Sister, I'm The Queen In This Life - 58
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 58 - الفصل الثّامن و الخمسون: إيزابيلا المغبونة
58- إيزابيلا المغبونة
لم تكن أربعون جلدة كافية لموت رجل بالغ ممتلئ ، لكنّها لم تكن عقوبة تسمح له بالعودة إلى المنزل لوحده أيضًا.
حُمل زانوبي ، الذّي لم يكن قادرًا على الجلوس ، بعد أن جُلدتْ مؤخّرته ، أو الاستلقاء بعد أن جُلد جسده العلويّ و جُرح ، إلى مقرّ إقامة الكاردينال دي ماري ، مستلقيًا على نقّالة.
أُحضرتْ لوكريزيا أيضًا في وقت مبكّر من المساء بعد إغماءها. كان المشهد في المساء مجنونًا و هائجًا الذّي واجهه الكاردينال دي ماري عند صوله للمنزل بعد أن غادر مكتبه في وقت متأخّر بسبب العمل الكثير.
استدعى الكاردينال دي ماري العائلة بأكملها إلى غرفة المعيشة في الطّابق الأوّل. شمل ذلك زانوبي ، الذّي كان يئنّ.
صرّ على أسنانه و سأل زانوبي.
”لقد زوّدتُكَ بالمنزل ، الملابس ، و الطّعام لاثنيْن و عشرين عاما السّابقة. و لكن ، ماذا بحقّ خالق الأرض كنتَ تفكّر فيه عندما آذيتَ ابنتي؟“
اختلق زانوبي ، الذّي أصبح متّزنًا بعد الأربعين جلدة ، أعذارًا منطقيّة تبدو كلمات بشريّ ، على عكس ما فعله أمام ليو الثّالث قبل قليل.
”لقد قمتُ بذلك لأنّ إيزابيلا طلبتْ منّي فعله!“
كانتْ خطّته أن يستخدم إيزابيلا كمظلّة للاحتماء من الرّيح و المطر ، بما أنّ الكاردينال يبدو أنّه يهتمّ بابنته الكبرى أكثر.
من الجهة الأخرى ، لمعتْ عينا إيزابيلا بالانذهال. هذا المجنون!
”متى فعلتُ ذلك؟“
لم تكن إيزابيلا تملك أيّ نيّة لتراوغ والدها من أجل زانوبي أو أيّ شخص آخر.
”هذه كذبة كبيرة يا أبي! زانوبي ، لقد كذبتَ بأنّكَ لم تطلق أيّ سهم على أريادن أمام جلالة الملك ، ثمّ كيف تجرؤ على أن تختلق أعذارًا كاذبة باستخدامي عندما تعود إلى المنزل؟“
كانتْ قد نستْ تمامًا استخدام كلمة ’أخي‘ بصوت معسول كما فعلتْ عندما كانتْ تدردش مع زانوبي سابقًا ، و أصبحتْ تصرخ بشدّة و تهين كما لو أنّها تتعامل مع خادم.
احتار زانوبي من ذلك التّطوّر الذّي كان مختلفًا عمّا تخيّله و تجادل مع إيزابيلا.
”قلتِ ’أريد منكَ أن تلقّنها درسًا‘!“
كان ذلك أمرًا توهّمه ذهن زانوبي و صدّقه. بالمعنى الدّقيق للكلمة ، كان زانوبي هو من اقترح ’سألقّن تلك الفتاة درسًا شديدًا‘.
كانتْ إيزابيلا سعيدة على ذلك ، لأنّ ذلك مجرّد إثبات غير فعّال. أشارتْ إيزابيلا الذكّية مرّة واحدة.
”قلتَ ’سألقّنها درسًا‘ أوّلا. متى أمرتُكَ أوًلاً؟“
كانتْ إيزابيلا حانقة للغاية لدرجة أنّها كانتْ على حافّة فقدان صوابها. هذه المرّة ، كان يوجد بوضوح شيء تخجل منه.
”لا ، و حتّى إن أخبرتُكَ أن تلقّنها درسًا ، اعتقدتُ بأنّكَ ستقول لها شيئًا في المنزل أو تسبّب لها بعض المشاكل. من كان ليعتقد بأنّكَ ستطلق نُشّابيّة على شخص في مسابقة الصّيد!“
”أطلقتُ على الحصان.“
في البداية ، أطلق النُّشّابيّة و هو يفكّر بأنّه لن يكون أمرًا جللاً لو أطلقها على شخص ، لكن كما هو متوقّع ، كان زانوبي قد وجد مسوّغًا لذلك الأمر أيضًا.
استدارتْ إيزابيلا إلى الكاردينال دي ماري و اعتذرتْ لوالدها ، لأنّها لم تستطع أن تستمرّ في الجدال مع هذا الشّخص.
”أبي ، أبي ، أقسم بأنّني لم أفعل ذلك أوّلاً. قد أكون قد أخطأتِ لأنّني لم أستطع إيقافه ، لكنّني لستُ شخصًا مجنونًا لأطلق سهمًا أو شيء من هذا القبيل.“
كان الكاردينال دي ماري يمتلك نوعًا مختلفًا من الأسئلة.
”إيزابيلا. على ماذا تكرهين أريادن بحقّ خالق الأرض؟ أتكرهين كونها أختكِ غير الشّقيقة؟“
”لا!“
أنكرتْ إيزابيلا الأمر على عجل ، مخافة أن تُتّهم بكونها طفلة ’غير ودودة‘. كان التّنمّر على أحد الإخوة بسبب أنّ والدته مختلفة هو أحد الأشياء التّي تعتبر مبتذلةً في مملكة إتروسكان.
و في الحقيقة ، كانتْ إيزابيلا تكره أريادن لأنّها تهدّد شموخها ، ليس لأنّ والدتها مختلفة. حتّى لو كانتْ أختها الشّقيقة ، كانتْ لتقوم بنفس الشّيء.
”أريادن متغطرسة في كلّ شيء!“
”متغطرسة؟ الثّانية؟“
”إنّها متغطرسة! ذلك صحيح! أنتَ لا تعلم كم ابنة عمّتي مخيفة!“
ساعدها زانوبي ، الذّي لم يكن يميّز الفرق بين الاثنيْن. كان يكره إيزابيلا ، التّي تخلّتْ عنه و لم تساعده ، و لكنّه كان يكره أريادن التّي تجاهلتْه أكثر.
كانتْ إيزابيلا جميلة بشكل نموذجيّ ، مشهورةً بجمالها ، و ابنة عمّته الغنيّة و سيّدة في العاصمة ، لذلك شعر زانوبي بأنّها ’متفوّقة‘ عليه.
كان أن يُعامل بشكل رديء من طرف خصم متفوّق هو شيء يمكن لزانوبي تقبّله.
لكنّ أريادن ، التّي وُلدتْ من بطن خادمة و ترعرعتْ في مزرعة ريفيّة ، بشكل غير مختلف عنه ، و التّي أصبحتْ جميلة مؤخّرًا فقط ، يُفترض بها أن تكون تحته ، حسب رأي زانوبي.
كان زانوبي مستاءً بشدّة من الطّفلة ، التّي هي تحته ، و هي تواجهه الآن. كان ذلك غير مُحتمل.
بدا الكاردينال دي ماري مذهولاً. نظر إلى أريادن مرّة ، ثمّ تناوب النّظر بين زانوبي و إيزابيلا.
”أتقولان بأنّ الثّانية متغطرسة؟ بعد أن ارتكبتما خطأً شنيعًا جعلها يتمّ إنقاذها من طرف شخص غريب في غابة أورثي! ماذا لو أُجبرتْ على المبيت في الغابة؟ كان ذلك ليكون مصيبة مميتة لسمعتها! يا له من خطأ ارتكبتيه بحقّ أختكِ ، لا ، بل لابنتي!“
كان صوت الكاردينال يرتفع ببطأ. كان اتّجاه الغضب غريبًا قليلاً ، لكنّ الغضب يبقى غضبًا.
رُغم أنّه يدير كاثدرائيّة سان إيركول ، كان يدير كلّ شيء دون أن يرفع صوته ، لكن مؤخّرًا ، أصبح الدّم يحتقن في عنقه بشكل متكرّر في منزله.
”الابنة الثّانية هي طفلة تبقى دائمًا في المنزل و تقرأ الكتب. كيف يمكنها أن تقوم بشيء سيّء كذاك؟“
”أبي! لقد قالتْ لي ’ أيّتها*** ، سأمزّق حنجرتكِ‘!“
”ماذا؟“
شكّ الكاردينال في سلامة أذنيْه.
”من أين تعلّمتِ هذه اللّغة السّوقيّة؟“
”ذلك ما قالتْه أريادن! ليس أنا!“
أمسك الكاردينال صدغه بيده.
”إيزابيلا ، هل تحاولين التّشهير بأختكِ عن طريق الكذب الآن؟“
هذه المرّة ، كانتْ إيزابيلا منفعلة حقًّا ، لكنّ الكذبات التّي لا تعدّ و لا تصحى كانتْ قد تجمّعتْ و كبحتْها من الدّفاع عن نفسها.
اعتقد الكاردينال دي ماري بأنّ إيزابيلا قد طلبتْ من زانوبي أوّلاً أن ’يلقّن أريادن درسًا‘.
كان ذلك ارتيابًا منطقيًّا ، بالنّظر إلى أنّها قد شهّرتْ بأريادن في حفلة الظّهور الأوّل.
توصّل الكاردينال دي ماري إلى قرار داخليًّا ، و حكم على إيزابيلا.
”حتّى الآن ، لم أتدخّل مهما كان ما تفعلينه حسب إرادتكِ في الخارج. لأنّني اعتقدتُ بأنّكِ طفلة يمكنها التّمييز بين ما هو مهمّ و ما هو ليس كذلك. مهما كنتِ بغيضة و حقودة ، أختكِ هي فرد من العائلة ، و رفيقة يتوجّب علينا أن نعبر الأوقات العصيبة معها!“
بعد أن أدركتْ إيحاءات كلام الكاردينال دي ماري. شحبتْ إيزابيلا بالكامل. استمرّ الكاردينال دي ماري بغضّ النّظر عن ذلك.
”في كلّ مرّة تكونين فيها في الخارج ، حتّى بدون تدخّل ابن خالكِ ، تنمّين حول أختكِ! كان والدكِ يراقبكِ عن كثب. أنا لم أعطِ فرصة أو فرصتيْن فقط. لكن اليوم! لقد خذلتيني حقًّا.“
نظر إلى إيزابيلا بصرامة و نطق بالحكم.
”في الوقت الرّاهن ، يجب أن تمتنعي من الخروج و تبقي في المنزل. لا يمكنكِ أن تخرجي حتّى تنهي قراءة ’قصّة سيّدة المدينة‘ و تكتبي مراجعةً للكتاب لي.“
كانتْ عقوبة سخيّة للغاية باعتبار أنّ أرابيلا كانتْ تُحبَس غالبًا في غرفتها و تعاني من الصّيام القسري ، آكلة فقط الخبز الجافّ و الماء.
و مع ذلك ، كان هذا هو أوّل توبيخ و عقوبة لإيزابيلا من الكاردينال دي ماري منذ ولادتها.
”أبي!“
بغضّ النّظر عن عقوبة الكاردينال دي ماري السّخيّة ، بدأتْ إيزابيلا في ذرف دموع الظّلم. لكنّ الكاردينال دي ماري لم يبد أنّه يمتلك نيّة إلغاء القرار الذّي اتّخذه.
و هو يدير رأسه من إيزابيلا الباكية ، فتح فمه بصرامة ، و هو ينظر إلى زانوبي.
”و أنتَ. لقد اعتبرتُكَ نفاية بشريّة منذ البداية.“
كان يعتقد بأنّه عمّ كريم ، لكن عندما قال الكاردينال دي ماري مثل تلك الكلمات القاسية ، كان زانوبي متفاجئًا.
لا يمكن أن يحدث هذا. كان تعيينه كفارس هو مستقبل زانوبي ، لكنّ كرم عمّه هو مصدر الدّخل الوحيد لزانوبي ، و كذلك عائلة زانوبي.
”عندما رأيتُ لوكريزيا تضع آمالها فيكَ ، اعتقدتُ بأنّ ذلك غباء ، لكنّني اعتقدتُ بأنّ ذلك غير مهمّ طالما أنّه يريحها. لكنّكَ لستَ عديم الفائدة فقط بل أيضًا مؤذ.“
نظر الكاردينال دي ماري إلى زانوبي كما لو أنّه ينظر إلى حشرة. ارتجف زانوبي من النّظرة الباردة.
كانتْ النّظرة المشمئزّة لشخص ذو مكانة رفيعة ، الذّي كان يعتقد بأنّه ’متساوٍ معه‘ و أنّه ’جيّد بما يكفي ليكون ذا صلة به‘ ، مؤلمة بقدر الجلد الذّي تعرّض له سابقًا.
”أطلقتَ سهمًا على ظهر ابنتي؟ لا أصدّق بأنّكَ كنتَ تستهدف الحصان. على الأقلّ ، كنتَ تفكّر بأنّه ليس أمرًا جللاً لو أطلقتَه على أريادن و أصابها.“
جفل زانوبي. كيف علمتَ؟ هل نظرتَ داخل ذهني؟
”من المستحيل لشخص مثلكَ ، يتجاهل التّدريب و يمتلك مهارات سيّئة ، أن يطلق سهمًا و هو واثق بأنّه سيصيب الهدف.“
كانتْ تلك هي بصيرة والد أريادن البيولوجيّ. هزّ الكاردينال دي ماري رأسه و سرعان ما أصدر حكمًا قاسيًا بصوت تجريديّ.
”خذوه و اقطعوا أوتار كلا الذّراعيْن. إنّه ثمن إطلاق نُشّابيّة على ابنتي. اقطعوا أوتار كلا الذّراعيْن و الكاحليْن. إنّه ثمن إطلاق نُشّابيّة على ابنتي و الزّحف نحو منزلي دون حياء. أخبر عائلة دي روسي ألاّ يفتحوا أفواههم حتّى يتقيّأوا كلّ تكاليف المعيشة التّي أعطيتُهم إيّاه!“
إذا قُطعتْ أوتار الأطراف ، لن يكون زانوبي قادرًا على إمساك القوس و النّشّاب إلى الأبد. و غير ذلك ، لن يكون قادرًا على المشي أو العمل بشكل صحيح.
سارع خدم العائلة ، بمن فيهم كبير الخدم نيكولو ، إلى زانوبي ، الذّي كان شاحبًا.
حتّى الآن ، اعتقد بأنّه قد أخذ كلّ العقوبات التّي عليه من الملك ، و اعتقد بأنّه قد هرب من عاصمة الأمطار الغزيرة ، لذلك تغيّر موقف زانوبي إلى التّذلّل.
”عمّي! عمّي! أنقذني!“
”من هو عمّكَ! يا لكَ من وغد متغطرس!“
على توبيخ الكاردينال دي ماري ، ضرب نيكولو ، كبير الخدم ، زانوبي بهراوة بلا رحمة ، آمرًا إيّاه أن يكون محترمًا مع سيّده.
”أوه!“
تاركًا زانوبي يتكوّر كجمبريّ خلفه ، منح الكاردينال دي ماري تعليمة أخرى.
”انتظروا قبل أن تسحبوه! دعوه يسمع إلى هذا ثمّ أخرجوه.“
”نعم! نعم يا نيافة الكاردينال!“
استدار للوكريزيا للمرّة الأخيرة. كان صوته لطيفًا بالأحرى.
”عزيزتي. أنتِ تعلمين كم كنتُ أعتني بكِ كلّ هذا الوقت.“
رفعتْ لوكريزيا ، التّي كانتْ تذرف الدّموع بعد أن سمعتْ أنّه سيُقطع أوتار أطراف زانوبي ، رأسها نحو الكاردينال دي ماري.
بدتْ أنّها لا تمتلك الطّاقة للاحتجاج. لكنّ الكاردينال دي ماري بدا أنّه لا يمتلك أيّ إشارة على الشّفقة.
”أنا رجل دين. لا يمكنني أن أبني عائلة. لا يمكنني إعطاءكِ مركز زوجة مبجّلة. أنا آسف على ذلك ، لذلك أنا لا أعلم كم حاولتُ أن أكون جيّدًا معكِ عوضًا عن ذلك.“
كانتْ أكثر خوفًا لأنّه كان يتكلّم بلطف و بهدوء.
”أنتِ لستِ زوجتي القانونيّة ، لكنّكِ لا تمتلكين فكرة عن مدى امتناني لكِ لقيادتكِ لعائلتي و تسييرها. اعتقدتُ بأنّكِ كنتِ تضعين عائلتي أوّلاً. حتّى اليوم.“
نظرتْ عينا الكاردينال دي ماري الخضراوتان القاتمتان إلى لوكريزيا ببرود.