Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 84
تصويت قبل القراءة~
الفصل 84
نظرت عينا إليهو إليَّ بحدٍّة بعد كلامي.
شعرتُ بالخطر، فتراجعتُ خطوةً إلى الوراء وتحقّقت بسرعةٍ من يديه.
‘تصريحي الآن يستحق صاعقة، أليس كذلك؟’
لحسن الحظ، كانت يداه خاليتين وبدون عصا.
تذّكرتُ أن أدوات الهجوم ممنوعةٌ في حفلات الإمبراطوريّة، فتنفست الصعداء.
“ألم تأتِ البروفيسورة ماكيرمان؟”
“إنها هناك، ومعها خادمها المخلص.”
اتبعتُ نظرة إليهو المليئة بالحسد فرأيت البروفيسورة ماكيرمان تقف بجانب ألفيو.
كان ألفيو خادمًا مثاليًا، يقوم بجلب الشمبانيا للبروفيسورة.
بدا وكأن ثلاث سنواتٍ قضاها كطالب بحثٍ تحت إشرافها قد ظهرت بوضوح.
في تلك اللحظة، صاح أحد الخدم بصوت عالٍ داخل القاعة.
“الماركيز بليك يدخل!”
توجّهت أنظار جميع النبلاء في القاعة نحو المدخل.
فُتح الباب ودخل ماركيز بليك، لينوكس.
كان يرتدي زيًّا أسود يرمز إلى الحرس الملكي الخاص، ويبدو كذئبٍ برّي.
تحت الأضواء الذهبية، كان هذا الرجل الوسيم بجمالٍ صارخٍ يعبر القاعة بسلوكٍ متغطرس دون أن يكترث للآخرين.
ظهرت علامات الدهشة على وجوه النبلاء الذين شاهدوا هذا المشهد غير المتوقع.
تمتم أحدهم .
“يأتي للحفل دون شريكة…”
حتى أنا، لم أكن أتوقع أن يكون لينوكس أول من يكسر هذا العرف.
نظرتُ إليه بدهشة، لكن سرعان ما احتشد حوله العديد من النبلاء، فلم أعد أستطيع رؤية وجهه.
“هذا… لم يكن مُتوقَّعًا حقًا.”
“بالضبط.”
أومأتُ برأسي تلقائيًا استجابة للصوت الذي بجانبي، ثم أدركت متأخرةً أن المُتحدِّث كان ألفيو، فشعرت بالحرج.
“ألم تكن تساعد البروفيسورة ماكيرمان؟”
وبسبب انتباهي لنظرات المحيطين، قررتُ تغيير أسلوبي في الحديث لتجنّب أي سوء فهم، فبدأتُ أُخاطبه باحترام.
“عليّ الآن أن أبدأ العمل.”
شعرتُ بمرارة الحاجة إلى المال.
خلال السنوات الخمس الماضية، وأيضًا خلال هذا الحفل، تأكّدت أن المال هو السلطة، مهما أنكر النُّبلاء التقليديّون ذلك.
اضف إلى ذلك، أنني بحاجةٍ لتحسين صورتي لأن خطوتي التالية تستهدف الطبقة الأرستقراطيّة.
“هل التقيتِ بـلين قبل المجيء إلى هنا؟”
ردَّ ألفيو بسؤالٍ بدلاً من الإجابة.
نظرتُ إليه بدهشةٍ وعينَيّ مفتوحتان على مصراعيهما.
“كيف عرفتَ؟”
“إذن، تم رفضه.”
“ماذا؟”
“لا شيء.”
قال ألفيو هذا الكلام الغامض، ثم نظر خلفه وغادر مسرعًا.
نظرتُ إلى حيث كان ينظر، فرأيت البروفيسورة ماكيرمان تحدّق نحونا، ويبدو أنها استدعت ألفيو بنظرة عينيها.
كان ألفيو بارعًا في فهم هذه الإشارة.
‘لقد أصبح ألفيو خادمًا ممتازًا.’
راقبته بنظرةٍ متعاطفةٍ أثناء مغادرته.
يبدو أن تأقلمه مع الوضع يضمن له عمرًا أطول.
في تلك اللحظة، شعرتُ بشخصٍ ما يصطدم بكتفي.
“آه، عذرًا- … صاحب السمو الدوق أندرياس؟”
عندما تأكّدت من الشخص الذي اصطدمت به، كنت على وشك الصراخ لا إراديًا.
‘إنه هو، بشعره الورديّ الفريد…’
لم أكن أتوقّع رؤية الوجه الذي رأيته في معبد أستيريا هنا.
رغم أن ملامحه العامة كانت ناعمة، إلا أن نظرته كانت أكثر حِدّةً وغموضًا من يوليان.
‘حقًا، هما لا يشبهان بعضهما.’
إذن، هل يشبه يوليان والدته الدوقة؟
نظر إليَّ الدوق أندرياس مطولاً قبل أن يتحدث.
“هل أنتِ الكونتيسة جاكلين؟”
أن يعرفني الدوق نفسه كان أمرًا غير متوقع.
شعرتُ بالدهشة داخليًا، لكنني حيّيته دون إظهار ذلك.
“آه، نعم، يشرفني اللقاء بك، صاحب السمو الدوق.”
“سمعت عنكِ الكثير. كنت أرغب في لقائكِ، وها نحن نلتقي.”
ردّه كان محترمًا ومهيبًا.
“كنتَ ترغب بلقائي؟”
“سمعتُ أنكِ الشخص الوحيد الذي يمكن لابني التعرّف عليه.”
“آه…”
ابتسمتُ بحرج.
أن أكون الشخص الوحيد الذي يمكن لشخصٍ يعاني من صعوبة التعرّف على الوجوه أن يُميّزه… كان ذلك لا يزال يسبب لي شعورًا بالعبء.
“يبدو أنني أمتلك ملامحًا مُميّزة.”
ابتسم الدوق دون أن يرد على كلامي.
شعرتُ ببعض الإحراج، لكنه لم يكن يبدو كمن يضع حواجز بيننا.
فجأة، خطرت لي فكرة، ولمعت عيناي.
‘ما قلتُه عن الشعور بالعبء… أسحبه تمامًا.’
لقد حان الوقت للبدء في مشروعي.
تناولت كأس شامبانيا من الخدم الذين كانوا يحملونها وقدّمته للدوق بلطف.
“ما رأيكَ في تناول كأس؟”
“كنتُ بحاجةٍ إلى رفيق حديث، يبدو أنه وقتٌ مناسب.”
صدمت كأسه بخفّةٍ بكأسي ثم ارتشفت رشفةً صغيرة.
“مع انتهاء الحرب، يبدو أن إمارة أندرياس ستجذب الكثير من السياح.”
كانت أندرياس الإمارة الوحيدة في الإمبراطوريّة التي تضم جزيرةً كجزءٍ من أراضيها.
الجزيرة، المعروفة اختصارًا بـ”جزيرة رياس”، كان اقتصادها يعتمد على السياحة.
بشواطئها الجميلة وأشجار النخيل والأزهار التي تملأ طرقاتها، كانت وجهةً مثاليّةً للاستجمام.
ابتسم الدوق ابتسامة خفيفة وقال.
“لم تكن مكانًا يُذكر، لكن من يزورها مرّةً، لا بُدّ أن يعود إليها.”
هل يحاول التواضع بينما يتفاخر؟
كما توقّعتُ، كانت ملامح الدوق تحمل بوضوحٍ شعورًا بالفخر.
ولكن خلف ابتسامته الراضية، كانت هناك لمحةٌ عميقةٌ من الحنين.
راقبته بنظرةٍ متسائلة، وسرعان ما فهمتُ السبب.
كان تطوير السياحة هو الفكرة التي ابتكرتها الدوقة الراحلة لتجاوز ضعف السوق الداخلية بسبب قلّة السكان.
“على ما أذكر، كانت الدوقة ووالدتي، الكونتيسة جاكلين، صديقتين مقربتين.”
“نعم، هذا صحيح.”
كنتُ قد نسيت لفترة، لكن والدتي والدوقة كانتا معروفتين بصداقتهما الوثيقة عندما كانتا على قيد الحياة.
‘لقد مرّ أكثر من 15 عامًا على ذلك…’
شعرتُ ببعض الارتباك عند ذكر والدتي فجأة، لكنني أدركت أنها فرصةٌ جيدةٌ لمتابعة الحديث بشكلٍ طبيعي.
“كانت والدتي دائمًا ما تتحدّث عن روعة جزيرة رياس.”
ازدادت ابتسامة الدوق وضوحًا.
استمددتُ الشجاعة من تلك الابتسامة لأدخل في الموضوع الأساسي.
“لذلك، كنت أتساءل، هل فكرتم في استقبال عددٍ أكبر من السياح؟”
“أوه، وهل لديكِ طريقةٌ لتحقيق ذلك؟”
كما توقعت، ردَّ الدوق بحماس.
‘الدوق المعروف بحُـبِّه لزوجته الراحلة لن يهمل مشروعها بالتأكيد.’
أخرجتُ كتيبًا ترويجيًّا للسفر من حقيبتي الصغيرة وقدّمته له.
“أوه، يبدو لافتًا للنظر حقًا.”
نظر الدوق إلى الكُتيب بإعجاب، مما جعلني أشعر بالفخر.
كنتُ قد تعلّمت تصميم الكتيبات أثناء تعلمي أساليب البيع، لذا كنت واثقةٌ من جودة عملي.
بينما كنت أتحدث مع الدوق بحماسٍ عن المشروع-
“الكونتيسة جاكلين؟”
التفتُ لأجد بعض النبلاء المحيطين بنا يتحدثون إليّ بوجوهٍ مهتمة.
‘رائع!’
كما توقّعتُ، جذب الحديث مع الدوق اهتمامهم.
صرختُ من الداخل فرحًا، لكنني تظاهرت بالدهشة بمهارة.
“أوه، الكونت غوتييه، والبارونة دي أليري!”
كان معظمهم من النبلاء الذين كنت أعرفهم.
لقد قابلتهم من قبل أثناء تعاملاتي مع دوق دينيرو.
‘إذن، هؤلاء هم الحاشية الرئيسيّة لدوق دينيرو.’
كان من الواضح أن موافقتهم ضروريّةٌ للحصول على دعم الدوق في نهاية المطاف.
وكان هذا هو الوقت المثالي لإظهار كفاءتي لهم.
“سمعنا أن لديكِ علاقةٌ وثيقةٌ مع الدوق.”
“أعتبر نفسي محظوظة، فهو دائمًا ما يعتني بي كما لو كنتُ حفيدته.”
‘أيُّ جَدٍّ يثقل كاهل حفيدته بدينٍ قيمته 30 مليون، يرتفع مع الفوائد إلى 60 مليون قطعة ذهبيّة؟’
بالطبع، لم يكن الحاضرون على علمٍ بذلك، لذا تبادلوا نظرات مليئة بالسرور.
“يبدو أنكِ محظوظةٌ حقًا.”
استمرّ الحديث بيننا بشكل ودي، لكنني كنت أراقب الفرصة المناسبة بعناية.
وعندما رأيت اللحظة المناسبة، تحدثتُ بنبرةٍ هادئة.
“الآن، بعد انتهاء الحرب، هل تفكّرون بالسفر؟”
“السفر؟ حديثكِ يثير الحماس لفكرة السفر.”
“وأنا كذلك. لم أذهب في رحلةٍ منذ عشر سنوات.”
بعد الإجابة، بدا أنهم أدركوا أن الحديث لم يكن فقط عن السفر، بل هناك شيءٌ أكبر خلفه.
“إذن، هل تودون رؤية هذا؟”
ابتسمتُ وسلمت الكتيب الترويجي لهم.
مشروعي الجديد هو “تارا للسياحة”، الذي يأتي بعد “تارا للنقل”.
وكانت خطوتي الأولى هي تقديم تجربة سفرٍ فاخرة عبر الرحلات البحريّة.