Sister, I'm The Queen In This Life - 59
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 59 - الفصل التّاسع و الخمسون: لوكريزيا المغبونة
59- لوكريزيا المغبونة
نظر إلى زانوبي.
”بعد أن سمعتُ أنّكِ اليوم في مسابقة الصّيد ، أمام جلالة الملك ، نبلاء سان كارلو ، و حتّى أمام الأجانب ، دافعتِ عن زانوبي ، ابن أخيكِ ، بدلاً من أريادن ، التّي يُفترض أن تكون طفلتي و طفلتكِ ، بدأتُ في التّفكير كثيرًا.“
هزّ الكاردينال دي ماري يديْه في الهواء بطريقة مسرحيّة.
”أليستِ القصّة هكذا من وجهة نظر الآخرين؟ الكاردينال دي ماري مثير للشّفقة تمامًا. أخذ امرأة عائلتها أهمّ لها أكثر من عائلته ، و اعتزّ بها دون أن يتّأخذ أيّ عشيقة أخرى.“
كانتْ لوكريزيا ترتجف من الخوف.
كانتْ إيزابيلا خائفةً أيضًا ، و كانتْ تكبح صوت أنفاسها و صوت بكاءها ، و كان زانوبي ، الذّي كان يمتلك ذهنًا متيبّسًا ، و الذّي كان غارقًا في بحر مصيبته ، فقط من كان لا يمتلك فكرة حول ماذا يدور هذا الحديث.
”أنوي قطع كلّ المساعدة لعائلة دي روسي في المستقبل.“
حدّق الكاردينال دي ماري في لوكريزيا بعينيْن خضراوتيْن قاتمتيْن.
”’ما الذّي يتكلّم عنه هذا الرّجل ، هو لم يسمح لي بإرسال المال لمنزل والديّ على أيّ حال‘ ، أتفكّرين بهذا؟“
جفلتْ لوكريزيا كما لو أنّه قد ضرب بيت القصيد و نظرتْ إلى الأرض مجدّدًا.
”أعلم أنّكِ كنتِ تقومين بالحيل عليّ و ترسلين المال لعائلة دي روسي. لو أزعجتُ نفسي بالحفر عن ذلك ، سيجعلكِ ذلك في موقف سيّء فقط ، لذلك مرّرتُ الأمر. لكنّ ذلك انتهى الآن. و لا دوكاتو واحد من مالي ، و لا فلورين واحد ، يستحقّ أن يُدفَع لأولئك ناكري الجميل.“
نظر الكاردينال دي ماري إلى الوراء نحو أريادن. أحنتْ أريادن ، التّي كانتْ تستمتع بالوضع وراء الكواليس ، رأسها بسرعة بتفاجؤ.
”والدي.“
”أريادن.“
نظر إلى ابنته الثّانية للحظة و أنهى كلامه للوكريزيا.
”من الآن فصاعدًا ، ستتحقّق أريادن من دفتر حساباتكِ. بعد أن تملئيه بحسابات العائلة بحذر ، مرّة كلّ أسبوع ، خذيه إلى أريادن للفحص.“
”…!“
تشوّهتْ ملامح لوكريزيا. لم يكن ذلك إذلالاً فقط ، لكن أيضًا تصريحًا بأنّ لوكريزيا ستواجه مصاعب في ممارسة السّلطة بصفتها سيّدة المنزل التّي لا منافس لها.
أيّ شيء غريب في المصروفات سيجعل أريادن تذهب إلى الكاردينال دي ماري. الآن ، من المستحيل إنفاق المال حسب إرادتها الشّخصيّة ، و الإنفاق ممكن فقط عندما يكون هناك ’مبرّر‘ شرعيّ.
”أريادن ، إذا رأيتِ أيّ شيء مريب في دفتر الحسابات ، تحقّقي من الأمر بأكمله و أحضريه لي. لا يمكنني السّماح لحبّة بطاطا واحدة أو رأس كرنب واحد بالذّهاب إلى عائلة دي روسي.“
فكّر للحظة ، ثمّ أضاف.
”على الأرجح ، على الأقلّ عشرون دوكاتو يذهبون إلى دي روسي كلّ شهر. أمسكي بذلك المبلغ في الشّهر. يجب أن أسدّه كلّه.“
انحنتْ أريادن بأدب و لكن بقوّة.
”نعم يا والدي.“
تكلّم الكاردينال دي ماري إلى زانوبي ، الذّي كان جاثيًا في زاوية و أطرافه مقيَّدة.
”لا تنسَ أن تخبر هذه القصّة إلى والديْكَ ، جدّكَ و جدّتكَ. كلّ هذا لأنّكَ أطلقتَ سهمًا على ابنة الكاردينال دي ماري دون أن تعلم مكانتكَ. كلّه بسبب زانوبي دي روسي أنّ عائلة دي روسي تتضوّر بالجوع إلى حدّ الموت.“
و أطراف زانوبي ترتجف ، أشار الكاردينال دي ماري إلى نيكولو.
”اخرجوا.“
”نعم يا نيافتكَ!“
سارع الخدم و سحبوا زانوبي إلى الخارج. كانوا سيسحبونه إلى القبو الشّماليّ ، أين يعتقلون سجناء المنزل ، ليقطعوا أوتار أطرافه.
سُحب زانوبي إلى القبو الشّماليّ ككلب أو خنزير. اقترب خدم عائلة دي ماري ، الذّين اعتقد بأنّهم أدنى منه ، منه بسكّين كبير يستخدمونه لذبح الماشية ، و هم يحملقون فيه.
”لـ ، لا! لا تقتربوا منّي!“
حتّى عندما أمر الكاردينال دي ماري بقطع أوتار أطرافه ، فكّر زانوبي ، ’لن يقطعوها بالتّأكيد‘ ، لكن عندما رأى سكّين الذّبح ، شعر بأنّ الأمر حقيقيّ أخيرًا. و لكن ، حتّى إذا صرخ بيأس ، لم تكن هناك إجابة.
أصابتْه قوّة ساحقة ، و مزّق سكّين ذبح أوتار كتفيْه و أوتاره الأخيليّة بذلك التّرتيب.
”آرخه!“
كان تلك هي اللّحظة التّي استسلم فيها شخص حاول بشكل غير مصقول استخدام العنف الفرديّ للعنف الجماعيّ. أنهى قهر الأقوى مستقبله.
*****
سُحب زانوبي إلى الخارج ، و سرعان ما دوتْ أربع عويلات أشبه بصوت خنزير يُضرَب ، من القبو.
كانتْ لوكريزيا شاحبةً للغاية لدرجة أنّها لم تستطع قول أيّ شيء عندما سمعتْ صراخ ابن أخيها. تكلّم الكاردينال دي ماري معها بطريقة ودودة و لكن غير مكترثة.
”عزيزتي. فكّري في الأمر على أنّه حجّة جيّدة للتّحرّر من العلق.“
و غادر غرفة استقبال لوكريزيا. بدتْ مواساة الكاردينال دي ماري ، التّي لم تكن مواساة ، أنّها لم تطمئنها على الإطلاق.
لفّتْ لوكريزيا ذراعيْها حول ذراعيْها ، و هي تهتزّ مثل شجرة الحور الرّجراج ، غير قادرة على تصديق هذا الموقف.
فكّرتْ أريادن أيضًا بأنّها ليستْ بحاجة بعد الآن للجلوس ، بما أنّها قد رأتْ ما يكفيها ، لذلك انحنتْ و وقفتْ لتغادر الغرفة. ثمّ صرختْ لوكريزيا بصوت باكٍ ، كما لو أنّها ممسوسة.
”أنتِ! أنتِ أيّتها الفتاة الملبوسة! لا شيء قد سار كما يجب منذ أن أتيتِ!“
لو كانتْ المرأة التّي كانتْ عليها في الحياة السّابقة شبحًا ، فأريادن من الحياة الحاليّة فتاةً ملبوسة من طرف شيطان. كانتْ لوكريزيا دائمًا تمتلك غريزة الحيوان التّي تقترب غريزيًّا من الحقيقة. أجابتْ بوجه خالٍ من التّعابير.
”والدتي ، فحص دفتر الحسابات سيبدأ في الأسبوع المقبل. سيستغرق الأمر بعض الوقت للتّجهّز ، لذلك أراكِ في يوم الجمعة.“
”آرخه! توقّفي هناك! يا لكِ من فتاة مغرورة! سأمزّقكِ حتّى اليوم.“
بغضّ النّظر عن أوامر لوكريزيا ، لم تتردّد أريادن على الإطلاق. غادرتْ غرفة استقبال لوكريزيا و رأسها مرفوع.
جلستْ إيزابيلا بجوار والدتها ، و هي ترتجف و تحملق في أريادن ، لكن لم يكن هناك شيء يمكن للوكريزيا و لإيزابيلا فعله في هذه اللّحظة.
كانتْ أريادن تبتسم بضعف. إنّها ليستْ بحاجة بعد الآن لتطلب من لوكريزيا الإذن لمغادرة الغرفة ، و لا هي خائفة من أن تُضرَب من طرف لوكريزيا.
الحرّيّة ، كان ذلك هو ذوق القوّة الحلو المرير الذّي لا نظير له.
*****
استلقتْ أريادن ، التّي صعدتْ إلى غرفتها ، على السّرير دون أن تغيّر ملابسها. كانتْ قد غيّرتْ بدلة ركوب الخيل ، التّي ارتدتْها في الصّباح ، و اغتسلتْ ، لكنّها كانتْ ما تزال ترتدي فستانًا لداخل المنزل من أجل تلبية استدعاء الكاردينال دي ماري.
”سيّدتي! يجب عليكِ أن تغيّري ملابسكِ ، تغسلي وجهكِ ، و تخلدين للنّوم!“
جرتْ سانشا كسنجاب و حاولتْ سحب أريادن. تمدّدتْ أريادن على السّرير ، و لوّحتْ بيدها لجعل سانشا تجلس بالقرب منها.
”والدي يريد منّي أن أن أفحص دفتر حسابات لوكريزيا.“
”أوه يا سيّدتي! ذلك عظيم! الآن لنأرجح السّيف! فلتتذوّق مرارته!“
هزّتْ أريادن رأسها.
”لقد تعلّمتُ أمرًا كبيرًا اليوم.“
”ما هو؟“
”مهما بدا الشّخص عديم الأهمّيّة ، فهو لديه ضرباته. الدّرس هو أنّكِ لا تعلمين أبدًا متى سيقوم شخص بأمر مجنون ، لذلك يجب إخفاء بطاقاتكِ ، و من المهمّ أن تبقي غير ملاحَظة.“
اعتقدتْ أريادن بأنّه أمر آمن و استفزّتْ زانوبي. لكنّ زانوبي كان يمتلك قوّة متوحّشة لا تمتلكها أريادن.
اعتقدتْ بأنّ العنف لا يمكن استخدامها إلاّ لو كانتْ العادات الاجتماعيّة و القوانين قاسية ، لكنّ ذلك الأحمق النّافذ الصّبر فعل ما فعله بغضّ النّظر عن خطر العقوبات.
كان الضّغط الاجتماعيّ ثانويًّا في النّهاية. عندما يندلع خلاف ، أكثر حلّ أساسيّ هو القوّة الجسديّة.
أمالتْ سانشا رأسها.
”لكن حينها ، متى تُسيطرين على القوّة؟“
كانتْ توجد بعض الحقيقة في ما قالتْه سانشا.
كان موقف أريادن في حياتها السّابقة هو أن تكون لطيفةً دائمًا ، مؤدّبة دائمًا ، و مراعية دائمًا لموقف الشّخص مهما كان ، و الاتّجاه الذّي قرّرتْه الآن ، لم يكن مختلفًا كثيرًا من الخارج.
”الجمع. بما يكفي لقتل الشّخص الآخر بضربة واحدة.“
لا تعتقد أريادن بأنّ لوكريزيا ستوقف إرسال المال إلى عائلة دي روسي. لو كانتْ ستتوقّف ، كانتْ لتتوقّف منذ زمن طويل.
الجمع ، الجمع ، الجمع ، ثمّ تفجيرها معًا عندما يكون الوضع حرجًا. و توجد أيضًا حادثة ’الخُطّاف الحديديّ‘ الخاصّة بإيزابيلا. يومًا ما ستدوس إيزابيلا على ذيلها. هي لن تترك ذلك يمرّ مرور الكرام.
بناءً على درس اليوم ، ستكون أريادن شخصًا أقوى و أخطر. شخص لا يرتكب أخطاء ، تتحمّل مخاطر لا يمكن توقّعها ، و لن يتمّ تحطيمها من طرف الآخرين مجدّدًا.
”أنا متعبة. لنخلد إلى النّوم.“
تقدّمتْ أريادن بخطوة نحو الأمان الذّي تتوق إليه. حصلتْ على نوم طويل و لطيف ذلك اليوم للمرّة الأولى منذ وقت طويل.
*****
قاومتْ لوكريزيا فحص أريادن لدفتر حسابات العائلة ، لكنّ الكاردينال دي ماري كان عنيدًا.
عندما أبلغتْ أريادن مرّتيْن عن عدم تعاون والدتها ، سأل الكاردينال دي ماري ما إن كانتْ تريد أن يصبح المال متاحًا لها فقط بعد أن توقّع على اتّفاق مشترك مع أريادن.
عندما لم ينجح شيئًا حتّى بعد أن بكتْ ، توسّلتْ ، غضبتْ ، لم يسع لوكريزيا في النّهاية إلاّ أن تسلّم دفتر الحسابات لأريادن.
كانتْ حالة الكتاب كارثيّة. كان المال يتسرّب هنا و هناك. كانتْ توجد حالات حيث نفس الغرض يُشتَرى بثمن مضاعف من بين العديد من أغراض المصروفات ، و كانتْ توجد حالات كثيرة أين أغراض جديدة تُشتَرى على الرّغم من أنّ المخزون ما يزال متبقّيًا.
أخذتْ أريادن الدّفتر و بحثتْ في المخزن ، مختارة عيّنة عشوائيّة من بعض الأغراض و تقارن بين الحالة في الدّفتر و عمليّة الجرد. بعضها قد عُدّ بشكل خاطئ لاختلاس المال منها ، و لكن البعض كان حقًّا مالاً مهدورًا.
كانتْ لوكريزيا غير موهوبة بشدّة في هذا المجال. كانتْ تشتري و تبتاع حتّى الأغراض التّي تمتلكها ، و لم تكن جيّدة في رمي الأغراض. لقد كانتْ من النّوع الذّي يجد السّعادة في الشّراء بحدّ ذاته.
بفضل ذلك ، كان مخزن عائلة دي ماري مليئًا بالبيض منتهي الصّلاحيّة ، البطاطا الفاسدة ، الحرير الملطّخ بالعثّة و الكتّان المتعفّن.
أمسكتْ أريادن فقط ببعض حالات الحسابات الخاطئة الواضحة ، و هي تعضّ على لسانها ، و أبلغتْ للكاردينال دي ماري بأنّها فقط عشرون دوكاتو في ذلك الشّهر.
”سيّدتي ، في الحقيقة ، كُتب بأنّ مدام لوكريزيا قد اشترتْ بلسمًا في السّادس عشر من أغسطس ، و لكنّها لم تفعل ، إنّها نفس الحالة للحساب الخاطئ لشراب كمّيّات كبيرة للقشّ في الثّالث من أغسطس. لماذا تغضّين البصر و تخبرين هذه فقط لنيافة الكاردينال؟“
سألتْ سانشا و عيناها الخضراوتان الفاتحتان تلمعان. كانتْ سانشا تحاكي كتاباتها و تتعلّم كيف تقرأ و تكتب دفاتر من أريادن هذه الأيّام.
”حتّى عندما تطاردين الجرذان ، يجب أن تثقبي زاوية يستطيعون الهرب منها و تمسكيهم هناك ، و إلاّ سيعضّونكِ.“
ابتسمتْ أريادن و أجابتْ سؤال سانشا. لم تلمس أريادن عمدًا تكاليف لوكريزيا الشّخصيّة ، مثل لوازم الزّينة و الأدوية. كان قد حان الوقت لتجهيز مصيدة فئران.
في المساء ، نادتْ كبير الخدم ، نيكولو ، إلى غرفة دراستها.
”أيّتها اللّيدي الثّانية ، سمعتُ بأنّكِ تناديني.“
في حيرة حول لماذا اُستُدعي ، حيّا كبير الخدم نيكولو أريادن. قالتْ أريادن لنيكولو بابتسامة على وجهها.
”ناديتُكَ لأنّني أمتلك خدمة أريد أن أطلبها منكَ. أنتَ الشّخص الوحيد الذّي يمكنني أن أطلبها منه لأنّها ليستْ أمرًا جللاً.“
أظهر وجه نيكولو التّرقّب و الحذر في نفس الوقت. كانتْ الرّائحة لذيذة كما لو أنّها ستعطيه بعض المال بعد ذلك.
لكنّ مركز كبير خدم عائلة دي ماري هو مهنة جيّدة. لم يكن يمتلك أيّ نيّة لفقدانه عن طريق القيام بأمر خطير.
”بالتّأكيد أنتِ تعلمين بأنّني أقدّركِ للغاية و أتبعكِ بكلّ قلبي ، و لكنّ ولائي للكاردينال متين!“
”هذا من أجل الكاردينال أيضًا. لن يلومكَ والدي.“
أخرجتْ عملة دوكاتو ذهبيّة و وضعتْ على المكتب أمام نيكولو مباشرة.
”إنّه ليس أمرًا جللاً. فقط أخبر خادمة مدام لوكريزيا المقرّبة بأنّ ’متجر خياطة راجيوني‘ يعرض رشوات جيّدة.“
”نعم؟“
بالنّسبة لنيكولو ، لم يكن هناك خطر متضمَّن له.
”هل أنتِ متأكّدة من أنّ ذلك كلّ شيء؟“
”هذا هو الثّمن الذّي أدفعه لاقتراض فمكَ لأنّني أعتقد أنّ كلماتكَ هي الأكثر مصداقيّة. لا أعتقد بأنّ الكمّيّة صغيرة.“
اختطف نيكولو العملة الذّهبيّة التّي وضعتْها أريادن على مكتبها إلى جيبها مرّة واحدة.
”ثقي بي فقط يا سيّدتي!“
كان هناك شيء واحد لم يعلمه نيكولو ، و هو أنّه حتّى إن بدا الأمر بشيء تافه ، مثل جعل الملابس تتبلَّل تحت المطر ، إذا قام بالأمر مرارًا و تكرارًا ، لن يكون قادرًا على الخروج قبل أن يدرك ذلك.
أخذتْ قطعة شطرنج مكانها.