Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 95
تصويت قبل القراءة~
الفصل 95
عندما وصل دومينيك إلى باب القبو، قال فجأة.
“الآن تذكّرت، يوليان قال أنها المرأة الوحيدة التي يستطيع التعرّف على وجهها.”
عند سماع الاسم المألوف، ارتجفت حواجب لينوكس.
قبل خمس سنوات، كان اسم الرجل صاحب الشعر الوردي الذي كان وحده في المختبر مع كليمنس هو يوليان أندرياس.
بعد صمتٍ طويل، تحدّث لينوكس لأوّل مرّة.
“قولكَ إنه يستطيع التعرّف على وجهها يعني أنه لا يستطيع التعرّف على الوجوه عادةً؟”
قال دومينيك بابتسامة.
“آه، يبدو أنكَ لم تكن تعلم. يا للمسكين يوليان.”
ثم أضاف.
“إنه صديقي العزيز الذي يعاني من اضطراب التعرّف على الوجوه.”
ناك-
في تلك اللحظة، فُتح باب القبو.
على أرضية القبو، كان هناك ضوءٌ أحمرٌ يلمع وكأنه دماء، وكان ذلك نتيجة لدائرةٍ سحرية.
ابتسم دومينيك قائلاً.
“يا إلهي، لقد نسيتُ إلغاء السّحر الهجوميّ بسبب حديثنا الطويل.”
وفجأة، انطلقت شفراتٌ حمراءٌ باتجاههم.
لم يكن أحدٌ في هذا المكان يجهل أن ما حدث كان متعمدًا.
* * *
وأنا في الطريق البحري إلى جزيرة أندرياس، شعرتُ بقلقٍ شديدٍ حول ما إذا كان عمل دوق بينيلوب يسير كما هو مُخطَّطٌ له.
فإذا فشل المُخطَّط، لن تكون حياة ميون فقط، بل حياة لينوكس أيضًا في خطرٍ كبير.
“هاه…”
تنهدتُ طويلاً بسبب العبء الذي يضغط على صدري.
لم أكن أستطيع الذهاب بنفسي لرؤية ما يحدث، وكان هذا محبِطًا للغاية.
البقاء في العاصمة كان سيجعلني أبدو كأنني هاربةٌ بسبب خوفي من هجوم ييغر، وكان ذلك سيُخفّف من شكوك الإمبراطور.
‘عليّ أن أبقى النبيلة البريئة التي شهدت الوحش المقدس بالصدفة.’
إذا انكشف أنني استغليت الوحش لمصالحي الشخصية، فستكون هذه نهاية اللعبة بالنسبة لي.
خلال ذلك، تلقّيت رسالة من يوليان الذي بدا قلقًا بشأن وضعي بعد قراءة الصحف.
في رسالته المهذبة، سأل إذا كان بإمكانه زيارة قصري، فأرسلتُ إليه رسالة عكسيّة للسؤال عما إذا كان يمكنني زيارة دوقيته بدلاً من ذلك.
جاء الرد سريعًا، ولحسن الحظ، كان الجواب إيجابيًّا.
‘لابُدّ أن الأمور مع لينوكس تسير بشكلٍ جيد.’
كنتُ مُقتنِعَةً أن خطتي كانت مثالية، وحاولت جاهدةً التخلّص من كل الأفكار السلبية التي كانت تقلقني.
“أختي، رائحة البحر جميلةٌ جدًّا!”
كانت ميلين، التي رأت البحر لأوّل مرة، تبدو سعيدةً للغاية بينما يطير الهواء المالح عبر شعرها.
“انظري، أختي! النورس جميلٌ جدًّا!”
كييروك!
“ميلين! اتركي الطائر الآن!”
بينما كنتُ مصدومةً من رؤيتها تمسك بالنورس بيديها العاريتين، وصلنا أخيرًا إلى جزيرة رياس.
* * *
عند الميناء، كان يوليان ينتظرنا لاستقبالنا.
“كان يجب أن أتي لزيارتكِ بنفسي، ولكنني جعلتكِ تقطعين هذه المسافة الطويلة… أتمنّى ألا أكون قد أزعجتكِ.”
كان يوليان مُرتبكًا ويبدو متوتّرًا، لكنني كنت أكثر ارتباكًا منه.
“لا، في الحقيقة كنتُ قلقةً أكثر وأنا في العاصمة.”
عند سماع كلماتي، بدا وجه يوليان مشدودًا ثم تنهّد وقال.
“أنا سعيدٌ للغاية لأنكِ بخير.”
رددتُ بابتسامة.
“شكرًا لاهتمامكَ.”
ابتسم قليلاً، ثم نظر بجانبي وسأل.
“وهذه السيّدة…؟”
“آه، هذه أختي الصغرى.”
“آه!”
قالت ميلين بحماس.
“أنا ميلين جاكلين! ألسنا قد التقينا من قبل؟”
توقف يوليان للحظةٍ وكأنه يتذكّر شيئًا، ثم ابتسم وقال.
“أجل، لقد التقينا من قبل. لقد كبرتِ كثيرًا لدرجة أنني لم أتعرّف عليكِ.”
أنا، التي كنت أعرف أن لديه مشكلةٌ في التعرّف على الوجوه شعرتُ بشيءٍ من الضيق داخلي.
“إذا اتبعتم هذا الطريق، ستصلون مباشرةً إلى القصر.”
كما هو متوقّعٌ من دوقيّةٍ مشهورةٍ كوجهة سياحية، كانت الطرق نظيفة وممهدة بعناية.
بدأت العربة التي كنت أركبها بجانب يوليان تتحرّك ببطءٍ باتجاه القصر الكبير.
“متى التقيتما لأول مرة؟”
“لقد تقابلنا صدفةً عندما زرتُ الأكاديميّة لمشاهدة الآثار المقدسة.”
“هممم، فهمت.”
لكن كان هناك شيءٌ غريب في نظرات ميلين التي لم تفارق يوليان.
بدت وكأنها تُراقبه بعناية.
لم يكن من الصعب عليّ فهم سبب نظرتها تلك.
‘إنهما متشابهان للغاية.’
لو رآهما أحد، لظنَّ أن ميلين هي شقيقته الحقيقيّة وليست أنا.
“أيمكنني أن أسألكَ سؤالاً؟”
فتحت ميلين فمها فجأة، بعد أن كانت تراقبه.
“هل تزوجتَ من قبل؟”
توقّف الزمن للحظة.
أكثر من تفاجأ بهذا السؤال لم يكن يوليان، بل أنا.
لم أكن معتادةً على رؤية ميلين تسأل أحدًا هذا النوع من الأسئلة، ناهيك عن أن يكون الشخص هو الأرشيدوق أندرياس نفسه.
‘هل عليّ الاعتذار على الفور؟’
لكن السؤال عن الزواج قد يُعتبر عاديًا في بعض الأحيان.
وبينما كنت أفكّر، تحدّث يوليان.
“للأسف، أنا ما زلتُ أعزبًا.”
كان وجهه قد احمرّ قليلًا أثناء إجابته.
ميلين، بابتسامةٍ ماكرة تملأ وجهها، سألت مجددًا.
“لماذا لم تتزوّج حتى الآن؟”
“ميلين…!”
هذه المرة كان ذلك تجاوزًا حقيقيًّا.
حاولتُ منعها وأنا في حالة ارتباك، لكنها لم تتوقّف.
“هل لديكَ شخصٌ تُحبّه سرًّا؟”
يا إلهي، لقد أصبحَتْ مثل قطارٍ جامح.
كان السؤال صريحًا للغاية لدرجةٍ جعلتني أشعر بالدوار للحظة.
“لـ-لا، ليس كذلك!”
كان وجه يوليان قد احمرّ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى.
“إذن، الأمر كذلك.”
ميلين أصابت الهدف تمامًا.
نظرتُ إليها بدهشة، وبدأت أتساءل.
‘كيف عرفت ميلين ذلك؟’
أسباب عدم الزواج تختلف من شخصٍ لآخر.
ولكن أن تُحدد واحدة من بين هذه الأسباب مباشرة، فهذا يعني أنها كانت تملك حدسًا قويًا.
‘هل من الممكن…’
استرقتُ النظر إلى يوليان. كان وجهه قد تحوّل تمامًا إلى طماطم ناضجة.
‘هل يمكن أنه يحبّ ميلين؟’
إذا كان هذا هو الحال، وكانت ميلين قد أدركت مشاعره، فقد كانت تختبره.
‘الأمور بدأت تتضح لي.’
وبلا تردد، فتحتُ فمي وسألت.
“أيها الأرشيدوق، كم عمرك؟”
“أ-أنا… ستةٌ وعشرون عامًا.”
توقفتُ للحظةٍ عند سماع عمره.
‘الفارق بينه وبين ميلين سبع سنوات.’
هذا فرقٌ كبير، أليس كذلك؟
‘أيها اللّص!’
بينما كنت أنظر إليه بغضب، حاول يوليان بجديّةٍ تجنّب نظراتي.
يبدو أنه يدرك أنه في موقفٍ محرج.
عندها توقّفت العربة فجأة.
نزل يوليان بسرعة. بدا الوضع وكأنه لن ينتهي بخير.
“انتظر لحظة…!”
الأشخاص المتسرّعون مثله غالبًا ما يتعرّضون للأذى.
ثم…
كرااك!
“آه!”
حاولتُ الإمساك به، لكنه كان قد تعثّر بالفعل أثناء نزوله من العربة.
تنهدت ونزلت من العربة لأراه يحاول الوقوف بشكلٍ غير مستقر.
“رُكبَتُك تنزف.”
كانت بقعة الدم واضحة جدًا على بدلته البيضاء.
“إنها ليست مشكلةٌ كبيرة.”
“ليست مشكلة؟ يجب تعقيمها ووضع مرهمٍ فورًا.”
تنهد يوليان بوجهٍ محبط.
“أشعر أنني أبدو دائمًا غير لائق أمامكِ، سيدتي.”
رؤية وجهه الحزين مثل جروٍ مُبتل جعلتني أشعر بالضعف مجددًا.
“الجميع يخطئ أحيانًا.”
عندها، ابتسم ابتسامةً مشرقة، وكان على وجهه غمازتان لطيفتان.
“أنتِ لطيفةٌ للغاية.”
ابتسامته وطبيعته البسيطة ذكرتني كثيرًا بميلين.
‘عادةً ما ينجذب الناس إلى من يختلفون عنهم.’
لكن لماذا يبدو أنه ينجذب إلى ميلين التي تشبهه كثيرًا؟
“هممم…”
ميلين، التي كانت تقف بجانبنا تراقب كل شيء، قالت.
“حِسُّ الرّياضة: 30 نقطة…”
ثم تمتمت.
“لين أفضل منه في هذا المجال.”
نظرتُ إليها بحيرة، لكنها، بمجرد أن التقينا بنظراتنا، أغلقت فمها بسرعةٍ وكأنها لم تقل شيئًا.