Ruby of love and pain - Chapter 6
**في الطريق داخل العربة:**
استدارت ميرال نحو روبي وسألتها: هل هناك مكان معين تودين زيارته عندما نصل إلى القصر؟
أجابت روبي بهدوء: في الحقيقة، ليس لدي مكان معين في ذهني، فأنا بالكاد أستطيع تذكر العاصمة.
فقال ميرال بابتسامة: وإذاً، ليس لديك ما تودين فعله؟ ماذا عن الرسم، أنتِ تحبين الرسم، أليس كذلك؟
فردت روبي: لكنني لا أظن أن القصر سيكون مكاناً هادئاً مثل القلعة الشمالية. وأعتقد أيضاً أنه قد يُسبب لي مشاكل مع العائلة الحاكمة.
طمأنها ميرال قائلة: لا تقلقي، أختي، فأنا معك.
**القصر الغربي**
توجهت الأميرة أيار إلى والدتها بقلق قائلة: ما الذي يحدث يا أمي؟ لماذا سمح أبي لروبي بالبقاء في القصر؟
أجابت الملكة الأم بصوت منخفض: انخفض بشدة في صوتك، في الجدران لها آذان. لا أحد يعرف عن أمر روبي سوانا، نحن الخمسة فقط: أنا وأنت وإخوتك وأبوك. لو لم تكن تستمعين خلسة لمحادثة أبيك مع ميرال، لما كنتِ قد علمتِ بشيء. لذا، لا تفكري في الأمر كثيرًا، فنحن الخمسه فقط على علم بأمر روبي، وإذا تسرب الخبر، فسوف نتعرض للطرد من قبل الملك الجد.
الأميرة أيار سألت والدتها: أمي، هل يعد جدي شخصاً مخيفاً إلى درجة أن والدي يخاف منه؟
فأجابت الملكة الأم: ليس والدك فقط هو من يخاف منه، بل إن الجميع يشعر بالخوف تجاهه. ورغم كونه جدّاً، إلا أنه لا يبدو كذلك. يُعتبر من أقوى الملوك، ويمتاز بذكاء كبير، وقد استطاع أن يجعل أولاده يتجنبون الصراع فيما بينهم. بل أرسلهم إلى ساحات المعارك، ومن يحقق النصر يصبح هو الحاكم لتلك الدولة. وبفضل ذلك، أصبحت لديه ثلاث دول تابعة له. ومن يفكر في التمرد أو يحاول ذلك، يلقى مصيره قبل أن يستطيع حتى رفع سيفه. لذلك، والدك لا يعرف جدك تمام المعرفة، ولا يدرك ما قد يفعله إذا علم بوجود روبي.
الأميرة أيار: أمي، متى سيصل جدي إلى القصر؟
الملكة الأم: لا أستطيع أن أخبرك بموعد مجيئه، لكن يجب أن نكون حذرين. فأي انزلاق أو خطأ بسيط قد يضع حياتنا في خطر كبير.
يمتلك الجد ثلاثة أبناء، الابن الأكبر يدعى زناد، والابن الثاني يُدعى أزمير، بينما الابن الثالث يُعرف باسم أورانوس. هؤلاء الإخوة الثلاثة ليسوا أشقاء بالمعنى التقليدي، إذ أن كل واحد منهم يُعتبر من عائلة مختلفة.
أما الملك، فهو متزوج من ثلاث زوجات، وكل زوجة تنتمي إلى دولة مختلفة. وهذا يعني أن زواج الملك منهن لم يكن بدافع الحب أو لأسباب وراثية، بل كان نتيجة تحالفات سياسية بين الدول المختلفة.
دولة سيا تحيط بها أربع دول أخرى. حيث يحكم زناد الدولة الواقعة في الجنوب، بينما يدير أزمير الدولة التي تقع في الشرق، ويتولى أورانوس الحكم في الدولة الشمالية. أما الدولة التي تقع في الغرب، فهي دولة حليفة، وملكة هذه الدولة هي والدة زناد.
توقفت العربة التي كانت تنقل روبي إلى القصر في منتصف طريق الغابة حين ظهر أزار على حصانه الكبير، الذي كان مختلفًا تمامًا عن حصان الفارس العادي. كان هذا الأمر كافيًا ليجعل الحراس يتوقفون بلا تردد. نزل ميرال من العربة بسرعة ليجد أزار أمامه، وكان يبدو عليه الضعف بسبب جرحه. ركض ميرال باتجاه أزار، عازمًا على مساعدته في النزول من على حصانه.
الأمير ميرال، نظر إلى ازار بقلق وسأل: ماذا حدث لك؟ لماذا أنت مغطى بدمائك؟
لم يستطع ازار أن يخرج من فمه سوى أنفاسه المتقطعة، فقد كانت إصابته فضيعه للغاية. كان هناك شق مائل يمتد على طول ظهره، مما تسبب له في آلام شديدة. وفي اللحظة التي تفاقم فيها الألم، فقد أغمى عليه، تاركًا ميرال في حيرة من أمره. كان الأمير يتساءل في نفسه كيف استطاع ازار الوصول إلى هذه الغابة وهو يعاني من هذا الجرح المؤلم. كما كان يفكر في ما إذا كان قد أرسل بالفعل الرسالة إلى الملك داغر بشأن ما حصل.
الأمير الثاني، ميرال، : ساعدوني في وضعه داخل العربة… كم يتبقى على وصولنا إلى القصر؟
رد الحارس: نحتاج إلى نصف يوم تقريبًا لنصل إلى القصر.
فأجاب ميرال: لا أظن أنه سيتحمل لفترة أطول من ذلك… كم تبعد أقرب قرية من هنا؟
أجاب الحارس: ليس أمامنا سوى الغابة، ولا يوجد هنا أي شيء آخر باستثناء القلعة الشمالية والقرية التي مررنا بها … هل ترغب في العودة إلى تلك القرية؟
بينما كان ميرال يناقش الأمور مع الحراس، كانت روبي مشغولة بعلاج جراح أزار. بعد أن انتهت من تضميد الجراح، خرجت ياقوت من العربة وتوجهت نحو ميرال الذي كان في حالة من التفكير العميق، يشعر بالقلق حيال ظروف أصدقائه ويريد تجنب خسارة أعز أصدقائه.
قال ميرال: حسنا، لنعد إلى القرية.
ردت ياقوت مبتسمة: لا داعي للعودة إلى القرية الآن. لقد قمت بتضميد جراحه، رغم أن نزفه كان كثيراً، إلا أن الجرح لم يكن خطيراً. إنه مجرد جرح سطحي وغير عميق.
قال ميرال متسائلة: ماذا تعني بجرح سطحي؟ ألم تشاهدي كيف كان مغطى بالدماء؟.
كان غضب ميرال واضحاً وهو يصرخ في وجه روبي. فهمت روبي من تصرفات شقيقها أن أزار يعتبر صديقًا عزيزًا لميرال. لم تشعر روبي بالحزن بسبب غضب ميرال، بل أخذتها أفكارها إلى مسار آخر، حيث تساءلت في نفسها: هل كان من الممكن أن تكون لديها صديقة تخاف عليها بالطريقة التي يخاف بها ميرال على أزار؟
دخلت روبي إلى العربة ووجدت أن أزار قد استعاد وعيه، لكنه كان يعاني من آلام شديدة جعلته غير قادر على الكلام.
سألت روبي بقلق: هل استيقظت؟ كيف تشعر الآن؟ هل ما زلت تعاني من الألم؟
كانت محاولات أزار للحديث صعبة للغاية، فقد بذل جهدًا كبيرًا ليجمع قواه وتحدث بصوت ضعيف.
قال أزار: من أنتِ؟ وأين أنا الآن؟ أريد أن التحدث مع ميرال. أرجوك، دعيني ألتقي بميرال،
قالت روبي بصوت مطمئن: لا تقلقي، أنا صديقة ميرال، وأنت الآن في عربة تتجه نحو القصر الملكي. ميرال يتقدم الطريق مع الحراس.
مد ازار يده بصعوبة نحو جيبه، وأخرج منه رسالة مغلفة بغلاف أبيض كان ملطخاً بالدماء. قدم الرسالة إلى روبي وقال بصوت متقطع: أرجوك، يا سيدتي، أعطي هذه الرسالة للأمير الثاني، ميرال. قولي له إنني لم أستطع إنهاء المهمة التي كُلفت بها،.
نادت روبي قائلة: لا داعي لذلك، سأقوم أنا بمناداة ميرال، ويمكنك أن تخبره بما تشاء. ثم توقفت ياقوت عن السير وأوقفت العربة، ونزلت منها لتبحث عن ميرال وتناديه ليأتي ويدخل إلى العربة. بعد قليل، وصل ميرال ودخل إلى العربة، بينما توجهت روبي إلى تحت شجرة حيث جلست وهي تفكر في جميع الأحداث التي مرت بها منذ مغادرتها القلعة. كانت تلك أول مرة تخرج فيها منذ وصولها إلى القلعة الشمالية.
وفي تلك اللحظة، خرج ميرال من العربة وتوجه نحو روبي، حيث جلس بجانبها. وسألها ميرال باستغراب: كيف عرفت أن جرح آزار لن يؤدي إلى وفاته؟
قالت روبي: لقد درست الطب لفترة من الزمن، لكنني لم أجربه في الواقع. لذلك، إذا كنت غير متأكدة من فعالية العلاج، يمكنك أن تأخذ صديقك إلى طبيب لديه شهادة معترف بها من المعهد الطبي.
ردت ميرال: لا، لا داعي لذلك. أنا أثق بأختي، وأعتذر عن صراخي في وجهك سابقًا. لم أكن على طبيعتي عندما رأيت صدقي في تلك الحالة.
قالت روبي: لا بأس، يمكنني أن أفهم مشاعرك. هل تحدثتِ معه؟ كان يتشوق للتحدث معك.
أجابت ميرال: ليس كثيرًا، لقد طلبت منه أن ينام ويرتاح. يمكننا أن نتحدث في ما بعد.
روبي: ما هي المهمة التي كُلف بها حتى عاد بهذه الحالة يا ميرال؟ هل كان عمله صعبًا إلى هذا الحد؟
ميرال: لا، لم تكن تلك المهمة التي يُنتظر أن تنتهي بهذه الطريقة.