Sister, I'm The Queen In This Life - 54
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 54 - الفصل الرّابع و الخمسون: في أعماق غابة أورثي
54- في أعماق غابة أورثي
قاد تشيزاري حصانه دون تردّد. اقترب حصان تشيزاري الأسود من حصان أريادن.
”أخرجي قدمكِ من الرِّكاب!“
مدّ تشيزاري جسده العلويّ و حضن أريادن.
أبعدتْ أريادن على عجل قدميْها من الرِّكاب ، لكنّ رِكابها ، الذّي كان مصنوعًا للسّيّدات ، كان عريضًا و منخفضًا ، لذلك لم تستطع نزع قدمها بسهولة. بعد الكثير من الالتواء و الدّوران ، نجحتْ في نزع قدمها اليمنى ، لكنّ الرِّكاب الأيسر لم يترك قدمها.
بينما كانتْ أريادن تكافح لنزع قدمها ، رفعها ذراع الرّجل القويّة ، داعمًا كامل وزنها ، و انتقلتْ أريادن من حصانها البنّيّ إلى حصان تشيزاري الأسود.
و مع ذلك ، كان الرِّكاب الذّي أمسك قدمها الأيسر ما يزال عالقًا. عندما ركض حصان تشيزاري إلى الأمام و وسّع المسافة بينه و بين حصان أريادن ، كان جسدها على وشك أن ينزلق من بين ذراعيْ تشيزاري لأنّ قدمها كان ما يزال عالقًا بالرِّكاب.
توقّف تشيزاري للحظة ، و رفع أريادن مرّة أخرى و حضنها بإحكام.
”…!“
كما تنبّأ تشيزاري ، تعثّر حصان أريادن بشدّة مرّة أخرى بواسطة حجرة و سقط على الأرض على فخذه الأيمن كما لو أنّه يجثو. عندما سقطتْ أحد السّيقان ، استغرق الأمر مجرّد لحظة لتسقط السّيقان الثّلاثة الأخرى.
كانتْ قدم أريادن ما تزال عالقة في الرِّكاب ، لذلك ترنّح الحصان الذّي كانتْ أريادن عليه مع تشيزاري و هو يحضنها بشدّة نحو اليسار في نفس وقت سقوط حصان أريادن.
’بهذا المعدّل ، سنسقط كلانا!‘
قرّر تشيزاري أن يقفز من الحصان بنفسه. أخرج قدميْه من الرِّكاب ، ترك اللّجام الذّي كان يمسكه بيد واحدة ، و ركل الحصان على جانبه ليتقدّم إلى الأمام.
حالما انطلق حصانه ، قفز من الحصان مع أريادن بين ذراعيْه ، سقط على ظهره ، و تدحرج على الأرض.
”هب!“
عندما قفزتْ في الهواء ، تغيّرتْ زاوية قدمها على الرِّكاب أيضًا ، لذلك نُزعتْ قدم أريادن من ركاب الحصان السّاقط ، و كان تشيزاري ، و هو يمسك بأريادن بين ذراعيْه ، قادرًا على أن يتدحرج مرّتيْن و يحطّ على الأرض بأمان.
جلجلة!
”آخه…“
تردّد صوت حصان أريادن السّاقط و صوت تشيزاري و أريادن بين ذراعيْه يسقطان على تراب الأرض خلال الأرض الصّغيرة المقطوعة الأشجار في الغابة.
بعد وقت كافٍ ليستقرّا على الأرض ، فتحتْ أريادن عينيْها قليلاً و هي بين ذراعيْ تشيزاري ، و حالما تأكّدتْ من أنّه لا يوجد خطب في جسدها ، زحفتْ خارج ذراعيْه.
كانتْ سعيدة للغاية لكونها قادرة على الوقوف على أرض مستقرّة. لفّتْ ذراعيْها حول جسدها و استفسرتْ عن أحوال الرّجل المستلقي على الأرض.
”هاي ، هل أنتَ بخير؟“
من الجانب الآخر ، كان تشيزاري ما يزال مستلقيًا على الأرض المقطوعة الأشجار. سادتْ لحظة صمت.
’هل هو ميّت؟‘
تفاجأتْ أريادن. نظرتْ حولها لترى ما إذا كان يستطيع التّنفّس أو تضع ريشة نحت أنفه. كان سهم زانوبي ما يزال عالقًا في مؤخّرة حصان أريادن. أيمكنني أن أضع ريشة ذلك السّهم تحت أنفه؟
حينها ، سخر الصّوت ذو النّبرة الصّادحة.
”هاي ، لقد أحببتُ الأمر عندما حضنتْني امرأة جميلة ، لكن لماذا غادرتْ بسرعة؟“
على الأقلّ بالنّسبة لفظه ، كان تشيزاري على قيد الحياة. تنفّستْ أريادن الصّعداء على أنّه لم يكن ميّتًا.
”هل أنتَ بخير؟“
على سؤالها ، اختار تشيزاري أن يتدلّل.
”ذراعي تؤلمني. أريد أن أستمرّ في الاستلقاء.“
عندما نظرتْ أريادن إلى الأسفل نحو تشيزاري ، كما لو أنّها مذهولة ، اتّصلتْ أعنيهما و ابتسم تشيزاري و شكّلتْ عيناه الزّرقاوتان العميقتان نصف قمر.
”بما أنّ ذراعيّ مفتوحان ، لماذا لا تأتين إليهما؟“
ترك ذراعه الأيسر مفتوحًا في وضعيّة وسادة الذّراع. لم تتزحزح أريادن و ردّتْ عليه بحدّة.
”توقّف عن الحديث بالهراء و انهض. إذا استمررتَ في فعل هذا ، سأضربكَ على تلك الذّراع بقدمي.“
اقتربتْ أريادن من جانب تشيزاري و حاولتْ رفع تشيزاري من يده ، التّي كانتْ ممدودة و ظهرها على الأرض. و مع ذلك ، تركتْ يده عندما تفاجأتْ من تأوّه تشيزاري بصوت عالٍ.
”أوتش! هذا يؤلم حقًّا.“
عندما نظرتْ عن كثب ، كانتْ يده اليسرى ، المرتدية لقفّاز من جلد الغزال ، متورّمة. على عكس اليد اليمنى ، التّي كان القفّاز عليها مرتخيًا ، كان القفّاز في اليد اليسرى مشدودًا.
”أعتقد أنّني بحاجة لنزعه بسرعة.“
”انزعيه.“
في الحالات الطّبيعيّة ، كانتْ لتركل مؤخّرة رأسه بجزمتها بسبب ذلك التّعليق ، لكنّها شعرتْ بأنّها بحاجة لنزع القفّاز بسرعة.
نزعتْ أريادن قفّازه الأخضر من جلد الغزال ، و هو يئن بأن تكون حذرة لكي لا تلمس قمّة ذراعه.
سألتْ أريادن ، و هي تضغط بلطف على ذراعه الأيسر فوق قميصه.
”أيّ مكان يؤلم أكثر؟“
”أعلى ، قليلاً أكثر! هناك!“
عندما سقط تشيزاري من الحصان ، بدا أنّه قد كسر ساعده ، أسفل كوعه. لم تكن معرفة أريادن في الطّب قادرة على تحديد أيّ العظميْن قد كُسر ، سواء عظم الكُعبرة على جانب الإبهام أم عظم الزّند على جانب الخنصر.
”يجب أن نعود بسرعة. يجب أن تضع جبيرة أو شيئًا من هذا القبيل.“
نظرتْ أريادن حولها. كان حصان تشيزارب يأكل العشب في الفضاء المفتوح ، لكنّ حصان أريادن الذّي سقط على الارض كان يتنفّس بصعوبة.
عندما تعثّر على الأرض ، انقلب مفصل السّاق اليمنى الخلفيّة تمامًا ، لذلك و كان العظم المكسور مرئيًّا في الهواء. كان سهم زانوبي ما يزال عالقًا في مؤخّرة الحصان.
”أعطني سكّينًا.“
أشار سيزار إلى خصره ، و كان يوجد سكّين صيد إضافة إلى الهراوة التّي يرتديها دائمًا. كان سكّين صيد توليدو ، الطّويل ليسمّى خنجرًا و القصير ليسمّى سيفًا.
أخرجتْ أريادن سكّين الصّيد ، و شقّتْ الطّرف المنخفض لبدلة ركوب الخيل التّي كانتْ ترتديها ، ثمّ مزّقتْه بقوّة لتصنع ضمادة بسيطة.
بعد الفحص لأيّ شيء يمكن استخدامه كجبيرة ، لم تجد شيئًا مناسبًا ، لذلك جمعتْ بضعة أغصان ، و لفّتْهم حول الضّمادة البيضاء لصنع دعامة ، ثمّ لفّتْ الدّعامة و الضّمادة حول معصم تشيزاري و أسفل مرفقه لصنع جبيرة.
”ماذا؟ هل كنتِ تمتلكين هذه الموهبة يا أيّتها اللّيدي؟“
”عندما تكبر في مزرعة ريفيّة ، تتعلّم كلّ أنواع الأشياء.“
بدا الألم أنّه تحسّن عندما رُبطتْ الدّعامة بمتانة و بإحكام. وقف تشيزاري ، نفض الأوراق السّاقطة و التّراب من على جسده ، و أمسك بلجام حصانه الذّي كان يأكل العشب. رأى حصان أريادن مستلقيًا على الأرض.
”لا يوجد أمل لهذا الرّفيق.“
تجعّد حاجب أريادن. حتّى من وجهة نظرها ، كان من المستحيل أخذ الحصان إلى خارج غابة أورثي ، و حتّى إذا تمكّنتْ من إخراجه ، طالما أنّ سيقانه قد كُسرتْ بالكامل ، فيبدو بأنّه لا يوجد مستقبل له غير أن يصبح لحمًا مذبوحًا.
”ما الذّي يتوجّب علينا فعله؟“
”سيكون من الأفضل لهذا الرّفيق أن يُقتل الآن. إذا تُرك وحيدًا هنا ، سيؤكل حيًّا من طرف قطيع من الذّئاب.“
شعرتْ أريادن بالأسف على الحصان ، لكن كان لديها نفس رأي سيزار بأنّه أفضل شيء للحصان.
عندما أومأتْ ، سلّمتْ تشيزاري سكّين الصّيد ، و باستخدام يده اليمنى فقط ، قطع الشّريان السّباتيّ لحصانها ببراعة. كافح الحصان للحظة ، ثمّ سرعان ما هدأ و توقّف عن التّنفّس.
أغلقتْ أريادن جفنيْ الحصان. لم يتوقّف تشيزاري عند ذلك الحدّ ، بل مزّق فخذ الحصان بالسّكّين و أمسك بسهم زانوبي.
”كيف حدث هذا؟ سهم من هذا؟“
سأل تشيزاري ، و هو يفرك سكّين الصّيد الدّمويّ بالعشب و يرجعه إلى الغمد.
”حسنًا ، إنّها قصّة طويلة.“
”كلّ ما نمتلكه هو الوقت ، أليس كذلك؟ تكلّمي ببطأ.“
فحص تشيزاري شكل الفضاء المفتوح في الغابة أين كانا. كانتْ توجد أشجار صنوبريّة عالية في السّماء ، أعمدة خشبيّة و صخور نمتْ عليها الطّحالب مبعثرة ، و في السّماء ، كانتْ شمس الخريف تسطع من مكان أخفض قليلاً من ذروتها.
”أعتقد بأنّنا في حوالي وقت الغذاء. هل أكلتِ؟“
”لا.“
أخذ تشيزاري لحمًا مقدّدًا من سرج الحصان ، وضعه في فمه ، و سلّمه إلى أريادن.
”لقد كنتِ تركضين قوت طويل ، لذلك لا بدّ من أنّكِ قد توغّلتِ عميقًا. بما أنّني قد استمررتُ في المشي من ناحية شمال الخيام ، لنذهب ناحية الشّمال باستخدام الشّمس كنقطة مرجعيّة ، و عندما يكون الطّريق مسدودًا ، لنسلك صوت الماء.“
كانتْ خطّة منطقيّة. وافقتْ أريادن حتّى تلك النّقطة.
”حسنًا إذن ، هل نركب على الحصان؟ هل تركب السّيّدة في الأمام؟“
”أستميحكَ عذرًا؟“
يوجد شخصان ، و حصان واحد.
”لا؟ إذن سأركب في الأمام و أنتِ في الخلف؟ هل هذا ما تقصدين؟“
”يمكن المشي فقط!“
”لماذا تريدين المشي دون أن تقولي ذلك بكلمات طبيعيّة؟ آه ، هل تريدين أن تقضي اللّيل معي في الغابة ، يا أيّتها اللّيدي دي ماري العفيفة و المتديّنة؟“
”أغلق ذلك الفم.“
*****
بينما كان القادة من كلا البلديْن ، بمن فيهم ليو الثّالث و الدّوق ميراي ، يشربون الشّامبانيا و يصنعون أجواء صداقة ودودة في الخارج ، حُبس الموظّفون ذوو المراتب العليا من كلا البلديْن في غرفة تفاوض مغلقة في زاوية خيمة الصّيد.
كان يوجد الكثير من الجنود يقفون حولها لحمايتهم من أن يُتَنَصَّت عليهم.
كان ما يزال مجموع من عشرة مفاوضين ، منقسمين على كلا جانبيْ طاولة خشبيّة طويلة ، يتعاركون ، و هم فقط قد أكلوا ما مقداره أصبع و يشربون الماء على الطّاولة ، رُغم أنّ الوقت قد مضى على الغذاء. لم يستطيعوا إيجاد شراب كحوليّ ملائم.
”لا يمكن لجانب إتروسكان أن يتخلّص من قلقه حول مكانة العروس.“
كان المدير العامّ لجانب إتروسكان هو الكونت ماركيس. ضغط على خصمه عن طريق تقليب شجرة عائلة و نسب الدّوقة الكبرى لارييسا دي فالوا ، المكتوبة على المخطوطة.
”أنا مدرك تمامًا لأنّ دوق فالوا الأكبر هو ابن عمّ سابع لجلالة الملك فيليب الرّابع لجاليكو و سليل للعائلة الملكيّة. إنّه مجرّد سليل للعائلة الملكيّة ، و ليس حاكم بلد. الأمير ألفونسو الخاصّ بنا هو الابن الوحيد لجلالة الملك ليو الثّالث و وريث عرشه الوحيد.“
كان وفد جاليكو دائمًا ساخرًا و مستهزئًا.
”إذم ، هل ستحضرون الدّوقة الكبرى من دوقيّة شتيرنهايم الكبرى؟ أو هل تفضّلون أميرة مملكة برونين لأنّها تمتلك مكانةً أعلى؟“
نظر الكونت ريفيينت ، المدير العامّ لوفد جاليكو و الذّي كان يتلو أسماء حكّام بلدان ضعيفة ، إلى الكونت ماركيس و هو يمتلك إحساسًا بأنّه لن يجلب أميرة مملكة برونين عوضًا عن الدّوقة الكبرى لارييسا كرفيقة الأمير.
كانتْ مملكة برونين و دوقيّة شتيرنهايم الكبرى بلديْن صغيريْن و فقيريْن للغاية من الشّمال البارد ، و ذوات حكم استقلال ذاتيّ و تقوم على أساس نسب و أصل الحكّام الذّي يعود إلى الإمبراطوريّة الرّاتانيّة السّابقة.
لكنّ الكونت ماركيس لم يستسلم.
”في المقام الأوّل ، قرّرنا أن نقبل ابنة الدّوق الأكبر كرفيقة أميرنا لأنّها لم تكن سوى الدّوقة الكبرى سوزان. لأنّنا اعتقدنا بأنّ سيّدة نبيلة ذات سمعة حسنة للغاية ، كالدّوقة الكبرى سوزان ، ستكون قادرةً على أن تخدم كأمّ لمملكة إتروسكان ، حتّى إن كانتْ مكانتها منخفضة قليلاً. لكن في اللّحظة الأخيرة ، تغيّرتْ إلى الدّوقة الكبرى لارييسا! نحن نتمنّى أن تتفهّموا حيرتنا.“
”ماذا يمكننا أن نفعل للموت!“
كانتْ الدّوقة الكبرى سوزان ، الابنة الكبرى لدوق فالوا الأكبر ، معروفة للغاية حتّى خارج البلد. كانتْ سيّدة مشهورة بجمالها المميّز ، إيمانها القويّ ، و شخصيّتها الحكيمة و الرّصينة.
لسوء الحظّ ، توفّتْ بسبب وباء في الصّيف الماضي كان قد اجتاح مونبيلييه ، عاصمة مملكة جاليكو ، كانتْ لارييسا هي أخت سوزان الهادئة و غير البارزة.
”إذا تغيّرتْ العروس ، لا بدّ من تغيّر المهر.“
أظهر الكونت ماركيس نيّته الحقيقيّة.
”أضف من فضلكَ إلى المهر الذّي ستجلبه العروس عشرين مدفعًا و طريقة صنع البارود لجيش جاليكو.“
في لحظة ، تدفّق توتّر شديد في غرفة التّفاوض.