روزيليتا - 12
كانت ديارا تتأمل سايمون بينما هو كان متوترا بشدة من نظراتها ، مدت يدها لتصافحه قائلة بطفولية ظهرت فجأة :
” أدعى ديارا ، خادمة نيد الشخصية ” نعم ، فقد عينها كخادمة خاصة به لكي لا يكون وجودها بالقصر بدون أي هوية غريب ، مد سايمون يده هو الأخر ثم قال :
” سايمون .. فقط سايمون وأكون صديق نيد المقرب ” ، لم تقل ديارا شيئا فإستمرت بالنظر له بدون كلمة ..
” يا فتاة قولي كلمة واحدة !! ” قال سايمون بإنزعاج من نظرات ديارا ، هزت كتفيها ثم قالت :
” لا يوجد كلام .. ”
” يا فتاة … أحقا ليس لديكي ما تقولينه ؟ ، إخترعي أي شي فإنني أشعر بالملل ” نظرت له ديارا وبدأت تثرثر .. بينما هو الأخر يستمع لها بعناية وكأن أستاذ يشرح له درس لكنها فقط مجرد كلمات سخيفة تخرج من فم ديارا
***
” سمعت بأنكي دافعتي على مستذئب ، او بالأحرى ساعدته ” قال ماثيو وهو يقوم بجولة في هاتفه .. هزت روزيل كتفيها بلا مبالاة ، نظر ماثيو للخاتم الذي ترتديه روزيل ثم لها .. إبتسم يجانبية ثم قال :
” خاتمك يشع .. ” ، نظرت روزيل بسرعة للخاتم بتوتر .. ثم نظرت لماثيو فإبتسمت له ، منذ ذلك اليوم الذي عرفت بأن المستذئبين مضدهدون هنا بدأت تخاف كثيرا .. لكن لا أحد يعلم ماذا سيحدث في المستقبل ، لربما ذلك الخوف الذي يلازمها سيتحول لشجاعة ..
” هو داذما هكذا ، لا تلقي بالا له حسنا ؟ ” ، أخفت بعد ذلك روزيل يدها ثم نظرت للرواية التي تحملها .. تقدم ناحيتها ثم همس بأذنها :
” أعرف كل شي ” ، ثم إبتعد بينما روزيل قد إنصدمت .. إبتسم تحت القناع وأخذ ينظر لهاتفه ..
ساعة .. ساعتان .. حتى إنتهت الحصتين وحان وقت فسحتهم ، خرج جميع الطلاب بينما بقيت روزيل مع ماثيو .. أغلقت الرواية ثم نظرت له ببرود :
” كيف عرفت ؟ ” ، وضع ماثيو هاتفه جانبا ونزع سماعات الأذن الذي وضعها أثناء الحصة ، نظر لها قليلا ثم نزع الكمامة وأنزل القبعة ، ظهرت أنيابه وظهرت أذناه بعدما أنزل القبعة .. ثم قال :
” كوني كمستذئب ليس لدي صعوبة بمعرفة من البشري ومن المستذئب ” ، ثم قال بحيرة وهو يحك شعره :
” لكنني منصدم في كيفية إخفائك لهيئتك .. المقصد كان رائحتك بدون ان تشربي دواءا أو شيء” ، إنصدمت روزيل حيث لم تتوقع أن ماثيو يكون مستذئبا .. كانت تضنه من الجانحين المغفلين ، ثم قالت :
” هل كنت تخفي رائحتك !! ” ، أومئ ثم قال بسخرية وهو يخرج قنينة صغيرة :
” أجزم بأنكي تمتلكين حاسة أنف ضعيفة ، حسنا أنا قد أخفيت رائحتي لكن الأخرين لا .. ” ، رمى القنينة لها فأمسكتها بسرعة .. وضعتها بحقيبتها وكادت أن تتكلم لكن قاطعها دخول طالبة للقسم ، هجم ماثيو على روزيل التي لم تستطع قول كلمة ، بدات الفتاة بالصراخ قائلة :
” ماثيو سيأكل روزيل النجدة !! ” ، همس ماثيو في أذن روزيل :
” فقط مثلي لا يجب لأحد أن يعرف بأنكي مستذئبة ” ، أومئت روزيل بتوتر وبدأت بالصراخ هي الأخرى .. سارع حارس البوابة بإمساك ماثيو وإبعاده ، تقدم المدير وألبس ماثيو بالقوة الطوق وقام بتشغيله ..
شلت حركة ماثيو وبدأ يرتجف وهو يخرج لعابه ، لم يكن يستطيع فعل شيء سوى التألم فقط .. كانت ستوقف روزيل المدير لكن نظرات الترجي من ماثيو جمدتها .. إنتهى الأمر بقدوم رجال آخرين وكبلوا ماثيو لأخذه لسجن المستذئبين …
***
” ماذا حدث ؟ ” ، قالت روزيل لنفسها وهي تجلس على كرسي الحديقة ، بدأت تنظر لزهرة البنفسج وهي تسترجع أحداث الثانوية … كانت غاضبة من نفسها لأنها لم تستطع فعل شي لهم … نظرت للخاتم ثم قالت :
” ت- تم سجنه فحسب … ا-أخ-رين يقتلون .. الحمدلله ماثيو لم يقتل .. ” ، مسحت دموعها ثم قالت بغضب :
” كيف يتجرؤن بفعل ذلك لصديقي ؟ ” ظهر ضل مفاجئ أمام روزيل فنظرت للشخص الذ يقف أمامها ..
” مرحبا .. ” قال ذلك الطالب نفسه الذي أخذته روزيل للممرضة ، جلس بجانب روزيل بينما هي لم تكترث لوجوده حتى ، قال :
” ماثيو بخير .. لكنه تعرض للتعذيب قليلا لكونه إعتدا عليك ” عضت روزيل شفتها من الندم ، أمال الطالب برأسه ثم قال :
” أخبرني ماثيو بكل شيء .. ماذا تودين فعله ؟ “
” لا أعرف … ” ، أرخت روزيل نفسها ثم نظرت للسماء :
” هل يوجد شيء أفعله حتى ؟ ”
” أراهن بأنكي قوية ، وجودك بيننا لم يكن صدفة روزيل .. ماذا لو . كنتي تستطيعين فعل شيء ما ؟ ” نظرت روزيل له بإهتمام .. إبتسمت ثم قالت له :
” أتمنى ذلك .. لا أعرف حتى بماذا أبدا .. ”
” إبدئي بأول خطوة مجنونة تأتي ببالك .. إكشفي هويتك ” ، نهضت روزيل ثم قالت :
” لا أود بأن أضحي بنوران ولورا .. ”
” لا أعرفهما .. لكنكي لا تودين التضحية ببقية أصدقائك ، نحن المستذئبين عائلة ”
” … ، هل حقا أنتم تقتلون البشر ؟ ”
” لا ..يقال بأن الأجيال السابقة كانت تفعل ذلك لكن لا .. ! .. ، ذلك كان كشيء مثل الدفاع على النفس .. كلهم يكرهوننا ، البشر يريدون أن يكونو دائما في القمة فهم الأن يروننا كمسوخ .. يريدون فقط أن يأخذو السلطة لأنفسهم .. لكن ليسوا بالكامل .. فهنالك أناس لازالت ذرة الخير بقلوبهم .. بسبب رحمة الله ”
” نعم .. ” ، توجهت روزيل خارج الحديقة بينما تبعها الطالب ، بينما هما يمشيان في الطريق بدأت تسمع صوت الأخبار من التلفاز عندما مرت بجانب متجر الأجهزة ، شدت قبضتها وعضت لسانها قبل أن تنفجر :
” المستئذبين لا يمكنهم الفوز ، المستذئبين لا يمكنهم التقدم للأمام .. مهما حدث ، سيبقى المستذئبون تحت أقدامنا .. ” ألم يجد أي شيء ليقوله غير هذا الكلام السخيف ؟!! ، أمسك الطالب بيد روزيل لكي تهدئ ، تنفست روزيل الصعداء .. ثم قالت وعيناها تشع :
” سأفكر بكلامك جيدا ” … ~
•
•
•
يتبع ~
الفصل القادم : التجارب
{ فأذكروني أذكركم }
سبحان الله
الحمدلله
لا إله الا الله
الله اكبر