Salvation - 2
لقد كانت ليلة في الجحيم بالنسبة لآثينا. ليلة مليئة بالعار والآلام. فتحت عينيها ببطء لترى أنها وحدها نائمة في ذلك السرير الواسع. حاولت الحركة قليلا إلا أن الألم اجتاح جسدها كالصاعقة. حتى خرج المجرم الي قام بإنتهاك حرمة جسدها من الحمام وهو يلف خصره بمنشفة ويجفف شعره بأخرى. لقد بدى وكأنه بمزاج جيد حتى التقت عينيه بعيني اثينا.
«هل استمتعت؟! » سألها وهو يقترب منها.
«هل تظن أن شخصاً ما سيستمتع بمعاملة كهذه…» مديرة وجهها للجانب الآخر.
«اووه! هل كنت رقيقًا جدًا؟ هل كنت تستمتعين بتعذيب ذلك العجوز لك أكثر؟! هل يجب أن أقيدك في المرة القادمة وأجلدك؟» قالها بنبرة متسهزئة وهو يمسك بوجهها وينظر إليها.
«أنا لم أقم بأي شيء مع ذلك النتن ولم يلمسني بأي شكل من الأشكال!! قلت لك ذلك بالفعل!!» وهي تنظر مباشرة في عينيه…
«ااه!! أحب تظاهرك بالقوة بينما أنت عاجزة عن الحراك… ليتك تستطيعين رؤية وجهك…»
لقد كان محقًا. فآثينا خسرت الكثير من الوزن منذ ثم أسرها من قِبل تجار العبيد. وبالفعل جسدها يبدو كجلد على عظم. ولا تملك أي قوة للقتال حتى.
قام السيد بسحب الغطاء عنها ليظهر جسدها النحيل المغطى بعلامات احتلاله لجسدها. وقبض على رقبتها خانقًا. دمعت عينيها…
«أرجوك… أرجوك سيدي…»
تحرك مبتعدا عنها بسرعة بينما سقطت متألمةفوق السرير.
حتى اقتحمت سيدة عجوز الغرفة.
«كيلون! سيدي الشاب!!» بدت العجوز مرتبكة.
«ماذا هناك؟ رئيسة الخدم ماري؟ أنا أظن أن لديك سبب مقنع لإقتحام غرفتي بدون استئذان!» أجاب السيد الشاب الذي على ما يبدو أنه يدعى بـ كيلون.
«لقد أتى أحد حراس حدود البلدة وأخبرنا بأن نقول لك أنهم بحاجتك في الجانب الشرقي من البلدة. هناك وحوش يهاجمون البلدة! بأعداد كبيرة.» قالت رئيسة الخدم العجوز بسرعة، بينما نظراتها تتنقل بين تلك الفتاة التي تأن في السرير المبعثر والسيد كيلون.
تنهد كيلون بنفور وخرج من الغرفة. وذهب لغرفة أخرى كانت تحوي معدات وملابس ملائمة للقتال. استعد بسرعة وخرج من المنزل نحو حدود البلدة الشرقية بعد أمر ماري بالاعتناء بالمنزل وبالعبدة الجديدة.
في تلك الغرفة وعلى ذلك السرير. كانت تلك الفتاة ضائعة في ما حل بها حتى اقتحمت رئيسة الخدم ماري الغرفة مع خادمتين اتجهتا نحو اثينا لمساعدتها على النهوض. قاموا بأخذها لتأخذ حماما قبل أن يمنحوها الطعام.
بعد أن وضعت الخادمة الطعام أمامها جلست رئيسة الخدم بجانبها وقالت:
«طلبت من الخدم صنع بعض الشاي بالحليب والعسل لتستعيدي عافيتك بشكل أسرع…»
«شـ… شـكرًا لك..» قالتها بصوت متقطع وكأنها تختنق بالهواء الذي تتنفسه..
«أنا أعتذر لك على ما فعله السيد الصغير…» إلا أن أثينا لم تقل أي شيء.. فتابعت رئيسة الخدم « لقد كنت مربية السيد وشاهدته وهو يكبر.. إلا إنها المرة الأولى التي أراه فيها يتصرف بهذه الطريقة.. مالكك الذي كنت ستتزوجينه كان أحد الأشخاص المتآمرين بقضية قتل الدوق والدوقة لذا لابد أنه فقد أعصابه..»
توقفت اثينا عن الحراك وقد اتسعت عينيها…
«دوق ودوقة مملكة انكا….. لكن …. »
«أنت تعلمين..؟ لا أظن أن عامية مثلك قد تكون على علم بتلك القصة… لابد أنك كنت صغيرة عندما حدث ذلك..»
أحضرت إحدى الخادمات الشاي لأثينا شربتها وتم أخذها إلى غرفة حتى ترتاح بها. تمددت اثينا في ذلك السرير لتغادر إلى عالم الأحلام.
** داخل حلم اثينا **
كانت أثينا تبلغ الثالثة عشر عاماً تلهو مع شقيقها التؤام ايثان ويتدربان على استعمال السيف بينما اختلاف المستوى بينهم واضح جدا. فقد كانت أثينا متمكنة من استعمال السيف بشكل مبهر مقارنة بإيثان الذي كان متشوقاً للذهاب للعب مع أصدقاءه بدلاً من التدريب.
اسقط إيثان سيفه فضحكت أثينا.
«لقد ربحت مرة أخرى! عليك أن تقاتل بجدية إن كان والدي يساعدنا كان ليستهزء بك.»
«لكني سئمت التدريب… دعينا نذهب إلى النهر الذي بالغابة المجاورة…»
«يمكننا الذهاب بعد أن ننتهي من التدريب… سأطلب من إحدى الخادمات إحضار بعض العصير البارد لنا. استعد للتدريب القادم..»
….
عادت اثينا لساحة التدريب إلا أنها لم تجد إيثان. فبدأت البحث عنه. خرجت إلى الغابة واتجهت نحو النهر إلا أنها لم تجد أي أثر له. استمرت بالسير حتى شاهدت إيثان يختبىء خلف شجرة اقتربت منه حتى رأت الذي يراقبه بحرص. حتى شاهدت قطاع طرق يوقفون عربة فيها زوجان وطفل يصرخ…
«أبـــي!! أبـــي!!»
حتى فتحت عينها مفزوعة. ذلك الصراخ لم يكن من حلمها بل من داخل المنزل. اهتز المنزل بالكامل مما جعل اثينا تركض خارجة لترى ما يجري.
كن الخادمات واقفات وهن خائفات وأخرى تصرخ بكلمة أبي. وأخريات يحاولن تهدئتها. اقتربت أثينا منهم ببطيء.
«ماذا… ماذا هـــناك..؟»
«هناك وحوش يهاجمون المنزل من الجهة الشمالية. حيث تقع الحظيرة الخاصة بالأحصنة. ووالد هذه الخادمة ذهب لإطعام الأحصنة قبل فترة قصيرة من بدء الهجوم…» شرحت إحدى الخادمات التي بدت أكبر سنًا.
«ألا يوجد أي أحد لمحاربة الوحوش…؟! كيف وصلوا إلى هنا؟!» سألت اثينا.
« الموجودين هنا إما صغار في السن أو كبار بعض الشيء. جميع المحاربين ذهبوا للجهة الشرقية مع السيد. لقد أرسلنا شابًا ليخبر السيد ولكن لا أظن أنه سيصل بالوقت المناسب!»
أمسكت الخادمة التي بدت مراهقة بالخادمة التي كانت تشرح لأثينا وهي تصرخ! «ماذا تقولين!! هل هذا يعني أن أبي سوف يموت!! كـلا!!! دعوني أذهب إلى أبي…»
رئيسة الخدم ماري جعلت الجميع يصموتون وأعلنت بصوت جهير! «علينا القيام بإخلاء للمنزل في الحال فلا نعلم متى سيصل الدعم. سنتجه غربًا لوسط المدينة! استعدوا بسرعة!!»
بدأت الخدمات بالركض هناك وهنا لجمع الجميع وكان بينهم امراة حامل وبعض الاطفال. اصوات البكاء والذعر ارتفعت في المنزل.
«من تستطيع القتال فلتحمل أسلحة معها للحيطة!»
اتجهت رئيسة الخدم نحو الفتاة التي كانت تصرخ بإسم والدها لتسألها إن كان والدها قد عاد من الحظيرة ولكنها أجابت سلبًا… اهتز المنزل مجددًا وعلا صوت تحطم معلنًا سقوط القسم الشمالي من الجدار المحيط بالقلعة. ارتفعت أصوات الصراخ!
«أسرعوا!!!»
«لقد حطمت الوحوش السياج!!»
«أبـي كـلا!!»
صرخت رئيسة الخدم بالجميع لتأمرهم بالخروج من المنزل فورا. وبدء الخادمات والأطفال بالخروج أولاً.
«سيرا! هل أحضرت سيف الدوق!! لا يجب أن نتركه خلفنا!» صرخت رئيسة الخدم بإحدى الخادمات التي حملت على ما يبدو سيف الدوق الذي كانت تلفه بقماش وتربطه كحقيبة على ظهرها.
«هيا لنخرج جميعًا! لم يبقى أي أحد!» صرخت رئيسة الخدم.
خرجت أثينا راكضة مع رئيسة الخدم وسيرا.
«سوزان!!! إلى أين أنت ذاهبة!!» صرخت إحدى الخادمات بالخادمة الصغيرة سوزان التي ذهب والدها إلى الاسطبل فقد هربت نحو الجهة الشمالية.
«لن أترك أبي وحده!! إذهبن!! سأموت مع والدي!!»
تصاعد صوت زئير الوحوش. فشتمت أثينا بصوت خافت. وذهبت نحو سيرا.
«أعطيني السيف!» أمرت أثينا! وهي تمسك سيرا.
«ماذا تقولين!! هذا سيف الدوق حتى السيد الشاب لا يستعمله!» أجابت سيرة بتعجب وابتعدت عن أثينا.
«يمكن أخذ هذا السيف.» قمت خادمة أخرى بعرض سيف حملته معها.
«هذا السيف سينكسر بسهولة عند أبسط هجوم. أعطيني السيف الذي تحملينه يا سيرا!وإلا ستموت سوزان تلك ووالدها أيضًا. »
إلا أن سيرا رفضت وحاولت التحرك والهرب مع البقية. إلا أن أثينا سبقتها وسرقت السيف منها. أزالت القماش عنه لترى سيفًا اسود جميل مزين بجوهرة بنفسجية. ابتسمت وهي تنظر إليه.
«إنه جيد. بل ممتاز! وجميل أعجبني!»
صرخت سيرا منادية لرئيسة الخدمة وهي تُعلمها بأن أثينا قامت بسرقة السيف. بينما ركضت أثينا نحو سوزان التي كانت تركض عائدة برفقة رجل كهل.
«أهربوا! سيدة ماري أبعديهم! سوف اصد الوحوش حتى وصول الدعم»
اقترب وحش عملاق وكان على وشك الامساك بسوزان ووالدها إلا أن أثينا كانت سريعة. بالواقع كانت سريعة جداً لدرجة قد تفاجأت رئيسة الخدم وسيرا والخادمتين الأخريات اللاتي كن يمسكن بسوزان قبل ذهابها لإنقاذ والدها. حتى قفزت أثينا وقامت بقطع ذراع ذلك الوحش وارتفع زئيره.
«قد لا أكون بكامل صحتي إلا أني أظن أني سأكون قادرة على القتال لفترة من الزمن. لكني لن أصمد كثيرا بهذا الوضع. هناك الكثير من الوحوش القادمة بهذا الاتجاه. يمكنني الشعور بها.»
قفزت أثينا مرة أخرى لتتفدى ضربة الوحش لتقفز فوق يده التي ضربت الأرض فتقطع رأس الوحش.
وحش تلو الأخر. رغم كونها تتألم إلا أنها لم تتوقف واستمرت بقتل الوحوش حتى وصل الدعم. وعاد السيد ليجدها تقاتل الوحوش فإبتعدت حتى تلتقط أنفاسها قليلاً.
حتى اتجه وحش جهتها فقام السيد بقتله وهو يحميها. فوقع نظره على السيف الي كانت تحمله!
«ذلك السيف!! كيف تجرؤين على امساكه!!» صرخ كيلون بها.
إلا أن أثينا لم تجبه فقد كانت متعبة جدًا. حتى شاهدت رجل يعجز عن قتل وحش فركضت نحوه لتقتل الوحش.
«قفي مكانك!» صرخ بها كيلون حتى اشعت العلامة السحرية على ذرعها فصقعتها لتصرخ ويضربها الوحش لتطير من مكانها.
بدأ الغضب يشتعل بداخلها. أحكمت يدها على ذلك السيف ورغم الكهرباء التي استمرت بصعق جسدها عينها القرمزية كانت كاللهب ووجهها المعدي بالدماء جعلها تبدو كــوحش ضارٍ.
قامت بذبح الوحش الأخير بما تبقى لها من قوة وبدأت تسير وهي تسحب السيف المضرج بالدماء مترنحة حتى صد كيلون طريقها رافعًا سيفه بوجهها.
«من تكونين!! وكيف تجرؤين على لمس سيف والدي!»
تنهدت اثينا متجاهلة إياه واستمرت بطريقها. إلا أنه أمسك ذراعها وجذبها بقوة حتى وقعت ارضًا.
«أيتها القذرة!! العاهرة!! كان يجب أن أقتلك! لم يكن يجب علي إبقاءك حية!!» استمر كيلون بالصراخ بها.
بينما أثينا كانت تنظر أرضًا وتصر أسنانها غضبًا.
رفع كيلون سيفه ليقطع عنق أثينا. إلا أنها كانت سريعة جدا بحركتها وقامت بضرب سيف كيلون بالسيف الذي حملته قاطعة إياه.
اشتعلت عينها غضبًا حتى إنفجرت بكيلون الذي وقف مكانه غير مصدق بسيفه المكسور ينظر بتلك الفتاة التي أمامه.
«لم يكون أي سيف أخر من الموجودين بذلك المنزل قادراً على قتل الوحوش!!! سوى هذا السيف !!!» رمت السيف الذي حملته نحوه وتابعت كلامها «لقد قمت بإنقاذ خدمك وقصرك الملعون!! يمكنك قتلي فحياتي لا تملك أي معنى بأي حال!!»
فمشت أثينا متخيطة كيلون والعلامة السحرية في ذراعها تتوهج بقوة وتصعق جسدها.
حتى سمع كيلون صوت شيء يرتطم بالارض. التفت ليرى جسد أثينا ملقى على الأرض كالجثة الهامدة.
…. يتبع
~~~~~~~~~~~~~~~
معلومات صغيرة:
البطل يدعى “كيلون” يختصره البعض بــ”كيل” بالإنجليزية يكتب هكذا:
Quillon.
هذا الاسم موجود باللاتينية واللغة اليونانية والبعض يقول إنه فرنسي الأصل حتى ويعني السيوف المتقاطعة وقوي. ولكن الناس لا يحبون تسميته لأنه يلفظ كـ ” kill-on”.
~~~
أخ البطلة التؤام يدعى “إيثان” بالإنجليزية يكتب هكذا:
Ethan
وهو اسم عبري الأصل ويعني الحازم والقوي.
~~~
أما بطلتنا فإسمها آثينا. يختصره البعض بــ “آثي” يكتب بالإنجليزية هكذا:
Athena.
وهو اسم الآلهة يونانية وهي تعرف بكونها آلهة الحرب والحكمة.
~~~~~~~~~~~~~~~
تأليف: جيمي. GEEMEX
تدقيق: سانا.
شكرًا لكل من تابع الرواية وأتمنى أن تنال إعجابكم.
كلما ازدادت التعليقات المحفزة كلما تشجعت لتأليف المزيد.