Sister, I'm The Queen In This Life - 41
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 41 - الفصل الواحد و الأربعون: الأمير السّاحر الطّيّب
41– الأمير السّاحر الطّيّب
كان الجوّ مشمسًا و مشرقًا في يوم حفلة ظهور أريادن الأوّل. كان يومًا من أواخر الصّيف حيث كانتْ السّماء صافيةً ببعض السّحب المتراكمة التّي تسبح في أرجاء الجزء الغربيّ من السّماء.
في مثل هذا الجوّ ، كانتْ المستهِلَّة عادةً لتنتظر عند طاولة زينتها في غرفتها ، من أجل الحفاظ على ماكياجها من أن يخترب بسبب العرق. لكنّ أريادن كانتْ قد استيقظتْ عند بزوغ الفجر و كانتْ تقود مجموعة من حوالي أربعين خادمًا لتزيين قاعة الطّابق الأوّل في المدخل الرّئيسيّ ، التّي كانتْ ستُستَخدَم كقاعة الحفلة.
“أيّها الرّفاق هناك مع أشجار الأزهار! كونوا حذرين لكي لا تجعلوها تحتكّ مع أيّ شيء آخر و احملوها إلى المواقع المحدّدة!”
كانتْ سانشا هي من عوّضتْ عن افتقار أريادن للذّوق الرّفيع في الموضة ، الدّيكورات ، و الأمور الجميلة الأخرى. أتتْ أريادن بأفكار الدّيكور الدّاخليّ-بشكل أكثر دقّة ، وصفتْ فقط الدّيكورات التّي رأتْها في حياتها السّابقة-و جعلتْهم سانشا يصبحون حقيقة على أرض الواقع ، ببساطة من خلال الاستماع لشرح أريادن فقط.
“من فضلكم اربطوا الباقات إلى المواقع التّي ناقشناها سابقًا ، و احملوا ديكورات الأغصان إلى الوسط!”
تخلّصتْ أريادن بشكل كليّ من فكرة النُّجود ، الذّي يكون بشكل طبيعيّ جوهر الحفلة. و لم تطلب أغطية الطّاولة المخاطة حسب الطّلب ، أغطية الدّرابزين ، و أغيطة الكراسي من أجل الحفلة. عوضًا عن ذلك ، استخدمتْ تلك البيضاء المتواجدة-التّي هي أغراض أساسيّة المجهّزة في كلّ منزل تقريبًا-من أجل تقليص التّكاليف أكثر.
عوضًا عن ذلك ، أرسلتْ أريادن أشخاصًا إلى فيرجاتوم و جعلتْهم يقطعون أعدادًا كبيرة من أشجار اللاّجستروميا البيضاء. كانتْ اللاّجستروميا البيضاء نوعًا من الشّجيرات التّي لا تنمو لتكون طويلة للغاية ، و أزهارها كانتْ تُزهر بشكل كلّيّ في أواخر الصّيف. وضعتْ أريادن الأغصان المقطوعة في أصص الأزهار و المزهريّات من أجل خلق غابة داخل المنزل.
بدا الدّاخل كما لو أنّه حلم ، و سيجعل الضّيوف يشعرون كما لو أنّهم قد دخلوا إلى غابة. كانتْ الإشارة الوحيدة لحقيقة أنّهم في الحقيقة في قصر الكاردينال ، هي ستائر العائلة التّي كانتْ معلّقة على جدران القاعة الكبرى. بدتْ شارة عائلة دي ماري ، التّي كانتْ دلفينًا بنفسجيًّا ، غير ملائم نوعًا ما بجانب أغصان اللاّجستروميا البيضاء. لكن لم يكن هناك شيء بوسعها فعل اتّجاه ذلك.
يجب عليّ أن أتودّد لراعي الحفلة.
منح الكاردينال هذه الحفلة ، ليس من أجل التّفاخر بابنته الثّانية الذّكيّة أمام النّاس ، بل من أجل التّباهي بقوّة و تأثير عائلة دي ماري النّامييْن بشكل مستمرّ في سان كارلو.
الجميع ، تعالوا و انظروا إلى البضاعة الجديدة ، أريادن دي ماري ، التّي تمّ إضافتها إلى قائمة عائلة دي ماري.
عند التّسويق لبضاعة ، يجب ألاّ تُحذَف علامتها التّجاريّة. على نفس المنوال ، لا يمكن حذف دلفين عائلة دي ماري البنفسجيّ من حفلة الظّهور الأوّل لليوم.
“سيّدتي ، المكان يبدو مميّزًا و مترفًا، كما قلتِ تمامًا!” اندهشتْ سانشا.
زيّنوا أيضًا عواميد الدّرابزين بباقات من الزّنابق البيضاء ، التّي كانوا قد اشتروها من متجر الأزهار.
“لكنّ شارة العائلة تبزر بشكل غير ملائم ، بما أنّ جميع الدّيكورات الدّاخليّة هي أزهار بيضاء.”
لم تكن أريادن تعرف أيّ مزيج من الألوان هو جيّد أم سيّء ، لكنّها وثقتْ بذوق سانشا.
“إذا كنّا نمتلك أزهار ذات لون أزرق ، كان الوضع ليبدو أكثر انسجامًا…”
“ربّما يمكننا الحصول على البعض الآن؟”
“لقد تحقّقتُ بالفعل مع جميع متاجر الأزهار في المدينة ، و لا أحد من الموردين يمتلك أزهارًا زرقاء كافية من أجل الحفلة. هذا هو أفضل ما يمكننا فعله الآن.”
نظرتْ سانشا إلى أريادن ، التّي بدتْ خائبة الأمل ، و أضافتْ : “لكنّها تبرز الأزهار البيضاء التّي هي مضمون حفلة الظّهور الأوّل يا سيّدتي. المكان يبدو جميلاً كالحلم. لا تقلقي.”
مثلما قالتْ سانشا ، كانتْ الرّائحة العذبة للأزهار و الأشجار المقطوعة حديثًا يشعّ في أرجاء كامل القصر.
هذه الطّريقة في الواقع يُفترض أن تصبح موضة في الرّبيع القادم لسنة 1123. و لسخرية القدر ، كانتْ إيزابيلا هي من بدأتْ هذه الموضة في الماضي.
كانتْ سنة 1123 هي السّنة التّي أصبحتْ فيها أريادن مخطوبة إلى سيزار في الحياة السّابقة. و منذ حينها ، لم تعد إيزابيلا-التّي كان يتوجّب عليها دائمًا أن تكون متفوّقة على أريادن من جميع النّواحي- أغنى من أريادن.
عندما لم تعد إيزابيلا قادرة على استضافة حفلة فخمة بقدر التّي تُسْتَضاف من طرف خطيب أريادن ، توصّلتْ إيزابيلا إلى خطّة. من أجل جعل مظهرها الأشبه بجنّيّة يبرز ، طلبتْ إيزابيلا من والدها أن يقطع أشجار الأزهار في فيرجاتوم ، و استخدمتْها كديكورات لحفلتها.
لكنّ هذه الموضة لم تقدم طويلاً. بدأ جميع النّبلاء في قطع الغابات في أقاليمهم من أجل استخدام الأشجار كديكورات لحفلاتهم. و كنتيجة ، أصبحتْ الشّجيرات نادرة. و عندما اقترب الشّتاء ، لم يكن هناك حطب كاف النّاس ليستخدموه ، بسبب إسراف النّبلاء. سرعان ما حظر البلاط الملكيّ استخدام الأزهار و الأشجار الحيّة.
حاول النّاس استبدال النّباتات الحيّة بالنّباتات الصّناعيّة المصنوعة من الحرير. لكنّ الموضة ماتتْ بعد وقت قصير ، لأنّ النّباتات الصّناعيّة لم تستطع تعويض رائحة و حيويّة النّباتات الحقيقيّة.
“يجب ألاّ يوجد بأس بمرّة أو مرّتيْن.” نبض أصبع أريادن البنصر الأيسر قليلاً و هي تعطي تعليمات لسانشا حول ديكورات الحفلة. إنّه على الأرجح لا شيء. لا بدّ من أنّني متعبة.
حوالي السّاعة الثّامنة صباحًا ، وصلتْ هديّة غير متوقّعة.
“ليدي أريادن ، توجد ثلاث عربات عند الباب الأماميّ. إنّهم يقولون بأنّهم من القصر الملكيّ…”
على كلمات كبير الخدم نيكولو ، أسرعتْ أريادن نحو الباب الأماميّ. هذا غريب. الشّيء الوحيد الذّي أتوقّعه من القصر الملكيّ هو الأمير.
عندما وصلتْ أريادن إلى المدخل و رأتْ ما وصل ، شهقتْ بتفاجؤ و غطّتْ فمها بيديْها.
كانتْ أكوام هائلة من أزهار الهدرانج البنفسجيّة تنتظر عند المدخل الرّئيسيّ. كانتْ كلّ عربة من العربات الثّلاث ، التّي لم تكن تمتلك سقفًا فوقها ، ممتلئة بالأزهار بدرجة كافية ليتمكّن شخص من الغوص فيها و السّباحة بينها. لقد كان حقًّا مشهدًا يستحقّ المشاهدة.
كانتْ سانشا ، التّي كانتْ تقف وراء أريادن ، أيضًا على حافّة الصّراخ من الحماسة.
“إنّها رسالة من الأمير.” سلّم خادم الأمير رسالة ألفونسو.
كان أريادن و ألفونسو قد تبادلا العديد من الرّسائل القصيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية لدرجة أنّه أصبح باستطاعة أريادن رسم شارة الأمير الذّهبيّة و عيناها مغلقتان.
عزيزتي أريادن ،
أنا ما أزال أتذكّر زهرة الهدرانج البنفسجيّة التّي كانتْ قد أزهرتْ في وسط الأعداد الضّخمة من الأزهار البيضاء. أتمنّى أنّكِ تتذكّرين أيضًا زهرة الهدرانج من ذلك اليوم. سأحرص على الوصول في الوقت المناسب. أراكِ لاحقًا.
– ألفونسو.
“أوه يا إلهي ، ما كلّ هذا؟” هتفتْ سانشا ، التّي تبعتْ أريادن إلى الخارج ، بصوت عالٍ : “إنّها جميلة يا سيّدتي! اللّون الأزرق الخزاميّ للأزهار يناسب بشكل مثاليّ شعار العائلة!”
كانتْ أريادن قد ذكرتْ في رسالتها بأنّه يتوجّب عليها أن تطلب فقط العدد الأدنى من الزّنابق البيضاء ، بسبب ميزانيّتها الضّيّقة. و قد دوّن ألفونسو تلك الملاحظة. لا يوجد متجر في المدينة يمتلك أزهار الهدرانج الزّرقاء الخزاميّة، لذلك لا بدّ من أنّ ألفونسو قد حصل على هذا المخزون من دفيئة القصر الملكيّ.
كانتْ أريادن متأثّرة بالطّريقة التّي عرض بها ألفونسو مساعدته دون أيّ كلام متعال. لكنّ أريادن بذلتْ أقصى جهودها لكي تقمع مشاعرها. إذا وقعتْ للفتته الطّيّبة ، ستمرّ بوقت عصيب من أجل التّأقلم مجدّدًا مع عالمها المنعزل.
حالما يدرك الأمر طبيعتها المخجلة ، سيتركها ، و ستكون الوحدة التّي سيتوجّب عليها تحمّلها مؤلمة بشكل لا يمكن تحمّله.
لذلك بدلاً من ذلك ، ابتسمتْ أريادن بمرح و هي تسخر من سانشا. “يجب أن تكوني منزعجة من هذا.”
“هاه؟ لماذا يا سيّدتي؟”
“الحفلة ستبدأ في غضون أربعة ساعات ، و أنتِ ملزمة بتجميع كلّ هذه الأزهار مع الدّيكورات الموضوعة بالفعل قبل ذلك.”
“ماذا؟!” فغرتْ سانشا فاهها و ركضتْ بتوتّر في أرجاء المدخل الأماميّ. “هل ستساعد خادمات حجرة غسل الأطباق عن طيب خاطر إذا طلبتُ منهنّ؟”
“أتمتلكين ذلك العدد من الصّديقات؟”
“فقط اثنان أو ثلاثة…ما الذّي يجب علينا فعله يا سيّدتي؟”
كان لدى أريادن خطّة. “نحن بحاجة لتوسيع شبكة العلاقات.”
أمرتْ أريادن باستدعاء كبير الخدم ، نيكولو ، الذّي كان يفرّغ أزهار الهدرانج من العربات.
عندما نادتْه أريادن ، أسرع نحو أريادن. “نعم يا سيّدتي.”
أشادتْ أريادن به بابتسامة على وجهها. “نيكولو ، لقد كنتَ دائمًا ذا عون عظيم لي. لكنّني لم أمتلك أبدًا الوقت لأشكركَ بشكل صحيح.”
“لستِ بحاجة لذلك يا سيّدتي.” كان تصرّفه مؤدّبًا ، لكنّه كان ينظر بتوتّر إلى أريادن. بدا أنّه قد لاحظ أنّ أريادن كانتْ تحاول تملّقه لتجعل يقوم بشيء ما.
مدّتْ أريادن يدها داخل أكمامها و أخرجتْ واحد دوكاتو. كانتْ العملة الذّهبيّة سُكّتْ في جمهوريّة بورتو و كانتْ 96 بالمئة منها من الذّهب الخالص.
“سانشا تحتاج إلى بعض المساعدة للسّاعتيْن القادمتيْن أو نحو ذلك. جمّع الخادمات الأخريات من أجلها ، و اشرح الوضع لوالدتي من أجلي. هذه ليستْ مكافأة. أنا أعطيكَ هذه كرمز على نيّتي الحسنة ، بما أنّني أتوقّع منكَ أن تستمرّ في مساعدتي في المستقبل.”
لمعتْ عينا نيكولو بالجشع. كان يستلم كمّيات صغيرة من المال هنا و هناك كمقابل على القيام بخدمات من أجل النّاس. لكنّ هذه السّيّدة كانتْ تتكلّم عن مال كبير.
كانتْ المدام لوكريزيا هي الشّخص المهمّ في هذا المنزل. بشكل طبيعيّ ، كان ممانعًا عن أن يتورّط مع هذه السّيّدة الشّابة ، التّي هي لقيطة.
لكن الآن ، كان أكثر من مستعدّ لتبادل الخدمات معها ، بعد رؤية كيف أنّها قد دفعتْ له بسخاء عملة ذهبيّة كاملة منذ الصّفقة الأولى. إلى جانب ذلك ، لن تكون لوكريزيا قادرة على معاقبته على جمعه لبضع خادمات ، بما أنّ الكاردينال كان يعير انتباهًا خاصًّا لحدث اليوم.
“حتّى دون هذه الأشياء ، كنتُ لأقوم بذلك يا سيّدتي!” ردّ و هو يأخذ العملة الذّهبيّة بسرعة خاطفة. “سانشا! توجّهي إلى الطّابق الثّالث و أيقظي جميع البلهاوات الكسولات اللّواتي ما يزلن نائمات!”
قادتْ سانشا خادمات الطّابق الثّالث و عملتْ على الدّيكورات الدّاخليّة. في نفس الوقت ، توجّهتْ أريادن عائدةً إلى غرفتها في الطّابق الثّاني للتّزيّن من أجل الحفلة. أرادتْ سانشا أن تكون مسؤولة عن ماكياج أريادن و فستانها أيضًا ، لكن كان من المستحيل تنفيذ مهمّتيْن في نفس الوقت.
“سيّدتي ، اجلسي هنا!”
تمّ تعيين الخادمتيْن الجديدتيْن ، آنا و ماريا ، لمساعدة أريان في التّزيّن. كانتْ آنا مسؤولة عن الماكياج و الشّعر ، أمّا ماريا فكانتْ مسؤولة عن الملابس.
كانتْ آنا ماهرة للغاية و كانتْ تمتلك خبرة سابقة في الاعتناء بشعر ، ماكياج ، و ملابس سيّدتها في مكان عملها السّابق. “وجهكِ مثاليّ من أجل الماكياج يا سيّدتي. ملامح وجهكِ متناسبة للغاية ، لذلك ستبدو بلا عيوب بالقليل من الماكياج فقط.”
دون الحاجة لقول ذلك ، كانتْ بشرة فتاة في الخامسة عشر ناعمة ، رطبة ، لحيمة ، و مثاليّة كما هي. نظّمتْ آنا حاجبيْ أريادن السّميكيْن لإنشاء قوس جميل ، و جلبتْ الحياة لخدّيْ أريادن بأحمر خدود ورديّ شاحب.
“سأبرز العينيْن.”
في العموم ، كان وجه أريادن يوحي بانطباع بارد. تبدو ذكيّة و فطنة عندما تكون عيناها مليئتيْن بالعواطف. لكنّها تبدو متحجّرة القلب بوجه مستقيم.
استخدمتْ آنا مسحوق الحاجب لملأ الفجوات بين رموش أريادن ، و جعلتْ زوايا عينيْ أريادن منحدرتيْن إلى الأسفل. استخدمتْ آنا كلّ منتجات الماكياج التّي يُسمَح لسيّدة نبيلة وضعها في سان كارلو. و حالما انتهتْ آنا ، أظهر جمال فاتن نفسه.
“أوه يا إلهي ، أنتِ خلاّبة يا سيّدتي!”
“لا يمكنني التّعرّف عليكِ!”
بدتْ جميعهنّ متفاجئات على مظهر أريادن ، بمن فيهنّ ماريا ، التّي كانتْ تكوي الفستان.
في تلك اللّحظة ، دخلتْ سانشا بعد إنهاء الدّيكورات الدّاخليّة. “سيّدتي! أنتِ تبدين جميلة للغاية!”
هزّتْ أريادن بخجل رأسها على تعليقات خادماتها المتحمّسات. “أنتنّ أيتّها الفتيات ستجعلنني واهمة. المجاملة المفرطة وقحة كما تعلمن.”
“هذه ليستْ مجاملة! أنتِ حقًّا تبدين جميلة!” محبطةً ، ضربتْ سانشا على صدرها ، و هي تقفز في كلّ مكان.
سألتْ أريادن سانشا حول كيف كانتْ التّحضيرات تتقدّم في الخارج. ثمّ سألتْ خفيةً عن حال إيزابيلا. “كيف هي إيزابيلا؟ ما تزال هادئة؟”
“إنّها تتزيّن الآن. أعتقد بأنّها تبذل قصارى جهدها. الصّناديق كان يتمّ إيصالها من بوتيك كوليزيوني في كلّ يوم للأسبوع الماضي.”
بدتْ أريادن بالأحرى مرتاحة على تلك الأخبار.
احتارتْ سانشا من استجابة أريادن غير المبالية. “ألستِ منزعجة بأنّ اللّيدي إيزابيلا قد صنعتْ ملابسها في بوتيك كوليزيوني؟ كنتُ لأكون غاضبة لأبعد الحدود لو أنّ أختي كانتْ سترتدي فستانًا باهظًا أكثر من خاصّتي بينما يُفترَض بي أن أكون نجمة الحفلة.”
ابتسمتْ أريادن و أجابتْ : “أنا مرتاحة لأنّها تبني نفسها. شراء فستان جديد يعني بأنّها تستثمر جهودها على نفسها. على الأقلّ هي لا تحاول إيذائي.”
بمساعدة ماريا ، ارتدتْ أريادن الفستان الأوّل لظهورها الأوّل ، التّي تمّ إيصاله من راجيوني في الأسبوع السّابق.
كان فستانًا أنيقًا مصنوعًا من حرير ميكادو بخطّ عنق خماسيّ. كان النّسيج ثقيلاً للغاية ليُرتدى في هذا الجوّ باعتبار أنّه كان أواخر الصّيف. لكنّ النّسيج المتين أخفى انحناءات جسد أريادن كما طُلب. تحت خطّ الخصر ، كانتْ التّنّورة فضفاضة بلطف على شكل حرف A. و أضيفتْ حاشية طويلة إلى الظّهر لتناسب و تبرز مظهر أريادن الطّويل و المتناسب.
أخذتْ سانشا قلب البحر الأزرق العميق من صندوق خشب الأبنوس-الذّي كانتْ قد جلبتْه من الخزنة مقدّمًا- و علّقتْه حول عنق أريادن.
و هي متزيّنة بتلك الطّريقة ، لمعتْ أريادن بشكل جميل ، حتّى من بضع خطوات إلى الوراء.
“سيّدتي! لا يمكنني معرفة ما إذا كان أنتِ أو الفستان من يلمع. أنتِ تبدين خلاّبة بشكل قاطع!”
لكنّ أريادن بدتْ غير مرتاحة. “الفستان… إنّه يُشعر بعدم الارتياح بشكل غريب حول منطقة الصّدر.”
“هذت لأنّكِ تمتلكين جسدًا ممتلئًا يا سيّدتي. الملابس الجميلة ملزمة بأن تكون غير مريحة.” قلّلتْ سانشا من شأن شكاوي أريادن ، معتقدةً بأنّ ذلك بسبب أنّ أريادن لم تكن معتادة على ارتداء الملابس الباهظة.
“هل أنتِ متأكّدة من أنّكِ قد لففتِ القماش القطنيّ كالعادة؟ إنّه يبدو متراخيًا نوعًا ما.”
أخرجتْ سانشا لسانها. “يبدو بأنّكِ تمتلكين حاسّة سادسة يا سيّدتي. لم ألفّه بذلك القدر لجعل الفستان مناسبًا أكثر. أوصتْ ماريا بمنتج مذهل لذلك جرّبتُه.”
أظهرتْ سانشا شيئًا بدا كمشبك مصنوع من الحديد.
“إنّه يدعى الخطّاف. النّهايات حادّة ، لذلك فهو يعقد نهايات الأقمشة القطنيّة معًا! جلبتْه ماريا قائلة بأنّ إحدى معارفها تستخدمه. بما أنّه لا توجد حاجة لربط القماش القطنيّ ، سيساعد الفستان على أن يبدو مناسبًا أكثر و يحفظ الفستان من أن يتجعّد!” مدحتْ سانشا ماريا.
لكنّ ماريا بدتْ متوتّرة من الإشادة. “ذلك لا شيء حقًّا…”
طمأنتْ سانشا أريادن : “لقد سألتُ المدام ماريني حول الخطّاف ، و قد استحسنتْه. قالتْ بأنّ الكثير من السّيّدات النّبيلات يستخدمنه هذه الأيّام. قد يُشعر الخطّاف بأنّه أقلّ إحكامًا من ربط عقدة بالقماش القطنيّ ، لكنّ نسيج الفستان متين بشكل كاف لإخفاء انحناءات جسدكِ! لذلك ، لا يوجد داع للقلق!”
بينما كانتْ الفتيات يدردشن بحماس ، طرقتْ خادمة على باب أريادن. “سيّدتي ، الضّيوف يصلون.”
نظرتْ أريادن إلى المرآة و عدّلتْ فستانها. ثمّ استدارتْ و نظرتْ إلى خادماتها بوجه مشرق. “جيّد. أيجب أن نخرج الآن؟”
“نعم يا سيّدتي!”