Secret Lady - 2
“أنا سعيده لأني حصلت على شخص مثل كورت. انها كانت نعمة كبيرة.”
حتى في الأوقات التي كانت حياتها فيها على المحك، كانت روزينتاين تتذكر وجه كورت ووالدتها فيوليتا، وحتى ضحكة هايمت.
كل إنسان يسعى لحماية الأشياء الثمينة في حياته. لكن بالنسبة لشخص مثل روزينتاين، التب تعرف ألم الجوع والوحدة أكثر من أي شخص آخر، كان عليها أن تحمي تلك الأشياء بشراسة أكبر.
كان كل شيء قد بدأ عندما كانت كورت في العاشرة من عمرها. ربما كان هذا هو الوقت الذي بدأت فيه الأمور تنحرف عن مسارها. وربما كان من حسن الحظ أن تعرف ذلك مبكرًا.
—
في حديقة مليئة بورود جميلة وكوبية متفتحة، جلست روزينتاين تتناول حبات العنب. كلما انفجر العصير الحلو في فمها، شعرت بانتعاش وسعادة غامرة.
حياة النبلاء كانت مريحة للغاية، ربما كتعويض عن المعاناة التي عاشتها في حياتها السابقة.
كانت تجلس بكسل، أشبه بقطٍ شبع للتو، ورفعت شوكتها لتأخذ قطعة صغيرة من الكعكة.
حلويات القصر كانت مذهلة، ولا يمكن مقارنة مذاقها بأي شيء آخر.
“أختي! أختي!”
“نعم، كورت؟”
كانت كورت تنمو بسرعة، وبدأت ملامحها الأنثوية بالظهور تدريجيًا. كان الناس يقولون إنها تشبه والدتها فيوليتا، وكان ذلك مصدر فخر كبير لروزينتاين. شعرها الذهبي كان يلمع تحت أشعة الشمس كأنه خيوط من النور.
“أريد زيارة القصر الملكي!”
قالت كورت بصوت مليء بالحماس، وكانت شفتيها الصغيرة تتحركان بلطافة. لم يستطع روزينتاين أن ترفض طلبها.
—
رغم أنها كانت تكره زيارة القصر الملكي بسبب الأرواح التي تطارده هناك، إلا أن حماس كورت جعلها تتراجع عن رفضها.
منذ أن أصبحت كورت في التاسعة من عمرها، بدأ والدهما هايمت يأخذهما إلى القصر لتوسيع معرفتهما بالنبلاء والسياسة.
ورغم أنهما فتاتان ولن يتم استخدامهما في المناصب الرسمية، إلا أن والدهما أصر على تعليمهما جيدًا، وكان ذلك مفيدًا لروزينتاين.
“أين تريدين الذهاب داخل القصر؟”
“أريد رؤية الأماكن التي لم أزرها من قبل!”
بينما كانا يتحدثان، بدأت الأرواح تهمس حول روزينتاين. لكنها تجاهلها وأخذت تربت برفق على شعر كورت.
—
خلال جولتهما، توقفت كورت فجأة أمام باب مغلق وكأنها منجذبة إليه. فتحت روزينتاين الباب، لنجد غرفة مهجورة بداخلها شبح بلا ملامح.
وفجأة، انقض الشبح على كورت ودخل جسدها. بدأ شعرها الذهبي يتحول إلى الأسود، وعيناها الزرقاوان أصبحتا مظلمتين.
تجمّدت روزينتاين في مكانها من الرعب. أدركت أنه إذا رآها أحد بهذا الشكل، فسيتم اتهامها بأنها ساحرة وإعدامها.
لم تستطع طلب المساعدة من أحد؛ لأنها الوحيدة التي تعرف بوجود الأرواح.
“كورت! كورت، أنا هنا! لا تخافي، سأفعل شيئًا لإنقاذك!”
حاولت تهدئتها، لكنها كانت ترتعش من الألم.
روزينتاين كانت تعلم أنها بحاجة إلى المساعدة، لكن لم تعرف إلى أين تذهب. هل تطلب المساعدة من كاهن؟ ساحر؟ لم تكن واثقة مما يجب عليها فعله. لكنها لم تتوقف عن المحاولة. ركضت في أروقة القصر الطويلة بحثًا عن أي أمل لإنقاذ شقيقتها.
—
في نهاية أحد الممرات، واجهت شبحًا آخر، لكنه كان مختلفًا. كان يبدو كأنه إنسان حي، بابتسامته الهادئة وشعره الفضي اللامع.
“ابتعد! ليس لدي وقت لأضيعه!”
“إلى أين تذهبِ؟ الى الكاهن؟ الساحر؟ لا أحد منهما يستطيع إنقاذ شقيقتك.”
“إذن ماذا أفعل؟ هل لديك حل؟!”
“لا يمكنك فعل شيء. سواء حاولتِ إنقاذها أو لا، شقيقتك ستفقد حياتها.”
“لن أدع كورت تموت!”
صرخت روزينتاين بكل قوتها، مصممة على إنقاذ شقيقتها مهما كلفه الأمر.