Ruby of love and pain - Chapter 3
في الطريق نحو مملكة شيلا
كان آدم جالساً في العربة التي تسير نحو شيلا، برفقة مساعده وصديقه أسر. خلال الرحلة، كان الحديث يدور حول خططهم للذهاب إلى سينا ضمن موكب الزفاف. لكن أسر اعترض بشدة على هذه الفكرة، معبراً عن قلقه من مخاطرات السفر إلى هناك. وقد أبدى أسر مخاوفه من أن أي شيء قد يحدث بشكل غير متوقع خلال فترة السلام قد يؤدي إلى حدوث مشكلات تؤثر على آدم بشكل مباشر.
تحدث أسر برفض قاطع، حيث قال: لا، هذا غير مقبول. لن أسمح لك بالذهاب. الملك قد وافق فقط على أن تذهب إلى شيلا، حيث يوجد خالك، الملك داغر، ولم يمنحك الإذن بالذهاب إلى سينا. لذلك، سأفعل كل ما في وسعي لمنعك من الذهاب، حتى لو كان الثمن روحي.
فرد آدم معبرا عن تهدئة الأجواء: اهدأ يا صديقي، لا تقلق، لن يحدث شيء مما تتخيله. لذا أرجوك، لا تتدخل. إذا فعلت ذلك، فقد تواجه عواقب وخيمة، وسأكون مضطراً لاتخاذ تدابير صارمة، وهذا قد ينعكس عليك بشكل سيء، يا صديقي.
أسر: إذا قمت بتركك تذهب، سأشعر كأن رأسي سيتطاير حقًا. كما تعلم، الملك يراقبنا عن كثب، لذا لا تفعل أي شيء يمكن أن يعرضني للخطر.
آدم: آه، ذلك الجاسوس الذي كان يتبعنا، لقد تخلصت منه منذ فترة.
أسر: ماذا تعني بالتخلص منه؟ هل جننت؟ يجب أن تكون قد جننت! يا إلهي، ما الذي فعلته حتى وقعت مع أمير مثله؟
آدم: عزيزي، هل نسيت هويتي لمجرد أنني لا أرتدي ثياب ولي العهد؟
أسر: أعتذر، وهذا يثير تساؤلي عن سبب ارتدائك لهذه القلنسوة.
آدم: ربما كان سؤالك متأخراً، لكن يبدو أنه في محله. سأذهب إلى مكان ما بمفردي قبل أن أذهب إلى شيلا، لذا يُفضل أن تذهب قبلي.
أسر: ماذا تعني بأنك ستذهب وحدك؟! إلى أين ستهرب؟ أرجوك، لا تفعل أي شيء قد يضعنا في موقف محرج.
آدم: لا تقلق، سأعود في الوقت المناسب.
قفز آدم من العربة، وأخذ حصانه، وانطلق مبتعدًا، تاركًا وراءه سحابة من غبار الصحراء. بينما كان يغادر، انطلق أسر في نوبة من الحزن، يندب حظه السيء، وأكمل طريقه نحو مملكة شيلا.
القلعة الشمالية
في الحديقة الخلفية للقلعة الشمالية، كانت روبي جالسة وهي تحدق في القمر، حين سمعت صوتًا يأتي من خلف الأشجار. سألت بدهشة: من هناك…! هل أنت من أطفال الغابة؟
فجأة، خرج شاب من بين الشجيرات، وكان يغطي وجهه بوشاحٍ.
قالت ياقوت مستفسرة: من أنت؟ وما الذي تفعله هنا؟
فرد الشاب وهو ينزع الوشاح عن وجهه: أنا ميرال، يا أختي. جئت مسرعًا بعدما علمت أنك رفضت دعوتي. لماذا لم تأتي؟
روبي: لماذا جئت إلى هنا مرة أخرى؟ لقد طلبت منك بوضوح عدم العودة إلى هذا المكان. لا أستطيع تخيل ما الذي قد يحدث إذا علم الملك بزيارتك.
ميرال: لا تقلقي، لن يحدث شيء سيء لي.
روبي: لكن بالرغم من ذلك، لا يجب أن تأتي إلى هنا.
ميرال: روبي، لم تجيبي على سؤالي حتى الآن.
روبي: الجميع يعرف أنني توفيت قبل تسع سنوات، وإن وجودي هناك سيخيف الملك من كشف الحقيقة، بالإضافة إلى أنني أكره ذلك القصر ولا أرغب في دخوله.
ميرال: لا تقلقي، العائلة الحاكمة لن تلاحظ وجودك. وبالإضافة إلى ذلك، لن يتساءل أحد عن سبب تغطية وجهك، فكل الأميرات يغطين وجوههن.
روبي: لكنني لن أذهب رغم ذلك، فقد ظللت هنا دون مغادرة منذ تسع سنوات. أرجوك، أريدك أن تغادري الآن.
ميرال: حسناً، لن أُلحّ عليكِ، لكن هل يمكنك السماح لي بالبقاء هنا لأمضي الليل، وأغادر في الصباح؟
روبي: لكن بقاؤك هنا سيؤدي إلى حدوث مشاكل لك.
ميرال: لا تقلقي، لقد أخبرت الجميع أنني ذهبت في رحلة صيد. أرجوك، أريد فقط أن أقضي بعض الوقت معكِ، أختي.
روبي: حسناً، دعنا ندخل إلى الداخل، فالجو أصبح أكثر برودة.
ميرال: حسناً.
في القصر الواقع في الجهة الغربية، كان الملك أورانوس يبدو قلقًا وهو يسأل:
الملك أورانوس: هل عاد ميرال بعد؟
رد عليه ولي العهد سدن قائلاً: لا، لم يعد بعد يا أبي.
انعكس القلق على وجه الملك أورانوس، فقال: لماذا لم يعد بعد؟ أرسل له رسالة ليعود فورًا.
أجاب ولي العهد سدن باحترام: كما ترغب، جلالتك.
الملكة الأم: لماذا تعطي الأمير الثاني اهتمامًا أكبر مما يستحق؟ لماذا لا تسأل عن ابنك الأكبر وما الذي يفعله، أو حتى تبذل أي جهد لمعرفة أخباره؟ يبدو أن كل ما يهمك هو الأمير الثاني، ميرال، حتى إنك قررتِ أن تزوجه قبل أخيه الأكبر، سدن.
الملك أورانوس قال: لا يحق لك أن تقرري لي ما ينبغي أن أفعله، وبالنسبة لكِ، أود أن تخرجي، فأنا أرغب في البقاء وحدي.
خارج غرفة المكتب، دار حديث بين سدن والملكة الأم. قال سدن باستغراب: ماذا تريدين الآن، أيتها الملكة الأم؟ قد حصلتِ على لقب الملكة الأم، لكن يبدو أنه ليس لديك أي سلطة تؤهلك للتأثير على الملك. ومن الواضح أنك ستظلين في ظل صديقة طفولتك وابنة عمك.
فردت الملكة الأم بنبرة غاضبة: اصمت، فأنت لا تدرك ما تقول. عليك أن تذهب وتبحث عن الأمير الثاني. فمن يعلم مالذي يخطط له؟
**القلعة الشمالية**
توجهت كبيرة الخدم إلى الأمير الثاني ميرال قائلة: صباح الخير، سمو الأمير الثاني ميرال، الفطور جاهز.
رد الأمير الثاني ميرال مستفسرًا: أين روبي؟ ألا تنوي أن تأتي لتناول الفطور؟
فأجابت كبيرة الخدم: لا، يا سيدي، إنها لا تخرج من غرفتها في هذا الوقت.
ثم أضاف ميرال: حسنًا، ماذا تفعل روبي عادة في هذه الأوقات؟
كبيرة الخدم: تخرج من غرفتها في الوقت المحدد لتناول طعام الغداء، لكنها بالكاد تتناول الطعام. بعد انتهاء الغداء، تتوجه إلى المكتبة حيث تمكث هناك لمدة تقارب الساعتين. ثم تنتقل إلى الحديقة الخلفية، حيث تعتني بالزهور وتستمتع بشرب الشاي والرسم هناك حتى يحين موعد العشاء. بعد تناول العشاء، قد تعود إلى غرفتها أو تبقى في الحديقة الخلفية، لكنها تميل للبقاء مستيقظة حتى وقت متأخر من الليل.
ميرال: هل تقوم بعمل شيء آخر بخلاف القراءة والرسم؟
كبيرة الخدم قالت: لا، سيدي، هل يمكنك إقناعها بالخروج من هنا حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة؟ الجميع في القلعة يرغب في رؤيتها سعيدة. لقد أتمت الآن عامها التاسع عشر، وقد مرت تسع سنوات على تلك الحادثة، لكنها لا تزال عالقة في ذهنها ولا ترغب في نسيانها. حتى وإن أرادت أن تنسى، فإن بقائها هنا لن يساعدها على ذلك.
قال الأمير الثاني، ميرال: حسناً، سأعمل على إيجاد وسيلة تمكنني من إخراجها من هنا. لكن يجب أن أغادر قبل أن يلاحظ الحرس غيابي. كما أرجو منك أن تبقيني على اطلاع دائم بأخبار روبي.
فأجابته كبيرة الخدم: أمر سمو الأمير الثاني، ميرال، سأنفذ طلبك.
موعد تناول وجبة الغداء
روبي: ‘هل رحل أخي ميرال؟’
كبيرة الخدم: ‘نعم، لقد غادر بعد تناول الإفطار. وأيضًا، ترك لك رسالة.’
روبي: ‘رسالة؟’
**الرسالة**
عزيزتي روبي،
أعتذر بصدق لأنني لم أتمكن من توديعك قبل مغادرتي. للأسف، لم تسنح لي الفرصة لإقنعك بالقدوم إلى القصر، ولكنني أود أن أطلب منك أن تفكري في الأمر. ستكون سعادتي كبيرة إذا حضرتِ.
خلال وجودي في القلعة، لفت انتباهي مجموعة من اللوحات الجميلة، وأعتقد أنكِ أنتِ من رسمتها. لذا أتمنى منكِ أن تهديني إحدى لوحاتك عند لقائنا في حفلة.
أرجوكِ، لا تترددي في الحضور.
مع خالص تحياتي،
ميرال