكنكِ إرضاء رجلكِ ، لستِ مشهورة بين النّاس ، و فشلتِ في الحصول على الدّعم الكافي من عائلتكِ في جاليكو.“
كانتْ الملكة مارجريت صامتة. استمعتْ فقط إلى إهاناته و رأسها محنيّ.
”الشّيء الجيّد الوحيد الذّي قمتِ به هو تربية وريثنا بشكل جيّد. لكن الآن ، دمّرتِ ذلك أيضًا! لقد كان فخركِ و قوّتكِ الوحيدان ، لكنّه كبر ليكون مسبّب مشاكل ، يدمّر الشّؤون الوطنيّة في مثل هذه اللّحظة المهمّة!“
ازداد حنق الملك مع مرور الثّواني. غضبه جعله يتعدّى على الحدّ.
”من يعلم؟ ربّما يكون قد نام مع اللّقيطة في الحديقة! أيجعلكِ فخورة الآن؟!“
نظرتْ الملكة مارجريت ، التّي كانتْ صامتة طوال الوقت ، حينها إلى الأعلى نحو ليو الثّالث بعينيْن شرستيْن. كانتْ تتحمّل إهاناته حتّى الآن ، لكنّها لم تعد قادرة على ذلك بعد الآن. فتحتْ فمها و بدأتْ في التّكلّم بلهجة جاليكيّة ثقيلة.
”أنا أؤمن بابني.“ احتجّتْ الملكة مارجريت.
”أوه ، أتفعلين؟“ سأل الملك بسخرية.
”أنا لم أعلّم ابني أن يتصرّف بلا خجل.“ قالتْ الملكة بثقة.
حملقتْ الملكة مارجريت في زوجها مباشرة في عينيْه بسخط بارد في عينيْها الزّرقاوتيْن الضّاربتيْن إلى الرّماديّ.
”قد يكون سوء فهم ، لكن لا يوجد داع من البكاء على الحليب المسكوب.“ استمرّتْ الملكة. ”يبدو بأنّ الدّوقة الكبرى لم تكتشف ذلك بعد ، لكنّ حاشيتها سيفعلون عاجلاً أم آجلاً. سيتوجّب علينا أن نحضّر لذلك عاجلاً أم آجلاً. سيتوجّب عليّ أن أطلب منكَ تسوية الأمور بما أنّها شؤون خارجيّة. لكن الأمر ليس كما تعتقد. أنا متأكّدة من ذلك.“
كانتْ الملكة مارجريت هادئة و رصينة بثقة.
”و كيف يمكنكَ أن تقول أشياء كتلك و أنتَ لا تعلم شيئًا حول ابننا؟“ ردّتْ الملكة.
”ماذا؟!“ زمجر الملك.
”سأتكلّم مع ابني ليسوّي الأمور.“ قالتْ جلالتها دون أن ترمش عينيْها. ”أنا متأكّدة أنّ ابننا سيتعامل مع الأمور بحكمة.“
بعد أن أوصلتْ الملكة مارجريت أفكارها ، غادرتْ مكتب الملك دون الحصول على إذنه.
ضرب ليو الثّالث قدمه على الأرض و استشاط. ”ها!“
عندما غادرتْ الملكة مارجريت قصر الملك و وصلتْ إلى جزءها من القصر الملكيّ ، رأتْ ابنها الوحيد ينتظر في الدّاخل. بدلاً من الذّهاب إلى قصر الأمير ، قرّر أن ينتظرها.
عندما رأى ألفونسو والدته شاحبة كورقة ، سأل على الفور. ”والدتي ، هل والدي بخير؟ أتمنّى بأنّني لم أوقعكِ في المشاكل.“
نظر ألفونسو إلى والدته بعينيْن نادمتيْن. ”حتّى لو كنتِ قد أخبرتِني أن أبقى في الخلف ، كان يجب أن أتبعكِ لأدافع عنكِ.“ قال بندم.
لكنّ الملكة مارجريت نظرتْ فقط إلى ابنها.
”والدتي ، أنا و الدّوقة الكبرى لارييسا قد حضينا بشجار صغير البارحة.“ شرح ألفونسو. ”هربتْ إلى الحديقة ، و بحثتُ عنها. و تصادف فقط أن التقيتُ بأريادن في طريقي.“
كان ألفونسو متأكّدًا أنّ والده قد صنع سيناريو بذيئًا حيث هو و أريادن الشّخصيّتان الرّئيسيّتان و أخوه غير الشّقيق و الدّوقة الكبرى يلعبان أدوارًا مساعدة. كان يعرف والده بأكمله بشكل جيّد للغاية.
”الأمر معقّد ، لكنّني لم أرتكب أيّ أمر خاطئ.“ احتجّ ألفونسو.
لم يكن ألفونسو سعيدًا حول كون والده يسيء فهمه ، و لكن أن تسيء والدته فهمه هو قصّة مختلفة تمامًا. كان معتادًا على صنع والده لقصص جامحة ، لكنّ خسارة ثقة والدته سيكون أمرًا وخيمًا.
نظر ألفونسو بقلق إلى والدته. أومأتْ الملكة مارجريت.
”أنا أعلم يا ابني.“ أجابتْ الملكة مارجريت. ”أعلم أنّكِ لن تقوم بشيء ينافي الاحتشام.“
أضيء وجه ألفونسو بالارتياح. لكن سواء كانتْ والدته تثق به لم يكن مهمًّا حقًّا في هذا الوضع.
”لكن لنكن صادقين.“ استمرّتْ الملكة مارجريت. ”أيمكنكَ أن تقسم بأنّكَ لم تكن مشتّتًا على الإطلاق عندما كانتْ لارييسا بجواركَ؟“
لكنّ ألفونسو لم يستطع الإجابة على ذلك السّؤال. أيمكنه أن يقسم بأنّه كان مخلصًا للارييسا؟ كانا قد التقيا للتّوّ فقط ، و لم يكن مهمًّا لو لم يكن حبًّا من النّظرة الأولى. لكن أيمكنه أن يقسم بأنّ ذهنه لم يكن في مكان آخر؟
كان ألفونسو صامتًا ، و ذلك عنى ’لا‘.
”إنّها ابنة الكاردينال دي ماري الثّانية ، أليس كذلك؟“ سألتْ الملكة مارجريت بلطف. ”أريادن هي من تحبّ.“
أومأ ألفونسو ، الذّي كان عاجزًا عن الكلام لبعض الوقت ، بامتعاض بالإيجاب على سؤال والدته. سحبتْ الملكة كرسيّها ذا مسند الذّراعيْن من جانب المدخنة و جلستْ. ربّتتْ على ركبتها ليأتي ابنها. بالنّسبة لها ، كان ألفونسو فتى صغيرًا في جسد بالغ. جلس على البساط عند قدميْ الكرسيّ ذو مسند الذّراعيْن و دفن وجهه في حجر والدته.
”إنّها فتاة لائقة.“ قالتْ الملكة مارجريت. ”إنّها ذكيّة ، هادئة ، و ذات قلب صالح. لا بدّ من أنّ الأمور كانتْ صعبة لها ، لكنّها كبرتْ لتصبح سيّدة شريفة.“
ربّتتْ الملكة مارجريت بلطف على شعر ابنها.
”لكن هذا ليس الوقت المناسب لتُشتّتَ بمشاعركَ الخاصّة.“ قالتْ مارجريت. ”دعني أخبركَ تجربة حضيتُ بها عندما كنتُ سيّدة شابّة.“
داعبتْ الملكة شعر ابنها بتعابير حالمة على وجهها.
”كان لديّ خليل.“
صُدم ألفونسو. نظر إلى والدته بعينيْن متّسعتيْن من التّفاجؤ. إذا كانتْ الملكة تمتلك خليلاً ، فيمكن أن يُحكم عليها بعقوبات صارمة بسبب التّمرّد ضدّ الملك.
لكنّ الملكة مارجريت ابتسمتْ على تفاجئ ابنها.
”لا تنظر إليّ بهذه الطّريقة.“ قالتْ الملكة بابتسامة. ”حدث ذلك قبل أن تزوّجتُ.“
ثمّ أضافتْ. ”قد أكون مخطئة لأناديه خليلي. كان الرّاهي برتراند ، و انتهى إعجابي به بحبّ من طرف واحد.“
تنفّس ألفونسو الصّعداء.
من الجهة الأخرى ، نظرتْ مارجريت إليه بعينيْن بائستيْن و أصدرتْ تنهيدة أسف طويلة. ”هذه ستكون قصّة طويلة ، لذلك سيستغرق الأمر بعض الوقت.“
بدتْ النّظرة على عينيْ الملكة مارجريت أنّها تسافر إلى بعد ميل. بدا الأمر كما لو أنّها قد عادتْ إلى الوراء إلى الوقت التّي كانتْ فيه مراهقة في السّادسة عشر ، و هي تقفز بمرح في أرجاء قصر مونبيلييه الملكيّ.
”كان الرّاهب برتراند كاهن قصر الأميرة.“ بدأتْ الملكة. ”كنتُ واقعة في حبّه بجنون. ضحكته ، ابتسامته المبجّلة ، و تقواه قد أسروا قلبي.
كان حينها عرض الزّواج بيني و والدكِ مطروحًا على الطّاولة. رأيتُ لوحة والدكَ و لم يعجبني من البداية. لم يكن مظهره ما لم أحبب. كانتْ النّظرة في عينيْه. قول هذا يجعلني زوجة و أمًّا سيّئة ، لكن لأكون صادقة ، انطباعي الأوّل عن والدكَ هو تمامًا كيف أشعر حياله حتّى هذا اليوم. أنا لا أحبّه كرجل أو كشخص. الآن ، أين كنتُ؟“
استمرّتْ مارجريت. ”لذلك ، ذهبتُ إلى الرّاهب برتراند و قلتُ بأنّني كنتُ واقعة في حبّه بجنون. حثثتُه على أن يهرب معي. يمكننا أن نمارس الزّراعة و الرّعي لكسب لقمة العيش ، قلتُ. كم كنتُ غير ناضجة.
”بعد ذلك ، قال الرّاهب برتراند ’سموّكِ ، يجب ألاّ تهربي من نداء إلهنا المقدّس. لدى الإله أيضًا نداء لي أيضًا ، و هو أن أرشد أميرة جاليكو إلى الطّريق الصّحيح. و نداء الإله لسموّكِ هو تفانيكِ لمملكتكِ‘.
”قال أيضًا بأنّه يجب عليّ أن أتزوّج الرّجل الذّي ترتّبني الدّولة معه و أحكم مملكته من أجل الصّعود بمملكة جاليكو. بأنّه يتوجّب عليّ أن أنجب طفله و أربّي وريثه. بأنّ واجبي و مسؤوليّتي القيام بذلك.“
بعد أن قالتْ ذلك ، بدتْ الملكة مارجريت هادئة بشكل غريب. بدتْ كما لو أنّها قد قبلتْ بواجباتها كقدر. كان ذلك مختلفًا عن خيبة الأمل و النّكران. كان سلوكها الهادئ و الرّصين إشارة على إرادتها للقيام بأفضل ما يمكنها فعله من المكان الذّي تقف عليه يومًا بعد يوم.
”في الحقيقة ، أنا لا أعلم شيئًا عن الزّراعة أو الرّعي.“ اعترفتْ الملكة مارجريت. ”أو كيف أنشّط الصّناعة التّجاريّة أو أقود جيشًا عسكريًّا. لا يمكنني حتّى صنع منتج ذا قيمة مضافة. لكنّني استلمتُ ضرائب تقدّر بعلى الأقلّ من ألفيْ دوكاتو** إلى خمسة آلاف دوكاتو*** من الشّعب منذ أن كنتُ أميرة و حتّى هذا اليوم.
** حوالي عشرين مليون دولار أمريكيّ.
*** حوالي خمسين مليون دولار أمريكيّ.
لكن لماذا قد يدفع البلاط الملكيّ ، أقصد الشّعب ، مالهم الثّمين لشخص مثلي؟ كيف يمكنني أن أبرّر أنّني جيّدة بما يكفي لأستلم كلّ أنواع الطيّبات و الرّفاهيّات منهم؟“
نظرتْ عيناها إلى الهواء في الفراغ. لم تكن تنظر إلى شيء محدّد. كانتْ تفكّر في واجباتها ، النّاس الذّين دعموها في الماضي ، و المسؤوليّات التّي يجب عليها تحقيقها.
”أمتلك التزامات لسداد ديني للشّعب في جاليكو. قال الرّاهب برتراند بأنّ تحقيق نداء الإله هو سبب ولادتنا. مهما كنّا نكرهها ، و مهما كانتْ صعبة و عسيرة ، يجب ألاّ نتخلّى عن واجباتنا. بدلاً من ذلك ، لا بدّ لنا من الاستمرار في التّضحية السّاميّة بأنفسنا. نقشتْ تلك الكلمات الحكيمة في قلبي و أتذكّرها حتّى هذا اليوم.
”في كلّ مرّة أتناول الغداء مع والدكَ ، في كلّ مرّة ألتقي بروبينا في القصر الملكيّ ، في كلّ مرّة يسخر فيها النّاس من لهجة الجاليكا خاصّتي ، و في كلّ صباح عندما أستيقظ ، أذكّر نفسي بما قاله الرّاهب برتراند. حتّى إن لم أكن أريد ، و حتّى إن كان الأمر صعبًا ، يجب أن أفعل ما ولدتُ من أجله.
”’كلّ يوم من الصّبر يبني الأبديّة. الرّوح المعنويّة المقاتلة الأبديّة هي أحد الأشكال السّامية للنّبالة‘.“
كان الأمر كما لو أنّ الملكة مارجريت تستطيع سماع حكم الوصيّة الجديدة للأناجيل الأربعة. بصوت الرّاهب برتراند يصدى من أميال بعيدة. لكنّ صوته لا يتقدّم في السّنّ أبدًا. كان شابًّا و مليئًا بنشاط رجل في بداية عشرينيّاته ، بالضّبط كما كان في آخر مرّة رأتْه فيها.
”هكذا انتهى بي الأمر بالزّواج في مملكة إتروسكان. تحت الشّرط أن يكون مهري هو ملكيّة منطقة جايتا. و أرسلتْ مملكة إتروسكان عشرين ألف دوكاتو من الذّهب لمملكة جاليكو بالمقابل. و ثمانين ألف دوكاتو إضافيّة كقرض.
محتْ مملكة برياند بقايا الكابيتان ، التّي كانتْ سلالة برياند تقاتلها لأربعين سنة. أنهتْ المئة ألف دوكاتو الحرب الأهليّة و وحّدتْ كامل مناطق جاليكو إلى مملكة جاليكو.
”اعتلى والدي عرش مملكة جاليكو الموحّدة ، و ورث أخي الأكبر و ابن أخي المنصب بعده. منح المال أرضًا خصبة و الأمان لشعبي و محتْ كلّ آثار الحرب. كنتيجة ، كان بإمكانه ممارسة الزّراعة و تربية الأطفال بأمان و على نحو سليم.
لا يمكنني القول بأنّني امرأة سعيدة ، لكنّني أدّيتُ واجباتي لدولتي. و أنا أمّ سعيدة و مبتهجة لرؤيتكَ تكبر و تزداد قوّة يومًا بعد يوم.“
بصوت هادئ ، أخبرتْ الملكة حينها ألفونسو عمّا حدث لخليلها بعد ذلك. كانتْ قد مرّتْ بالكثير مع مرور السّنين و كانتْ قويّة بما يكفي لتقول ما حدث للرّجل الذّي أحبّتْه دون أن يرمش لها جفن. لكنّها لم تستطع أن تكون هكذا عندما أدركتْ للمرّة الأولى ما كان قد حدث.
”تطوّع الرّاهب برتراند لأن يكون كاهنًا للجيش ليقاتل في الحملة الصّليبيّة.“ قالتْ الملكة بهدوء. ”حدث ذلك مباشرة قبل أن أذهب إلى مملكة إتروسكان. كان البرنامج الأصليّ له أن ينتقل إلى الكاثدرائيّة المركزيّة لقصر مونبيلييه الملكيّ بعد أن انتهى عمله مع قصر الأميرة.
”لكنّ الجيش الذّي انتسب إليه قد مُحي بمرض مزمن و المجاعة ، حتّى قبل أن يحصلوا على فرصة للاقتراب من ييسارك. و قيل بأنّه مات في مكان ما في البريّة الشّرقيّة لمنطقة لاتجالين.“
”هل كان كرجل سعيد؟ لا أحد يعلم. لكن لا بدّ من أنّه قد شعر بالرّاحة لتأديته لنداءه. أعلم بأنّه قد فعل. و أتمنّى أن يرقد بسلام بين ذراعيْ أبينا المقدّس.“
صنعتْ الملكة مارجريت إشارة الصّليب. الآن ، كانتْ تنتقل من الماضي إلى الحاضر.
”أريادن هي فتاة جيّدة.“ قالتْ الملكة. ”إنّها ذكيّة و هادئة. و لكنّ نداءها من الإله مختلف عن نداءكَ.“
”دوقة فالوا الكبرى ستحضر مهارات تقنيّة لسلاح المدفعيّة كمهر. بشكل أكثر دقّة ، مهرها يشمل عشرين مدفعيّة كاملة و خمسة و أربعين ليبري** من البارود.
** حوالي خمسة عشر كيلوغرام.
”تمكّن الكونت ماركيس من ترتيب هذا عن طريق معارك صعبة مع الدّوق ميراي و الكونت ريفيينت. سيستلزم سنة للمدفعيّات لاستخدام خمسة و أربعين ليبري من البارود في وحدات التّدريب و جولة من حرب كاملة.
لقد فشلنا في اكتساب تقنية تصنيع البارود. لكن سيُرسل خمسة و أربعين ليبري بشكل سنويّ لثلاث سنوات بعد زواجكما. و إذا حضيتُما بأطفال ، ستزوّد مملكة جاليكو دعمًا إضافيًّا بمئة و ثمانين ليبري** من البارود كدفعة واحدة لكلّ ابن و تسعين ليبري*** من البارود لكلّ ابنة. حسب الكونت ماركيس ، الشّروط مفيدة لجانبنا. أفترض أنّ مملكة جاليكو تريد من دوقة فالوا الكبرى أن تنجب وريثًا لإتروسكان.“
** حوالي ستّين كيلوغرام.
*** حوالي ثلاثين كيلوغرام.
جفّ الدّم من وجه الأمير ألفونسو و هو يدرك المعنى الحقيقيّ لكلمات والدته.
”إتروسكان متقدّمة بشكل كبير في التّجارة و الثّقافة لكن ليس في القوّة العسكريّة. كنّا مسترخين و غير مباليين للغاية لنلاحظ أنّنا كنّا نحفر قبورًا لأنفسنا. انفضّ جنود السّادة الإقطاعيّين ، لكن لم نبذل أيّ مجهود لبناء القوّة العسكريّة للحكومة المركزيّة بأنفسنا. نحن ندفع ثمن أفعالنا ، للاستعانة في الدّفاع الوطنيّ بكوندوتييرو**. نحن أثرياء ، لكن ضعفاء للغاية. نحن أغنياء و لكن أحمال صغيرة لا حول و لا قوّة لها أمام قطيع من الذّئاب.“
** كوندوتييرو : قائد المرتزقة.
كان لدى الملكة مارجريت سبب جيّد لعدم الاستسلام لابنها. رُغم أنّها نظرتْ إلى ابنها بشفقة ، كان عليها أن تجعله يدرك الحقيقة الباردة.
”إتروسكان تحتاج إلى قوّة عسكريّة قويّة و تقنيات متقدّمة. هل أنتَ قويّ بما يكفي لقيادة جيل هذه المملكة القادم دون البارود من جاليكو؟ هل أنتَ قويّ بما يكفي لمواجهة النّتائج؟“