Sister, I'm The Queen In This Life - 31
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 31 - الفصل الواحد و الثّلاثون: صالون الماركيزة شيبوت
31- صالون الماركيزة شيبوت
قبلتْ مدام روماني دون تردّد أن تؤدّي دور مرافقة أريادن.
استمعتْ أريادن بنزهتيْن ثمينتيْن في آخر الصّيف ، بما أنّ مدام روماني قبلتْ أن تكون مرافقةً لها إلى الصّالون ، و كذلك أثناء زيارتها لملجأ رامبوي للمتشرّدين.
”سيّدتي ، الأمير سيأتي!“
كانتْ الأجواء داخل العربة في حالة فوضى.
”كان يجب عليّ أن ألبسكِ بشكل أجمل اليوم!“
كانتْ أريادن على وشك ارتداء فستان أصفر جميل تمّ خياطته في متجر خياطة راجيوني و كذلك قرطيْ التّوباز اللّذيْن طمعتْ فيهما إيزابيلا في ذلك اليوم.
أظهرتْ الاكسسوارات الفخمة فوق ملابسها الأنيقة بوضوح أنّها ابنة عائلة نبيلة.
”الاكسسوارات التّي اختارتْها جلالتها جميلة للغاية. لكنّ الملابس التّي تملكينها قليلة للغاية. أيمكنني أن أقدّم طلبًا إلى متجر خياطة راجيوني مجدّدًا عمّا قريب؟“
ابتسمتْ أريادن على إشادة سانشا.
”لننتظر و نرى.“
كان السّبب وراء إرادة أريادن الشّديدة للذّهاب إلى صالون الماركيزة شيبوت اليوم هو شيئًا آخر غير الأمير في الحقيقة. كان لقاء اليوم هو مزاد فنّيّ فخم مقدّم من طرف تجّار من جمهوريّة بورتو.
ما تزال أريادن تتذكّر هذا المزاد الفنّيّ لأنّه جعل مملكة إتروسكان صاخبة في حياتها السّابقة. لم يكن ذلك الصّخب كلّه حيال أمور جيّدة.
كانتْ القطعة الرّئيسيّة و أبرزها لمزاد اليوم هي تماثيل العصر الإغريقيّ القديم ، التّي قيل بأنّها قد اُستخرجتْ من آثار مكتشَفة حديثة في المدينة الشّمالية للاسترا.
كان التّمثال الأشهر من بينها هو تمثال نايك ، إلهة النّصر الإغريقيّة ، الذّي أُشيد به من طرف المؤرّخ و الكاتب هاليكاردوتوس لكونه ’عملاً يجسّد إرادة البشر القويّة و الحازمة التّي يمكنها أن تزلزل السّماء‘.
كانتْ تكنولوجيا النّحت في القارّة الوسطى تتطوّر بسرعة ، بفضل نظام الرّعاية الخاصّة بالنّبلاء للفنّانين ، نظام التّمهين الشّخصيّ الخاصّ بالفنّانين ، نظام مهرجان الفنّ الخاصّ بجمعيّات الفنّانين الوطنيّة.
كان ذلك من أجل أهداف عديدة ، كالأبحاث ، الامتلاك ، و كذلك التّفاخر.
و مع ذلك ، ظلّتْ التّماثيل الإغريقيّة القديمة مدفونة تحت الأرض لوقت طويل ، حتّى إن كانتْ تماثيل من الرّخام. كان أكبر عائق هو أنّ حفظها لم يكن جيّدًا بسبب أنّها قد اُستخرجتْ بعد أن كانتْ مدفونة.
كان قدر تمثال ’فيكتوريا نايك‘ الأصعب من بينها ، و قد رثاه هاليكاردوتوس بقوله ، ’دُمّر جناحاها الرّقيقتان و أُعيدتْ عن طريق كسر واحد من طرف الجيش الموريّ الذّي اجتاح المعبد خلال حرب سيليبون‘.
لم يتمّ التّأكّد من النّص التّالي لأنّ كتاب الرّحلات الخاصّة بهاليكاردوتوس بنفسه قد فُقد جزئيًّا.
كان تجّار جمهوريّة بورتو متحمّسين لأنّ اليوم كان عودة فيكتوريا نايك ، و تفاخروا بأنّه لا يوجد تمثال من العصر الإغريقيّ القديم يمكن أن يتمّ صيانته بتلك الطّريقة السّليمة. كان تبخترهم صحيحًا أيضًا.
كنتيجة ، اشترى نبيل قويّ من سان كارلو فيكتوريا نايك بأبهظ سهر على الإطلاق ، و تمّ تجديد السّاحة الأماميّة لقصر ذلك النّبيل من أجل تنصيب فيكتوريا نايك.
في السّاحة الأماميّة للقصر الذّي كان قريبًا من وسط مدينة سان كارلو ، كانتْ عمليّة البناء الضّخمة التّي دمّرتْ المكان الذّي كانتْ تتواجد فيه النّافورة موضوعًا ساخنًا بالتّأكيد. بعد عمليّة البناء الصّاخبة ، نصّب النّبيل فيكتوريا نايك في موقع النّافورة ليتفاخر بمظهره الشّامخ ، و يعلم الجميع بقوّة النّبيل.
و مع ذلك ، أصبحتْ مشكلة أنّه قد تمّ إيجاد الجزء الأخير من كتاب الرّحلات الخاصّة بهاليكاردوتوس ، الذّي كان مفقودًا.
{دُمّر جناحاها الرّقيقتان عن طريق كسر واحد من طرف الجيش الموريّ و أُعيدتا.}
كانتْ تلك هي الجملة الأصليّة ، لكنّ الجملة التّي اُكتشفتْ حديثًا بعد ذلك انتهى كما يلي.
{تمّ عرضه دون أحد الجناحيْن لأنّه كان من المستحيل إعادته… كلّ من رأسها و ذراعها الأيسر قد اختفيا في مكان ما ، لكنّ شعب تيبوس قد عبدوا الإلهة المكسورة لأنّهم اعتقدوا بأنّ فيكتوريا نايك ، التّي تغلّبتْ على دمار حرب سيليبون ، كان جزءًا من الانتصار أيضًا. كان ذلك مشهدًا سلّط الضّوء على الوعي التّاريخيّ الرّاشد لشعب تيبوس.}
لم يكن قد ’تمّ عرضه دون أحد الجناحيْن‘ كما تمّ تفسيره سابقًا.
في الحقيقة ، لم يكن أمرًا جللاً أنّ التّفسير الموضّح في كتاب الرّحلات قد تغيّر. كانتْ فقط مسألة تغيير بضعة أسطر من الكتاب.
كانتْ المشكلة الحقيقيّة هي أنّ فيكتوريا نايك ، الذّي كان يشغل منتصف حديقة نبيل قويّ ، كان يمتلك جناحيْن جميليْن على كلا الجانبيْن.
بشكل واضح ، قال كتاب ”رحلات الإغريق“ بأنّ فيكتوريا نايك كان مكسورًا و لم يكن بالإمكان ترميمه ، لكنّ ’فيكتوريا نايك‘ ذلك كان يمتلك كلاًّ من الرّأس و الذّراع الأيسر متّصليْن به.
علاوة على ذلك ، كان شعب المدينة الإغريقيّة لتيبوس ذوو عرق مختلف قليلاً لأنّهم كانوا يعيشون في الحافّة الشّرقيّة للقارّة الوسطى ، و كان وجه فيكتوريا نايك ،الذّي جعل النّاس عاجزين عن الكلام ، يبدو كامرأة إتروسكانيّة.
انقلب كامل سان كارلو رأسًا على عقب و بدأوا يحاولون تحديد صحّة التّمثال ، و تتذكّر أربادن بشكل حيويّ أنّ ذلك الحادث قد أشعل المدينة لحوالي شهر ، كعادة كلّ المقيمين في سان كارلو.
”أنا هنا لشراء شيء معيّن.“
قالتْ أريادن لسانشا. بالتّأكيد لم تكن ستشتري فيكتوريا نايك. لم تكن تمتلك السّبب و لا المال لفعل ذلك.
ما كانتْ أريادن تستهدفه اليوم هو بضعة لوحات سيتمّ عرضه في المزاد.
سيرتفع سعر لوحات هذا الفنّان ، الذّي سيعرضه لوحاته في مزاد اليوم ، بحدّة في السّنة القادمة ، و خلال خمس إلى ستّ سنوات ، سيصبح الرّسّام الرّئيسيّ للكرسيّ البابويّ و يهيمن على العصر.
”لقد وصلنا!“
بإرشاد الحوذيّ ، نزلتْ أريادن من العربة بمساعدة مسند قدميْ العربة. كان خادم الماركيز شيبوت ينتظر في الخارج لإرشادهم.
كانتْ أريادن ، و هي تمسك مظلّة تقيها من حرّ الشّمس ، تمشي ببطأ نحو البناية الرّئيسيّة لقصر الماركيز شيبوت ، و هي تتبع إرشادات الخادم ، عندما سُمع صوت صاخب لعربة من الوراء.
”هش! هش!“
خشخشة.
لم تتباطأ العربة ، المجرورة من طرف أربعة أحصنة مزيّنة بالذّهب ، على الإطلاق ، على الرّغم من أنّها كانتْ تقترب من المكان الذّي كان النّبلاء ينزلون من عرباتهم فيه و يدخلون من خلاله.
مرّتْ العربة الذّهبيّة بجانب بعض النّبلاء و هم يمشون و ابتعدتْ عن ذلك المكان ، و حينها توقّفتْ العربة قريبة للغاية من الباب الأماميّ للبناية الرّئيسيّة لقصر الماركيز دي شيبوت.
”لقد وصل سموّ الأمير ألفونسو!“
”سموّه قد وصل!“
”إنّه شرف ضخم أنّكَ زرتَ منزلي المتواضع ، لذلك من فضلكَ تعال و ادخل إلى الدّاخل.“
امتزجتْ الأصوات من أماكن بعيدة مختلفة ، لكنّ صوت خادم الأمير كان عاليًا للغاية لدرجة أنّ اسم الأمير قد سُمع بشكل واضح.
”يبدو بأنّ الأمير هنا.“
كانتْ سانشا ، التّي كانتْ من المفترض أن تكون متحمّسة ، غير مكترثة لسبب ما.
”ما الخطب يا سانشا؟ قبل قليل ، كنتِ سعيدة للغاية لقدرتكِ على رؤية الأمير.“
عبستْ سانشا على سؤال أريادن.
”حسنًا ، جميعنا قد نزلنا عند البوّابة و مشينا ، لكنّ الأمير نزل عند الباب الأماميّ و دخل مباشرةً. إنّها سيّدتنا من ترتدي كعبًا عاليًا ، و سيّدتنا من هي أضعف! إذا كانوا يريدون جعل عربة تتوقّف على مقربة من القصر ، كان يجب عليهم أن يسمحوا بذلك لسيّدتي ، و ليس للأمير!“
غطّتْ أريادن على شفتيْ سانشا العابسة بأصابعها.
”لا تقولي هذا! سيجرّونكِ بعيدًا!“
نظرتْ أريادن إلى خدم الماركيز دي شيبوت. بدا أنّهم لم يكونوا يستمعون إلى محادثتهما. أخفضتْ أريادن صوتها و همستْ لسانشا.
”الحاكم الجيّد يحمي شعبه من القوى الأجنبيّة في أوقات الحرب و يعتني بالضّعفاء في أوقات السّلام. السّلطة التّي يتمتّعون بها هي أداة تسهّل ذلك. حاكم دون سلطة لا يمكنه استخدام قوّته عندما يحتاج لذلك حقًّا.“
نقّبتْ في ذكرياتها للحظة و قالتْ لسانشا.
”أعتقد بأنّ الأمير ألفونسو مليء بمؤهلات الحاكم الجيّد.“
”ماذا عن الملك الحاليّ؟“
”لا تغيّري الموضوع!“
أظهرتْ أريادن ، التّي أجابتْ بصوت عالٍ حتّى تمكّن الجميع من حولها سماعها ، لسانشا يدها و أصبعها السّبّابة و الوسطى ملفوفان على بعضهما البعض تحت حاشية فستانها.
حسب تعاليم الكنيسة ، الكذب سيُعاقب عليه ، لكنّ عندما عندما يكون الكذب أمرًا حتميًّا ، يجب تشكيل ذلك الشّكل الذّي يعني أن يُقال للإله ، ’من فضلكِ تجاوز عن هذا‘.
انفجرتْ سانشا بالضّحك ، و ابتسمتْ الاثنتان بابتهاج و دخلتا قصر الماركيز دي شيبوت.
*****
”اللّيدي الشّابة أريادن دي ماري هنا!“
أعلن خادم الماركيز دي شيبوت دخول أريادن. أصبحتْ الأجواء الصّاخبة للأشخاص الذّين كانوا يتكلّمون في الدّاخل هادئةً للحظة.
لم يكن الهدوء الطّاغي للأمير ألفونسو أو أيّ رجل نبيل قويّ يدخل القاعة ، بل صمتًا لحظيًّا من باب اللّباقة.
أرادوا أن يروا ابنة الكاردينال الثّانية ، التّي أصبحتْ مشهورة بشكل هائل بسبب حادثة رسول أسيريتو. حالما فحصوا ابنة الكاردينال بأعينهم ، انفجرتْ المحادثات التّي كانتْ قد توقّفتْ.
”إنّها ليستْ جميلة بقدر أختها.“
”ربّما كانتْ لتكون كذلك لو كانتْ أختها بالكامل. سمعتُ بأنّها أختها غير الشّقيقة.“
”كيف يمكن للابنة الكبرى أن تكون جميلة للغاية و لوكريزيا ليستْ بذلك الجمال في تلك العائلة؟“
كان الجميع يتكلّمون عن أريادن ، لكن لا أحد قد حيّا أريادن شخصيًّا. كانتْ الماركيزة دي شيبوت ، التّي أرسلتْ لها الدّعوة ، من عبرتْ القاعة على عجل و حيّتْ أريادن.
”ليدي دي ماري ، شكرًا لكِ لجعل هذا المكان يشرق. هل كانتْ الرّحلة إلى هنا جيّدة؟“
”بفضلكِ ، أتيتُ بارتياح. أين هي مدام روماني؟“
”لقد ذهبتْ إلى دورة مياه النّساء لأنّها شعرت بالحرّ. ستعود قريبًا. تجوّلي في الأرجاء!“
كانتْ الماركيزة دي شيبوت مضيفة الصّالون ، لذلك لم يكن بإمكانها أن تبقى مع أريادن. و بسبب طبيعة لقاء اليوم ، الذّي كان مزادًا فنيًّا ، كان يوجد عدد أكبر بكثير من النّبلاء البالغين و زوجاتهم دونًا عن أقران أريادن.
لم يكن مكانًا يمكن لأريادن أن تتلاءم معه. لذلك قرّرتْ أريادن أن تمشي في الأرجاء و يداها وراء ظهرها في القاعة المليئة بالغرباء حتّى تخرج مدام روماني.
حينها ، تمّتْ رؤية الأمير ألفونسو ، المحاط بالنّاس ، من بعيد. أحنتْ أريادن رأسها قبل أن تلتقي عيناها بعينيْه ، استدارتْ و توجّهتْ إلى زاوية الحفلة.
لم ترد أريادن أن يراها وحدها لسبب ما.
”لماذا ، فجأةً…؟“
حلّلتْ أريادن مشاعرها لتخفي ذهنها المحتار.
اعتقدتْ بأن من المريح للغاية أن تأكل لوحدها ، تتنزّه لوحدها ، و تبقى حبيسة في غرفة دراستها ، لكن لا بدّ من أنّهل قد كانتْ منزعجة من ذلك. لذلك لم تكن تريد أن تلتقي بالأمير.
و حينها ، وجد الفتى ذو الشّعر الأشقر ، المحاط بحشود ، أريادن أوّلاً.
غير قادر على مناداة اسمها بصوت عالٍ في مكان مليء بالنّاس ، نظر ألفونسو مباشرةً إلى أريادن و رفع يده اليمنى.
استدارتْ أريادن لتغادر الصّالون ، لكنّها لم تستطع التّوقّف عن النّظر إلى الأمير.
توقّفتْ الفتاة ذات الشّعر الأسود ، التّي نظرتْ إليه للمرّة الأخيرة قبل أن تخرج ، هناك ، و انفجرتْ بالضّحك على مظهر الأمير ألفونسو.