Salvation - 7
ضعفت قبضت آثينا أكثر. بينما اختفت تعابير وجهها مجددًا. حتى ذعر كيلون فقام بالإمسك بكتفيها و هزها.
«آثي!! آثينا!! ماذا حدث؟؟!» بإنفعال.
«أنت صاخب…» أجابت بضعف أكثر عن السابق.
«دعــنـي أنــم قـليـــلًا هكـذا وسـأكون بـخير….»
أغلقت آثي عينيها لتغرق بالسواد. أما كيلون فقد أمر الخدم بإشعال الموقد في غرفته وتدفئتها جيدًا بينما حمل آثي برداء الحمام إلى غرفته. وأمر جميع الخدم بعدم إزعاجه…
……..
في مكتب يبدو راقيًا جدا جلس شاب وسيم ذهبي الشعر بعينين حمراء. يقابله شاب بشعر قرمزي وعينان تتطابقان مع لون شعره مما يعطيه مظهرًا أكثر حدة وجاذبية.
«أنا حقًا ممتن لك! لأنك ساعدت والدي وشقيقتي…» قال الشاب ذو الشعر القرمزي متحدثًا.
«لا حاجة لشكري. فقد كان هجومي على مملكة الجنوب أمرًا أخطط له منذ فترة بالفعل…» أجاب الشاب ذو الشعر الذهبي.
«ولي العهد لوسيان أنكا… أنا أقسم بولائي لك!» وقد حنى الشاب ذو الشعر القرمزي رأسه منتظرًا إجابة لوسيان.
رفع الأمير لوسيان سيفه ووضعه على كتف الشاب الاول لينقله إلى الآخر بعد ثوان وهو يقول «إيثان إستيريا من الآن أنت تابعي وفارسي. فارس شمس إمبراطورية انكا!»
رفع إيثان رأسه وعلى وجهه نظرات امتنان. «أنا حقًا لا أعلم كيف أرد لك جميلك… رغم أننا لم نجد آثي حتى الآن إلا أني أعلم أنها بخير في مكان ما… وكل هذا بفضلك…»
«هذا أقل ما يمكنني فعله إيثان… يمكنك الذهاب وقضاء الوقت مع والدك في قصركم الجديد. بينما المستشار سيقوم بإنهاء جميع الإجراءات اللازمة من أجل دخولكم إلى طبقة النبلاء في المملكة…»
…..
مر أسبوعان، في ذلك الوقت كانت آثينا تستقظ لفترات قصيرة لتتناول الطعام وتستحم ثم تعود للنوم مرة أخرى. أما لوان فقد كان عليه العودة إلى برج السحرة. كان الخدم يعتنين بآثينا بينما كيلون كان مشغولًا بأعمال الدوقية التي تراكمت عليه.
في الصباح الباكر نهضت آثينا قبل طلوع الشمس لتأخذ حمامًا وترتدي ملابس التدريب لتخرج إلى ساحة التدريب. كانت قد استعادت وزنها الذي خسرتها ووجهها يبدو أكثر نضارة وحيوية. إلا أنها مازلت لم تتعافى كليًا مما حدث ذلك اليوم. تدربت قليلاً حتى بدأت تشعر بالإعياء. فحملت نفسها بصعوبة لتعود إلى الغرفة.
كيلون لم يعد إلى المنزل في تلك الليلة مما أثار قلق الخدم. في مساء اليوم التالي دخل كيلون المنزل مترنحًا ورائحة الكحول القوية تفوح من جسده. كل الخدم ارتدوا الأسود ورائحة البخور ملأت المكان. كيلون الذي بالكاد استحم وارتدى ملابسه عاد ليشرب وهو يجلس على طاولة الطعام. وفي آخر الغرفة صورتين أمامه لوالديه.
حاول الخدم ايقاف كيلون عن الشرب أكثر من ذلك ولكن لا فائدة. لقد كان الحال هكذا في مثل هذا الوقت من كل سنة منذ ذلك اليوم. اليوم الذي تم فيه قتل والدي كيلون أمام عينيه.
حمل كيلون نفسه إلى الغرفة مترنحًا عندما اصطدم بآثي ليسحبها إلى غرفته فقام بدفعها نحو السرير ليلتسق فوقها فقامت آثي بدفعه محاولة ايقافه… إلا أنه كان عنيدا مخمورا…
لم ترد آثي ايذاءه لأنها بدخلها كانت تعلم انه لا يقصد ما يفعله.. او ذلك كان ما رغبت بتصديقه.. حتى قام يمزق قميصها ليفيض كيلها وتخرج من المنزل هاربة في ظلمة الليل..
الافكار غزت رأسها وبقت شاردة تسير فكل مكان واللامكان دون هدف.
حتى استشعرت قوة مألوفة. فبدأت بمحاولة ايجاد مصدرها.
“أمي ألا يمكنني النوم أكثر؟!” قالت فتى صغير يبدو فالسابعة او الثامنة من عمره بشعر أحمر وعيون رمادية.
“إن طريقنا مازال طويلا جدا… لذا لا يجب أن نتأخر أكثر من ذلك..” قالت الأم التي بدت ضعيفة…
لم تستطع اثينا تمالك نفسها عندما رأت اشخاص تعرفهم فأسرعت نحوهم وهي تنادي.
“سيدة سيلين!! آشين!!”
“وااه وااه انها آثي!!” صرخ الطفل بفرحة وابتسامة ليحتضن اثينا.
“عزيزي شين لقد اشتقت اليك… انظر كم كبرت…” ضحك آشين.
بعد مبادلة حديث طفيف مع آشين نظرت آثينا نحو سيلين والدة آشين. حتى تستطيع آثي الكلام مع والدة آشين جعلت سائق العربة يأخذه..
“ما الذي تفعلونه هنا…؟! لما أنت وآشين وحدكما..؟!” سألت آثي…
“عمك… قد مات… ونحن الان ذاهبون إلى العاصمة حيث والدك وشقيقك…” لم تستطع سيلين متابعة كلامها فقد قاطعتها آثي..
“أخي وأبي؟؟! أبي بخير..؟! أخي حي أيضا..؟!” دمعت عينا آثينا..
“أنت .. لم تلتقي بهم ..؟!” سألت سيلين مستفسرة وهي تنظر إلى ملابس آثي المتمزقة..
“ااه.. لا اتيت إلى هنا في مهمة ولم أعلم ما الذي حدث منذ الهجوم… لا تنظري إلي هكذا انا بخير فقط اعمل متخفية..” وهي تحاول ترتيب ملابسها..
” من الجيد سماع انك بخير أيضا… لا أظن أنه بإمكاننا التأخر أكثر من ذلك…” اعتذرت السيدة سيلين وهي تنهض.
“انتظري! أنت لا تبدين بخير.. دعيني أحاول مساعدتك..” موقفة اياها..
فأمسكت آثي بيدي السيدة سيلين. وأغمضت عينيها ليظهر ضوء طفيف… بقت هكذا حوالي الخمس دقائق… حتى تركت آثينا يدي السيدة سيلين…
فتحت السيدة سيلين عينيها وقد بدى أن النضارة قد عادت إلى وجهها الشاحب وعينيها الرماديتين…
“عليك الاعتناء بنفسك عند وصولك إلى العاصمة فآشين يحتاج أمه لجانبه…” قالت آثي وبعض الحزن في عيونها.
فسيلين كانت معروفة بجسدها الضعيف للأسف. وآشين مازال صغيرًا فيحتاج إلى الكثير من العناية.
عاد سائق العربة مع آشين فطلبت آثينا خريطة الإمبراطورية.
“هل يمكنك أن تريني المكان الذي تتجهون إليه وموقعنا الحالي؟!” سألت آثينا.
فإقترب السائق مشيرا على الخريطة..
“نحن هنا حالياً.. وهنا العاصمة.. سوف نتجه إلى الأحياء النبيلة القريبة من القصر الإمبراطوري.”
هزت آثينا رأسها.. ثم قالت بإبتسامة “دعونا نصعد إلى العربة سأخذكم إلى العاصمة.
ركض آشين نحو العربة بسعادة هذه المرة… وقال لآثينا أن تأتي بسرعة لداخل العربة… إلا أن آثي رفضت قائلة بأنها يجب أن تجلس فالمقدمة برفقة سائق العربة. وأن عليه أن يبقى مع والدته بداخلها.
حزن آشين بعض الشيء و بقي مع والدته بداخل العربة بينما كلمتهم آثي من الخارج وهي تجلس بجانب السائق ممسكة للخريطة.
“سأحاول أن أوصلكم هناك.. عليك أن تبدأ بالتحرك فور أن تُفتح البوابة..” قالت آثينا..
اومأ السائق رأسه بينما أغمضت آثي عينيها وهي تقبض يديها على الخريطة أغمضت عينيها لتظهر دائرة مضيئة صغيرة فأكبر أكثر وأكثر .. حتى أصبحت بالحجم الملائم فبدأت العربة بالتحرك لتعبر من خلال البوابة التي فتحتها آثينا. فتخرج العربة في ساحة في حي عام فتحت آثي عينيها لتنظر حولها..
نظرت إلى الخريطة لتقوم بتحديد المكان الذي وصلوا إليه فهو لا يبدو في منطقة نبلاء حتى قال السائق…
“لا تقلقي حي النبلاء على بعد شارعين من هنا.. لقد وصلنا…” فاطمئنت آثي.
“سيلين سأترككم الآن لتكملوا طريقكم.. سأعود عندما أنهي عملي.. أخبري والدي واخي اني بخير…”
صرخ آشين رافضا ذهاب آثينا.. “لا تذهبي!! فلتأتي معنا…”
ابتسمت آثي “لا تقلق صغيري.. سأعود بأسرع ما يمكن.. فلتعتني بوالدتك حتى ذلك الحين… أيضا إيثان سيكون هناك ليلهو معك حتى أعود…”
نزلت آثينا من العربة لتعود من البوابة التي أتت منها عائدة إلى دوقية كيلون.
ما أن خطت على أرض الدوقية حتى جثت على ركبتيها وعلامة العبودية في ذراعها تشع بقوة والعرق يسيل من جبينها… يبدو كما لو أنها استعملت قوة كبيرة ومازال جسدها لم يتعافى بالكامل… نهضت بعد برهة لتمشي مترنحة نحو المنزل…
…………
نهض إيثان من نومه على عجل وأمسك بلورة بينما يبدل ملابسه ليتصل بولي العهد..
اجاب ولي العهد الذي بدى ناعسا ويرتدي ملابس نومه.
“ماذا هناك…؟!”
“لقد.. لقد شعرت بآثينا بالعاصمة… لقد شعرت بسحرها بمكان قريب من هنا…”
اتسعت عيننا ولي العهد ليهرع بتبديل ملابسه وخرج مسرعًا على حصانه مع اثنين من مرافقيه..
وصل ولي العهد إلى المكان الذي ظهرت فيه العربة بينما وصل إيثان بعده.
“ما الذي أخرك إلى هذه الدرجة..؟!” سأل ولي العهد.
“لقد قابلت زوجة عمي…. يبدو أنها التقت بآثينا… إنها داخل الامبراطوية… استطيع الشعور ببقايا سحرها هنا…”
نظر إيثان نحو ولي العهد الذي قبض يده وهو ينظر حول المكان.. “هل نقوم بإستدعاء قسري..؟!” قال إيثان.
“هل لديك أي شيء من اغراضها..؟!” سأل ولي العهد.
“نعم سيفها هذا هو..” وهو يرفع سيفا احمر وأسود بغمد بألوان متشابهة للون السيف.. أمسك ولي العهد السيف من إيثان واخذه.
“لتعد الان إلى منزلك.. ولنقم بالاستدعاء غدا… سأخذ السيف معي..” اخبر ولي العهد إيثان.
أومأ إيثان رأسه ليمتطي حصانه مرة أخرى ويعود ادراجه بينما ولي العهد لوسيان عاد إلى القصر وجلس على طرف سريره الواسع ومازال ممسكاً بسيف آثينا يتأمل به.
نهض لوسيان من فوره وفتح باب غرفته وطلب من الخدم استدعاء الساحر..
بعد دقائق معدودة دخل الساحر الشاب بشعر ابيض طويل وعيون زرقاء.
“لقد طلبتني حضرة ولي العهد؟!” تحدث الساحر.
“قم بإستدعاء قسري لصاحبة هذا السيف يوهانس”
أمسك الساحر الشاب يوهانس سيف آثينا وبدأ بالاستدعاء القسري حتى ظهرت دائرة زرقاء اللون مشعة مليئة بالرموز الغريبة. حتى ظهر جسد آثينا وهو يطوف بالهواء بمنتصف الدائرة.. لتختفي الدائرة فيركض لوسيان نحو آثينا ليمسكها ويأخذها بين ذراعيه…
بعيون بالكاد فتحت ونظرت آثي المغطاة بالكدمات لوجه ولي العهد لتحرك شفتيها ببطء ..
“أنــــت….!” فتغمض عينيها منهارة بينما علامة العبودية على ذراعها تشع بقوة.. اتسعت عينّا لوسيان. فحمل آثينا إلى سريره وعيناه مليئان بالأسرة والغضب بالوقت ذاته.
صرخ لوسيان بيوهانس طالبا منه معالجة آثينا… بينما نظر هو إلى ختم العبودية الذي على ذراعها ومد يده نحوه قائلاً..
“بإسم لوسيان أنما ولي عهد مملكة أنكا أحررك!”
فإختفت علامة العبودية التي على ذراع آثينا وبدا كما لو أنها هدأت قليلا..
مد لوسيان يده نحو آثي الغائبة عن الوعي وقام بإبعاد شعرها عن وجهها…
“لا تقلقي… لن أدع أي شخص يؤذيك بعد الآن… آثينا إستيريا ……”
يتبع…
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إذا متابعيني الاعزاء اعتذر على التأخير الذي حصل ولكن تلفون تعطل من أكثر من شهر وما صلحته غير قبل يومين ورجعت اكمل لكم الفصل الي كنت بدأت بكتابته بأسرع ما يمكن لحتى انشره لكم.
تأليف: GEEME X
جيمي اكس.
تدقيق:سانا.