Salvation - 6
«إنـها لعنـة مـوت!! لكنها لم تكن موجهة نحو آثي!! بل نحوك!!» صرخ لوان.
«إذا لماذا؟! لماذا آثينا من تضررت منه؟! انتظر!! هل ستموت؟؟!»
«يبدو أن جسد آثينا امتص السحر الأسود الذي كان من المفترض أن يصيبك.» نظر لوان إلى آثينا برعب.
«لابد أن هناك من يتمنى موتك يا كيلون… لو لم تكن آثينا هنا لكنت لن ترى شمس الصباح..»
«إبتعدا كلاكما عني! ولا تلمساني مهما حدث. خاصة أنت» تكلمت أثينا مركزة حديثها على كيلون. «ارشدني إلى غرفة أسلحتك! علينا القضاء على الساحر الذي يقوم بإطلاق اللعنة. أنه قريب من هنا»
فنهضت لتأخذ بعضًا من ملابس كيلون التي كانت كبيرة عليها. «لوان هل تظن أنه بأمكاني إستعمال قوة اللعنة…؟!» سألت آثينا.
«لست متأكدًا ولكن السحر الأسود يصعب التحكم به…» أجاب لوان.
«كيلون فلتجلب معك سيفًا إضافيًا قد نحتاجه…»
«لماذا تظنين أني سأدعك تذهبين لمواجهة مثل هذه؟! فلتبقي هنا.» وقد امسك كيلون بذراع آثي.
فلمعا عينا آثينا فور أن لمسها. «قلت لك أن لا تلمسني!!!»صرخت به وهي تبعده. «لوان أبقه بعيدًا عني. وإلا سأخرج وحدي.»
فأمسك لوان بكيلون. «لا تلمسها. اللعنة غير مستقرة في داخلها! لا تنسى أنها موجهة نحوك!» قال لوان محذرًا كيلون.
«كيف تتحملها هي ولا أتحملها أنا؟! هي ليست ساحرة حتى…»
ظهرت تعابير حزينة على وجه آثينا وهي تخرج من المنزل قائلة «أملك قوة سحرية لوالدتي كانت ساحرة…. تابعوني لقد وجدت مكان الساحر ولكن كيلون فلتبقى بعيدًا أنت وكيلون قدر الإمكان…»
«لكن …!!» حاول كيلون الإعتراض إلا أن لوان أوقفه.
«بدون لكن… الساحر يرغب بموتك… لذا لا يجب أن تظهر أمامه…» بدأت علامة العبودية تشع على ذراع آثينا.
حاول لوان الاقتراب منها فأوقفته… «لا تقترب… إنه بسبب التوتر السحري لا أكثر… راقبا من هنا…»
هدأت العلامة وتابعت آثينا طريقها بينما انظر لوان بعيدًا هو وكيلون. قفزت آثينا داخل الدائرة السحرية دون مشاكل. «أولست شجعًا لتدخل إلى الممتلكات الخاصة للدوق…» حاولت آثينا مهاجمة الرجل الذي كان يرتدي عباءة سوداء تغطيه بالكامل إلا أن حاجز من الطاقة أوقف هجومها.
«من أنت؟! هل أنت أحد حراس منزل الدوق؟!» تكلم الساحر الغامض.
«لا يهم من أنا… ما يهم هو من أرسلك هنا؟!»
الهجمات الجسدية كان مفرغًا منها. فالقوة السحرية الخاصة به تصدها بسهولة. زهرة هالة حمراء حول جسدها وبدأت معركة سحرية. إلا أن آثينا كانت مرهقة جدًا. فقد كانت تحارب من معركة لأخرى دون أن تأخذ الوقت اللازم لتشفى إصاباتها.
إختل توازن آثينا وهي تشعر بالدوار الشديد أثناء هجوم الساحر لها لتقع أرضًا.
«لم أكن أتوقع أن أجد شخصًا يجيد إستخدام السحر من جنود الدوق.» اقترب الساحر منها ليمسك بوجهها. فشعر كما لو أن روحه تنفصل عن جسده. ضحك بهسترية «كم هذا جميل… لم أكن أتوقع إيجاد …» قامت آثينا بلكمه لتوقفه عن متابعة كلامه.
«السيف!!!» صرخت آثينا التي وقفت بصعوبة على قدميها. ليرمى كيلون السيف لها فتمسكه.
هذه المرة ظهرت هالة سوداء حول آثينا. عيناها بدأتها بالتحول إلى اللون الأسود كذلك.
«سحقًا…» شتم لوان عندما رأى آثينا وترك مكانه مسرعًا نحوها… تبعه كيلون فورًا ليمسكه من كتفه «لقد قالت لنا أن نبقى بعيدًا ما الذي تفعله؟!» مستفسرًا.
«أتركني! سأقتل نفسها بهذه الطريقة!!!» صرخ به لوان.
«آثينا توقفي!!» صرخ لوان الذي ركض إتجاه آثينا.
رفعت آثينا يدها اليسرى بإتجاه لوان ومازالت عينيها ثابتة بإتجاه الساحر والسيف بيدها اليمنى. حتى تقوم بدفع لوان وكيلون بعيدًا بموجة سحرية.
ضحك الساحر وهو ينظر نحو آثينا«ستكونين فأر تجارب جيد!!» وهو يستعد أيضا للقضاء على آثينا وأخذها معه.
«لا تحلم بذلك!» ردت آثينا معلنة له عدم إستسلامها.
أطلق الساحر هجومه السحري لتركض آثينا بإتجاهه وهي تمسك السيف بكلتا يديها. فتضرب سحره بسيفها ليقطعه ويتطلع السحر بإتجاه الساحر.
حاول الساحر صنع حاجز حوله ليحميه إلا أنه تحطم من قوة هجوم آثينا ليخترقه. فكان كما لو أن نار سوداء كانت تحرقه ليقع مثل الرماد.
«آثي!! آثي!!!» صرخ لوان بإسم آثي وهو يركض بإتجاهها بعد أن اختفى سحرها الذي كان يمنعه من الاقتراب. بينما جثت آثي على ركبتيها وهي تسعل دما…
حاول لوان أن يمسك بها ليسندها إلا أنها طلبت منه عدم لمسها ونهضت وحدها. بينما كيلون كان يتفقد الرماد الذي تبقى من جثة ذلك الساحر وهو يصر على اسنانه.
مشت آثينا مترنحة نحو منزل الدوق. بينما بزغت شمس الصباح. حتى وصلت إلى باب المنزل لتجد رئيسة الخدم ماري تنتظرهم قلقة.
«آثي هل أنت بخير؟!» حاولت الامساك بها.
«ارجوك سيدتي لا تلمسيني هل يمكنك تحضير حمام لي فقط؟!» طلبت آثينا.
فأمرت رئيسة الخدم بضع خادمات بتحضير الحمام لها. جلست آثي على كرسي. «لو… لوان هل يمكنك أن تجلس بجانبي…» قالت آثينا بإبتسامة ضعيفة.
لوان الذي كان يشعر بسوء، خوف وقلق شديدين جلس على الكرسي المجاور لآثي.
«لوان… فلتنظر نحوي…» وقعد عدلت جلستها لتوجهه…
«كيف أجرؤ على ذلك…؟!» أجابها بحزن. فأمسكت آثينا بوجهه لتلفه نحوها لترى عينيه دامعتين.
«لا تحزن… لا يوجد سبب لذلك… »
«لقد كنت عاجزًا عن مساعدتك مرة آخرى… أنا غير قادر على مساعدتك بأي شيء!!» قال لوان بإنفعال وقد سالت دموعه.
«أنت ساعدتني بالفعل. وجودك هنا هو أكبر مساعدة لي… رؤيتي لك تشفي غليلي بعض الشيء… في النهاية كنت الوحيد الذي استطعت إنقاذه… رغم هذه القوة الملعونة التي أمامها إلا أن عجزت عن حماية عائلتي…» وهي تمسح دموعه. «لا تحزن… مازال لديك الكثير لتتعلمه لا تنسى أنك أملي الوحيد…» فأخذته بين ذراعيها وهي تربت على ظهره.
«لا تقومي بما فعلته اليوم مرة أخرى!! إنها المرة الثانية بالفعل!! لا تقومي بذلك وتجعليني عاجزًا عن فعل أي شيء لك!!»
«لن أستعمله مرة أخرى… لا تقلق… أنا أعدك…» رددت آثينا بصوت هاديء.
إبتعد لوان عن آثينا لينظر بعينيها وإبتسامة صغيرة رُسمت على وجهه. وضعت آثينا يدها على رأسه لتمسحه.
«ألست كبيرًا على البكاء هكذا…؟!» وقد رسمت إبتسامة ساخرة.
«لو لم تكوني متهورة لم يكن ليحدث ذلك!! هل ترغبين بإنهاء حياتك بشدة..؟!» وهو يدير وجهه منزعجًا.
«هل تظن أني سأموت بهذه السهولة؟! أشياء سخيفة مثل هذه لن تقتلني…»
«وإن يكن!!» أدار وجهه ليوجهها مرة أخرى حتى قامت بطبع قبلة على خده جعلته يتجمد مكانه.
«أنت تبدو ظريفًا عندما تكون غاضبًا…» وهي تنهض بتمشي بعيدًا بينما تتظاهر إنها بخير.
بقي لوان متصلبًا مكانه للحظة بعد ذهاب آثينا. ليتحول وجهه إلى الأحمر.
دخل كيلون إلى المنزل بملامح مبهمة وهو يحمل سيفًا أسود اللون.
وضع كيلون السيف أمام لوان وجلس ليقابله.
«أنا أحتاج بعض الأجوبة» وعلى وجهه ملامح مبهمة. تغيرت تعابير لوان لتصبح أكثر جدية بينما نظر نحو كيلون.
دخل كيلون الحمام متجهًا مهو آثينا الجالية بحوض الإستحمام. إلا أنها لم تحرك ساكنًا. اقترب منها أكثر ليجدها نائمة.
نظر نحوها وإقترب أكثر ليضع يده على الحوض. ويلمس وجهها بيده الآخرى.
اتسعت عينا كيلون فقد كان جسدها متجمدًا رغم أن الماء دافئة. أبعد يده بسرعة حتى يذهب لمناداة الخدم ولوان. حتى أمسكت آثينا بذراعه. موقفة إياه.
«لا تنادي أي أحد…» قالت له بصوت خافت.
«لكنك باردة جدًا!!» أجاب بقلق.
«هاه…» رسمت آثينا ابتسامة طفيفة على وجهها. «لا يمكنني تصديق أنك تبدو قلقًا الآن… هل هذا يعني أنك لم تعد تكرهني…» قام كيلون بعض شفته وهو يبدو نادمًا بعض الشئ. «هذه التعابير لا تلائمك حقًا…» تابعت آثينا وهي تضحك بصوت خافت.
ضعفت قبضت آثينا أكثر. بينما اختفت تعابير وجهها مجددًا. حتى ذعر كيلون فقام يمسك بكتفيها ويهزها. «آثي!! آثينا!! ماذا حدث؟؟!» بإنفعال.
«أنت صاخب…» أجابت بضعف أكثر عن السابق.
«دعــنـي أنــم قـليـــلًا هكـذا وسـأكون بـخير….»
~~~~~
كل ما أفادت التعليقات كلما زاد حماسي لمتابعة الكتابة.
لذا لا تحرموني من كلماتكم ودعمكم الجميل.
جيمي.
GEEMEX.