Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 81
تصويت قبل القراءة~
الفصل 81
خرجتُ من قصر الدوق وركبتُ العربة، لكن توالي الأحداث المربِكة جعل رأسي يدور، ففتحت النافذة.
دخل هواء الخريف المنعش الذي أزاح حرارة الصيف، مما ساعدني على تصفية ذهني قليلاً.
‘إذن، لم يكن الدوق هو من منعني من وراثة العائلة، بل أبي؟ والآن يسألني إذا كنت أرغب في أن أصبح وريثةً لعائلة دينيرو؟’
هل هذا يُعتبر كلامًا جادًا؟
كدتُ أردّ على الفور قائلةً: ‘بالطبع! هل يجب أن أناديكَ جدّي من الآن فصاعدًا؟’ لكنني بالكاد تمالكتُ نفسي.
كنتُ أعلم منذ فترةٍ طويلة أن الدوق يرى فيَّ خليفةً محتملاً.
فهو الذي يكره الأعمال الخيريّة أكثر من أي شيءٍ آخر، ومع ذلك أحاطني بمعلمين فخمين في قصر الدوق.
من لا يلاحظ هذا التصرّف فهو أحمق.
‘شعاري الشخصي هو القناعة بما لديّ؟ هراء! من الآن فصاعدًا، سيكون شعاري العيش برفاهيّةٍ ورخاء.’
كان يُشتبه بأن دوق بينيلوف هو من قتل الكونت جاكلين وزوجته، بل وكان يحاول التخلّص من دوق دينيرو أيضًا.
بمعنى آخر، يمكنه القضاء عليّ بسهولة كما لو كنتُ سمكةً صغيرة.
لقد كنتُ مسترخيةً أكثر من اللازم طوال هذا الوقت.
لم يعد من الممكن أن أعتبر موت الكونت جاكلين وزوجته شأنًا لا يعنيني.
وفي ظلّ هذه الظروف، جاءني هذا العرض ليكون بمثابة طوق نجاة.
لكن لماذا لم أوافق فورًا على أن أصبح الوريثة؟
“هاهاها… يبدو أن هناك أيامًا كهذه في الحياة.”
عليّ على الأقل التظاهر بالتردّد، كي أترك الدوق في حالة قلق.
هذه هي لعبة قلب الأدوار.
تذكُّر السنوات الثلاث الماضية التي عانيتُ فيها من الفائدة القاسية التي فرضها عليّ يجعلني أستيقظ مذعورةً في منتصف الليل حتى الآن.
ابتسمتُ ابتسامةً ماكرة، مستمتعةً بلحظة انتصاري.
‘هاه؟’
عندما وصلت العربة إلى القصر ونزلتُ منها، لفتت انتباهي عربةٌ غريبةٌ متوقّفةٌ أمام المدخل.
“ما هذه العربة؟”
هل لدينا عربةٌ فخمةٌ كهذه في منزلنا؟
كانت عربةً سوداء منقوشة بالذهب، تحمل شعار ذئبٍ أبيض.
لم أرَ هذا الشعار من قبل.
‘مجرد النظر إلى جودة المواد المستخدمة فيها يخبرني أن مالكها نبيلٌ ثري.’
ألقيتُ نظرةً على العربة التي جئتُ بها.
كانت قديمةً وبالية، استبدلتُها بسبب تسديدي ديونًا بقيمة ثلاثين مليون قطعةٍ ذهبيّة.
بجانب تلك العربة الفاخرة، بدت عربتي وكأنها عربةٌ متهالكةٍ على وشك التقاعد.
(بموت😭😭😭😭)
بينما كنتُ أحدّق بعينينٍ يغمرهما الحسد، فُتح باب العربة الغريبة فجأة.
“آه، أهذا يعني أن أحدهم كان بالداخل؟”
إذن، لقد رآني وأنا أحدق بعربة الآخرين وكأنني غبيّة؟
احمرّت وجنتاي خجلاً، وشعرتُ بحرارةٍ تتسلّل إلى وجهي.
وفي تلك اللحظة، اقترب مني أحدهم.
خطواته كانت بطيئةً وواثقة.
“مرّ وقتٌ طويل.”
عندما توقّفت خطواته، سمعتُ صوته الهادئ فوق رأسي.
‘هذا الصوت… أظن أنني سمعتُه من قبل.’
رفعت رأسي تلقائيًا لأرى صاحب الصوت، وتجمّدت في مكاني.
كان واقفًا هناك، تغمره أشعة الغروب، يشعّ بجاذبيّةٍ برّيّة.
أنفه المرتفع، وفكّه المحدّد، وشفتيه المرسومتين بإتقان، جعلت منه لوحةً فنيةً متحرّكة.
للحظةٍ، شعرتُ وكأن الهواء قد انقطع عني.
“أستاذة.”
ابتسم ابتسامةً خفيفة وكأنه يستذكر شيئًا، فتألّقت عيناه الخضراوتان.
“لم تعودي أستاذةً الآن، أليس كذلك؟”
كان لينوكس.
* * *
طقطقة.
انكسر الصمت في غرفة الاستقبال بصوت فنجان شايٍ وُضع على الطاولة.
كانت ليزا تصبّ الشاي، وملامحها تُظهر اهتمامًا بالغًا.
“إذا انتهيتِ من صبّ الشاي، يمكنكِ المغادرة.”
“…هاه.”
تنهّدت ليزا بأسفٍ واضحٍ قبل أن تغادر غرفة الاستقبال.
‘هل يمكن أن تكون ليزا من معجبي لينوكس؟’
في الآونة الأخيرة، كانت شهرة لينوكس تتصاعد بشكلٍ جنوني في العاصمة.
راقبتُ ليزا بنظرةٍ جانبية، بينما كانت تبتعد بخطى ثقيلة، ثم حوّلت نظري إلى لينوكس الجالس أمامي.
كان يجلس متقاطع الساقين، تبدو عليه الأناقة الممتزجة بالغرور.
‘همم، لا عجب أن لديه الكثير من المعجبين.’
البطل المثالي الذي قاد حربًا دامت قرابة عشر سنواتٍ إلى نصرٍ باهر، ويمتلك مظهرًا آسرًا بجنون.
لا أعتقد أن هناك أحدًا في العاصمة يُمكن أن يكرهه.
لكنني شعرتُ بغرابةٍ تجاهه، فقد اختفت ملامح البراءة التي كانت تميّزه في الماضي، وحلّ محلها مظهرٌ بالغٌ ورزين.
‘لماذا جاء إلى هنا؟’
هل يمكن أنه تذكّر شيئًا؟
مجرد تخيّل ذلك جعلني أشعر بالقشعريرة.
جفّ حلقي تلقائيًا، فارتشفت رشفةً من الشاي لترطيبه، لكن الحرارة لم تخفّف عطشي على الإطلاق.
“كيف كنتِ خلال هذه الفترة؟”
كنتُ أراقبه بلا وعي وكأنني أُحلّله، لكن سؤاله أعادني إلى الواقع فجأة.
“آه، نعم. وأنتَ، حضرة… الماركيز؟”
تذكرتُ على مضضٍ مكانته التي ارتفعت فجأة، وحاولتُ تعديل طريقة كلامي.
لكن تغيير عادات الحديث التي التصقت بي لسنواتٍ لم يكن أمرًا سهلاً.
بالطبع، لم يكن هذا سوى جزءٍ من ارتباكي بسبب زيارته المفاجئة.
ردّي المتلعثم جعله يبتسم ابتسامةً خفيفةً وقال.
“تحدّثي براحة.”
“…حسنًا، كيف حالكَ؟”
أجاب بابتسامةٍ عريضة.
“بفضلكِ، كنتُ بخير.”
‘بفضلي؟ ما الذي يقصده بذلك؟’
ربما كانت مجرد عبارةٍ عابرةٍ بالنسبة له، لكنها بدت وكأنها تحمل معاني أعمق.
“إذا كنتَ قد أتيتَ لرؤية ميلين، فربما عليك الانتظار قليلاً. أعتقد أنها خرجت، لكنها ستعود قريبًا.”
كنت أرغب بشدةٍ في إنهاء هذا الجو المحرج بيننا.
“لا، لا علاقة لي بها.”
كان ردّه حازمًا إلى درجةٍ أحرجتني، فابتسمتُ بخفّةٍ مُحاوِلةً تخفيف الموقف.
“إذن… ما الذي أتى بكَ إلى هنا؟”
تحدثتُ وكأنني أخاطب نفسي، ولكن بصوتٍ يكفي ليصل إليه.
“من دون إرسال أي رسالةٍ مسبقة…”
“شعرتُ أن هناك أمورًا عالقة بيننا.”
“ماذا؟ أنا؟ لا أظن أن لدي شيئًا لأقوله.”
تفاجأت بكلماته، ورفعت نظري لمواجهته.
كانت عيناه الخضراوتان، الثابتة والواثقة، تُحدقان بي وكأنه مقتنعٌ بأنني أيضًا لدي ما أقوله.
‘هل يمكن أنه استعاد ذاكرته؟’
دقّ قلبي بقوّة.
ماذا لو جاء ليسألني بشأن خداعي له؟ كيف يجب أن أُجيب؟
لم أستطع التفكير سوى في أعذارٍ واهية.
“أنتِ تكذبين.”
قال ذلك بابتسامةٍ هادئة، لكنها كانت محمّلة بجاذبيّةٍ قاتلة.
توقّفت أنفاسي للحظةٍ دون أن أدرك.
‘أهذا يعني أنه تذكّر حقًا؟’
“ألم تنظرِي إليّ حينها وكأن لديكِ الكثير لتقولينه؟”
“…حينها؟”
لم أستطع فهم ما الذي يقصده.
هل سبق لنا أن التقينا قبل هذا اليوم؟
بدأت أبحث في ذاكرتي بشكلٍ متردّد.
‘لا يُمكن…’
عندما عدتُ إلى العاصمة، ظننتُ للحظةٍ أنه رآني.
هل كانت تلك مجرد أوهام، أم أنها حدثت بالفعل؟
‘إذن لم يأتِ لأنه استعاد ذاكرته… بل بسبب ذلك اللقاء البسيط؟’
كانت الفكرة سخيفة، لكنها أزالت التوتّر من داخلي فجأة.
أخيرًا، تمكّنت من النظر إليه مباشرة.
الآن فقط، لاحظتُ الخاتم الذي لم أستطع رؤيته خلال المسيرة بسبب المسافة.
كان الخاتم قد تهرّأ إلى حدٍّ فقد شكله الأصلي، وكأنه على وشك أن ينقطع في أي لحظة.
“هذا… هل هذا الخاتم الذي أعطيتُه لك؟”
خفض لينوكس نظره إلى الخاتم الذي كان يرتديه على إصبعه.
“نعم.”
الأدوات السحرية تفقد متانتها مع الاستخدام.
من شكل الخاتم، كان واضحًا أن القوة السحرية المخزونة فيه قد استُخدمت بالفعل.
“…لقد صمد بصعوبة، أليس كذلك؟”
“بفضلكِ، تمكّنتُ من النجاة.”
لم أجد ما أقوله.
كانت أفكاري مشوّشة.
لأن ذلك يعني أنه كان في موقفٍ خطيرٍ لدرجة أنه احتاج إلى هذا النوع من الأدوات السحرية لتنقذ حياته.
‘لكن لماذا قطع عقد الرعاية وغادر؟’
لم أفهم حتى الآن سبب ذهابه إلى مكانٍ مليءٍ بالمخاطر كهذا.
كانت تساؤلاتٌ عديدةٌ تدور في ذهني، لكنها بدت وكأنها فضولٌ زائد، فقررت أن أحتفظ بها لنفسي.
لم أعد راعيةً له، وليس لدي الحق في التدخّل في شؤونه.
“أليس من الأفضل التخلّص منه؟ إنه قديمٌ جدًا.”
لكن، بدلًا من قول ما في قلبي، خرجت هذه الكلمات التي لا تعكس مشاعري.
“أنا لا أتخلّى بسهولة عن أشيائي.”
تلألأت عيناه وهو ينظر إلى الخاتم بنظرةٍ عميقة.
كانت كلماته تحمل قوّةً خفية، جعلتني أرتشف من الشاي بصمتٍ لترطيب شفتي فقط.
“هل ستحضرين الحفل بعد أسبوع؟”
“ماذا؟ ربما… أعتقد أنني سأذهب.”
أربكني سؤاله المفاجئ.
كنت أفكّر في الذهاب، لكنني لم أحسم قراري بعد.
بينما كنت أجيب بتردد، فتح لينوكس فمه وسأل.
“مع من ستذهبين؟”
“…ما زلتُ أفكر في ذلك.”
لم أكن قد فكّرت بجدّيةٍ في هذا الموضوع بسبب انشغالي بأمورٍ أخرى.
‘من الذي ينبغي أن أذهب معه؟’
في تلك اللحظة، تذكّرت كلمات ألفيو.
‘إذا لم يكن لديكِ شريك، كنت أخطط للذهاب معكِ. هذه هي المرة الأولى لكِ في حفل الظهور.’
كان اقتراحه لطيفًا، لكنني لم أكن أرغب في الذهاب مع ألفيو.
كان الشك في نوايا ألفيو وراء رفضي لاقتراحه؛ فمن خلال خبرتي معه على مرّ السنين، لم يكن من النوع الذي يُظهر لطفًا دون سبب.
غالبًا ما كان دافعه الرئيسي هو الفضول أو التسلية.
‘وغالبًا ما يجعلني ذلك أفقد عقلي.’
وفوق ذلك، فكرة أن يتشارك شخصانٍ مغضوبٌ عليهما من العائلة الإمبراطورية في شراكة…
‘مجرد التفكير في الأمر يسبّب لي صداعًا.’
مهما كان الأمر، كان من المؤكّد أن ذلك سيؤدي إلى تأثيرٍ سلبي على الطرفين.
عند سماع إجابتي، اتّسعت عينا لينوكس بابتسامةٍ بدت كالهلال.
“هذا مطمئن… يبدو وكأن لديَّ فرصةٌ أيضًا.”