Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 20
الفصل 20
كانت تبدو كما لو أن بإمكانها أن تتسبب بمواجهةٍ مثل هذه مع الدوق دينيرو.
فتح لينوكس عينيه المغلقتين فجأة.
إذا كان ذلك صحيحًا، فلماذا كانت تخفي هويتها هنا؟
الأمر لم يكن غريبًا فحسب.
إذن، كانت هي من قامت بالمحاكمة والأعمال التجارية التي سمع عنها سابقًا…
‘هذا غريبٌ حقًا.’
أصبح يشعر بالفضول تجاهها رغم تصرفاتها المثيرة للريبة.
لكن كل هذا لم يكن سوى شكوك فقط.
قد تكون تلك التوقعات مجرد استنتاجات بعيدة عن الواقع.
“أعتقد أنني سأعرف الحقيقة إذا رأيتها شخصيًا…”
لم يرَ من قبل عيونًا ذهبيّةً تتألّق مثل الشمس.
ولكنها لم تعد، ولم يكن هناك فرصة للقاء بها مرة أخرى، وكان لينوكس يشعر بالأسف لذلك.
***
مرّت الأيام، وكان فصل الصيف في الأكاديمية يوشك على الانتهاء، وبدأت أوراق الشجر تتلون بلون الغروب، مما يدل على اقتراب الخريف.
قال آرون أن لينوكس كان يتعلم بالفعل فنون القتال المتقدمة. كانت وتيرته سريعةٌ جدًا، أشبه بوحش.
شعرت برهبة صغيرة بينما فتحت الصحيفة.
<انتصارٌ كامل لكليمنس جاكلين. نفي وسجن عمها آرثر.
هل هذا نتيجة شجاعة الشباب أم عصيان؟>
العناوين المثيرة لا تزال تتصدر الصحف.
<كليمنس جاكلين تنتزع حقوق الوراثة وتزيح آرثر بينس من رئاسة العائلة. هل كان هذا بمثابة دخولها الرسمي إلى الساحة المركزيّة؟>
حتى أنهم بدأوا يتوقعون خطواتي التي لم أخطط لها بعد.
‘ما هذه الساحة المركزيّة؟’
حلمي هو أن أعيش حياةً هادئةً وطويلة.
كان من المزعج رؤية وجهي مطبوعًا بشكلٍ كبير في كل صحيفة.
‘إذا أردت أن أبقى راعيةً سرّيّة للينوكس، فلا يجب أن أكون مكشوفةً بهذا الشكل.’
لقد كنت أشاهدها لمدة شهر الآن، ولكن في كل مرة أراها، هذا كل ما يمكنني التفكير فيه. (الصحيفة)
تنهدتُ بعمقٍ وأنا أكمل تقليب الصحيفة.
<الدوق دينيرو يقاضي آرثر بينس بتهمة انتهاك الأسرار التجارية. يُتوقع أن تكون هناك تعويضات ماليّة كبيرة…>
كان هذا خبرًا سعيدًا.
لن يستطيع آرثر، الذي سرق مني حتى الأموال السرية، تحمل تلك التعويضات الكبيرة.
كنتُ أبتسم برضا عندما قالت لي ليزا.
“يا آنسة، حان وقت الدرس.”
“حسنًا.”
انتهى بي الأمر بتدريسها دروسها الشخصية بنفسي.
تركت ما كنتُ أفعله واتجهت مباشرةً إلى غرفة ميلين.
كنت أشعر بالإرهاق من كثرة الأعمال مؤخرًا، وبدأت أملس بين حاجبيّ.
لكنني لم أستطع التفكير في تعيين معلمة جديدة.
‘لا يوجد ضمان بأن أستاشا أخرى لن تأتي.’
لم أعد أريد أن تكون ميلين فأرة تجاربٍ للدروس بعد الآن.
‘سأتحمل المسؤولية حتى تغادر ميلين هذا العش.’
عندما دخلت الغرفة، ركضت إلي فتاةٌ صغيرةٌ ذات شعرٍ قصير بلون البندق.
“أختي!!”
عيناها البنفسجيتان اللامعتان كانتا تتألّقان وهي تبتسم.
كانت غمازاتها واضحة على وجهها المبتسم.
أدركت بسهولة ما كانت تخفيه خلف ظهرها، لكنني تظاهرت بأنني لم ألاحظ.
“لنستعد للدرس.”
“أختي…”
“ماذا؟ ألا تريدين الدراسة؟”
“لا، ليس هذا!”
مال رأسي تجاهها عندما صرخت بصوت عالٍ.
“إذن ما هو طلبكِ الحقيقي؟ يبدو أن هناك شيءٌ خلفكِ.”
اتّسعت عينا ميلين.
“أختي، كيف عرفتِ؟”
“لأن لدي عيونٌ حتى خلف رأسي.”
“حقًا؟”
التفتت ميلين لتبحث عن عيني الثانية. سمعتُ ليزا تضحك بجانبها.
بعد قليل، أدركت ميلين أنها لن تجد عيني الثانية، وقدمت لي الشيء الذي كانت تخفيه خلف ظهرها.
“هذه هدية يوم ميلادكِ يا أختي!”
“هذه…”
كانت رسالة. رسالة كتبتها ميلين بنفسها.
فتحتُ الرسالة وأنا مذهولة.
أحبّكِ يا أختي. أتمنى أن تظلّي أختي دائمًا!
كانت الكلمات قصيرةً ومكتوبةً بشكلٍ غير متقن، لكن كان واضحًا أنها بذلت جهدًا كبيرًا في كتابتها.
كم من الوقت استغرقت تلك الطفلة، التي بالكاد تعلمت الكتابة، في كتابة تلك الرسالة بخط يدها؟
“أختي… فجأة احمرّت عيناكِ! هـ- هل أنتِ غاضبةٌ؟ لأن خط ميلين قبيح جدًا؟”
“كح، لا.”
سعلت قليلاً وقلت بصوت مختنق.
“لقد كتبتِها بشكلٍ جميل جدًا.”
رغم أنها كانت كتابة سيئة للغاية، إلا أن المشاعر الصادقة التي وضعتها في تلك الرسالة كانت جميلة جدًا.
“أليس كذلك؟ هيهي!”
ابتسمتُ من ثقتها العمياء التي كانت بلا أساس، لكنني شعرت أيضًا ببعض الأسف.
‘لم أكن أختًا جيدة.’
عندما كنت أفكّر في ميلين، شعرت بالذنب.
في حياتي السابقة، كنت أعمل باستمرارٍ لجمع المال لعلاج أخي المريض، ولم أتمكّن من البقاء بجانبه.
كان الشعور بالذنب والجرح عميقًا جدًا لدرجة أنني دفعت ميلين بعيدًا عني.
لكن ميلين، بطبيعتها كبطلة، كانت مليئةً بالحب والحنان.
بدأت الندوب التي كانت متجذرة في قلبي تتلاشى ببطء.
كانت ميلين فتاةً قادرةً على إعطاء حبٍ لا ينتهي حتى في أصعب الظروف.
كيف يمكن أن أكره مثل هذه الطفلة؟
ربما لينوكس وقع في حبّها بسبب هذه الصفات.
‘همم، إذا كان يمكن أن يُعتبر ذلك حبًا.’
أتمنى على الأقل أن تجد ميلين شخصًا سليمًا عقليًا. لقد بدأت أقلق أكثر فأكثر بشأن الشخص الذي سيكون شريكها.
“وبعدها ماذا يجب أن تناديني أثناء الدرس؟ قولي ‘أستاذة’.”
“هيينغ. أنا أفضل أن أناديكِ أختي.”
“حسنًا، سأغادر إذن.”
“أستاااذة!”
تظاهرتُ بأنني سأغادر، وفورًا صرخت ميلين تناديني أستاذة. ابتسمت وأنا أراها.
“لنبدأ الدرس.”
الحقيقة هي أنني بدأت أستمتع بالوقت الذي أقضيه مع ميلين. كنت أشعر بأننا نتعلق ببعضنا البعض أكثر فأكثر.
لكن هذا ليس جيدًا.
“يجب أن تنطقي هذا الحرف بحرف ‘ر’ متدحرج.”
“ررر.”
كانت شفتاها الصغيرة وهي تنطق الحرف بشكل جذّاب ولطيف.
“ولكن أختي، هل يمكننا الخروج واللعب بعد الدرس؟”
كنت أعتقد أنها كانت تركّز جيدًا، لكنها لم تستمر حتى عشر دقائق قبل أن تبدأ بالإلحاح للخروج.
“لا.”
“أختي!”
بدأت ميلين تتذمر بشكلٍ لطيف.
في الماضي، كنت سأرفض بشدة، لكن الآن لم أعد أستطيع فعل ذلك.
“… حسنًا، لفترةٍ قصيرة فقط.”
لذلك قررت للمرة الأولى أن أخرج مع ميلين في نزهةٍ في العاصمة.
عندما وصلنا إلى شوارع العاصمة، كانت مليئةً بالناس.
كانت أصوات الباعة المتجولين أول ما سمعناه.
“اشتروا العنب! العنب! الجزر بسعرٍ منخفض.”
عندما سمعتُ ذلك، تذكّرتُ أن موسم حصاد الخريف كان في أوجِه.
قبل بدء الحرب، كان الاقتصاد الإمبراطوري يعتمد على الزراعة والتصدير لعدة قرون. لذلك كانت تُقام مهرجاناتٌ كبيرةٌ في الربيع والخريف.
رأيت العائلات التي خرجت في نزهات تبتسم بسعادةٍ في الطقس المعتدل.
‘من الصّعب تصديق أن هذا بلدٌ في حالة حرب.’
رغم أن الأخبار السارة كانت تتوالى من جبهات القتال، إلا أن حياة المواطنين في العاصمة كانت تزداد صعوبة.
عندما تستمر الحرب لفترةٍ طويلة، فإن كلا الطرفين، الفائز والخاسر، ينتهي بهما المطاف في حرب استنزاف.
كان الناس هنا يبدو أنهم خرجوا فقط ليهربوا من همومهم لبعض الوقت.
بينما كانت ميلين تنظر من النافذة، بدأت تقفز بحماس.
“ميلين، القفز في العربة خطير-“
“تلك القطة لطيفةٌ جدًا!”
“قطة؟”
أشارت ميلين بإصبعها الصغير إلى الخارج.
حيث كانت تشير، كان هناك قفصٌ حديديٌّ صغير يحتوي على عددٍ من القطط المعروضة للبيع.
تذكّرتُ عندما قالت ميلين مرارًا أنها تريد أن تربّي قطة.
“انتظر لحظة، توقّف هنا.”
طرقتُ نافذة السائق، وأوقفت العربة، واقتربت من القفص الذي كانت القطط محفوظة فيه.
ميلين ركضت فورًا من العربة وجلست أمام القفص.
كانت معظم القطط صغيرة الحجم.
اقترب الرجل الذي بدا بائعًا من القفص، مبتسمًا، وأشار بإصبعه.
“هيه، كل قطةٍ بعشر قطع ذهبيّة.”
كانت الأسعار مبالغة.
عندما نظرت ميلين بتمعنٍ إلى القطط، أشارت إلى واحدةٍ منها.
“سأختار هذه!”
كانت القطة الوحيدة البيضاء بين القطط الصفراء.
كانت القطة تحدق في ميلين بعينيها الحزينتين، وكأنها تطلب منها أن تأخذها.
‘ربما يكون هذا مجرد وهم.’