Ruby of love and pain - Chapter 10
عند مدخل القصر، تجمعت جميع أفراد العائلة الحاكمة لاستقبال الملك راجس، الذي سُجل اسمه بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ. كان الملك راجس شخصًا واضحًا وصريحًا، لا يحتمل الهزيمة، وإذا ما تعرض للخسارة، فإنه يسعى لجعل خصمه يتكبد المعاناة جراء تلك الخسارة. كان جريئًا، حيث كان يتلاعب بأعدائه بمهارة، مما يؤدي إلى فقدانهم لتوازنهم واستيعابهم في ساحات النزاع.
عُرف راجس بأنه لم يُعش كأمير، بل تم تتويجه ملكًا وهو في السابعة عشرة من عمره. كان يتمتع بشغف كبير تجاه المعارك، ويستمتع بشم رائحة الدماء الطازجة التي تفوح من ساحات القتال. لقد كان مجرد ذكر اسمه يثير الخوف والرعب في قلوب خصومه.
يخشى الناس هذا الشخص، ولكن مع تقدمه في العمر، أصبح لا يذهب إلى ساحات القتال. ورغم ذلك، لا يعني هذا أنه فقد قوته. على الرغم من تركه لميدان الحرب، كان دائمًا منتصرًا في المعارك، وذلك بفضل انتقاله من دور جندي محارب إلى محلل استراتيجي. فقد كانت عقولته تُعتبر آلة قتل، حيث إن كل خطة وضعها كانت تؤدي إلى هزيمة العدو بشكل حاسم.
للأسف، على الرغم من كل ما يتمتع به من موهبة وذكاء وخبرة، لم يستطع أن ينقل أي شيء من تلك الصفات إلى أولاده. لم يكن يرى أي بصيص من الأمل في مستقبلهم، وكانت قناعته دائمًا أن السبب في ذلك يعود إلى الظروف البيئية التي تختلف عن تلك التي نشأ فيها. كان راجس، الابن الوحيد في العائلة التي تعاني من الفقر، لا يهتم سوى بتأمين المال لإعالة عائلته. لكن بسبب قرار واحد من الحاكم في تلك الفترة، دفع هذا الشاب البالغ من العمر سبعة عشر عامًا إلى ارتكاب جريمة مروعة، حيث قضى على عائلة بأكملها في لحظة واحدة، مُحدثًا دمارًا لا يمكن تصوره.
كان القرار يقضي بإعدام كل من يتخلف عن دفع الضريبة. وفي ذلك اليوم، لم يكن راجس في منزله أثناء تنفيذ حكم الإعدام بحق عائلته، حيث كان قد ذهب لجمع المال اللازم لتسديد الضريبة. وعندما عاد إلى المنزل، اكتشف أن الوقت قد فات، وقد تم إعدام عائلته بإطلاق النار عليهم حتى الموت.
عندما رأى راجس جثث عائلته ملطخة بالدماء، تحوّل إلى كائن مفترس يشعر بعطش كبير للانتقام. لم يستطع الوقوف أو الاستماع إلى أي شخص، بل اندفع مباشرة إلى مقر الملك واغتاله بشكل مفاجئ دون أن يُدرك أحد ما الذي يجري. وبعد أن قضى على جميع المتعاونين مع الملك، توج نفسه ملكًا على العرش، مستغلاً الحالة الفوضوية التي خلفها.
الملك أورانوس: أهلاً وسهلاً بك، جلالة الملك. لقد كان لي شرف كبير بزيارتك، وآمل أن تكون رحلتك قد كانت آمنة ومريحة.
الملك راجس: لقد انقضى وقت طويل منذ أن رأيتك، يا أورانوس. لماذا لا تأتي إلى سيا مع عائلتك؟ أفتقد رؤيتكم.
أورانوس: أعتذر عن ذلك، يا أبي. لقد كنت مشغولاً بمسائل المملكة، ولم أكن أستطيع التفكير في ذلك. ماذا عن أن نستكمل حديثنا هنا؟ لماذا لا تدخل، يا أبي؟
**غرفة روبي**
سيدتي الأميرة روبي، لقد وصل الملك راجس إلى القصر، ونرجو منك عدم مغادرة غرفتك حتى موعد الحفلة. العائلة الحاكمة ستقدمك كضيفتهم الأجنبية، وهو أمر جاء بناءً على طلب الملك أورانوس، الذي لا يريد أن يتم الكشف عن هويتك الحقيقية.
جاءت الخادمة ليلى معبرة عن استيائها، قائلة: ما هذا الهراء؟ إن هذا يعتبر سجنًا. في البداية كانت القلعة، والآن حبسوكي في هذه الغرفة. كيف يمكن لإنسان أن يعيش أربعًا وعشرين ساعة محاصرًا بين أربعة جدران؟
أجابتها روبي بصوت هادئ: يكفي يا ليلى، دعينا نتجنب إثارة المشاكل لأنفسنا.
ثم اضطرت ليلى للسؤال: ولكن، كيف سنجد صاحب الرسالة؟
ردت روبي بطمأنينة: لا تقلقي، هو من سيجدنا.
في مملكة شيلا، استقبل أسر الأمير بلطف قائلاً: سمو الأمير، هل عدت للتو؟ الملك داغر يتمنى أن يراك في أقرب وقت.
فقال آدم بنبرة إيجابية: هذا خبر جيد، فأنا أيضاً أود أن أشاركه أمراً مهماً.
لاحَظ أسر ملامح آدم وبدأ يسأله في فضول: ماذا حدث لك حتى يتغير مزاجك بهذه السرعة؟ ونظر إلى الأمير بقلق، مضيفًا في نفسه: يبدو أنني سأجد صعوبة في التعامل مع نوبات غضبه إذا استمرت الأمور على هذا النحو.
غرفة الجلوس في القصر الملكي
كان الملك راجس يجلس في غرفة الجلوس الفخمة، محاطًا بأثاث أنيق وزخارف تعكس عظمة مملكته. نظر إلى ميرال، التي كانت تقف أمامه بوجه مفعم بالأمل والتحدي، فقال بصوت مليء بالتفاؤل: أتمنى من كل قلبي أن تسير الأمور كما نرغب وأن نتمكن من إقامة تحالف مع مملكة شيلا. وآمل أن تنجح، يا ميرال، في تحقيق ما لم يستطع والدك فعله.
كان واضحًا من نبرته أنه يضع الكثير من الآمال على قدرات ميرال، ويعتبره المفتاح لتحقيق الأهداف الطموحة التي يسعى إليها.
هذا صحيح، على الرغم من أن العائلتين أصبحتا مرتبطتين ببعضهما البعض، إلا أن الأحداث التي وقعت أدت إلى نشوب حرب باردة بين مملكة شيلا ومملكة سيا على مدار السنوات الماضية. من أجل إنهاء هذه النزاع، اقترح الملك راجس عقد زواج سياسي، بحيث يتم تزويج ابنه ميرال من الابنة الكبرى للملك داغر. والسبب وراء اختيار ميرال بدلاً من أخيه الأكبر سدن يعود إلى اعتقاد الملك راجس بوجود تشابه فكري بينه وبين ميرال. يعتقد الملك راجس أن ميرال قادرة على تحسين العلاقات بين مملكتي شيلا وسيا.
الملك أورانوس: كنت سأحقق النجاح لو لم تحدث تلك الحادثة.
الملك راجس: لقد سنحت لك العديد من الفرص، لكنك أضعتها. في البداية، كان خطأ إخوتك هو السبب في عدم قدرتنا على التحالف، مما أدى إلى العديد من المشاكل. وكان بإمكانك التحالف معهم بعد أن أنجبت أولادك، ولكنك لم تقم بذلك. ونتيجة لذلك، فإن مملكة شيلا أصبحت تظن أننا وراء قتلها، فعلاً لقد قتلنا جيهان وأولادها بسبب تلك العداوة. وأيضاً، بسبب خيانتك لها مع ابنة عمها. هل تعلم أنها تعتبر خائنة هي وكل أفراد عائلتها؟ ورغم كل ذلك، وافق الملك داغر على هذا الزواج، ولو كان والده لا يزال على قيد الحياة، لما كان ليوافق على ذلك.
قال ميرال: لو كنت في مكان الملك داغر، لقتلتك بلا تردد.
فرد الملك راجس قائلاً: هل تعتقد أن موته سينهي الحرب؟ بالعكس، سيؤدي ذلك إلى تأجيج النزاع بشكل أكبر.
ثم أضاف ميرال: إذا كنت أتمتع بالقوة التي تمتلكها مملكة شيلا، فسأكون بالتأكيد الفائزة في هذه المعركة.
وسأله الملك راجس: لماذا تعتقد ذلك؟
قالت ميرال: صحيح أن جيشك يتمتع بالقوة، لكن التغلب على جيش شيلا لن يكون بالأمر السهل. ذلك لأنهم يتبعون أساليبهم الخاصة في القتال، بينما جيشك يسير وفق خطة محددة. على العكس من ذلك، يأتي جيش شيلا بلا خطة واضحة، كما يفعل الأسد عندما يرى غزالة. سأكتفي بهذا القدر من الحديث عنهم، وأشعر أن والدي لم يكن راضياً عن ما قلت.
أجاب الملك راجس: أنت شاب لا يتجاوز العشرين من العمر، ومع ذلك تمتلك كل هذه المعرفة عن عدوك. هذا أمر مذهل، وأشك في أنك ورثت كل هذا من والدك.
قال ميرال: لا أظن أنني ورثت هذا الأمر من عائلتي، فلعائلتي تاريخ مليء بالخيانة.
فرد الملك راجس: أنت قاسٍ في حديثك، يا ميرال. لم أعهدك بهذه الطريقة من قبل.
وتدخل الملك أورانوس قائلاً: أعتذر يا جلالتك عن وقاحة ميرال، أعتقد أنه غاضب مني لذلك يتحدث بهذا الأسلوب.
ردت ميرال: أرجوك، جلالتك، لا تأخذ هذا الشخص بوقاحته، فهو سيغادر لأنه لديه أموراً أخرى يجب أن يعتني بها.
قال الملك راجس: ما الذي حصل له؟ كان من قبل لطيفاً وذكياً في حديثه، لماذا تغير فجأة وتصرف بهذا الشكل الهجومي؟
أجاب الملك أورانوس: لابد أنه يشعر بالتوتر بسبب زواجه، ومن المحتمل أن ذلك التوتر قد تفاقم بعد حديثنا. أرجو من جلالتك أن تتفهم موقفه وتسامحه.
قال الملك راجس: يجب أن تحذره من ارتكاب حماقات أمام الملك داغر، فلم يتبق الكثير من الوقت على قدومهم.
رد الأمير سدن قائلاً: لا تقلق يا جدي، فأنا بصفتي الأخ الأكبر سأقوم بالحديث معه حول تصرفاته.
أجاب الملك راجس: أتمنى أن يكون ذلك مفيداً. هل القلعة الشمالية جاهزة؟
أجاب الملك أورانوس: نعم، نعم، كل شيء معد على أكمل وجه. أبي، يبدو أنك متعب من السفر الطويل، ما رأيك أن تذهب لتستريح قليلاً؟