Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 88
تصويت قبل القراءة~
الفصل 88
تذكّر الدوق المحادثة التي جرت بينه وبين الإمبراطورة الأرملة منذ أيام قليلة.
‘روهان، بدأ جلالة الإمبراطور بالحديث عن وجود الأرواح المقدسة. إذا اكتشف غياب أحدها، فمن المؤكد أنه سيغضب بشدة.’
كان التقدّم بـ’قربان كامل’ هو ما يطلبه ذلك الشخص.
وإن حان اليوم الذي يجب فيه تقديم القربان، فإن الأمور ستكون معقدةً للغاية.
إذا كانت الدائرة السحرية قد تفعّلت أثناء محاولة الهروب وليس التسلّل، فمن الواضح أن من فعل ذلك لديه معرفةٌ بالدوائر السحرية الداخلية.
‘لابد أنه النمر الأبيض.’
لمعت عينا الدوق بنظرةٍ خطيرة، وكأنها تهدد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
عندما دخل إلى البرج، انتشرت رائحة الغبار القديم في الأرجاء.
وراء كل قضيبٍ كانت هناك حيواناتٌ صغيرة، محبوسةٌ في أماكن ضيّقة وغير مناسبة.
لكن من المستحيل أن تكون تلك الحيوانات عادية، فقد كانت الأرواح المقدسة التي تحدّث عنها الناس.
كانت الأرواح الصغيرة حديثة الولادة في أشكال حيواناتٍ صغيرة، غير معتادة بعد على أخذ شكل بشري.
ولكن، كما لو كانت تؤكد طبيعتها، كانت أجسادها تبعث وهجًا خفيفًا وواهنًا بالكاد يُلاحظ.
نظر دوق بينيلوب إلى المكان بنظرةٍ باردة، وسأل.
“أين كان اتجاه التصادم في الحاجز؟”
أشار دومينيك إلى جدارٍ في وسط المكان، حيث كانت الأرواح المقدسة محبوسة، وقال.
“هنا.”
ارتسمت على شفتي الدوق ابتسامةٌ خبيثةٌ عندما أدرك النية الواضحة من محاولة التسلّل.
“لكن بما أنه لم ينجح في مهمته، فمن المؤكّد أنه تعرّض لإصاباتٍ بالغة.”
ردّ دومينيك بنبرةٍ واثقة.
“على الأقل، أحد أطرافه قد كُسر.”
عبس دومينيك بخيبة أملٍ طفيفة، وكأنه مستاءٌ لعدم تمكنه من رؤية التأثير الكامل لسحره.
كان دومينيك قد برع في فنون السحر المظلم وسحر التدمير عندما كان جزءًا من برج السحر.
لكنه غادر البرج لأنه لم يتفق مع رؤيتهم التي ركّزت على تطوير سحر الحماية والبركة.
بينما كانوا يغادرون البرج، تسارعت خطوات الدوق وقال بنبرةٍ حازمة.
“سنجد هذا النمر الجريح قريبًا.”
أربع أرواحٍ مقدسة.
لضمان تقديم قربان مثالي لذلك الشخص، يجب الاستعداد جيدًا.
ابتسم دومينيك بسخريةٍ وقال.
“يبدو أنه فرَّ باتجاه قصر جاكلين.”
توقف الدوق فجأة، واتسعت عيناه بغضبٍ بارد.
‘الآن بدأتُ أفهم كل شيء!’
لم يكن من المنطقي أن يختبئ ذلك النمر في العاصمة دون أن يُكتشف.
وعندما أدرك أن النمر المقدس مرتبط بجاكلين، بدأ كل شيٍء منطقيًّا.
‘إذن، هذا ما كانوا يحاولون التستّر عليه.’
إذا كان النمر المقدس قد قرأ ذكريات جاك لورينزو، فمن المحتمل أن كل شيءٍ قد كُشف.
صرَّ على أسنانه بغضب وأردف.
“الآن أرى أن من يجب أن أقتله ليس ذلك العجوز، بل تلك الفتاة.”
كان كل شيءٍ يشير إلى أن الفتاة من عائلة جاكلين هي العقل المُدبِّر وراء هذه الفوضى.
لطالما اعتقد الدوق أن دوق دينيرو هو من يقود كل هذه الأمور.
لكنه كان مخطئًا.
لقد قلّل من شأنها لأنها كانت مجرد فتاةٍ صغيرة، وكان هذا خطأه الكبير.
إذا تمكّنَتْ من خلافة الدوقية وحازت على سلطةٍ أكبر، فمن يعرف ماذا ستفعل بعد ذلك؟
“لا يمكنني ترك أي تهديدٍ في المستقبل.”
لمعت في عينيه نظرةٌ قاتلةٌ وهو يأمر.
“ارسِلْ ييغر.”
* * *
بعد توزيع كل المنشورات التي أعددتُها، خرجتُ بخطواتٍ خفيفةٍ من قاعة الاحتفالات.
بعد انتهاء الحرب وحلول الازدهار، وجد النبلاء أنفسهم غير قادرين على إنفاق المزيد على المجوهرات فقط، فبدأوا يبحثون عن طرق ترفيهٍ أخرى.
وكان السفر أحد أفضل الخيارات لهم.
‘بمجرد أن يجرّب الناس متعة السفر، لا يمكنهم نسيانها.’
خططتُ لإنشاء متاجر كبرى بالقرب من الموانئ والمطارات، حيث يمكن للمسافرين شراء المنتجات المحليّة بخصوماتٍ خاصة.
كنتُ قد أعددت بالفعل قائمةً بكل المنتجات التي ستُعرض في تلك المتاجر.
بينما كنتُ خارجًا، كان المطر الخريفي المُنعش يتساقط بغزارة.
استقلت عربة دوقية دينيرو على عجل، ووجدت الدوق مغمض العينين ووجهه يبدو مرهقًا.
عندما ألقى نظرةً عليّ، أطلق ضحكةً خفيفةً وقال بسخرية.
“تتكلّمين عن الحياة المتواضعة، وأنتِ تجدّفين بكل طاقتكِ.”
ابتسمتُ و رددتُ.
“لقد تعلّمتُ قيمة المال، بفضلكَ. لكن لو كنتَ تخطّط لإلقاء قنبلةٍ كبيرةٍ كهذه، كان عليك تحذيري مسبقًا.”
ابتسم الدوق بخبثٍ.
“هل ينبغي أن أُخبركِ عن هديةٍ مفاجئةٍ مسبقًا؟”
كانت ملامحه تنضح بالرضا، وكأن كل شيءٍ يسير وفق خططه.
“مع ذلك، توقيتكِ كان مذهلًا. إنها أوّل مرّةٍ أرى فيها أتباعي يبتسمون بمثل هذه الوداعة.”
“…”
لم أجد ما أقوله.
بالفعل كان التوقيت مثاليًّا.
“لكن، هل ستنهي انتقامكَ عند هذا الحد؟”
“بالطبع لا.”
ارتسمت على وجه الدوق ابتسامةٌ باردة، وكأنه قد أعدّ بالفعل خطةً جديدة.
“أليس من الأفضل أن أجعلهم يتوسّلون الموت، ليكون الانتقام عادلاً؟”
قلتُ وأنا أحك خدّي بخجل.
“هل يمكنني اقتراح فكرةٍ لخطة الانتقام؟ هناك شيءٌ أرغب في القيام به، لكنه يخيفني بعض الشيء بمفردي.”
“كان يجب أن تُخبريني بذلك منذ البداية!”
عبّر الدوق عن انزعاجه وهو يشهق بخفة.
توقّعتُ أن يردّ باستخفافٍ قائلاً. “ماذا تعرفين عن الانتقام؟” لكنه بدا متحمسًا على نحوٍ غير متوقّع.
“إن كان هناك شيءٌ تخافين القيام به بمفردكِ، فلا بد أنه انتقامٌ مذهل. أنا متشوّقٌ لمعرفة التفاصيل.”
تكلّمتُ بتردّد.
“لكن، أحتاج موافقة شخصٍ آخر قبل أن أُخبرك. لذا سأوضّح لاحقاً.”
بالطبع، لم أكن بحاجةٍ إلى موافقة شخصٍ واحد فقط، بل إلى موافقة روحٍ مقدسة.
* * *
عندما عدتُ إلى المنزل، كانت جوليا تنتظرني وهي تحمل مظلة، لكن وجهها بدا أكثر جديّة من المعتاد.
ما إن وصلتُ، حتى خرجت ميلين مُسرِعةً دون أن ترتدي حتى معطفًا واقيًَا من المطر، وبالكاد كانت قد خلعت ثوب الحفلة.
“ميلين، ما الأمر؟”
“أختي… هناك شيءٌ غريب! غريبٌ جدًّا!”
بدت علامات القلق جليّةً على وجه ميلين وهي تضرب الأرض بقدميها.
أحسستُ أن هناك شيئًا غير طبيعيّ يحدث.
“ميون لم يعد حتى الآن…!”
“ماذا؟”
“لقد خرجت أجاثا وليزا للبحث عنه… لكنهما لم يعثرا عليه حتى الآن!”
“متى كان آخر ظهورٍ له؟”
“الخدم قالوا إنه كان هنا حتى الظهر.”
أجابت جوليا بهدوء.
“لقد اختفى منذ الظهيرة ولم يعد.”
فهمتُ سبب قلق ميلين.
لم يسبق لميون أن غاب عن المنزل كل هذا الوقت.
‘كان يخرج كثيرًا مؤخرًا.’
حذّرتُه من قبل، وقلتُ له إنه إذا واصل الخروج بهذه الطريقة فقد يجذب انتباه بينيلوب.
لكن بدل أن يسخر كما يفعل عادة، كان صامتًا في ذلك اليوم.
‘لا أُصدّق… هل يعقل أن…؟’
شعرتُ بخوفٍ غريبٍ يزحف داخلي.
“من كان آخر من رآه؟”
“كان في المكتبة بالطابق الثاني.”
“المكتبة؟”
بدأتُ أفكّر بسرعةٍ بما قد يكون في المكتبة.
كانت مجرد غرفةٍ مليئةٍ بالكتب القديمة.
ومع ذلك، تذكّرت أنه كان يقرأ كتب السحر هناك مؤخرًا.
‘لا يمكنني الجزم بعد.’
كان من المبكر ربط اختفائه بالسحر.
“سأبحث عنه بنفسي.”
بدأت أبحث في أرجاء المنزل، مُتذكِّرَةً المَثل القائل “قد يكون الشيء تحت الأنف ولكنه غير مرئي.”
بالرغم من الإرهاق الذي أُشعر به من العمل الطويل، لم أكن أملك الوقت للتوقّف والرّاحة.
بعد ساعةٍ تقريبًا من البحث، استدرتُ إلى ميلين وقلت.
“اطلبي مساعدة الأرواح!”
أومأت ميلين برأسها فورًا.
بمجرد أن شعرت بموافقتها، أغمضت عينيها واتصلت بروحها المألوفة.
“إنه في الحديقة الخلفيّة!”
انطلقتُ أنا وميلين بسرعةٍ نحو الحديقة الخلفيّة.
“ميون!”
عندما وصلنا، رأيناه مستلقيًا على الأرض في شكله الحيواني.
“ميون…!”
كانت ميلين على وشك البكاء عندما رأت حالته.
“ماذا نفعل؟!”
تركتُ ميلين في قلقها بينما حملته برفقٍ وأخذته إلى غرفتي.
رغم أنه لم يكن مصابًا بجروحٍ مميتة، إلا أن ساقه كانت مكسورةً مما جعله غير قادرٍ على الحركة.
في طريقنا، رأتنا ليزا التي بدت مصدومةً وقالت.
“يا إلهي! سأذهب حالًا لاستدعاء الطبيب!”
لكني أوقفتُها فورًا.
“انتظري! لا تستدعي الطبيب بعد.”
“لكن…”
“الجميع، غادروا الآن. سأتعامل مع الأمر.”
أغلقتُ الباب خلفي بعد أن خرج الجميع.
جلستُ بجانب ميون، ووضعت يدي على جسده، لأشعر بشيءٍ غريب.
طاقتي بدأت بالانسحاب ببطء.