Ruby of love and pain - Chapter 2
في ذلك القصر الذي لا تكف فيه الضوضاء، كان الجميع مشغولين بالتحضيرات لحفلة خطوبة الأمير الثاني. كل شخص منهم منهمك في عمله، يجهز الزينة ويعد الأطعمة اللازمة لهذه المناسبة السعيدة.
بينما كان الضجيج يعم أرجاء المكان، كان الملك يجلس وحده في مكتبة القصر، مشدوداً بنظره إلى رسالة الاعتذار التي أرسلتها ياقوت. وعيناه تأملان الحروف المكتوبة،
الملك أورانوس يفكر بعمق في قراره بشأن إبعاد ياقوت من القصر. يطرح على نفسه تساؤلاً: هل كان هذا القرار خطأ؟ ولكنه يجيب على نفسه بالنفي، مؤكداً أن بقاء ياقوت في القصر كان سيجعلها هدفاً للعيون والمتطفلين. يسترجع في ذهنه ما قاله والده عندما نصبه ملكاً، موضحاً أنه يتوجب عليه الحفاظ على سرية الأمور وعدم السماح لأحد بمعرفة أي شيء عن ياقوت أو عن حادثة القصر التي وقعت قبل عشر سنوات. هذا الشعور بالمسؤولية يراوده ويجعله يمسك بزمام الأمور بشكل حذر
الخادم: سيدي الملك أورانوس، الأمير الثاني ميرال يرغب في لقائك.
الملك أورانوس: إدخله… ما السبب الذي جعلك تأتي إلى القصر في هذا الوقت؟
الأمير الثاني ميرال: لقد سمعت أن ياقوت قد ردت على دعوتي، جئت هنا حتى أستمع إلى ما لديها لتقوله.
الملك أورانوس: لقد أخبرتك مسبقاً أنها لن تأتي إلى هنا أبداً، حيث اعتذرت عن القدوم. هل أنت راضٍ عن ذلك الآن؟
أجاب الأمير ميرال بغضب واضح يظهر في عينيه، قائلاً: لن تتم هذه الخطبة من دون وجود ياقوت.
ثم رد الملك أورانوس بصوت مرتفع ووجهه مليء بالتحدي، معاتباً: لماذا ترغب في قدومها؟ لماذا تهمك فتاة لم يعد لها وجود في حياتنا جميعًا؟
فقد تصاعدت حدة مشاعر ميرال، حيث انفجر بالصراخ في وجه الملك أورانوس، معبراً عن غضبه واستيائه من تلك التصريحات.
الأمير الثاني ميرال يتحدث قائلاً: إنها أختي، وهي لم تمت، ولن أقبل الزواج طالما ترفض وجودها هنا.
يشير الملك أورانوس إلى عدم صحة حديثه قائلاً: إنها ليست حتى أختك الشقيقة، فما الذي يجعلك متمسكاً بحضورها؟
يرد الأمير الثاني ميرال متصداً للملك: تبقى أختي، فقد حُرمت منها تسع سنوات بسبب طمعك في السلطة.
أدى هذا الكلام المنبعث نتيجة الغضب الملكي إلى تعرض الأمير للضرب، مما دفعه للخروج من المكتب وهو يشعر بالغضب. وترك وراءه والده، الذي كان نادمًا على انفعاله في تلك اللحظة.
في غرفة الجلوس الفسيحة داخل القصر، تتواجد الملكة الثانية برفقة ولي العهد، الأمير الأول. يتطلع ولي العهد، الذي يدعى سدن، إلى والدته ويسأل بقلق: هل لديك أي فكرة عن ما يجري بين والدي والأمير الثاني، أمي الملكة؟ فتجيبه الملكة الأم بنبرة تشير إلى عدم اليقين: للأسف، لا أملك أية معلومات حول ما يحدث.
سدن: يبدو أن هناك أمراً غير عادي يحدث بينهم، وإلا فلماذا يسمح والدي للأمير الثاني بفعل ما يحلو له دون أن يستشيرني أو يعود إلي في أي شيء؟ حتى أنه لا يأخذ رأيي في الأمور المتعلقة بالعمل. هل يفكر الملك حقاً في تعيين ابنه الثاني ليكون خليفته؟
**الملكة الأم**: لا داعي للقلق، فأنت الابن الأكبر للملك، وأعلم أن الجميع يعرف ذلك. أنت ولي العهد وملك المستقبل.
**سدن**: لكن، أمي، والدي لم يعلن عن هذا الأمر رسميًا بعد. مناداة الجميع لي باسم ولي العهد لا يعني أنني قد أصبحت ولي العهد بالفعل.
قالت الملكة الأم: لا داعي للقلق، فعندما تنتهي خطبة الأمير الثاني، سأقوم بالتحدث مع والدك الملك لأطلب منه تنظيم حفلة خاصة لتتويجك كخليفة للعرش.
الأميرة: لا تشغل بالَك، أخي العزيز، فوالدي سيُعينُك ملكاً، وليس مجرد أمير ثانٍ.
سدن: ماذا تقصدين بذلك؟ ولماذا تتجسّسين على أحاديث البالغين؟
الأميرة: يا إلهي، إذا سمعك أحدهم، سيظن أنني ألجأ إلى استراق السمع، بدلاً من أن تكونوا أنتم من تتناولون موضوعًا كهذا في غرفة الجلوس. بالإضافة إلى ذلك، نشب شجار عاصف بين والدي وأخي الأمير الثاني، وصل الأمر إلى حد أن والدي صفعه بسبب تلك الفتاة. لا أفهم لماذا يهتم أخي بها إلى هذه الدرجة التي تجعله يفكر في إلغاء خطوبته لمجرد اعتذارها عن عدم حضورها.
سدن: كيف عرفت أنهم قد تشاجروا؟
الأميرة: لقد بات الخبر شائعًا بين الخدم، وهم الآن يتحدثون عن كيف أن الأمير الثاني لا يظهر أي احترام لوالده الملك. كما أنهم يتداولون الأخبار حول مدى جنونه عندما تذكر تلك الفتاة بطريقة سيئة.
سدن: من الجيد أن أعلم أنهم ليسوا في اتفاق، لكن أمي، لماذا يتعلق ميرال بتلك الفتاة رغم أنني أكبر منهما، ومع ذلك بالكاد أستطيع تذكرها جيدًا؟
الملكة الأم تعبر عن تعاطفها قائلة: ربما يشعر بالشفقة تجاهها، فقد فقدت والدتها وأخيها، وجسدها قد تعرض للتشويه، كما أنها تعرضت للنفي إلى قلعة في الشمال. أليس هذا كثيرًا على فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات؟
أما الأميرة فترد ببرود: ليس الأمر كما تظنين، فهي لا تعاني من البرد، إذ تعيش في قلعة. وبالإضافة إلى ذلك، لا أرغب في أن يعرف أحد أن لدي أخت مشوهة، فحتى أنا لم أرها من قبل.
الملكة الأم: يا إلهي، إن قلبك قاسٍ للغاية، ولا أستطيع أن أصدق أنك ابنتي.
سدن: عزيزتي أمي الملكة، صدقي ما أقوله، من الذي أعطى والدي الملك فكرة إرسالها إلى الشمال بمفردها، بدلاً من أن يأخذها إلى دار الأيتام؟
أميرة: نعم، أمي، إذا كانت قد ذهبت إلى الميتم، لربما كانت ستعيش حياةً أفضل وتكون أكثر سعادة، بدلاً من أن تبقى محبوسة في تلك القلعة، حيث يمنعونها من الخروج.
غادرت الملكة غرفة الجلوس متجهة إلى غرفتها، دون أن توضح موقفها أو تعبر عن رأيها أمام أولادها.