Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 93
تصويت قبل القراءة~
الفصل 93
صباحٌ فجرٌ حيث أشرقت الشمس بشكلٍ خافت على قمة الجبل.
بينما كان في طريقه يعبر القصر الإمبراطوري المظلم والهادئ، بدا وجه الدوق بينيلوب شاحبًا تمامًا.
وذلك لأنه وقع في مأزقٍ كبير بسبب تلك المرأة التي تجوب الصحف وتتحدث عن ييغر.
في هذا الوقت بالذات، استدعاه الإمبراطور مع بزوغ الفجر.
ماذا لو كانت هناك تحقيقات حول وجود ييغر؟
‘عليّ الادعاء بأن كل ذلك كذب.’
لم يكن أمامه سوى دفع الحجة بأنها مجرد أكاذيب تلك المرأة الماكرة.
في المقام الأول، كان من الغريب أن تعرف شيئًا عن ييغر.
كيف عرفت بكل تلك التفاصيل؟
‘لو علمتُ أنها تعرف هذا السر، لقتلتها بلا شك!’
ألا يمكن حتى لشخصٍ واحد أن ينجح؟!
ارتعش شفتا الدوق فينيلوب وهو يتذكر تنفيذ ييغر، الذي لم يسبق أن فشل قط.
هل يمكن أن يكون ذلك الرجل العجوز قد علم بالفعل وربط شخصًا بالخليفة؟
‘لا، هذا مستحيل…’
لم يكن هناك أحدٌ يمكنه أن يدرك تحركات ييغر.
لكن إذا فكّر في الإعلان عن الوصية في الحفلة منذ أيام، بدا الأمر وكأن هناك شخصًا يعرف كل خططه.
‘جاك لورينزو.’
بالتأكيد هو عمل ذلك الشخص.
لهذا السبب قام الدوق بينيلوب باحتجازه في الطابق السفلي حيث تقبع الوحوش المقدسة.
‘كنت أنوي استجوابه، ولكن يبدو أنني سأقتله.’
ظهر في عيني الدوق بريقٌ قاتلٌ مرعب.
وقف أمام غرفة المقابلة وهو يشعر بالتوتّر الشديد وطرق الباب.
“أنا هنا، يا مولاي.”
عند سماع ذلك، فتح خادم الإمبراطور الباب.
لكن عينا الدوق اتسعتا عندما خطى إلى غرفة المقابلة.
لم يكن الإمبراطور وحده هناك.
“…الماركيز بليك؟”
كان وجوده بحد ذاته غريبًا، لكن لماذا يجلس على يمين الإمبراطور؟
المقعد الأيمن يعني أن الشخص يعدّ كذراع الإمبراطور اليمنى، إشارة إلى الثقة المطلقة.
وهذا المقعد عادةً ما كان للدوق بينيلوب.
‘الأمر لا يبشّر بالخير.’
لم تكن يدا الماركيز بليك فارغتان.
كان يحمل سلّةً صغيرة في حضنه، بدت كأنها مهدٌ لطفلٍ صغير.
في العادة، لم يكن ليلقي نظرةً ثانية على مثل هذه السلة.
لكن اليوم، ولسببٍ ما، جعلته يشعر بقلقٍ عميق.
وقف الدوق في مكانه غير قادر على الحراك.
“أيها الدوق، لا تبق واقفًا هناك. اجلس.”
ابتسم الإمبراطور ببطءٍ وأشار برأسه إلى المقعد الشاغر على يسار الطاولة.
حين جلس بينيلوب في مواجهة الماركيز بليك، انجذب نظره تلقائيًا إلى السلة.
“لم أرك منذ مدّةٍ طويلة.”
ابتسم الماركيز بليك بابتسامةٍ خفيفة.
لكن نظرته كانت قاسية كالصقيع.
“أيها الدوق، سمعتُ مؤخرًا قصّةً مثيرة للاهتمام. هل تود سماعها؟”
قال الإمبراطور وهو يهزّ كأس الشراب في يده.
كان يبتسم، لكن عينيه كانت باردة كالجليد.
شعر الدوق بالإحراج وابتسم بصعوبة.
“بالطبع، مولاي. أنا مهتمٌ بذلك أيضًا.”
بعد أن ارتشف الإمبراطور رشفةً من شرابه، تحدث ببطء.
“سمعت أن جاكلين تعرّضت لمحاولة اغتيال؟ يبدو أن الضجيج حول ذلك قد وصل إلى أذنيّ أيضًا. والسبب، كما يقولون…”
ابتسم الإمبراطور ابتسامةً ساخرة.
“أنها اكتشفت أن الدوق فقد الكائن المقدس، لذا أرسل أطفالًا مُدرَّبين خصيصًا لقتلها.”
“…”
ابتلع الدوق ريقه بصعوبة.
“اعتبرتُ القصة مجرد إشاعة مضحكة، لكن بعد سماعها مرارًا، شعرت أنني لا أستطيع تجاهلها. لذا، دوق، أريد أن أسمع منك مباشرةً. هل هذا صحيح؟”
“بالطبع لا، إنها افتراءات! لم أحاول قتل جاكلين أبدًا!”
نفى الدوق بقوّة.
كان الإمبراطور يراقب يديه المرتعشتين قبل أن يرفع شفتيه بابتسامة.
“حسنًا، حتى لو حاولتَ قتلها، لن أهتم كثيرًا بذلك. المشكلة في مكانٍ آخر.”
وضع الإمبراطور كأسه بعنف.
“لماذا أسمع هذه الأخبار من الصحفيين مرارًا؟”
“سأتّخذ إجراءاتٍ فوريّة لمنع الأخبار الكاذبة، يا مولاي.”
“إذن، فقدان الوحش المقدس مجرد كذبة؟”
توقّف-
أغلق الدوق بينيلوب فمه للحظةٍ ثم فتحه مرّةً أخرى.
“بالطبع! إنها مجرد شائعاتٍ لا أساس لها، يا مولاي!”
“هكذا إذًا…”
تحولت نظرة الإمبراطور الحادة بعيدًا عن الدوق واتجهت نحو الماركيز بليك.
“ماركيز، ما رأيك؟ هل يجب أن أصدّق هذه القصة؟”
كان الماركيز بليك يشرب الشاي ببطءٍ قبل أن يتحدث.
“أعتقد أن الحقيقة التي تُرى بالعين هي فقط التي تستحق التصديق.”
‘الحقيقة التي تُرى؟’
شعر الدوق بينيلوب بالارتباك بسبب هذا التصريح الغامض.
لكنه سرعان ما فهم عندما رفع الماركيز بليك السلة ووضعها على ركبتيه، ثم كشف الغطاء عنها.
“…!!!”
فتح الدوق عينيه بصدمةٍ عند رؤية السلة.
كان يبدو وكأنه مجرد قطةٍ بيضاء عاديّة، لكن الدوق تعرّف عليها فورًا.
“هذا… هذا!”
“هل تعرف هذه القطة يا دوق؟”
“آه، لا، لا أعرفها.”
في اللحظة التي سأل فيها الإمبراطور هذا السؤال، أدرك الدوق خطأه.
كان عليه أن يتظاهر بعدم المعرفة، لكنه أظهر ردّة فعلٍ مفرطةٍ بسبب الصدمة.
كانت محاولته في الإنكار متأخّرة للغاية، مما جعله في وضعٍ لا يمكن التراجع عنه.
عضّ شفتيه بوجهٍ يملؤه الإحباط.
كان الماركيز بليك يراقبه بملامحٍ هادئة قبل أن يتحدث.
“إذا كان الأمر كذبًا، فيمكن للدوق أن يحضر وحش النمر الأبيض الحقيقي.”
تصلّبت ملامح وجه الدوق بينيلوب وقال.
“لا يمكنني الكشف عن الوحش المقدس للعامّة بسهولة.”
ردّ الإمبراطور بابتسامةٍ وهو ينظر نحو الدوق.
“إذن، سأذهب بنفسي. هيا، ارشدني أيها الدوق.”
تابع قائلاً بابتسامةٍ عريضة.
“هذه فرصةٌ جيّدةٌ للتحقق من حال الوحوش المقدسة.”
“ولكن…”
تردّد الدوق للحظة، لكن الإمبراطور قاطعه.
“هل ترفض؟”
أجاب الدوق بسرعة.
“ليس الأمر كذلك يا مولاي، ولكن المكان لا يزال غير لائق لاستقبالك.”
“إذن، يمكنهم الحضور هنا.”
ردّ الإمبراطور وكأنه تذكّر شيئًا فجأة. ثم أكمل ببرود.
“آه، نسيتُ أنكَ قلت إنك لا تستطيع الكشف عنهم. إذن، هل يعني هذا أنه لا توجد وسيلةٌ للتحقق؟”
بدأ العرق البارد يتصبب على جبين الدوق بينيلوب.
لقد أصبح عالقًا بين المطرقة والسندان*.
(بلوفي: التعبير “عالق بين المطرقة والسندان” يعني أن الشخص في موقف صعب للغاية حيث يواجه ضغطًا أو تهديدًا من جانبين متعارضين، ولا يملك خيارًا سهلًا أو مريحًا للخروج من الموقف. يشبه ذلك وجوده بين المطرقة التي تضرب والسندان الذي يتلقى الضربة، مما يجعله في حالة حصار أو مأزق.)
وما زاد قلقه هو السلة الصغيرة التي تحتوي على وحش النمر الأبيض، الذي كان نائمًا بداخله.
تساءل في قلق.
‘ماذا لو كان الوحش ليس نائمًا حقًا، بل يتظاهر بذلك؟’
قال الماركيز بليك وكأنه قرأ أفكاره.
“تبدو وكأنك تتساءل إذا ما كان الوحش نائمًا حقًا.”
ثم نادى الماركيز بليك الوحش.
“أيها النمر الأبيض.”
نهض الوحش ببطءٍ من السلة، واستدار نحو النافذة حيث تسللت أشعة الشمس.
ورغم أن إصاباته السابقة لم تلتئم تمامًا بعد، فإنه وقف بثباتٍ وتحوّل إلى هيئة بشرية.
فجأة، لفّ ضوءٌ مبهرٌ جسد القطة الصغيرة.
وفي اللحظة التي انتهى فيها التحول، ظهر رجلٌ ذو شعرٍ أبيض طويل يتطاير في الهواء مع نسيم الصباح.
رغم أن مظهره أصبح بشريًا، إلا أن عينيه حملتا ملامح القطط المفترسة، مما جعله يبدو بعيدًا عن كونه إنسانًا.
نظر الوحش البشري، المسمَّى بـ”ميون”، مباشرةً إلى الدوق وتحدّث بصوتٍ حازم.
“لقد أمرتني يا دوق أن أقرأ ذكريات الإمبراطور.”
صرخ الدوق بارتباك.
“ما الذي تهذي به الآن؟!”
لكن ميون استمرّ ببرود.
“كما طلبت مني أن أجد نقاط ضعف الإمبراطور وأخبرك بها.”
في تلك اللحظة، نهض الإمبراطور ببطءٍ من مقعده، ولكن بدلًا من كأس الشراب، كان يحمل سيفًا داخل غمده.
أصبح وجه الدوق شاحبًا تمامًا، وركع على الأرض وهو يحاول التبرير بصوتٍ مرتجف.
“مولاي، إنها مؤامرة! لا تصدق هذه الأكاذيب!”
ردّ الإمبراطور بحدة.
“هل لديكَ دليلٌ على أن هذا كذب؟”
ثم وجّه حديثه إلى ميون.
“أيها الوحش، ماذا لديكَ لتثبت صحة ما تقول؟”
أجاب ميون بنبرةٍ هادئة غير متأثرة.
“وراء حادثة قتل الكونت لوسبينا الأخيرة يقف ييغر، الكونت رفض الانضمام إلى خطة اغتيال الإمبراطور، وتم قتله لإسكاته.”
صُدم الدوق بينيلوب وصاح بصوت عالٍ.
“هذا الوحش المجنون بدأ يثرثر بجنون!!”
لكن رغم صراخه الغاضب، بدا وجهه أزرق من شدّة الرّعب بدلاً من الاحمرار.
تمتم الإمبراطور وهو يتذكّر الكونت لوسبينا.
“لقد كان الكونت شابًا مخلصًا بشكلٍ غير اعتيادي…”
شعر الدوق فجأةً بنظراتٍ مليئة بالتهديد تراقبه من الأعلى، مما دفعه للركوع على الأرض وهو يتوسّل.
“مولاي، هذا كله افتراء! لا يجب أن تدع مثل هذه الأكاذيب تضلّلك!”
كان صوته المرتجف يهزّ أرجاء غرفة الاستقبال، وكأنه يغمرها باليأس.
تنهد الإمبراطور بعمقٍ وقال.
“لا أعلم من أصدق، أنتَ الذي لا تقول سوى الأكاذيب منذ البداية، أم شهادة الوحش المقدس؟”
تكلّم الإمبراطور ببطء.
“هذا حقًا محير، يا دوق.”
انحرفت الزاوية التي كان السيف مشهرًا بها حول رقبة الدوق، مما جعل قلبه يقفز من الخوف.
ثم، فجأة، سقط غمد السيف على الأرض، وكشف عن النصل الحاد الذي كان مخفيًا بداخله.
أدرك الدوق أن الإمبراطور يخطط لقتله، وتحولت ملامح وجهه إلى خوفٍ شديد.
قال الإمبراطور ببرود.
“أنا أكره الأكاذيب، أيها الدوق. وأكره بشكلٍ خاص الأكاذيب التي تأتي من المقرّبين…”
اختفت الابتسامة من على شفتيه، تاركةً مكانها نظرةً قاتمة.
“إنها تجعلني في وضعٍ صعب جدًا.”