أميرة هاربة - 1
أنا سيو جين ، كنت كاتبة روائية في ما مضى ، و من أشهر أعمالي رواية ‘ قدر لا يمكن مسه ‘ ، كانت من أكثر الروايات شهرة في كوريا في ذلك الوقت ، على الرغم من أني كتبت جزءا واحدا ، كنت قد اعلنت في وقت سابق أني سأنشر الجزء الثاني من الرواية بعد أسبوع من الآن ، لقد كتبته كليا و كان هو المجلد الأخير ، لكن الحياة لم تسمح لي ، ففي طريقي للعودة إلى المنزل تم اغتيالي من طرف مجهول ، و هكذا انتهت حياتي ، لكنها كانت الأولى ، فبعد موتي استقيظت على صوت يناديني ، لم أكن أستطيع الرؤية جيدا ، لا أعلم لماذا ، و لكني كنت احس بشيء يسيل من رأسي ، حاولت فتح عيني لكن لم أقدر ، كما لو أن عيوني تقاوم فتحها ، و صوت بقربي ينادي باسم اعرفه جيدا : ” ياراا !! استيقظي ! ، أرجوك لا تموتي !! ” كنت أفقد سمعي شيئا فشيئا ” أحد ما ليتصل بالطبيب بسرعة !!! ” ، كان هذا آخر ما سمعته قبل أن أفقد الوعي بعد أن انزلقت و سقطت على حافة الطاولة مما تسبب في نزيف حاد في رأسي ، و بقيت هكذا لمدة أربعة أيام .
بعد أربعة أيام :
استيقظت في منتصف الليل ، بينما الكل نائم ، كنت استكشف المكان من حولي بعيني و اقرص نفسي كي أتأكد أني لا أحلم ، فأنا بعثت مجددا في روايتي في جسد خادمة عند الماركيز ألين هارفن ، لم أكن أصدق في البداية لكن الآن تأكدت أني يارا الكسندر دي سيلفيا ، كنت أعيش كأميرة في مملكة مجاورة و كانت تسمى مملكة سيلفيا ، لكن تم التمرد على العائلة الحاكمة من طرف الدوق الأكبر روان كارت، جمع جيشه و اتجه للقلعة و قتل العائلة الحاكمة ، كنت قد هربت قبل دخولهم للقصر بأعجوبة ، و الشكر لله أنني لم أكن أخرج كثيرا حين كنت أميرة ، كنت أجلس في غرفتي كثيرا و كما قلت سابقا الشكر لله أنه لم يتم التعرف علي من طرف حلفاءالدوق .
كما و كانت تعرف العائلة الحاكمة بالأعين الصفراء أو الذهبية و الشعر الأسود كظلمة الليل ، و كان خوفي الكبير هو الحراس الذين كانوا فرسانا في القصر قبل هروبي منه ، لأنهم كانوا يدبرون المكيدة تلك مع الدوق الأكبر ، و كانوا يعرفون وجهي ، و كذلك عيوني الذهبية التي أخفت لونها بعدسات سحرية ، و الآن الكل يظن أن عيوني بنية ، و شعري كل مرة اصبغه بالبني كي لا يتعرفوا علي ، و لكن لقد مضى عن ذلك الوقت خمس سنوات و أعتقد انهم نسوا أمري كليا ، لا ضير من كشف شعري و عيني لكن لا أريد المخاطرة ، بعد ذلك التمرد هاجرت سرا إلى هذه المملكة و اخترت العمل عند الماركيز هارفن ، كان ذلك أفضل عمل يمكنني القيام به لكي لا يتم اكتشاف أمري ، عملت في المطبخ في أفضل مكان لا يروا فيه وجوه الموظفين ، و هكذا كانت بدايتي ، و لكن قبل أربع أيام من الآن كنت أحمل الأواني في يدي و كنت ذاهبة إلى المطبخ ، عند دخولي لم ألحظ الماء في الأرض فانزلقت و سقطت الأواني من يدي و تكسرت و بدل أن أسقط عليها ضربت رأسي بحافة الطاولة مما تسبب في نزيف حاد و كدت أموت لكنني نجوت ، و ها أنا هنا الآن استيقظت بعد فقدان وعيي لأربع أيام ، من المفروض أني لن أستيقظ إلا بعد أسابيع لكن قوة الشفاء في دم العائلة الحاكمة تجري في دمي .
في الوهلة الأولى لم أصدق الأمر لكن الآن تأكدت من ذلك ، و الأسوء من هذا كله هو أني في روايتي أموت على يد ابنة الماركيز فانيسا هارفن بعد أن تستغلني بسبب قوتي لكي تقع في حب الأمير لكن هذا لن يحدث مجددا لأنني هنا و الآن سأحافظ على حياة يارا لتعيش سعيدة مستقبلا .
كانت ابنة الماركيز فانيسا هارفن قد سمعت من الخادمات أن كل ماتقوله يارا يصبح حقيقة ، فذهبت لغرفتها و بحثت عن أي شيء مشبوه إلى أن وجدت أوراق داخل درجها و مكتوب فيها كل الأحداث التي حدثت من قبل و أيضا كتبت بصيغة المضارع ( يعني على شكل افعال تدل على المستقبل مثل سوف يقوم بكذا) ، ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه فانيسا و هي تقول : ” كيف يمكن لخادمة وضيعة كتلك أن تملك مثل هذه القوة ، لكني لست متأكدة ، سآخذ الأوراق معي لأستجوبها لاحقا ” .
بعد ذلك اليوم نادت فانيسا يارا لتستجوبها ، كانت يارا فضولية عما سيحدث لكنها لم تكن تعرف أن هذا كان سيؤذيها في المستقبل .
يارا : ” تحياتي لك أيتها الماركيزة فانيسا “
فانيسا ” يارا ، أريد سؤالك “
يارا : ” نعم سيدتي “
فانيسا : ” هل سمعتي من قبل بقوى تجعل كل مانكتبه حقيقة ؟ “
يارا : « لا تقل لي أنها عرفت قوتي هذا مستحيل »
فانيسا : ” يارا ، أنا أسألك الآن ، هل سمعتي بها من قبل ؟ “
يارا بتردد : ” ن…نعم ، سيدتي…..يي “
فانيسا : ” بما أنك تعرفين بشأنها فما قصة الأوراق هذه التي وجدتها في درجك؟ “
يارا بتفاجؤ و خوف : ” إن… إنها لي ، لكن كيف عرفتي بشأنها ؟ “
فانيسا : ” أنا من يطرح الأسئلة هنا ، مع ذلك أنت لم تكذبي علي “
_ابتسامة خبيثة ترتسم على وجهها_
فانيسا : ” يارا عزيزي أنت تعملين تحت يدي كليا ، أليس كذلك “
يارا بخوف : ” ن…..نعم…نعم أنا كذلك “
فانيسا : ” حسنا ، بما أنك تحت سلطتي فهذا يعني أنك ستفعلين كل ما أمرك به “
يارا في نفسها : « لماذا تسأل هذه الأسئلة بهذا الشكل ، لا تقل لي أنها تريد مني_
فانيسا : ” إذا ، هل يمكنك جعل الأمير يقع في حبي ؟ “
يارا : « لماذا تطلب من خادمة مثلي هذا ، أنا لا أريد ، لو كان فقط يمكنني كشف خلفيتي ، لكن لا أستطيعا الرفض»
فانيسا : ” حسنا ، ما هو جوابك ؟ “
يارا : ” ح….حسنا سأفعل ذلك “
فانيسا : ” راائع !! ، _تهمس_ و الآن يمكنني شغل منصب الامبراطورة المستقبلية “
_ضحكة شريرة_
فانيسا : ” حسنا ، يمكنك الذهاب _تلوح بيدها_ “
يارا : ” حسنا ، أستميحك عذرا “
فانيسا : ” حسنا ، هذا سيكون ممتعا “
هذا كان ماحدث مع يارا في روايتي ، لكنني لست يارا الآن ، أنا سيو جين ، سوف أحاول النجاة في المستقبل حتى لو اضطر ذلك لكشف خلفيتي و عائلتي ، لطالما كنت أريد تغيير مجرى الرواية لكن كان هناك قراء سربوا بعض الأحداث من الجزء الثاني و كانت حقيقية و لا أدري كيف سربوها ، لكن الآن سأحاول أن أبقي هذا الجسد طالما روحي داخله ، و لن أتردد بكشف خلفيتي للذين يستصغرونني .