Ruby of love and pain - Chapter 13
[غرفة روبي]
ميرال: هل استدعيتيني لرؤيتي يا أختي؟
روبي: نعم، هناك أمر مهم أود أن أخبرك به.
ميرال: هل جرى شيء سيء لك أثناء غيابي عن القصر؟
روبي: لا، لم يحدث لي أي شيء سيء، لا داعي للقلق. لكن ما أريد إخبارة يتعلق بالسبب الذي دعا للقدوم إلى القصر.
ميرال: ما هو السبب الذي جعلك تأتي إلى القصر؟
روبي: السبب وراء قدومي إلى هنا هو أنني تلقيت رسالة تخبرني أن ما حدث لأمي وأخي لم يكن حادثًا عارضًا، بل هو نتيجة لفعل شخص آخر.
ميرال: ومن أرسل لك هذه الرسالة؟ هل كان هناك اسم مذكور فيها؟ حسنًا، ما الذي تنوين فعله حيال ذلك؟
روبي: المرسل كان مجهولًا، وأنا في الحقيقة لا أفكر في اتخاذ أي إجراء، كما أنني لم أقل أنني أصدق محتوى الرسالة، لذا لا داعي للقلق.
ميرال: لماذا تخبريني عن محتوى الرسالة؟
روبي: لقد شرحت لك لماذا أعتقد أن الشخص الذي أرسلها هو المسؤول عن الهجوم الذي تعرضت له.
ميرال: أقدر ثقتك بي، لكنني لا أعتقد أن الرسالة جاءت من الشخص الذي وراء ذلك الهجوم.
بعد المحادثة التي دارت بين الشخصين، بدأت روبي تشعر بالوحدة والاغتراب تجاه ميرال، حيث لم يتحدث معها أو يقوم بزيارتها. هذا التصرف دفع روبي للشعور بالندم على ما فعلته عندما كشفت عن الرسالة. لقد بدأ الشك يُعكر صفو ميرال، وأصبح يفتقر الثقة في الدوافع التي جعلت روبي تأتي إلى القصر. ومع مرور الأيام، انتهى شهر تشرين الثاني وبدأ شهر جديد يحمل في طياته فصلًا جديدًا، حيث حلت نسمات الشتاء مع بداية شهر كانون الأول. وقد شهدت المملكة تساقط الثلوج للمرة الأولى منذ عشرين سنة، مما أضفى أجواءً غير مألوفة على البلاد.
مع بزوغ شمس الصباح في أول يوم من الشهر، أصبحت ياقوت تبلغ من العمر عشرين عامًا. لم يكن هذا التحول مجرد بداية فصل جديد في حياتها، بل كان أيضًا يوم عيد ميلادها، حيث لقبتها والدتها بـ قمر الشتاء. لطالما كانت جيهان، والدتها، تنادي ياقوت بهذا اللقب منذ طفولتها. لم يكن قدوم الشتاء مجرد تغير في الطقس، بل كان يحمل معه ضيفًا منتظرًا، الملك داغر خولان. وهذا الزيارة أضفت فوضى وحيوية على القصر، حيث تم استقبال الملك داغر بشكل يعكس حفاوة الترحيب. كما تم إعداد وليمة كبيرة لاستقبال ضيوف القصر الذين حضروا ليشهدوا على تحالف المملكتين، مما زاد من حماسة الأجواء.
**يوم الوليمة**
الملك أورانوس: أنا سعيد جدًا لرؤيتك مرة أخرى، سيد داغر.
الملك داغر: لا أستطيع أن أبادلك نفس الشعور، فلو لم يكن لشعبي سلامة لما وضعت قدمي في هذه الأرض.
الملك أورانوس: يبدو أنك لست مرتاحًا لهذا التحالف، أليس كذلك؟ هل تشعر بالخوف من أننا قد نغدرك؟
الملك داغر: في الحقيقة، لست خائفًا من الخداع، فأنتم فعلتموها سابقًا. لكن ما يثير قلقي هو سلامة ابنتي، فأنا أخشى أن يقتلها زوجها كما حدث مع خالتها. في النهاية، فإن الابن غالبًا ما يحمل نفس قذارة والده.
أورانوس: إذا كنت قلقًا، كان يجب عليك عدم قبول هذا الاقتراح، وأن تبقي ابنتك بعيدًا عن الأنظار.
داغر: ليس هناك داعٍ لذلك، فابنتي ليست مثل أختي، فهي ليست حنونة وطيبة، بل هي قادرة على القضاء عليك دون أن تشعر بذلك.
الملك راجس: يكفي، أنتم أمام الضيوف الآن. مؤسف أن ابنتك غائبة، فقد كنت أتطلع لرؤيتها، وأرغب حقًا في رؤية فارسة شيلا.
داغر: إنها مشغولة بشؤون المملكة في الوقت الحالي، لذا قد تتأخر. لكن من الغريب أنك تظهر اهتمامًا بها، في حين أنك لا تعترف دور المرأة في الواقع.
قال الملك راجس: حسناً، يكفي من الحديث، فلدينا ضيوف في انتظارنا.
ثم افتتح الملك راجس الوليمة معبراً عن امتنانه للحضور الذين جاؤوا من أماكن بعيدة للمشاركة في حفل الزفاف. ومن ثم، بدأت التهاني والتبريكات تتوالى على أصحاب المناسبة السعيدة.
الملك أورانوس قائلاً: أعتقد أنك ذكرت في رسالتك أنك ستأتي مع ضيف مهم لحضور الحفل، لكني لا أراه معك.
الملك داغر: نعم، لقد جلبت معي ضيفاً مهماً، لكنه تأخر قليلاً بسبب ارتباطه ببعض الأعمال قبل دخولنا الحفل.
الملك أورانوس: إنني متشوق لرؤيته.
في تلك الأثناء، كانت الأمور تجري في الخارج حيث تحدثت روبي بقلق قائلة: لماذا لا أرى أي من أيار أو ميرال؟ حتى أنني لا أعلم في أي قاعة يُقام الحفل.
ردّت ليلى بطمأنة: لا تتوتري، يا أميرتي. يمكننا أن نسأل أحد الخدم عنهم.
لكن روبي صممت: لا، أولاً يجب أن أجد ميرال. لا أستطيع الدخول إلى القاعة وحدي.
استجابت ليلى بفكرة: حسناً، ماذا عن أن تذهبي إلى الحديقة وتنتظري هناك بينما أذهب أنا للبحث عن ميرال أو أيار؟
فأجابت روبي برضا: حسناً، لكن لا تدعيني أنتظر طويلاً.
ذهبت ليلى للبحث عن مرافق لصديقتها روبي، بينما كانت روبي تنتظر في الحديقة. كان الجو جميلاً والنجوم تتلألأ في سماء الليل، حيث كان القمر بدرًا يضيء الأجواء. جلست روبي على المقعد في الحديقة، وكان النسيم العليل يداعب شعرها الأسود الطويل. ولكن، مر الوقت بسرعة، وامتلأت عيون روبي بالدموع، كأنها لم تعد قادرة على التحكم في مشاعرها، فكانت دموعها تنهمر بلا هوادة.
زاد النسيم البارد من حدة أنينها الداخلي، مما جعل روبي غير قادرة على تمالك أعصابها. فكلما سمعت صوت هبوب الرياح عبر أوراق الشجر، تذكرت ضحكاتها المرحة مع أخيها، في نفس هذه الحديقة التي كانت تعودت على اللعب فيها معه. كانت غارقة تمامًا في ذكرياتها، حيث تداخلت أحاسيس الحزن مع ذكريات الفرح. اقترب منها رجل طويل القامة، ذو بشرة سمراء وشعر أسود يلمع. كانت عيناه بنيتين تُشعان بالنظرات العميقة، وكان يرتدي زياً ملكياً، لكنه لم يكن مبهراً بشكل مبالغ فيه.
قال آدم: لا يبدو أن الآنسة تستمتع بمأدبة اليوم. كان يتحدث بصوت منخفض، حرصًا منه على عدم جعل روبي تشعر بالتوتر نتيجة لوجوده.
ردت روبي قائلة: من أنت؟ أوه، يبدو أنك أحد ضيوف الحفل. لكن الأمور ليست كما تبدو، فأنا فقط أنتظر مرافقي.
آدم: هل يؤلمك انتظار مرافقك لدرجة تجعلك تغرقين في البكاء؟ خذي، امسحي دموعك، فأنا لا أرى سوا عينيك، لكنني أعتقد أن البكاء لا يسبب لك الألم.
روبي: لا، ليس الأمر كذلك. إنما أحسست بنسيم الهواء البارد وهو يعيدني إلى ذكريات الماضي. آه… وأيضا، شكراً لك على المنديل.
آدم: هذا ليس مهماً، ولكن هل يمكنك مرافقتي؟ فقد تنتهي الحفلة قبل أن يصل مرافقك.
روبي: آه، صحيح، يبدو أن الحفلة ستنتهي قريباً. لكن هل يمكنني أن أعرف من هو الرجل الذي قد يرافقني؟
آدم: آه، أعتذر، لم أقدم نفسي. أنا آدم الأوس، ويسعدني جداً لقائك، آنستي الصغيرة. هل لي أن أعرف اسمك؟
روبي: يسعدني أيضاً لقائك، سيد آدم. أنا روبي. يبدو أن السيد آدم من المملكة البيضاء.
آدم: يبدو أن الآنسة روبي لديها معلومات حول سكان المملكة البيضاء.
روبي: لا، لا أعلم الكثير، لكن تحيتك الراقية أشارت إلى أصلك.
آدم: شكرًا لك على هذا الإطراء الجميل. والآن، دعينا نذهب.
توجهت روبي بخطوات واثقة رغم التردد الذي كان يملأ قلبها، إذ كانت تستعد لدخول المكان بمفردها ودون أن يرافقها ميرال. وكانت لها تجربة جديدة مع رجل التقت به حديثاً، ما زاد من مشاعر القلق والحيرة لديها، لكنها حاولت أن تظهر بمظهر الشجاعة والثبات.
أدم: عزيزتي الصغيرة، هل أنتِ متوترة؟ ألاحظ أن يدك ترتجف.
روبي: لا، أنا بخير، لكن لماذا تواصل مناداتي بـ عزيزتي الصغيرة؟ يبدو أن فارق العمر بيننا ليس كبيراً.
أدم: بماذا يجب أن أناديك إذن؟ هل يمكن أن أناديك بـ قمر الشتاء؟
روبي: ..ماذا..؟!
آدم: آه، عندما رأيتك في الحديقة منذ قليل، كنت تبدين كالنجمة اللامعة في سماء الشتاء.
روبي: يمكنك أن تناديني بدلاً من ذلك روبي.
آدم: هل يمكنني مناداتك بـ…
《روبي، أنتِ هنا، لقد كنت أبحث عنك. 》
روبي: كنت في الحديقة في انتظارك يا ميرال، وبعد فترة قصيرة جاء السيد آدم واقترح علينا أن ندخل معًا.
ميرال: لقد أخبرتني ليلى أنك موجودة في الحديقة، لكن أين السيد آدم الذي تتحدثين عنه؟
روبي: آه، أين ذهب؟ كان هنا منذ قليل، إنه غريب كيف اختفى بهذه السرعة.
ميرال: يبدو أنه ربما ذهب إلى الداخل. دعينا نذهب لنرى ما إذا كنا سنجده هناك.
**داخل القاعة**
**آدم الأوس:** تحياتي لكم، أنا آدم الأوس، ولي العهد من المملكة البيضاء. أود أن أقدم أحر التهاني والتبريكات لسيادتكم.
**الملك داغر:** كنت أود أن أقدمك بنفسي، لكن يبدو أنك شخص غير متوقع في تصرفاتك.
**الملك راجس:** إننا نشعر بالفخر لوجود أحد أفراد العائلة الحاكمة من المملكة البيضاء معنا اليوم.
**الملك أورانوس:** آمل أن تستمتع بالحفل وتجد فيه ما يسرك.
**آدم:** نعم، إنه حفل ممتع حقًا.
**داغر:** ولكن أين هي المتعة؟ لم ألاحظها حتى الآن.
آدم: حسنًا، لا أستطيع أن أقول ما هو ممتع، لأننا نختلف في العمر يا خالي.
داغر: حسنًا، يمكنك الذهاب والاستمتاع، لكن حاول أن تتجنب المشاكل، فأنا لا أرغب في أن أتعرض للشتم.
آدم: لا تقلق، اعتنِ بنفسك وابتعد عن شرب الكثير من القهوة، فالكثير منها ضار.
داغر: بالتأكيد، إنه يشبه والدته.
الملك أورانوس: ……
في أحد زوايا القاعة، كان الأمير آدم يتحدث مع الحارس الذي يرافقه. في هذه الأثناء، كان ميرال يتقدم نحوهما. حين لاحظ آدم اقتراب ميرال، تجلت على وجهه ملامح الغضب بوضوح. طلب آدم من الحارس أن يقوم بتجهيز حصانه بدلاً من العربة. عندها أدرك الحارس الشخصي أن آدم ليس في مزاج جيد، وأن الحديث مع ميرال قد يؤدي إلى تفاقم غضبه وفقدان السيطرة عليه. لكن للأسف، وصل ميرال قبل أن يتمكن الحارس من قول أي شيء. وكان من المتعذر عليه عصيان أوامر آدم أو البقاء معهما، مما دفعه إلى مغادرة المكان وهو يراقب آدم بعينين تحملان تلميحات تحذيرية بعدم التسبب في أي مشكلات.
الأمير ميرال: أهلاً وسهلاً بك في سينا، أمير آدم. أرجو أن تكون قد قضيت رحلة آمنة ومريحة للمجيء إلى هنا، وآمل أيضًا أن تكون مرتاحاً في مكان إقامتك.
أجاب أمير آدم بصوت حاد، يتخلله الهدوء والبرود: شرفت بلقائك، أمير ميرال. شكرًا جزيلًا لك على كرم ضيافتك.
تابع الأمير ميرال: لدي العديد من الأسئلة التي تدور في ذهني حول المملكة البيضاء، وآمل أن تتاح لي الفرصة للاستماع إلى إجاباتك في يومٍ ما.
قال الأمير آدم: سيكون من دواعي سروري أن أُلبي فضولك حول مملكتي، مملكة الجبل الأبيض. لكن، أرجو أن تعذرني، فلدي بعض الأمور التي يجب أن أنجزها، لذلك سأغادر الآن. وشكرًا مرة أخرى على كرم ضيافتك، أمير ميرال.
وأثناء خروج آدم، تصادف مع روبي وأيار، حيث اعتذر بسرعة دون أن يلتفت إليهما، وكان صوته يحمل نبرة تخيف كل من سمعه. هذا الأمر أثار مشاعر الخوف لدى روبي، مما جعلها تشعر بأنها مضطرة للاعتذار أيضًا.