Ruby of love and pain - Chapter 7
**القصر الغربي**
الملكة الأم: لماذا قمت بجلب روبي إلى هنا بدلاً من إرسالها إلى الخارج؟ ألا تخشى أن تتحدث عن الحقائق لأبيك؟
الملك أورانوس: لا داعي للقلق، فلن تتمكن من قول أي شيء لأي شخص. لقد أعطيت تعليمات صارمة بعدم التعامل مع أي شخص، وأيضًا أن لا يذهب أحد إلى غرفتها. سأكون على اطلاع دائم بكل ما يجري.
الملكة الأم: حسناً، لا تقلق. سأحرص على أن أكون على علم بكل ما تفعله.
بعد يومين، وصلت روبي برفقة ميرال إلى القصر. وكان في استقبالهما الملكة الأم، التي وافقت على استقبالهما بعد إلحاح من ميرال. في تلك الأثناء، كان الملك أورانوس يراقب الأوضاع من نافذة مكتبته، حيث نظر إلى ياقوت التي لم يكن يتعرف عليها للوهلة الأولى، لكن غطاء وجهها ساعده على التعرف عليها بشكل أوضح.
كانت ياقوت ترتدي فستاناً طويلاً باللون الأسود، وقد تزينت بأزهار بيضاء من الأسفل والأعلى. بالإضافة إلى ذلك، كانت ترتدي وشاحاً طويلاً وقلنسوه تغطي رأسها وجبهتها، الأمر الذي زاد من غموض مظهرها. وقد غطت وجهها بقماش أسود مزخرف بزهور حمراء، وهي الزهور التي كانت قد نقشَتها منذ زمن بعيد. لم يكن يظهر من وجهها سوى عينيها الجميلتين، اللتين كانت تعكسان عمق شخصيتها وغموضها.
دخل الجميع إلى القصر باستثناء ميرال، الذي توجه برفقة أزار إلى الطبيب الملكي دون أن يلاحظ أحد غيابه. في الداخل، كانت أيار تجلس بجانب أخيها سدن، الذي بدت على وجهه علامات الانزعاج الواضحة.
قالت الملكة الأم: اجلسي هنا، روبي. اذهبي واطلبي الشاي، أيتها الخادمة.
قالت الأميرة أيار قائلة: لماذا لا تخلعين الغطاء الذي على وجهك؟
قال الأمير سدن: أيتها الاميرة أيار، لا تضايقي الأميرة روبي، فهي لا تبدو مرتاحة هنا. يوجد الكثير من الناس في هذا المكان، وهذا يختلف تمامًا عن المكان الذي جاءت منه.
فأجابت الملكة الأم: يكفي من هذا، ماذا لو سمعك أحد! عزيزتي روبي، لابد أنك متعبة من الرحلة. ما رأيك أن تذهبي مع الخادمات إلى الأعلى لترين غرفتك؟
فقالت الأميرة روبي: شكرًا لكِ يا جلالتك، وشكرًا على الشاي.
بينما كانت روبي تسير نحو غرفتها الجديدة، قابلت الملك أورانوس خارج غرفة المكتب. لكنها تظاهرت بأنها لا تعرفه، بل إنها لم تكن حتى مستعدة لتحيته عندما قمت الخادمات بذلك. قالت إحداهن، وهي الخادمة التي ترافقها، سيدتي الأميرة روبي، هذا هو الملك أورانوس والد الأمير الثاني ميرال، وذلك لتذكير روبي بأنه يوجد العديد من الأشخاص الذين يراقبون الموقف.
الأميرة روبي: تحية طيبة لكِ جلالتك، أعتذر عن جراتي في الحديث، فقد كان لي شرف الاجتماع بك، لكنني لم أتعرف عليك من قبل.
الملك أورانوس: لا عليك، أنتِ ضيفتنا الكريمة، وأتمنى أن تستمتعي بإقامتك هنا في مملكتنا.
الأميرة روبي: أشكرك، صاحب السمو الملكي. ولكن الآن، أرجو منك السماح لي بالانصراف، فقد أكون ملزمة بالرحيل في الوقت الحالي.
غادرت روبي المكان، بينما كان الملك أورانوس واقفًا في مكانه، محدقًا بها وهي تبتعد عنه. كان هناك شيء ما قد تحرك في قلبه، وكأن ذكرياته مع ابنته بدأت تتدفق أمام عينيه، مثل نافورة مياه تنبض بالدفء والسعادة. وفجأة، انهمرت الدموع من عينيه، وكأنها كانت تتوسل للخروج.
سأل كبير الخدم، الذي كان شاهدًا على حياة روبي، وكذلك على مآسي وفاة عائلتها: سيدي الملك، هل أنت بخير؟
أجاب الملك أورانوس بصوت مملوء بالحزن: أنا فقط شعرت بالحنين إلى الماضي.
دخلت روبي إلى غرفة فسيحة تقع في الطابق الثاني، وكانت هذه الغرفة تتميز بجمالها ووسعتها، حيث كانت مليئة بالألوان الزاهية التي تضفي عليها حيوية وحياة، على عكس غرفتها في القلعة الشمالية التي كانت أكثر برودة وظلامًا. كما كانت تحتوي الغرفة على شرفة تطل على الساحة الأمامية للقصر، مما أعطاها إطلالة رائعة.
جلست روبي على الأريكة الموجودة في وسط الغرفة، وطلبت من الخادمات مغادرتها وتركها بمفردها. بعد ذلك، أزاحت الغطاء عن وجهها وبدأت تتأمل الغرفة بعينها. كانت تذكر أنها تجلس في نفس المكان الذي توفيت فيه والدتها، مما أضفى على تلك اللحظة شعورًا بالحزن والحنين.
- كان لدى روبي نظرة فاحصة تتجول بين أركان الغرفة، لكنها لم تجد أي أثر يدل على حدوث حريق هناك. الأثر الوحيد الذي بقي من تلك الحادثة المؤلمة كان يتمثل في حروق يديها. كانت ياقوت تشعر بالاحتقار تجاه وجهها، وذلك بسبب الشبه الكبير بينها وبين والدتها. في الماضي، كان الجميع ينادونها النسخة الصغيرة من الملكة الأم الأولى، وقد كانت تشعر بالفرح والفخر بذلك اللقب. ولكن بعد الحادثة المروعة، أصبحت تكره ذلك الشبه، لأنها كانت ترى والدتها في حالة احتراق كلما نظرت إلى نفسها. كل يوم، عندما تستيقظ وتلقي نظرة على وجهها في المرآة، كانت تلك الذكريات الأليمة تعود لتطفو في ذهنها وكأن الحادثة تحدث مجددًا أمام عينيها. كان هناك أمر ما يذكرها بضرورة الانتقام لمقتل والدتها وأخيها، لكنّها كانت ترفض في كل مرة يتردد ذلك النداء في داخلها.