Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 91
تصويت قبل القراءة~
الفصل 91
حين قال ذلك، شعرتُ بقليلٍ من الخوف ممّا يحاول الحصول عليه.
حاولتُ أن أُبعد قلقي وابتسمت بشكلٍ متكلّف بينما سألته.
“كيف عرفتَ أنّني كنتُ في خطر؟”
“رأيتُ ذلك مُصادفةً أثناء مروري.”
“حقًا؟…”
كيف يمكن لمثل هذه المُصادفة أن تحدث؟ كان الأمر غريبًا جدًا.
مع زوال التوتّر، نظرتُ مُتأخّرةً إلى غرفة النوم.
كانت الغرفة نظيفة وكأنَّ الفوضى التي حدثت الليلة الماضية مجرد سـراب، ولم يكن هناك شيءٌ مكسور.
بينما كنتُ أنظر إلى الغرفة بنظرةٍ مُتفحّصة، فُتح الباب فجأةً دون طرق.
بانغ!-
بسبب الصوت المفاجئ، قفزتُ من مكاني.
اندفعت ميلين إلى حضني وهي تبكي بصوتٍ عالٍ.
“أوه أختي! ظننتُ أنني سأفقدكِ! أوااااه!”
مسحتُ وجه ميلين، الذي كان مُبلّلًا بالدموع والمخاط، بمنديل.
ثم، تذكّرتُ فكرةً خطرت ببالي ودفعتُ ميلين قليلًا من حضني لتفحّص جسدها.
“ميلين، هل أصبتِ بأيّ مكان؟”
“أوااااه!”
هزّت ميلين رأسها نفيًا وهي تبكي بصوتٍ عالٍ.
“والآخرون؟”
شعرتُ بالراحة عندما رأيت أجاثا وليزا تدخلان خلفها.
“نحن بخير.”
“لسببٍ ما، أولئك المهاجمون سقطوا جميعًا بضربةٍ واحدة من الآنسة!”
“هاهاها، أنا قويّة!”
“الآنسة مذهلةٌ حقًا!”
يبدو أن ميلين استخدمت قوة الأرواح بشكلٍ خفي لهزيمة المهاجمين.
بعد أن مسحتُ أنفها باستخدام منديلي، نظرت ميلين إليّ بنظرةٍ متسائلة.
“لكن، أختي… هل كان ميون دائمًا بهذا الحجم؟ هل يمكن أن يكون قد نمى كثيرًا في ليلة واحدة؟”
آه.
عندها فقط تذكّرت أن ميون عاد إلى حجمه الطبيعي لأنه أُصيب.
“أحتاج إلى تفسير.”
حتى أجاثا، التي نادرًا ما تتحدّث، انضمت إلى المحادثة.
‘لا فائدة من إخفاء الأمور بعد أن كُشفت.’
تنهدتُ وبدأت أشرح ما حدث.
مع مرور الوقت، احمرّ وجه ميلين مثل البركان النشط.
“أختيييي!”
صرخت بصوتٍ عالٍ لم أسمعه من قبل، مما جعلني أرتعش قليلاً.
“لماذا لم تخبريني بهذا من قبل!”
“آسفة…”
“لقد كدتِ تكونين في خطر!”
شعرت بالحرج والارتباك لأن دورنا كالأخت الكبرى والصغرى تبدّل فجأة.
“من الآن فصاعدًا، قولي لي كل شيءٍ بصراحةٍ أمامي! عِديني!”
مدّت ميلين خنصرها فجأة.
ابتسمتُ بتكلّفٍ وربطت إصبعي بخنصرها.
نفخت ميلين خدّيها وقالت.
“أنا سأحميكِ أنتِ وميون!”
لأول مرّةٍ شعرتُ أن ميلين بدت قويّة وموثوقة.
* * *
حوالي الظهيرة في ذلك اليوم.
دخلتُ بهدوءٍ إلى الغرفة لأتفقد حالة ميون.
تبعني لينوكس.
فتحتُ الباب بهدوء، لكن عيون ميون الزرقاء حدقت فيّ مباشرةً، وكأنه متأهّب دائمًا كالقطة.
“ميون، كيف تشعر الآن؟”
“…”
“بما أنكَ تعرف كل شيءٍ الآن، يمكنك أن تعود لشكل الإنسان هنا بحرية.”
غُمر جسد ميون فجأة بضوءٍ مشعٍّ عند سماع كلماتي.
عندما رأى لينوكس شكل ميون البشري، تجمّدت ملامحه وأصبحت أكثر صلابة.
‘يبدو أنه صُدم بشدة.’
من الطبيعي أن يُفاجأ شخصٌ عادي عند رؤية تحوّل مخلوق مقدس إلى هيئة بشرية.
إنه أمرٌ نادرٌ للغاية.
“متى أصبحتَ بهذا الحجم؟”
كان في سؤاله نبرةٌ توحي وكأنه رآه عندما كان صغيرًا.
“لقد بلغتُ سن الرشد مؤخرًا.”
بعد سماع جوابه، أخذ لينوكس يتفحص ميون ببطء، ثم فجأة اندفع نحوه كالعاصفة.
بدأ يلفّه بالبطانية بحركاتٍ سريعة.
“آه! أنا مريض!”
بدا أن ميون تألّم بسبب الحركات العنيفة، وأخذ يصرخ بشكلٍ متكرر.
‘يبدو أنه بخير فعلاً.’
من الطريقة التي كان يصرخ بها، بدا أنه سيستعيد عافيته قريبًا.
في النهاية، أصبح ميون ملفوفًا بالبطانية مثل الشرنقة.
كان شكله مضحكًا لدرجة أنني كدت أضحك، لكنني لم أفهم سبب تصرّف لينوكس المفاجئ.
قرأ تساؤلي من نظراتي وتحدث أولاً…
“بما أنّه مصاب، يجب الحفاظ على حرارة جسمه.”
“عادةً يُفعل ذلك عند الإصابة بانخفاض حرارة الجسم أو الحمى-“
“لكن بما أن لديه العديد من الجروح، فهناك احتمال كبير للإصابة بالعدوى البكتيريّة.”
عند كلمات لينوكس، لم أجد ما أقوله فأغلقت فمي بصمت. حينها سألني.
“هل هو هكذا دائمًا؟”
“تقصد إذا كان يتخذ شكلًا بشريًّا عادةً؟”
“هذا أيضًا، وأيضًا… هل يتجول دائمًا بهذا الشكل العاري؟”
“آه.”
كان من الطبيعي أن الكائنات المقدسة لا ترتدي ملابس في حالتها الأصلية.
“عندما نكون وحدنا فقط، يكون على طبيعته. أما عندما نخرج، أجعله يرتدي ملابس، لذا لا داعي للقلق.”
“وحدكما فقط…”
لينوكس عبس وكأن الأمر لم يعجبه.
تدخّل ميون وهو يسعل.
“حقًّا… هل يُعامل المريض هكذا بلا مبالاة؟”
تجاهل لينوكس كلمات ميون وسألني.
“هل ستتركينه هنا؟”
“لقد طلبتُ من ليزا أن تطلب من برج السحر حماية المكان بتعاويذ، لكن من المحتمل أن يلاحقنا دوق بينيلوب مرة أخرى.”
على الرغم من التفكير في الخيارات، لم يكن هناك سوى استنتاجٌ واحد.
ولكن المشكلة كانت في تحديد المكان الذي سيذهب إليه.
“هل تعاويذ الحماية ستكون كافية؟”
نظر إليّ لينوكس بتردد.
“لا يمكنكِ حمايته دائمًا، أليس كذلك؟”
“أستطيع ذلك.”
“إذا بقيتِ معه، فسوف يشك دوق بينيلوب بكِ. يجب ألا تكوني محل شك. من أجل الخطة.”
ظهر الارتباك في عيني لينوكس الخضراء.
ابتسمت ابتسامة واثقة وقلت.
“لا تقلق. لدي خطة.”
كنت أعلم أيضًا.
أن تعاويذ الحماية لم تكن سوى حلّ مؤقت.
‘لم يعد هناك مجال للتراجع الآن.’
نظر ميون إليّ بحزن وقال بصوت منخفض.
“…آسف.”
لم أشعر بالرغبة في الغضب، خاصةً عندما كان يقول ذلك بينما أصبح الآن في حالته الضعيفة بسبب محاولته حمايتي.
كسر لينوكس الصمت المحرج.
“إذن، ماذا لو أخذته أنا؟”
صدمتني كلماته.
“ماذا؟”
بالتأكيد، إذا قام أقوى شخص في هذا العالم بحمايته، فسأشعر بالارتياح…
“قد يستهدفكَ دوق بينيلوب.”
“سأتغلب عليه.”
لم يكن ذلك تباهيًا، بالنظر إلى ما حدث الليلة الماضية.
‘مع ذلك، ما زلتُ قلقة.’
كنت على وشك التحدث عندما تذكّرت فجأة كلماته قبل خروجه للحرب.
‘هل تعتقدين أنني مجرد طفلٍ ضعيف لا يمكنه النجاة في الحرب؟’
إذا أظهرت قلقي الآن، فقد يزعجه الأمر كما حدث في تلك المرة. لذلك غيّرت الموضوع.
استدعيت ليزا، التي جلبت كيسًا لتحمل فيه ميون.
“لا تسبّب المشاكل هناك، وابقَ هادئًا يا ميون.”
“…مياو.”
أصدر ميون صوتًا ضعيفًا وكأنه فهمني.
لكن رغم ذلك، شعرت بعدم الراحة عند إرساله بعيدًا.
وكأنه لاحظ شعوري، قال لينوكس.
“لن يتم العثور عليه، لذا لا تقلقي.”
“شكرًا… حقًا.”
شعرت بالحرج من حقيقة أنني كنت أقول له “شكرًا” أكثر من أي شيءٍ آخر منذ لقائنا.
“أشعر أنني لا أقول لكَ سوى “شكرًا” طوال الوقت.”
نظر إلي بعينيه الخضراويتين وقال.
“سماع ذلك أفضل بكثير من سماع كلمة “آسفة”.”
تجنّبت النظر إليه بينما كنت أدوّر عينيّ.
“وبالمناسبة… هل يمكنني طلب شيء آخر؟”
شعرت بالحرج فجأة من طرح الأمر، فبقيت صامتة.
“يمكنكِ طلب أي شيء.”
تساءلت عن نوع الطلب الذي يعتقد أنني سأطلبه.
رغم امتناني لدعمه، شعرت بالخجل من أنني كنت أثقل عليه كثيرًا.
‘إذا ساء الأمر، قد يفقد لينوكس ثقة الإمبراطور به.’
لذلك فكّرت في خطةٍ يمكنه من خلالها كسب ثقة الإمبراطور بينما يقضي على دوق بينيلوب.
“أتحدث عن الشيء الذي قلتَه سابقًا.”
“الشيء الذي قلتُه سابقًا؟”
رفع حاجبه، كما لو أنه لم يفهم.
“الشيء الذي قلتَه في شرفة الحفل آخر مرة.”
تجمّد وجه لينوكس.
لأول مرّة رأيت التوتر يملأ عينيه الخضراويتين.
ربما كان ذلك مجرد وهم، لكن بدا وكأن خدّيه احمرّا قليلًا.
“…نعم. قولي ما لديكِ.”
توترت أنا أيضًا بسبب توتره.
“أعلم أنني قلتُ إنه لا حاجة لأن تردّ لي الجميل، وأنني لا أحتاج إلى أي شيء منكِ، ولكنني الآن أطلب هذا…”
حككت خدي وقلت.
“إذا كان ما قلتَه لا يزال قائمًا… فهل ستتآمر معي؟”