Ruby of love and pain - Chapter 11
المشفى الملكي – إزر: ما الذي حدث؟ لماذا أنت هنا؟ ألم يكن من المفترض أن تكون مع العائلة الحاكمة لاستقبال جدك الملك راجس؟
الأمير ميرال: لقد انتهى ذلك الاستقبال بالنسبة لي.
ميرال: تبدو أفضل الآن. حدثني عن ما جرى معك. هل استطعت إرسال الرسالة إلى مملكة شيلا؟
إزر: للأسف، لم أتمكن من التقدم، فقد اعترض طريقي مجموعة من اللصوص.
ميرال: لصوص؟! هل تعرضت للهزيمة على يد هؤلاء اللصوص؟ كيف حدث ذلك، وكيف تمكنت من العودة إلى الغابة المجاورة للقلعة الشمالية؟
إزر: يبدو أنهم لصوص من خلال ملابسهم، وعندما وجهوا لي تلك الضربة، فقدت الوعي، واستيقظت لاحقًا فقط وأنا داخل العربة.
ميرال: هل لاحظت أي شيء يمكن أن يدلنا عليهم؟ أو حتى إشارة تشير إلى أنهم قطاع طرق؟
إزر: دعني أفكر قليلًا… نعم، تذكرت! كان هناك شعار يمثل القمر على درع أحدهم. كما أتذكر أيضًا أن ذلك الشخص كان يقف يتفرج من مسافة بعيدة ولم يتدخل في القتال.
**ميرال:** شعار قمر! … لا أتذكر أنني سمعت به من قبل. هل من الممكن أنهم مجرد قطاع طرق؟
**إزر:** قد يكونون بالفعل قطاع طرق، لكن يبدو أن هناك من دفع لهم للاستيلاء عليّ. لكن من يكون هذا الشخص؟
**ميرال:** هذا الاحتمال وارد. لقد منعوك من إرسال الرسالة من خلال طعنك في ظهرك.
**إزر:** أعتقد أنهم لم يكونوا يهدفون إلى قتلي، بل كان هدفهم منع إرسال الرسالة.
**ميرال:** أعتقد أنهم كانوا يهدفون إلى تحقيق أمرين.
**إزر:** ماذا تعني بذلك؟
**ميرال:** انظر إلى حالك، بالكاد تستطيع التنفس. ربما لولا تدخل روبي، لما كنت هنا الآن.
**إزر:** أشكرك أنت وأختك على إنقاذ حياتي. حسنًا، هل تعتقد أن من دفع لهم توجد له مصلحة داخل القصر؟
ميرال: ربما يحدث ذلك، وربما لا يحدث.
أزر: هل لاحظ أحد اختفاء الحراس؟
ميرال: لا، الجميع مشغولون في الاستعدادات لحفلة استقبال الضيوف.
أزر: كيف لا يلاحظ أحد اختفاء مجموعة الحراس الذين خرجوا من القصر؟
ميرال: ربما يرجع ذلك إلى خروج فرق الاستطلاع التي يديرها جيش المملكة.
أزر: ماذا ستفعل الآن؟ هل ستخبرهم عن الهجوم الذي وقع؟
ميرال: أعتقد أنه لو كان الفاعل من القصر، لكان سيثير موضوع اختفاء الجنود ليضعني في موقف محرج. ولكن نظرًا لأنه لم يتحرك حتى الآن، فهذا يعني أنه من خارج القصر، لذلك لن أخبرهم بشيء في الوقت الحالي.
ازر: هل تعتقدين أن روبي لها علاقة بما يحدث؟
ميرال: روبي! كيف يمكن أن تكون لها علاقة بذلك؟
ازر: أعتقد أن الشخص المسؤول عن الهجوم يدرك أن روبي لا تزال حية، ويمتنع عن السماح لنا بإخراجها من القلعة.
ميرال: ربما تكون روبي على علم بشيء ما، وهذا هو السبب في أنها وافقت على الخروج من القلعة.
**القصر (غرفة روبي)**
ليلى: لم يتبقَّ الكثير من الوقت على وصول الملك داغر وعائلته. ماذا ستفعلين في هذه الحالة؟
روبي: لا شيء خاص، فالشخص الذي أرسل لي هذه الرسالة يعرف كيف يصل إليّ. لكن هناك شيء يزعجني، وهو أنني لست متأكدة من هوية هذا المرسل.
ليلى: لماذا لا تستفدين من قدوم خالك، الملك داغر، وتخبريه بكل ما يجري؟ من المؤكد أنه سيساعدك ويأخذك معه إلى مكان آخر.
روبي: لا، ذلك سيسبب مشاكل لا حصر لها بين العائلات الحاكمة، لذا يجب أن يظل خبر حياتي سراً.
ليلى: وما الفائدة من حماية العائلة الحاكمة، وهي تعتبرك ميتة؟
روبي: هذا صحيح، لكنني لا أريد أن يتورط ميرال في المشاكل بسببي. هو يعاملني بشكل جيد وقد بذل كل جهده ليعيدني إلى القصر، لكنني رفضت ذلك. إذا حدث أي خلاف بين العائلتين، سيتأثر الكثيرون من جراء هذا الاختلاف.
ليلى: ما رأيك في الأخبار التي وردت عن ميرال بخصوص الرسالة؟
روبي: لا أريد أن أزيد من قلقه، فهو بالفعل يشعر بالقلق حيال أزر، ولا أرغب في أن أضغط عليه بمزيد من الأمور.
ليلى: هذا صحيح، كيف يمكن أن يتعرض للأذى بهذه الطريقة! حسب معلوماتي، أزر لا يترك جانب ميرال، فهو يبقى معه في أغلب الأوقات، فكيف بإمكانه أن يتعرض للأذى؟
روبي: ربما كان لديه مهمة معينة وتأذى خلال تنفيذها.
ليلى: هل سمعتِ الشائعات التي تم تداولها في القصر؟
روبي: أي إشاعة تتحدثين عنها؟
ليلى: هناك أحاديث تدور بين موظفي القصر حول اكتشاف فريق الاستطلاع لعشرة قبور بالقرب من القلعة الشمالية في منطقة الغاية.
روبي: وماذا يفعل فريق الاستطلاع في المنطقة الشمالية؟
ليلى: لا أدري، لكن يُقال أيضًا إنهم تمكنوا من التعرف على أسماء الجنود.
روبي: وهل تمكنوا من معرفة إلى من ينتمي هؤلاء الجنود؟
ليلى: نعم، لقد عُرف أنهم ينتمون إلى فيلق الأمير الثاني، ميرال. هل يُعقل أن إصابة الحارس أزر لها علاقة بوفاة هؤلاء الجنود؟
روبي: هل من الممكن أن يكون هؤلاء الجنود هم الذين رافقوا ميرال في رحلة الصيد؟ ففي وقت سابق زارني ميرال وأخبرني أنه كان في رحلة صيد بالقرب من القلعة. ما الذي يمكن أن يحدث في فترة قصيرة بين ليلة وضحاها؟ بالإضافة إلى ذلك، تبدو إصابة أزر جديدة.
ليلى: هل تعتقدين أن هذا قد يكون نتيجة لفعل من أرسَل الرسالة؟ أرى أنه من الضروري إبلاغ ميرال بما حدث، خاصة أننا لا نعرف من هو المرسل.
روبي: حسنًا، سأخبره بذلك عندما يعود إلى القصر.
في كتيبة الفرسان، دار حديثٌ حادٌ بين الملكين. سأل الملك راجس بقلق: كيف يمكن أن تحدث عمليات قتل الجنود في الوقت الذي تدير فيه هذه المملكة؟
أجاب الملك أورانوس بحيرة: لا أعلم ما الذي حدث بالضبط، لكنني سأقوم بالتحقيق في الأمر وأكتشف الحقيقة.
تدخل الأمير سدن وأشار إلى شيء مهم: إن موقع دفن الجنود يقع بالقرب من منطقة الصيد التي ذهب إليها الأمير ميرال. ومن الغريب أن الأمير ميرال عاد بمفرده من الصيد، حتى إن حارسه الشخصي أزر لم يكن معه.
عندها، دخل الأمير ميرال إلى الكتيبة، وتحدث قائلاً: هذا صحيح، إن هؤلاء الجنود هم الذين رافقوني خلال رحلة الصيد.
اعتدل الملك راجس في جلسته، وعبر عن قلقه قائلاً بلهفة:
ماذا تعني بكلامك؟ لا تخبرني أنك قضيت على الجميع!
نظر جميع الحضور إلى الملك راجس بدهشة من حديثه، بينما تابع الأمير ميرال حديثه قائلاً:
لا، يا جلالة الملك، لم أقْتلهم. بل هاجمتنا مجموعة من الرجال وقاموا بقتل الجميع باستثنائي، وكأنهم يسعون لإرهابي.
سأل سدن:
هل تعني أنهم قتلوا الجميع، بما في ذلك الحارس أزر؟
أجاب الأمير ميرال:
نعم، هذا صحيح.
الملك راجس: هل تمكنت من التعرف عليهم؟ من برأيك يقف وراء هذا الهجوم؟
الأمير ميرال: لم أتعرف عليهم، لكنني لاحظت وجود شعار قمر على درع قائدهم.
الملك أورانوس: ماذا؟ شعار قمر؟!
تحدث الأمير ميرال بنبرة تحمل سخرية واضحة من رد فعل والده. فقال: يبدو أن الملك أورانوس يعرفهم جيدًا، هل تعرف من هم يا أبي؟ فرد عليه الأمير سدن مستنكرًا: ماذا تحاول أن تقول يا أخي؟ هل تدعي أن والدنا هو من أرسل هؤلاء الرجال؟ لكن الأمير ميرال ردّ بإيضاح: لماذا تجعل الأمر وكأنه اتهام يوجه إلى أبي، يا أخي الأكبر؟ كل ما في الأمر هو أنني اعتقدت أن والدنا يعرف هؤلاء الرجال، وهذا ما كان يعبّر عنه مظهره.
الملك راجس: يكفي من الحديث حول ذلك. الجميع يعرف من هم رجال القمر، ومن المحزن أن والدكم الذي خاض صراعات طويلة ضدهم لم يتحدث معكم عنهم أبداً.
الملك أورانوس: صحيح، كان ذلك منذ زمن بعيد، وفي الحقيقة لم يكن لهم أي أثر منذ أن هزمتهم قبل سنوات.
الملك راجس: بغض النظر عن مرور الوقت، كان يجب عليك أن تحذر أطفالك منهم. على الرغم من أنك هزمتهم، فإنهم سيعودون في وقت قد تنسى فيه ذكرهم، وقد يسعون للانتقام منك.
الأمير ميرال: جدي، هل يمكنك أن تخبرني المزيد عنهم؟
الأمير سدن: قبل كل شيء، لماذا لم تخبرونا بوفاة أزر وبات الأمر مرتبطاً بالجنود ياميرال؟ وحتى أنك لم تكلف نفسك عناء إعلامنا بالهجوم الذي وقع.
الأمير ميرال: لم يكن هناك وقت مناسب لذلك؛ فقد كانت الأمور مشغولة جدًا بالجميع.
الملك راجس: هذا لا يهم في الوقت الحالي. الأهم هو أن نعرف من هو خصمنا.
الأمير سدن: وهل خصمنا هو خصم قد هُزم بالفعل؟
الملك أورانوس: لا تقلل من شأنهم. لو لم تتدخل مملكة الجبل الأبيض، لما كنت قادراً على هزيمتهم.
الأمير ميرال: ولماذا تظن مملكة الجبل الأبيض أنها ستتدخل في هذا الأمر؟
الملك راجس: تظن مملكة الجبل الأبيض أنها السبب وراء ظهور رجال القمر.
الأمير ميرال: وما الذي يجعلهم يعتقدون ذلك؟
الملك راجس: قبل أعوام مضت، كان جيش مملكة الجبل الأبيض يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي التي تُعتبر اليوم من أفضل الأراضي الزراعية المتاحة. لقد سعى جميع الحكام للحصول على تلك الأراضي، لكنهم جميعًا عانوا من الفشل الذريع، وذلك بفضل قوة جيش المملكة الذي لا يُقهر. كان يقود هذا الجيش القائد إيفان، الذي يُعرف بقوته وذكائه. لقد كان من أقوى وأذكى القادة الذين واجهتهم خلال الحروب التي خضتها.
الأمير ميرال: ما هي علاقة هؤلاء الرجال من رجال القمر؟
الملك أورانوس: قام القائد إيفان بالانشقاق عن جيش مملكة الجبل الأبيض بعد أن تولى الحاكم الحالي مقاليد الحكم. عقب انتشار الخبر بين صفوف الجيش، انقسم الجيش إلى قسمين؛ فذهب قسم مع القائد إيفان بينما بقي القسم الآخر في المملكة. الجدير بالذكر أن أكثر من نصف الجيش اتبع القائد الشاب إيفان، الذي لم يتجاوز عمره الثلاثين عامًا. بعد ذلك، أسس إيفان مجموعة تُعرف برجال القمر وأصبح هو القائد للجنود الذين قرروا مغادرة المملكة معه.
ميرال: ولماذا انشق عن الجيش؟
سدن: هل ترك الجيش ليصبح من قطاع الطرق؟ يا له من ذكاء يتمتع به صديقنا!
الملك راجس: ترعرع إيفان مع الملك الحالي في القصر الأبيض، حيث كان يُعتبر الابن المتبنى للملك الراحل كينان. عندما وصل إيفان إلى سن الرشد، قرر مغادرة القصر والانضمام إلى جيش المملكة، معتقدًا أن مثل هذا القرار سيعكس تقديره للملك الذي رعاه. ومع ذلك، عندما توفي الملك كينان، ترك إيفان الجيش بسبب تولي أونور، الملك الحالي، الحكم. إذ كان قد أبدى رغبته في الابتعاد عن حياة الملوك. وفي نهاية المطاف، أصبح قائدًا على مجموعة من الرجال.
ميرال: هل تحول إلى قطاع طرق بكل سهولة؟
الملك أورانوس: لا، لم يتحول إلى قطاع طرق، بل كان يساند القرى التي لا تستطيع مواجهة الحرب. قبل أن أصبح حاكمًا لهذه المملكة، كان هو ورجاله في الجيش يدافعون عنها. لكي أتمكن من هزيمته، استغرق الأمر ثلاث سنوات، ولم يكن ذلك ممكنًا لولا مساعدة المملكة البيضاء.
ميرال: ماذا حدث للمملكة البيضاء بعد مغادرة جيشها أراضيها؟
الملك راجس: وقعت تلك الأحداث قبل أيام قليلة من تتويج الأمير أونور، مما أوجد حالة من الرعب والقلق بين أهالي المملكة. فقد زاد الطمع لدى العديد من الأشخاص في تلك الأراضي الواسعة، التي لم يكن هناك من يحميها من جيش أو ملك، مما جعل الوضع أكثر حرجاً.
لم يكن هناك ملك يترأسهم، لكن ذكاء الملك أونور لم يكن في الحسبان. استطاع أن يزرع الرعب في نفوس المهاجمين من خلال أوهامهم، حيث جعلهم يظنون أن إيفان لم يكن الوحيد من نوعه في الجيش بأسره، بل كان هناك عدد آخر من الجنود يتمتعون بالقوة نفسها، مما سيدفعهم للانتهاء بمهانة من الحرب. وعندما تقدمت الجيوش المهاجمة، كان الرعب حقيقياً وليس مجرد وهم، حيث تمكن بجيشه الذي لا يتجاوز الخمسين ألف جندي من هزيمة العديد من الجيوش القوية.
وعلى مدى سنوات قليلة، نجح الملك أونور في تجنيد الآلاف من الجنود ليكونوا ضمن جيشه، مما جعل مملكته واحدة من أقوى الممالك.
سدن: أعتقد أنه من المناسب أن ننهي درس التاريخ في هذه المرحلة لنذهب لتناول العشاء.
لقد قام الملك راجس بإخبار الأمير ميرال عن تاريخ رجال القمر، لكن فضول ميرال لم ينتهِ عند هذا الحد. فقد بدأت تتكون في عقله أسئلة جديدة تدور حول رجال القمر، وكذلك حول الملك أونور والمملكة البيضاء.