Sister, I'm The Queen In This Life - 28
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Sister, I'm The Queen In This Life
- 28 - الفصل الثّامن و العشرين: سقوط السّارق
28- سقوط السّارق
ابتسمتْ الرّاهبة ، التّي كانتْ مسؤولة عن فرقة الجوقة** الخاصّة بالمصلّى الكنسيّ ، ابتسامة عريضة. ”كلّ السّيّدات من عائلة دي ماري موهوبات للغاية! الابنة الثّانية هي خبيرة في علم اللاّهوت و الكبرى هي عازفة ترانيم!“ تكلّمتْ كما لو أنّ أريادن كانتْ مساوية لإيزابيلا.
** الجوقة : جماعة من الناس أو الفنانين يؤدون عملا مشتركا من غناء ، أو عزف آلات موسيقية ، أو دور تمثيلي.
و هي تشعر بالغضب الشّديد ، أجبرتْ إيزابيلا نفسها على الابتسام. لكن سرعان ما غيّرتْ رأيها.
هزيمة رسول أسيريتو هو أمر عظيم بين النّبلاء. و القدرة على الحصول على تقدير مساو دون القيام بأيّ مجهود هو أمر مجز للغاية.
”أرى بأنّه التّوزيع الموسيقيّ الكامل. سننطلق و نعيّن الأجزاء و نبدأ الممارسة بشكل منفرد. من فضلك تعاليْ عندما تتجمّع الفرقة من أجل الأداء الموحّد. نريد أن نتأكّد من أنّ الأغنية تُعزف بالضّبط كما نويتِ.“
و هي تنظر إلى الرّاهبة ، ابتسمتْ إيزابيلا بشكل جميل كزهرة مُزهِرة بشكل كامل.
قرّرتْ أن تجمع صديقاتها في يوم التّمرّن على الأداء. كانتْ أختها غير الشّقيقة التّي لا تجيد شيئًا يتمّ الإشادة بها بلا داع من طرف النّاس. حان الوقت لتري الجميع من هي الملكة الحقيقيّة لسان كارلو.
****
منذ أن حضتْ إيزابيلا بحفلة ظهورها الأوّل في السّنة الماضية ، تمّ اعتبارها سيّدة بالغة بشكل كامل و كانتْ قادرة على دعوة صديقاتها باسمها. كان امتياز آخر هو قدرتها على زيارة أماكن محدّدة-كالكنيسة ، القصر الملكي ، أو منزل صديقة-دون مرافقة والدتها.
كان الأداء الموحّد لميسا بريفيس الخاصّة بإيزابيلا سيؤدّى في المصلّى الكنسيّ العظيم ، الذّي كان الموقع المثاليّ لدعوة صديقاتها من حفلة ظهورها الأوّل.
خطّطتْ إيزابيلا لكامل اليوم بشكل مثاليّ. بعد الاستماع إلى الأداء الموحّد ، هي و صديقاتها سيتوجّهن عائدات إلى منزلها ، بما أنّه ليس بعيدًا. سيشربن الشّاي معًا ، و مثل أيّ يوم آخر ، صديقاتها سيشدن بجمالها. و هي تشعر بالرّضا ، ستردّ بإشادة صغيرة و تنهي الحفلة.
دون الحاجة لقول ذلك ، أصرّتْ لوكريزيا على حضور الحدث البارز. كانتْ مؤلّفة ابنتها الحبيبة ستُعزَف علنًا للمرّة الأولى-و لن تفوّت لوكريزيا ذلك حتّى إن كانتْ حياتها تعتمد على ذلك.
أقسمتْ لوكريزيا أن تبقى بعيدًا عن إيزابيلا و صديقاتها. و ممّا أثار انزعاج إيزابيلا ، انتهى الأمر بلوكريزيا بحضور الحدث.
توسّلتْ أرابيلا ، التّي أرادتْ بيأس رؤية أغنيتها تُؤدّى ، لوكريزيا و نجحتْ أيضًا في حضور الحدث.
واحدةً تلو الأخرى ، تجمّعتْ صديقات إيزابيلا في المصلّى الكنسيّ. من بين مجموعة صديقاتها ، كانت اللّيدي جوليا-ابنة الماركيز دي بالتازار- من العائلة الأكثر شهرة. و كانتْ كاميليا -ابنة البارون كاستيليون- قد قُبل بها بالكاد في مجموعة إيزابيلا لتحقّق بعض الأدوار المحدّدة من أجل إيزابيلا.
بعد مظهر إيزابيلا ، كانتْ كاميليا أجمل سيّدة في المجتمع الرّاقي. كان والدها ، البارون كاستيليون ، يمتلك مشروع قِزازة** مربح للغاية ، و كان يجمع أيضًا الضّرائب من إقطاعيّته. بكلمات أخرى ، كانتْ عائلتها ثريّة للغاية. و لتلك الأسباب ، خُطبتْ كاميليا إلى رجل نبيل شابّ بارز باعتدال ، بغضّ النّظر عن مكانتها المنخفضة.
** قِزازة : و هي عملية تربية دود القز لإنتاج الحرير.
بسبب مكانة كاميليا المنخفضة ، رحّبتْ إيزابيلا بكاميليا فقط في حالتيْن معيّنتيْن. الأولى عندما تريد إيزابيلا أن تعرض مجموعتها الجميلة من الصّديقات أمام الآخرين لتتباهى بشعبيّتها. و الثّانية عندما تحضر كاميليا خطيبها -أوتافيو ، ابن الكونت كونتاريني- و مجموعته من الأصدقاء.
حتّى اليوم ، دعتْ كاميليا أوتافيو و أصدقائه إلى الحدث. و بين جماعة أوتافيو ، كان يوجد الكونت سيزار دي كومو ، الذّي كان ثاني أكثر رجل شهرة في سان كارلو ، إلى جانب الأمير ألفونسو.
حالما وُضعتْ موائد الشّاي ، انتظرتْ إيزابيلا برويّة عند مقاعد الصفّ الأماميّ التّي كانتْ مزيّنة بالأزهار.
كان الضّيوف من قائمة مدعوّيها يصلون واحدًا تلو الآخر و كانتْ كاميليا أوّل من وصل.
رحّبتْ إيزابيلا بكاميليا بذراعيْن مفتوحتيْن : ”كاميليا! أنتِ مبكّرة.“
”على الإطلاق. شكرًا على دعوتي يا ليدي دي ماري.“
”من فضلكِ ناديني باسمي. و من الطّبيعيّ فقط أن أدعوكِ يا كاميليا. إنّها مؤلّفتي الأولى ، و الجميع يعلم كم أنتِ ضليعة في الموسيقى.“
بعد أن رحّبتْ إيزابيلا بكاميليا بدفء ، دردشتا معًا في مقعديْهما. كانتْ إيزابيلا محاورة عظيمة تعلم كيف تشقّ طريقها نحو قلوب النّاس.
في نفس الوقت ، وصلتْ اللّيدي جوليا ، أوتافيو ، و مجموعة أصدقائه أيضًا ، و هم يحتشدون في مقاعد الصّفّ الأماميّ للمصلّى الكنسيّ.
”أوتافيو ، أنتَ ظريف كما هو الحال دائمًا.“
ثنتْ إيزابيلا عينيْها و ابتسمتْ بشكل جميل و هي تشيد بخطيب كاميليا.
تصلّب وجه كاميليا كاستجابة. لكنّها لم تستطع الشكوى إلى إيزابيلا.
مناداة خطيب شخص آخر باسمه الأوّل هو بالتّأكيد أمر يتجاوز الحدود ، لكنّ ذلك هو أحد اختصاصات إيزابيلا. و بينما الرّجال يتظاهرون بكونهم غافلين ، يستمتعون للغاية بذلك خفيةً.
”بالمناسبة ، هل الكونت سيزار سيتأخّر؟“ بذلتْ إيزابيلا جهدها لتخفي تلهّفها و سألتْ أوتافيو بمهارة عن مكان وجود سيزار.
”هل رأيتِ من قبل الكونت سيزار يصل في الوقت المحدّد؟ أنا متأكّد من أنّه قد استيقظ متأخّرًا و يستعدّ في الوقت الحاليّ. لكنّه ليس من النّوع الذّي يخلف بوعوده. لذلك ، دعينا نبدأ دونه في الوقت الحاليّ.“
عندما ابتسمتْ إيزابيلا و أومأتْ ، مدّ المؤدّيون ، الذّين تموقعوا وراء المنصّة و استعدّوا.
حالما رفع قائد المايسترو يده ، بدأتْ كلّ الآلات في العزف بانسجام.
تومم- تومم-.
اشتباك- اشتباك-.
تحريك- تحريك-.
اتّحدتْ أصوات مختلفة معا بشكل متناغم ، منشئة لحنا منظّمًا واحدًا. اشتدّ اللّحن و تلطّف حسب إشارة يد المايسترو.
شعرتْ إيزابيلا بالنّشوة. كلّ هؤلاء الأشخاص يتبعون أوامري و يتحرّكون في انسجام مثاليّ لعزف أغنيتي! ربّما يجب أن أجعل القيادة الموسيقيّة هوايتي!
لم تكن إيزابيلا المؤلّفة الحقيقيّة للأغنية. لكن بطريقة ما ، برّرتْ الأمر بالفعل في ذهنها.
استمرّ اللّحن الجميل. لكن بالقرب من نهاية الأغنية ، توقّفتْ جميع الآلات الوترّية و بدأ أورغن الأنابيب في العزف منفردًا. كان الانقطاع المفاجئ غير ملائم و غريبًا. استمرّ أورغن الأنابيب في العزف منفردًا لحوالي ستة عشر ميزان موسيقي قبل أن تتدخّل الآلات الوترّية فجأة مجدّدًا.
و هي تشعر بالملل للغاية ، كانتْ إيزابيلا تقمع دافعها للتّثاؤب. لكن عندما سمعتْ التّغيّر الحادّ ، نظرتْ إلى الأعلى على الفور بعينيْن متّسعتيْن. حتّى إيزابيلا ، التّي لا تعرف عن الموسيقى الكثير ، كان بإمكانها معرفة أنّ شيئًا ما ليس في محلّه.
جلستْ أرابيلا في زواية مظلمة ، و هي تسند ذقنها على يدها. بمشاعر معقّدة ، شاهدتْ مؤلّفتها الأولى يتمّ عزفها في الحياة الحقيقيّة. استمتعتْ أذناها بتلك اللّحظة ، لكنّ روحها المعنويّة كانتْ محطَّمة.
كان يجب أن يكون الشّخص الذّي يجلس في الصّف الأماميّ هي. لكن بالمقابل ، حصلتْ على أورغن الأنابيب الذّي كانتْ ترغب به منذ وقت طويل. حاولتْ أن تقنع نفسها بأنّها صفقة مربحة ، لكن مع ذلك شعرتْ بالاكتئاب.
عضّتْ أرابيلا أصبع الإبهام الأيمن خاصّتها عندما بدأ أورغن الأنابيب في العزف منفردًا فجأةً. أوه ، يا إلهي!
لا بدّ من أنّه كان يوجد خطأ في عمليّة توصيل ورقة الموسيقى ، لأنّه لم يكن هناك عزف منفرد لأورغن الأنابيب في ميسا بريفيس خاصّتها.
لا بدّ من أنّ ورقة الموسيقى الأصليّة التّي كُتبتْ من أجل عزف العود الانفراديّ قد اختلطتْ مع أوراق التّوزيع الموسيقيّ المعدّل! عضّتْ أرابيلا على أظافرها بتوتّر.
في نفس الوقت ، سأل المايسترو ، الذّي كان يقف وراء المنصّة ، إيزابيلا : ”ليدي دي ماري. لقد انتهى الأداء الموحّد. أتمنّى أنّكِ قد استمتعتِ به. و إذا كنتِ لا تمانعين أن نسأل ، لماذا أضفتِ عزف أورغن الأنابيب الانفراديّ في منتصف الأغنية؟“
”ذلك لأنّني أردتُ أن أؤكّد على ذلك الجزء من الأغنية.“ ردّتْ إيزابيلا بسلاسة بطريقة غير مبالية.
”أوه… فهمتُ. يا له من قرار جريء.“ عوضًا عن ذلك ، كان المايسترو هو من ارتبك.
لأيّ شخص يفهم الموسيقى في الحقيقة ، كان العزف الانفراديّ المفاجئ يبدو كخطأ لا يمكن نكرانه. حتّى اللّيدي جوليا ، التّي كانتْ عازفة قيثارة ماهرة ، أمالتْ رأسها في حيرة و همستْ إلى الرّجل النّبيل الذّي كان يجلس بالقرب منها.
طلب المايسترو ، الذّي كان يتوقّع من إيزابيلا أن تصلح الفجوة غير الملائمة في اللّحن ، بتردّد : ”إذا تركنا ورقة الموسيقى كما هي ، فسيبدو الجزء من المقدّمة إلى عزف أورغن الأنابيب الانفراديّ غير ملائم للغاية. العلامة الموسيقيّة تقفز فجأة من دو إلى لا ، و العازف العاديّ لا يمكنه تغطية هذا الجزء بيد واحدة. حتّى إذا كنتِ تنوين ذلك عمدًا ، من الصّعب عزفه في الحياة الواقعيّة. أيمكنكِ ربّما أن تحاولي عزفه معنا و تأخذي تعديل هذا الجزء في عين الاعتبار؟“
ارتبكتْ إيزابيلا أخيرًا. ”أتريد منّي أن أعزفها؟“
لم تكن إيزابيلا تعلم حتّى كيف تقرأ القطعة الموسيقيّة بشكل صحيح ، و سيستغرق الأمر منها أيّامًا من التّمرين لعزف أغنية على أورغن الأنابيب بالكاد.
إذا كانتْ قد تصفّحتْ على الأقلّ القطعة الموسيقيّة بأكملها ، كانتْ لتلاحظ تلك الورقة المختلفة عن الأخريات. و لم يكن الأمر لينتهي بها في هذا الوضع.
لكنّ إيزابيلا فكّرتْ بأنّ كلّ ما احتاجتْ لفعله هو أن تعرض القطعة الموسيقيّة. لم تكن قد قرأتْ التّوزيعات الموسيقيّة أو تتمرّن على الأغنية. من المستحيل لإيزابيلا عزف المؤلَّفة ، حتّى لو كانتْ حياتها تتوقّف عند ذلك.
”العازف المحترف يجب أن يكون قادرًا على عزف القطعة الموسيقيّة. أأنتَ متأكّد من أنّ المؤدّيين محترفون؟“ بدلاً من الاعتراف بخطئها ، تكلّمتْ إيزابيلا مع المايسترو بشكل لاذع.
مذعورة ، حملقتْ إيزابيلا في أرابيلا ، التّي كانتْ تجلس في الزّاوية ، و أشارتْ بصمت لأرابيلا لتتوصّل إلى خطّة معاكسة.
لكن عندما التقتْ عينا أرابيلا بعينيْ إيزابيلا ، أساءتْ فهم رسالة إيزابيلا كإذن للتّقدّم.
بسرعة خاطفة ، جرتْ أرابيلا نحو المنصّة : ”يمكنني الشّرح! أيمتلك شخص ما ممحاة فحم؟“
عندما أحضر كاهن ممحاة فحم و حزمة من الأوراق الفارغة ، بدأتْ أرابيلا في كتابة الأجزاء المفقودة دون تردّد. ”حُذفتْ الآلات الوترّية من التّوزيع الموسيقيّ عن طريق الخطأ. إنّها لم تكن متروكة فارغة عمدًا.“
ملأت بسهولة الصّفحات الورقيّة الخمسة ، و لم تنسَ أن تعدّل المقّدمة نحو عزف أورغن الأنابيب الانفراديّ. ”لم يكن القفز في العلامات الموسيقيّة مقصودًا. من المستحيل على بشريّ عاديّ أن يغطّي ذلك السّلّم الموسيقيّ. لقد بدا غير ملائم لأنّه كان يوجد ميزان موسيقيّ مفقود هنا.“
حالما انتهتْ ، سلّمتْ الصّفحات الخمسة للقطعة الموسيقيّ إلى المايسترو و نصحتْه أين تضعهم في السّلّم الموسيقيّ الكلّيّ. حينها فقط أدركتْ أرابيلا التّوتّر المقلق في الأجواء و نظرتْ حولها.
كانتْ إيزابيلا تعضّ على شفتيْها و كان الضّيوف يتمتمون بشدّة.
”انتظروا ، ألم تقل بأنّها ألّفتْ الأغنية.“
”ذلك غير مفاجئ. لم أسمع أبدًا أنّها موهوبة في الموسيقى. لذلك ، تفاجأتُ حقًّا عندما سمعتُ بأنّها ستتبرّع بمؤلَّفتها إلى القُدّاس.“
”كيف يمكنها أن تسرق قطعة أختها؟ ذلك عديم الضّمير للغاية.“
نمّتْ صديقات إيزابيلا بين بعضهنّ البعض-كان وجه كاميليا يلمع بشّدة و هي تغتاب إيزابيلا.
”توقّفوا!“ تقدّمتْ لوكريزيا ، التّي كانتْ تنظر إلى الوضع من الزّاوية. ”كلّ هذا مجرّد سوء فهم.“ وقفتْ من مقعدها و خطتْ بخطوات كبيرة نحو المنصّة. كان مظهرها بارزًا ، بسبب قامتها الطّويلة و ملابسها الباهظة.
نظرتْ لوكريزيا إلى النّبلاء الشّباب و تكلّمتْ بإصرار : ”ألّفتْ إيزابيلا هذه الأغنية مع أختها الصّغرى. لقد قدّمتْ الفكرة الرّئيسيّة بينما ملأتْ أختها الصّغرى التّفاصيل.“ اختارتْ لوكريزيا كلماتها بحذر و هي تحملق في أولئك الذّين اغتابوا ابنتها بحرارة. ”ساهمت إيزابيلا بالتّأكيد في الأغنية. لا ، في الحقيقة هي من ألّفتْ أغلبها. لذلك ، أتوقّع من الجميع أن يكبحوا أنفسهم من نشر شائعات افترائيّة.“ قالتْ لوكريزيا بصرامة.
في تلك اللّحظة ، ضحك رجل ، كان يتّكئ إلى نارتكس المصلّى الكنسيّ ، بصوت عالٍ و مشى نحو الصفّ الأماميّ. “هل الأمر يجري بتلك الطّريقة؟ يا لوكريزيا الجميلة.“
كان الرّجل الأنيق يرتدي جزمتيْن خضراوتيْن من جلد الغزال و قفّازيْن يتناسبان معهما. على رأسه كان قبّعة مزيَّنة بريش طائر الرّفراف.
لقد كان الكونت سيزار دي كومو.