Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 86
تصويت قبل القراءة~
الفصل 86
كما لو أن كلماته لم تكن مبالغةً على الإطلاق، كانت النظرات التي تجمّعت عليه مليئةً بالإعجاب.
وبالطبع، كنتُ واحدةً من بين تلك النظرات.
“لماذا؟ هل تريدين أن تغيري شريككِ الآن؟”
قال ألفيو بسرعةٍ وهو ينظر إليّ.
كان من الواضح أنه يحاول تجنّب خطوات قدمي، فابتسمتُ بخبث.
“لا بأس. يكفيني أن أدهس قدميكَ أنت فقط.”
“حقًا، هذا قاسٍ جدًا.”
بعد قليل، انتهت مقطوعة الفالس.
وعندما خرجنا من ساحة الرقص، كان الدوق دينيرو يحتسي الشمبانيا.
كنتُ قد استمتعتُ بالرقص أكثر مما توقّعت، لذا قررت أن أتحدّث إليه.
“هل ترغب في الرقص أيضًا، سيدي الدوق؟”
“على ماذا أستند لأثق في مهاراتكِ الضعيفة في الرقص؟ هل تريدين تحطيم قدمي أيضًا؟”
تبًا، هل كان ذلك واضحًا لهذا الحد؟
بعد أن تم رفضي بشكلٍ واضح من قبل هذا الرجل المُسن، لم أجد من أرقص معه.
شعرتُ بفقدان الثقة بنفسي وجلستُ في زاوية، أرتشف الشمبانيا بوجهٍ متجهّم، أراقب الحفل يمضي قدمًا.
رأيتُ لينوكس يقترب من ألفيو الذي كان يؤدّي دور خادم الشمبانيا للبروفيسورة مرّةً أخرى.
‘قالا إنهما صديقان، أليس كذلك؟ ربما يستغلان الوقت لاستعادة ذكريات الماضي.’
تذكّرتُ هذه الحقيقة المنسية وأنا أشاهد لينوكس وألفيو يتحدّثان معًا لبعض الوقت.
بدت عليهما الألفة، لذا خرجتُ إلى الشرفة لأستنشق هواء المساء.
سووششش-
“آه، الجو بارد.”
كانت الشرفة الخارجية تعصف بها رياح الليل الباردة بلا أيّ حاجز.
رغم أن خريف إمبراطورية سيريل كان دافئًا خلال النهار، إلا أن هواء الليل كان باردًا لدرجة أن أنفي بدأ يشعر باللسع.
بعد أن مكثتُ هناك لبعض الوقت، قررتُ العودة، لكنني توقّفت عندما رأيت شخصًا يدخل الشرفة.
“لين.”
يا للأسف، الشخص الأكثر حرجًا بالنسبة لي لمواجهته في مكانٍ كهذا كان الآن يقف أمامي.
تذكّرتُ مواقفًا قريبةً لي معه، وحاولتُ إخفاء توتّري وأنا أتكلّم.
“على أي حال، كنتُ سأعود، لذا يمكنكَ البقاء هنا.”
“كنتُ أبـحث عنـكِ.”
توقّفتُ عند سماعي صوته وهو يوقفني.
“كنتَ تبـحث عـني؟”
“هناك شيءٌ أريد التحدّث معكِ بشأنه على انفراد.”
اقترب مني دون أن أُدرك، ووجدت نفسي أتراجع خطوةً للخلف.
ولكنني توقّفت عندما رأيتُ في عينيه الخضراويتين تعبيرًا مليئًا بالتعقيد.
‘لماذا ينظر إليّ هكذا منذ البداية؟’
شعرتُ بالفضول وسألته.
“ما الأمر؟”
فتح لينوكس فمه أخيرًا وتحدّث.
“أريد أن أعرف السبب وراء اختياركِ هذا.”
“أيُّ اختيار؟”
“تطوير الطائرة القتالية. لو كنتِ قبلتِ، لربحتِ ثقة الإمبراطور بسهولة.”
“آه.”
كنتُ على وشك الإجابة بعفويّة، لكنني أغلقتُ فمي.
‘لأنني كنتُ قلِـقَةً علـيكَ.’
كان من المحرج أن أقول ذلك.
لم أكن متأكّدةً من أنه سيصدقني، وشعرت وكأنني أحاول التفاخر.
في الماضي، عندما كنتُ أُقدم له دعمي بشكلٍ سرّي خوفًا عليه، انتهى به الأمر غاضبًا وقرر الخروج للحرب.
بتذكّري ذلك الوقت، حاولت الإجابة بصوتٍ محايدٍ قدر الإمكان.
“كانت هناك بعض العيوب التقنيّة… وأيضًا، أنا أُدير شركة نقل، ولستُ تاجرة أسلحة.”
نظر إليّ بنظرةٍ غريبة، ما جعلني أشعر بالقلق من أنه قد اكتشف كذبتي.
“كح كح.”
تسبّب الهواء البارد في صدري بنوبةٍ من السعال. وما إن بدأتُ أسعل حتى خلع لينوكس معطفه.
“عذرًا.”
وضع معطفه الدافئ على كتفي.
كان معطفه، المليء بحرارة جسده، دافـئًا لدرجة أنني شعرتُ وكأن البرد قد اخـتفى في لحظة.
“لا حاجة لهذا، حقًا…”
“أنا أشعر بالحر، وأنتِ تشعرين بالبرد. لنساعد بعضنا إذن.”
كان لينوكس يبدو وكأنه لا يشعر بأي برودةٍ على الإطلاق.
في الحقيقة، كنتُ أشعر أنني قد أتجمّد حتى الموت لو بقيت هكذا، لذا أمسكتُ بالمعطف جيدًا وقلت.
“شكرًا لكَ.”
نظر إليّ بتمعّنٍ وأطلق تنهيدةً خفيفة.
‘تلك النظرة مجددًا…’
كانت نظرته تلك تبدو وكأنه يواجه شعورًا مكبوتًا.
بدأتُ أشعر برغبةٍ في معرفة ما يدور في ذهنه.
“هل ربما…”
“نعم؟”
“لا شيء.”
انعكس تعبيرٌ معقدٌ في عينيه.
“هل أُعيد لكَ المعطف الآن؟”
“لا، أُشعر بـحرارةٍ شديـدةٍ داخلي الآن.”
“أه، أهذا صحيح…؟”
لماذا يشعر فجأةً بحرارةٍ داخله؟
‘هل يمكن أن يكون السبب أنا؟’
ألقيت نظرةً خفيّةً عليه، لكنه كان يوجّه عينيه إلى الخارج ويزفر الأنفاس مرارًا.
ثم، وكأنه اتّخذ قرارًا، فتح فمه وقال.
“لم أنسَ ذلك ولو للحظةٍ واحدة.”
نظرتُ إليه بدهشةٍ من كلماته المفاجئة.
“لم تنسَ ماذا؟”
“الأشياء التي غيّرت حياتي، سواءً بشكلٍ كبيرٍ أو صغير. كل ذلك كان بسبب ما فعلتهِ لي، كليـمنس.”
واصل كلامه بوجهٍ بالغ الجدّية.
“لهذا قررتُ أن أردّ لكِ المعروف.”
“ماذا؟”
“لهذا ذهبتُ إلى هناك في ذلك الوقت، لكنني قُوبلتُ بالرفض.”
عندما أدركتُ ما كان يحاول قوله، شعرتُ بالحرج وبدأت أحك خدّي.
“لا داعي لأن تردَّ المعروف الذي قدمتُه لك.”
الآن وقد فهمتُ سبب تقديمه عرض الشريكة، كان علي أن أقدّم له جوابًا واضحًا.
على الأرجح، أراد من خلال اقتراحه هذا أن يساندني، أنا التي أصبحت غير مرغوبةٍ لدى البلاط الإمبراطوري.
ورغم أن نيته كانت محل تقدير، فإنني لم أكن أتوقّع أي مقابلٍ لما قدمته له.
‘كل ذلك كان من أجل سلامي الداخلي.’
صحيحٌ أن ذلك كان له غرضٌ معين إلى حدٍّ ما، ولكنني لم أكن أنوي أبدًا الحصول على شيءٍ منه.
سلامه كان يعني سلامي أنا أيضًا.
“لا، لا يمكنني فعل ذلك.”
كانت نظرته أعمق من أي وقتٍ مضى، مليئةً بالإصرار.
“سمعتُ أنكِ تكبدتِ ديونًا بسببي.”
“كـ- كيف علمتَ بذلك؟”
كان هذا الأمر سرًّا بيني وبين الدوق دينيرو فقط.
كان معروفًا للجميع أن ديوني ناجمة عن استثمارات تجاريّة مفرطة.
“إذا كان ذلك هو السبب، فلا داعٍ للقلق.”
رغم كلامي، كانت عيناه مصممتين بشدّة، وكأنهما عيون شخصٍ لا يريد أن يفوّت الفرصة.
“لا، يجب علينا الوفاء بالعقد. ولهذا سأتحمّل المسؤولية.”
“مسؤولية؟”
كنت أريد أن أقول إنه لا داعٍ لتحمّل أي مسؤولية.
وفوق ذلك، لم أفهم ما هي هذه المسؤولية التي يتحدّث عنها بهذه النبرة الجادة.
‘هذا يجعلني أشعر ببعض القلق.’
بعد لحظةٍ من الصمت، فتح لينوكس فمه مرّةً أخرى بوجهٍ حاسم.
“تزوّجيـ—”
طرق طرق-
في تلك اللحظة، طرق خادم البلاط الإمبراطوري باب الشرفة وقال.
“صاحب الجلالة يطلب حضوركَ، ماركيز بليك.”
عبس لينوكس بشكلٍ واضحٍ عند سماعه الرسالة، وبدت عيناه وكأنهما تكبتان شتائمًا كثيرة.
“على أية حال.”
بعد أن أطلق زفرةً طويلة، عاد إلى قاعة الحفل بخطواتٍ ثقيلة.
تُرٍكتُ وحدي على الشرفة، حاولتُ أن أخمّن ما كان يحاول قوله.
‘تزوّجي؟ زواج؟ قرار؟ اتفاق؟’
مهما فكّرتُ في الأمر، بدا السياق غريبًا جدًا.
‘لا، من المستحيل أن يكون يقصد الزواج.’
لم يكن منطقيًّا أن يقدّم لي لينوكس عرض زواجٍ هكذا.
كانت الفكرة التي طرأت على ذهني سخيفةٌ لدرجة أنني انفجرت في ضحكٍ خافت.
ولكن أثناء ذلك، استطردتُ كلماته.
‘لا، يجب علينا الوفاء بالعقد. ولهذا سأتحمّل المسؤولية.’
ما الذي كان يقصد بتحمّل المسؤولية؟
‘عقد الرعاية بيني وبين لينوكس.’
كنت قد نسيتُ أمره بسبب انشغالي، لكنه لا يزال محفورًا بوضوحٍ في ذاكرتي، رغم أنه مضى عليه عشر سنوات.
‘على الطرف (ب) أن يقدّم كل ما في وسعه للطرف (أ) كتعويضٍ عن الرعاية.’
كان هذا البند يمثل شرطًا مجحفًا للغاية بالنسبة له، لكنه عرضه بمحضِّ إرادته.
لقد كان شابًا عاش لسنواتٍ في الأزقة الخلفية، فلا يمكن أن يكون غافلاً عن فخ مثل هذا الشرط.
‘لابد أنه كان يشعر بعدم الارتياح لقبول الرعاية دون مقابل.’
الآن، أفكّر أنه كان حقًا عنيدًا بشكل مزعج.
‘لكن أليس هذا العقد قد أصبح لاغيًا؟’
هو نفسه رفض الرعاية وغادر إلى الحرب.
لم أتوقّع أبدًا أن يُثار هذا الموضوع الآن.
‘لكن إذا نظرتُ إليه بتمعن، فإن العقد ما زال ساريًا.’
لم نكتب أي وثيقةٍ لإنهائه، ولم نذكر أي شروطٍ لفسخه.
ذلك لأنني لم أكن أخطّط للتوقّف عن رعايته، ولم أتوقع أبدًا أن يرفضها.
‘لكن ها هو قد رفضها.’
كانت الأمور تسير وفق توقعاتي في أغلب الأحيان، باستثناء تلك المتعلقة به.
ربما كان هذا أحد الأسباب التي جعلتني أشعر دائمًا بأنه شخصٌ يصعب التعامل معه.