Ruby of love and pain - 1
جميع في القصر يشعرون بقلق كبير وتوتر واضح، وذلك بسبب الأصوات المتعالية التي كانت تخرج من مكتب الملك أونور. فقد كان هناك حوار ساخن وعنيف يدور بين الملك وابنه الأمير آدم، مما زاد من حالة التوتر في الأجواء وساهم في إثارة فضول الحاضرين.
مكتب الملك اونور
الملك أونور: هل جننت؟ هل تعلم مدى كراهية سينا لنا؟ إنهم يحاولون بكل الطرق الممكنة الدخول إلى مملكتنا وتدميرها، والآن تقول إنك ستذهب إلى هناك؟ ستلقى حتفك بمجرد أن يعرفوا أن ولي عهد المملكة البيضاء داخل أراضيهم!
آدم: لن أذهب هناك بصفتي ولي عهد المملكة البيضاء، بل سأذهب مع خالي داغر كشاهد على التحالف الذي سيُعقد بين المملكتين. وأيضًا، أبي، نحن من نتسبب بالخوف والرعب بمجرد ذكر أسمائنا، فهل سنخاف منهم؟
الملك أونور: أفهم تمامًا مقدار قوتك، لكن عليك أن تدرك أن الملك راجس يتمتع بذكاء وحيلة كبيرين. إنه لا يولي اهتمامًا بمن يتواجد أمامه، وسيفعل ما يحلو له دون تردد.
آدم: لا تقلق، يا أبي، فقد أتمكن من القضاء على ذلك العجوز أثناء وجودي هناك.
أونور: يكفي! عليك أن تخرج الآن، فأنت عنيد تمامًا مثل والدتك.
في الجهة المقابلة
أنهت روبي عامها التاسع عشر داخل قلعة تبدو من الداخل حزينة وموحشة، بينما تشرق من الخارج بجمالها الخلاب. يُمكن للناس عند مشاهدتها من الخارج أن يعتقدوا أنها واحدة من أجمل القلاع في العالم، إذ تتسم بلونها الأسود الجذاب، الذي يزيد من سحرها. تعتلي جدرانها زخارف مبهرة من زهرة الدلفينيوم الأرجوانية، التي تزهر في فصل الشتاء، وتضفي لمسة من الجمال على المشهد الثلجي. تجدر الإشارة إلى أن هذه الزهرة تنمو في البيئات الباردة، إلا أنها تحمل في طياتها سماً خلال فصل الصيف، تتجمل هذه القلعة بالزهور الجميلة. الزهرة المعروفة باسم النجم الصيني البنفسجي تتفتح في هذه الفترة وتستمر في الإزهار حتى نهاية فصل الخريف. وتتميز أزهارها بشكلها الذي يشبه أزهار الأقحوان، مما يضفي عليها جمالاً خاصاً.
خارج السور الكبير للقلعة، تمتد غابة كثيفة تحيط بها من جميع الجهات، مما يعطي المكان طابعًا طبيعيًا جميلًا. داخل السور، توجد حديقة واسعة تتنوع فيها الأزهار، بعضها سام وبعضها الآخر يمتلك خواصًا طبية، مما يزيد من تنوع جماليات الحديقة. وعندما تدخل إلى داخل القلعة، ستجد غرفة كبيرة تتألق بأثاث شرقي فاخر. ما يلفت الأنظار في تلك الغرفة هو تباين الألوان، حيث يبرز اللون الذهبي بشكل لافت أمام اللون الأسود الذي يحيط به، مما يخلق جوًا فريدًا يعكس الثراء والأناقة.
تعتبر غرفة الجلوس هي الأكبر والأوسع في القلعة، حيث تتسع لحوالي مئة شخص. تتكون القلعة من عدة طوابق، حيث يضم الطابق الأول غرفة الجلوس بالإضافة إلى المطبخ ومخزن الطعام وغرف للخدم. أما الطابق الثاني، فيحتوي على غرفة الأميرة ياقوت، ومكتب، وغرفة للرسم، ومكتبة، وغرفة للموسيقى.
في الطابق الثالث، توجد غرف للأطباء وغرف للضيافة، بينما الطابق الأخير هو العلية. ومن الضروري وجود حديقة خاصة تُعرف أيضًا بحديقة البنفسج، حيث تنمو فيها جميع الأزهار بلون البنفسجي. يعتبر هذا المكان هو الخيار المفضل للأميرة روبي، حيث تفضل قضاء وقتها فيه مستمتعة بشرب الشاي بين ظلال أشجاره الوارفة.
تجلس روبي على مائدة العشاء، تُراقب بعناية الكرسي الذي يقع أمامها، متأملةً في ذكرياتها الجميلة التي عاشتها مع عائلتها. تتذكر لحظات الفرح عندما كانت تجلس بجوار أخيها على مائدة الطعام، محاطةً بأبيها وأمها، حيث كانت تلك الأوقات تمثل سعادةً كبيرة في حياتها.لكن تلك اللحظات الحالمة تُقطع على حين غرة، عندما تسمع صوت الخادمة تناديها.
تقول الخادمة: سيدتي، هناك رسالة وصلت من القصر، تدعوك للقدوم إلى حفلة خطبة الأمير الثاني.
أجابت بصوت يكاد يُسمع. قالت روبي: أعتذر منهم، وأخبرهم أنني لا أستطيع الحضور. بعد ذلك، نهضت متجهة نحو السلالم قاصدةً غرفتها، دون أن تتناول الطعام. وقد أثار هذا الأمر استياء كبير بين الخدم، فتعجبت إحدى الخادمات من موقف روبي وهي تراقبها وهي تبتعد.
قالت كبيرة الخدم وهي تعبر عن أسفها: متى سينتهي هذا العذاب؟ لقد أحرقنا الوردة قبل أن تتفتح وتزدهر.
فرد عليها خادم مسن يقف بجانبها قائلاً: إذا لم نخرجها من هنا، فلن تتمكن أبداً من نسيان هذا الحزن. من الضروري أن نساعدها على الخروج من هذه الحالة.
أثناء حديثهم، اقتحم صوت فتاة صغيرة المكان، وهي تسأل بفضول:
لماذا تغطي الأميرة وجهها؟
فجاء الرد من خادمتها، التي كانت قريبة منها:
عزيزتي، اذهبي إلى المطبخ لتحضري طعامك، ولا تتجولي هنا وهناك. الأميرة لا تفضل تواجد الغرباء في القلعة.
ركضت الفتاة بخطوات سريعة نحو المطبخ، وكانت ملامح السعادة تضيء وجهها بسبب حصولها على طعام.