Salvation - 3
كانت أثينا مستلقية بالسرير غارقة بالنوم. حتى دخل كيلون إلى الغرفة التي كانت فيها. نظر إليها وعقد حاجبيه.
«ألم أخبركم أن تقوموا بتقيدها!!» صرخ كيلون من الغرفة.
ركضت خادمة نحو كيلون مذعورة وهي تعتذر.
«أنا اسفة سيدي الشاب. لكن رئيسة الخدم منعتنا من تقيدها.» اجابته مرتبكة.
صر كيلون على أسنانه وطلب من الخادمة أن تقوم بمناداة ماري رئيسة الخدم.
«لماذا لم تدعيهم يقيدونها!!» صرخ بها كيلون.
«سيدي الشاب، لا أظن أن هذه الطريقة التي يجب أن نعامل بها الشخص الذي قام بإنقاذنا…»
«لكنها خطيرة!! لقد رأيت مقدار قوتها!»
«سيدي أنت حتى لم تسمح لنا بمعالجة إصابتها وقد نزفت بشدة. هل تظن أنها ستقوم بأذيتنا بهذه الحالة؟! حتى أنها لم تحاول الهرب عندما سمحت لها الفرصة…»
صمت كيلون رغم أن كلام رئيسة الخدم لم يعجبه. كان عقله غارقا في الأفكار والأسئلة التي لم يستطع الحصول على اجوبتها. حتى بدأت أثينا بفتح عينيها.
«من تكونين؟! كيف استطعت استعمال سيف والدي…؟!» سألها كيلون.
حاولت آثينا الكلام إلا أنها بدأت بالسعال. «اعطني … بــعض… المـــاء…»
صرخ كيلون آمرًا الخدمات بجلب الماء لآثينا. فساعدنها على الشرب وخرجن بسرعة.
«إذًا … ابدئي الكلام…»
«لماذا قد أجيب شخص لم يعالج جراحي حتى…؟! هل أنت بشري حتى…؟!» متجاهلة إياه.
«فلتخرسي!!» صرخ بها كيلون.
لمعت العلامة على ذراعها وخرجت من شفتيها صرخة مكتومة. دمعت عينا آثينا وعاد جرحها لينزف مجددًا.
«أنت لست قادر على إستعمال ذلك السيف… أليس كذلك؟!»
لفظت أخر كلماتها بنبرة استهزاء مما جعل كيلون يفقد أعصابه. رفع خنجره واضعًا إياه على رقبتها مهددًا إياها بالقتل.
«كان يجب أن تقتلني عندما كنت غائبة عن الوعي… أخبرتك أن تقتلني…» استمرت بإسلوبها الذي كان يدفع كيلون للجنون.
«هل تظنين أني غير قادر على قتلك؟! ألست مغرورة جدًا لشخص في موضعك هذا…؟!»
«لا. مازلت لم أتصرف بغرور حتى الآن! فأنا أعلم أنك غير قادر على قتلي منذ تلك الليلة…»
اشتد الخنجر على رقبة آثينا حتى سالت الدماء من رقبتها.
كانت أثينا تنظر بعيني كيلون دون خوف أو تردد ولم تتراجع بأي لحظة مما أثار جنون كيلون أكثر حتى أبعد الخنجر وخرج من الغرفة.
أمر الخدم بعدم الاعتناء بها. أو إعطاؤها أي طعام حتى تقرر الحديث.
في اليوم التالي كانت تعاني آثينا من حمى شديدة. وعلامة العبد السحرية استمرت بالتوهج وصعق جسدها كل عدة دقائق. ولم تستيقظ أبدا منذ ذلك اليوم.
انتهى الأمر بكيلون باستدعاء الأطباء لمقابلتها إلا أن لا أحد منهم كان قادر على علاجها. وقد نصحه البعض بإحضار ساحر ماهر من أجل حل مشكلة العلامة السحرية وعلاج جسد أثينا الذي رفض جميع العلاجات.
«هل ترغبين بالموت لهذه الدرجة!!!» جن جنون كيلون الذي اجتاحه الشعور بالعجز لعدم قدرته في إيجاد أي جواب على أسئلته.
كان كيلون جالس في مكتب الدوق وسيف الدوق الأسود أمامه. كان غارق في أفكاره بينما يتأمل السيف حتى عزم أمره فأخرج بلوة سحرية ذات لون ازرق من دُرج المكتب. حتى ارتفعت بالهواء وتوهجت. حتى تظهر صورة شاب بشعر ازرق وعيون صفراء حادة بعض الشيء. و حتى تكلم ذلك الشاب .
«اووه!! انظروا من قرر الإتصال… غريب ما الذي يجعل دوق مملكة انكا كيلون يتصل بي…؟!»
«لوان، أحتاج إلى مساعدتك…» أجاب متنهدا..
«من قال لك أني سأقوم بمساعدتك؟! لا تنظر إلي هكذا انا امازحك. ماذا هناك؟! أنت لن تطلبني بدون سبب.»
«أريدك أن تعالج فتاة…»
«ماذا؟! فتاة؟! هل هي حبيبتك ..؟ هل الدوق الشاب واقع بحب فتاة ما…؟!» ردد بمرح والإبتسامة لا تفارق وجهه.
«هل تظنني طفلًا مثلك؟! لتأتي إلى هنا وستعلم السبب..»
«حسنًا لا تغضب… سآتي بعد أن أًنهي ما بيدي…»
واختفت صورة الشاب وتنهد كيلون بضيق وعاد ليعرف بأفكاره. حتى وصله نبأ وصول أوان. وقد وصل أسرع مما توقع.
ذهب كيلون لرؤية لوان الذي كان بالفعل يتحدث مع ماري بوجهه البشوش.
«إذا أين هي حبيبة الدوق؟!» سأل لوان ماري.
«إياك أن تتفوه بالحماقات وإلا سأقطع رأسك…» علق كيلون الذي كان يتجه نوحه.
«عندها أبي سيشن حربًا على مملكتك… وستنضم له حبيبتي أيضًا…» رد عليه لوان وهو يقوم بصنع علامة النصر.
«متى ستنضج أيها الطفل… ؟! تعال معي…»
قام كيلون بسحب لوان من ذراعه متجهًا نحو الغرفة التي فيها آثينا. قام كيلون بفتح باب الغرفة حتى تجمد لوان مكانه لثوان معدودة وتحرك بسرعة نحو أثينا ممسكًا وجهها بكفي يديه…
«آ… آثــي… آثـــي مــا الــذي حـــدث لـك…؟!» قال لوان بصوت مرتعش.
«هل تعرفها؟؟!!!» علق كيلون بإستغراب. «إنها من عبدة من مملكة الجنوب.. اشتريتها قبل عدة أيام…»
«ما الهراء الذي تقوله؟! كيف يمكن لآثي عزيزتي أن تكون عبدة!!» اجابه لوان غير مصدق.
«مــن تــكون آثـي هذه..؟!» سأل كيلون بحذر.
«إنها حبيبتي آثينا إستيريا إبن الماركيز إستيريا!!! الشعلة القرمزية!!!» قال بإنفعال.
«مااذا؟؟؟!!!! أنت تمازحني!!» رد كيلون بتعجب.
«هل أبدو لك كما لو أني أمزح؟؟! آثي!! آثي!! ما الذي حدث لك آثي…؟!!» والدموع بدأت تتلألأ بعينيه الصفراء كالنجوم.
«بحق الجحيم ما الذي فعلته……..» جلس كيلون على الكرسي وغطى وجهه بيديه غير مصدق كلمة مما سمعه.
«لماذا؟!! لماذا لم أتقل أي شيء عندها إذًا؟؟!! لوان اجعلها تستيقظ حالًا…!!»
تحرك لوان ليضع يديه فوق جسدها بالهواء. ليشع نور أبيض من يديه ويبدأ جسد آثينا بالاشعاع كذلك.
إستمر لوان على هذا الحال لأربع ساعات وكان العرق يسيل من جبينه والتعب أصبح ظاهرًا عليه…
«ارتح قليلاً ستنهار على هذا الحال!» أخبره كيلون.
«بقي القليل وستكون قادرة على الاستيقاظ على الأقل… يجب أن تستعيد وعيها…» صر لوان على أسنانه وأغمض عينيه ليضع كل ما تبقى عنده من طاقة سحرية علاجية من أجل علاج آثينا.
تحركت يد آثينا قليلًا فتوقف لوان وسأل بلهفة
«آثي!! هل استيقظت؟!»
حتى فتحت آثينا عيناها ببطء لترى لوان يقف بجانب أمامها… رفعت يدها بصعوبة نحو لوان وقد بدأت الدموع تسيل من عينيها.
«لــــو… لــو… ان…» نادت اثينا إسمه بصوتها الضعيف المرتعش.
حتى قام لوان بسحب آثينا نحوه وأخذها بين ذراعيه ليحضنها بقوة.
«لقد ظننت أني فقدتك… أيتها الحمقاء ما الذي حدث لك بحق الجحيم…؟!»
«أنــقــذنــــــي…»
«بالتأكيد!! أيتها الخرقاء!! سأنقذك بالتأكيد!!»
«أنــقذنــي… أخرجـــني مــن هـذا المكـــان…»
«لا تقلقي بشأن أي شيء! أنا لن أتركك وحدك!!»
«أنـا خـائفـــة لــوان…………» حتى فقدت وعيها مجددًا…
إلا أن لوان لم يستطع تركها من بين ذراعيه لفترة من الوقت… إستمر بإحتضانها بقوة…
«أتركها… إلى متى ستستمر بفعل ذلك؟! إنها بخير الآن دعنا نذهب لتناول العشاء الان… لقد تأخر الوقت كثيرًا بالفعل…» أخبره كيلون كما لو أنه مُكره على ذلك…
ترك لوان اثينا لتستريح أخيرًا وتناول العشاء مع كيلون وذهب لينام بالغرفة التي تم إعدادها له.
أما كيلون فإستمر بالشرب بعد العشاء ليوقف عقله وأفكاره التي كانت تثير أعصابه.
حتى أتجه إلى غرفة آثينا وهو ثمل بالفعل وبالكاد يحمل نفسه على السير.
إقترب من آثينا التي كانت نائمة… نظر نحوها ليغضب دون سابق إنذار ويمسكها من ياقة ملابسها!
«لـماذا؟! لماذا تطلبيـن… منـه إنـقاذك؟!! كـان عـليك…»
استمر بالحديث مترنحًا…
«كـان عليـك طـلب ذلك مــني أنا!!»
ترك ياقتها ليضرب بيده على صدره..
«أنـا… أنــا مـن يجـب أن تطلــبي منـي إنـقاذك!!»
……..يتبع
~~~~~~~~~~~~~~
ملاحظات إضافية:
لوان: هو أمير من مملكة الغرب وهو ساحر قوي ومتميز عمره 18 سنة.
اسم لوان “Luan” يحمل العديد من المعاني بلغات مختلفة. في البرتغالي يعني “القمر” ، و بالألبانية يعني “أسد” ، بالفيتنامية يعني “العدالة والأخلاق” وبالغالية يعني “محارب”.
~~~~~~~~~~~~~~~~
تأليف: جيمي GEEMEX.
تدقيق: سانا.
بتمنى أنه أعجبكم هذا الفصل رغم أنه قصير بعض الشيء وما فيه كثير أحداث. قلت نحط شوية مشاعر هالمرة.
وبدي شوف أقل ما فيها 30 تعليق ع هذا الفصل. يعني مو حلوة تشوفوا الفصل وما تتركوا لي تعليق يحفزني. لأنه أنا بألف هذه القصة تأليف بحتاج حافز لحتى أفكر بأشياء جديدة لأكتبها لكم.
كل ما زاد الدعم بيزيد النشر.
اراكم بالفصول القادمة.