Secret Lady - 0
كان اسمها “يون سولو”.
عندما ينظر الناس إلى وجه شخص ما، فإن نظراتهم تحمل عادة أنواعًا مختلفة من المشاعر:
اللطف، الابتسامة، الفرح، الغرابة، الحذر، وغير ذلك.
لكن بالنسبة لها، كان هناك نوعان فقط من النظرات يتبعانها باستمرار:
إما نظرات مليئة بالشفقة والخوف، أو نظرات مشحونة بالاشمئزاز.
رغم أن هذا كان ظلمًا كبيرًا لها، لم تستطع فعل شيء حيال الأمر. فقد كانت بالنسبة لهم كائنًا غريبًا.
ببساطة، “يون سولو” كانت فتاة تستطيع رؤية الأرواح.
لم يكن ذلك نتيجة حادث تعرضت له أو بسبب أمر غريب حدث لها، بل وُلدت بعين تستطيع رؤية تلك الكائنات.
أما والدتها، فقد تركتها وهربت بعيدًا، تاركةً إياها وحيدة في المنزل منذ أن كانت طفلة لم تتعلم حتى المشي.
ومع ذلك، كانت “سولو” تفهم سبب رحيل والدتها.
لم يكن لديها أب.
وكان من الصعب بالفعل أن تربي طفلًا بمفردها، فما بالك بطفل يستطيع رؤية الأرواح؟
لا بد أنها شعرت بعدم قدرتها على مواجهة هذا العبء.
كان على “سولو” أن تتقبل ذلك.
لحسن الحظ، تمكنت من النجاة بفضل أحد أقاربها الذي تكفل برعايتها حتى وصلت إلى المدرسة المتوسطة.
في تلك المرحلة، أو بالأحرى منذ البداية، كانت الأولوية الوحيدة لـ”سولو” هي البقاء على قيد الحياة.
وفي كل مرة كانت تفكر في التخلي عن كل شيء، كانت الأرواح المحيطة بها تبتسم بسخرية.
كانوا يسخرون منها، يتهامسون فيما بينهم، ويحاولون إقناعها بالانضمام إليهم.
“ليس لديكِ مكان تنتمين إليه، أليس من الأفضل أن تكوني واحدة منا؟”
كلما غمرت دموعها عينيها وأصبحت رؤيتها مشوشة، كانت تتساءل مع نفسها:
“من أنتم لتقولوا هذا؟”
وفي كل مرة كانت تفكر في ذلك، كانت تنهض بصعوبة لتواصل ما يجب عليها القيام به.
سواء في الشتاء القاسي الذي كادت أن تتجمد فيه، أو في الصيف الحارق الذي لم تستطع الحركة فيه، كانت “سولو” تصمد.
كانت الوحدة صديقتها الوحيدة، وكانت الأرواح بمثابة أثاثها البسيط.
عندما بلغت العشرين من عمرها، كانت تبكي وحدها غارقة في المشاعر، فخورًة لأنها استطاعت الصمود حتى ذلك اليوم.
رغم كل الصعوبات، قاتلت “سولو” للبقاء على قيد الحياة، حتى يوم وفاتها، عندما صدمتها سيارة يقودها سائق مخمور وهي في الثالثة والعشرين من عمرها.
كم كان ذلك ظلمًا كبيرًا!
ولكن مُنحت فرصة أخرى للحياة.
“وآاااه!”
صرخت صرخة قوية لم تكن قد أطلقتها من قبل.
والسبب؟
لقد أصبحت طفلة صغيرة.
بعد موتها بسبب حادث السيارة، استيقظت مرة أخرى لتجد أنها حصلت على اسم جديد: روزنتاين أرجين.