Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 19
الفصل 19
“لدينا المزيد من الأدلة لتقديمها.”
أومأوا برؤوسهم وقدموا حزمةً من الأوراق. كانت تلك الدفاتر تحتوي على تفاصيل الإنفاق التي استخدمها آرثر تحت اسم جاكلين كربّ أسرةٍ مؤقت.
“سمعت أن القانون الإمبراطوري يسمح باعتقال أي شخص يشتري دواء مصنوعًا من روزديلا على الفور.”
‘لم أكن أعلم أنه مدمنٍ حقيقي.’
إنه حقًا لا يقتصر على أمر واحد.
كان هذا اكتشافًا تم التوصّل إليه بالصدفة أثناء التحقيق في مسار إنفاق آرثر لتتبع الأموال غير المشروعة.
من بين تلك الأدلة، كان روزديلا عقارًا يعتبر راقيًا بين المدمنين، ولذلك كان الإنفاق عليه كبيرًا، مما جعله سهل الاكتشاف.
ابتسمت وأنا أنظر إلى القاضي.
تجهم القاضي وقبض على جبهته، ثم أشار بعينيه إلى فرسان القصر الإمبراطوري بجانبه. تلقى الفرسان الإشارة واقتربوا من آرثر.
“هـ- هذه مكيدة!”
“هذا ما سيقرره الطبيب الماهر في القصر الإمبراطوري يا عمي.”
عندما رأى آرثر ابتسامتي، احمرّ وجهه وبدأ يرتجف بغضب. تجاهلت نظراته الغاضبة ووجّهت نظري نحو القاضي.
“حضرة القاضي المحترم، هل يمكننا الآن استئناف المحاكمة؟”
***
“سننهي الدرس هنا.”
‘لقد كان موهوبًا أكثر مما توقعتُ.’
كلما تقدّم الدرس، ازدادت دهشة آرون من مهارات لين.
كانت تلك مهارةً تتجاوز الحدود البشريّة.
المحتوى الذي يدرسه الآن كان يعتبر جزءًا من فنون السيف المتوسطة التي أتقنها آرون عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. وكان آرون قد بدأ في استخدام السيف منذ كان في السادسة من عمره.
ولكن، لين الذي بدأ هذا التدريب الجاد لأول مرة، كان يتقن تلك المهارات بسهولةٍ ملحوظة.
‘لم أكن أتوقع هذا، إنه لأمرٌ مدهش.’
لم يكن هناك أي اهتزازٍ في جسده وهو يمسك بالسيف الخشبي. كان الأمر وكأنه قد تدرّب على هذه المهارات من قبل. لكن رغم ذلك، كانت حركته تجاه السيف غير ناضجة.
“نعم، شكرًا لكَ على عملك الشاق.”
احنى لينوكس رأسه بشكر، وابتسم آرون بخفة قبل أن يعود إلى وجهه المعتاد.
في تلك اللحظة، دخل كاليستو إلى ساحة التدريب.
رأى آرون لينوكس وقال له.
“لا تنس مراجعة ما تعلّمتَه اليوم.”
“نعم.”
اقترب آرون بخطواتٍ سريعة نحو كاليستو.
“كيف تسير المحاكمة؟”
“من الأفضل أن نتحدث عن ذلك خارج ساحة التدريب.”
عندما نظر كاليستو نحو لينوكس، أومأ آرون برأسه موافقًا.
غادر الاثنان ساحة التدريب، وتوقّف لينوكس الذي كان يتدرّب بالسيف الخشبي للحظة، وبدأ يتمنى لو كان لديه سيفٌ حقيقي.
‘أين يمكن أن أجد سيفًا حقيقيًا؟’
ألقى نظرةً حول ساحة التدريب، لكنه لم يرَ أي سيفٍ حقيقي. يبدو أن هذه كانت ساحة تدريبٍ مؤقتة وليست الساحة التي يستخدمها الفرسان الرسميون.
أثناء تجوله خارج ساحة التدريب، سمع أصواتًا خافتة فاختبأ خلف الجدار دون أن يشعر.
كانت الأصوات تخص معلم السيف خاصته آرون، وكاليستو.
“من الصعب أن تُعكس مجريات المحاكمة بهذه السهولة، لابد أن الأمر كان معقدًا.”
“لم أكن أتوقع أن تتغير الأوضاع بهذه السرعة. وأكثر من ذلك، لم أكن أعلم أنها ستفعل كل هذا من أجل أختها الصغرى.”
ابتسم آرون باندهاش.
استنتج لينوكس من المحادثة أن النقاش يدور حول المحاكمة المتعلقة بإساءة معاملة أستاشا روين.
استمع لينوكس بانتباهٍ أكبر. الاسم الذي ذكره كاليستو لم يكن غريبًا عليه.
“رغم أنها تظهر أنها لا تهتم، إلا أن كلين تحب ميلين كثيرًا.”
بالتأكيد، كان اسم الفتاة التي ذكرتها أستاشا روين هو ميلين جاكلين.
إذن، هل كانت كليمنس جاكلين أحد أفراد عائلتها؟
‘أيمكن أن تكون العائلة مصدر هذا الدعم الكبير؟’
أغلب أطفال المناطق الفقيرة لم يكن لديهم عائلات، وحتى إذا كانت لديهم، كانوا يعانون بسببها.
كان هو نفسه قد تخلّى عنه والداه في الشوارع.
لذلك، كان يعتبر أن العائلة مجرد عبءٍ مزعجٍ يربطه بالدم.
ولكن إذا كانت العائلة توفّر هذا النوع من الدعم في مثل هذه الأوقات…
‘أشعر بالغيرة.’
لقد أراد أيضًا مثل تلك العائلة.
شعر بالغيرة من تلك الفتاة ميلين جاكلين.
ومن ناحيةٍ أخرى، شعر بعدم الراحة عندما أدرك أن مصيره يختلف تمامًا عن مصير الفتاة التي كانت تدرس عند نفس المعلمة أستاشا روين.
“إذن، هل ستحصل كليمنس على لقب الكونت؟ ستصبح أصغر كونتيسة في التاريخ.”
هزّ كاليستو رأسه.
“لا، لم يمنح دوق دينيرو الموافقة بعد.”
فجأة، شعر آرون بالقلق.
“…هل كليمنس مستسلمة؟”
“مهما كانت كليمنس قويةً، فإنها لا تستطيع مواجهة دوق دينيرو.”
صحيح. آرون أومأ برأسه موافقًا، لكن كاليستو قال.
“-على الأقل، هذا ما كنتُ أعتقده، ولكن سمعت أن المشروع الذي كان يمتلكه دوق دينيرو معظم حصصه قد تعرّضت للتدمير بالكامل.”
“…هل كان ذلك بفعل كليمنس؟”
“نعم.”
بعد هذا الرد، لم يقل آرون شيئًا، لكن لينوكس قرأ الدهشة التي خلفها الصمت.
“والأسوأ من ذلك، أنهم يقولون إن الشركة التي دمّرتها كلين كانت شركة تارا للنقل التي تديرها عائلة جاكلين.”
“من الأفضل أن نحافظ على علاقاتٍ طيبة معها.”
كان الهدف هو كليمنس جاكلين بالطبع.
“نعم، من الأفضل ألا نصبح أعداءها.”
أكّد كاليستو ذلك.
من خلال هذه المحادثة، تمكّن لينوكس من فهم الوضع بسرعة.
يبدو أن كليمنس جاكلين قد دمّرت المشروع الذي تديره عائلتها. وعلى الرغم من أنها تنتمي إلى عائلة جاكلين، إلا أنها لم تُمنح اللقب بسبب قصر عمرها.
بمجرد سماعه هذا، تمتم لينوكس دون أن يشعر.
“…هناك الكثير من الأشخاص المجانين في هذا العالم.”
لم يسمع من قبل عن شخصٍ يطالب بلقبٍ بهذه الطريقة. وكان يجد من الصعب فهم هذا الأسلوب في التعامل مع الأمور.
خصوصًا عندما يكون الخصم دوق دينيرو.
حتى لينوكس، الذي كان يعيش في الشوارع، كان يعرف جيدًا سمعة دوق دينيرو.
الدوق جورج دينيرو.
كان يشتهر بكونه العقل المدبّر البارد لإمبراطوريّة سيريل، وكان يعتبر ثريًا كبيرًا يرى العالم فقط من خلال المال والأرقام.
كان واحدًا من أقوى الأشخاص بين النبلاء.
كان لينوكس غير قادر على فهم كيف يمكن لكليمنس جاكلين أن تخاطر بكل هذا ضد دوق دينيرو.
في الحياة التي تعلّمها من الشوارع، كان البقاء للأنسب، وكان من الأفضل تجنّب تحدي الأقوياء.
‘البقاء للأقوى.’
لم يكن بإمكانه حتى التفكير في التحدي ضد الأقوياء.
لهذا السبب، كان قد تخلّى عن حلمه بأن يصبح قويًا، لأنه أدرك أن القوة ليست الأهم، بل السلطة.
ترك لينوكس الفكرة التي كانت تراوده بالبحث عن سيفٍ حقيقي، وبدأ يفكّر بعمقٍ في الوضع.
‘صحيح، القوة وحدها ليست كافيةً للخروج من هذا الوضع.’
ولم تكن هذه الرعاية تختلف عن السراب الذي سينقطع إذا غيّر الراعي رأيه.
“…”
بوجهٍ حزين، عاد إلى غرفته واستلقى على السرير.
حياةٌ يتمثل هدفها الوحيد في البقاء على قيد الحياة.
بهذه العبارة، وصف لينوكس حياته، وأغمض عينيه وهو مستلقٍ على السرير. كان الشعور بالعجز يتسرب إليه، لكنه لم يستطع النوم.
لم تكن من عادته النوم أثناء النّهار.
حتى عندما كان ينام، كانت تراوده كوابيس.
في تلك الكوابيس، كان يشاهد الناس يسقطون، ويصرخون، ويتناثر الدم في كل مكان، ولم يكن بوسعه فعل شيءٍ سوى الوقوف متجمدًا من الخوف. وعندما يستيقظ، كان يجده نفسه غارقًا في العرق.
بينما كان يحاول التفكير في شيء آخر، تذكر فجأة أن أستاشا روين قد تحدثت عن أخت ميلين.
‘لكن تلك الفتاة لا تشبه أختها أبدًا؟ أختها لديها شعرٌ أحمر وعيونٌ ذهبية، كيف يمكن أن لا تشبها بعضهما البعض هكذا؟’
‘حتى أن شخصيتهما مختلفة. ربما تكون أختها أكثر ذكاءً، ولكن… كانت قويةً جدًا بالنسبة لفتاة.’
‘نفس لون العيون والشخصية.’
كان هناك الكثير من القواسم المشتركة بين كليمنس جاكلين وروز، التي ذكرتها أستاشا روين.
‘من الواضح أنها من النبلاء، لكنها لم تفصح عن اسم العائلة.’
في تلك اللحظة، بدأ عقله الحاد يعمل بسرعة.
لم يكن هناك أحد في القصر يجهل العلاقة الوطيدة بين كاليستو وكليمنس جاكلين.
حتى لينوكس سمع عدة مرات الخادمات في القصر يتحدثن عنهم.
‘ألن يتزوجا في المستقبل؟’
‘حتى لو لم يكن واضحًا بالنسبة للسيدة، كان يبدو أن السيد الشاب يميل إليها قليلاً.’
مناداة السيد الشاب لها باسم ‘كلين’ كان يدل على أنهما مقربان بالفعل.
لكن روز، التي قدمت نفسها كوكيلةٍ للعقد، بدت هي الأخرى قريبة من السيد الشاب.
‘ومع ذلك، لم أسمع أي شائعات عن شخص يدعى روز.’
في أحد الأيام، سأل الخادمات إذا كن يعرفن أي شيء عن روز، لكنهن جميعًا هززن رؤوسهن.
كان غريبًا أن تكون قريبةً من السيد الشاب ولا أحد يعرفها.
‘هل من الممكن أن يكون الاسم الحقيقي لروز… هو كليمنس جاكلين؟’