روزيليتا - 11
حملت روزيليتا حقيبتها وغادرت المنزل متجهة للثانوية كالعادة .. لم تلتقي مجددا بتلك اللوسي منذ ذلك اليوم ~
حالما وصلت للثانوية إستغربت من كمية الضجة التي تحدث هناك ، أسرعت للداخل لكن إنصدمت عندما رأت ذلك الجسد الملقى على الأرض كالجثة الهامدة ، بدأت تستمع لكلماتهم السامة ناحية ذالك الشخص ..
[ أنظروا له مستذئب ]
[ أية ثقة ليأتي للثانوية بقدميه ]
[ لا لا.. أية شجاعة بأن يأتي وهو يعلم مصيره في النهاية ]
[ مجرد حثالة لا تعرف شيئا سوى الدماء ]
[ تخيلي يافتاة لو يموت الأن ؟؟ ، سيكون أجمل يوم في عمري هاهاها ]
عضت روزيليتا شفتاها بغضب فأسرعت ناحية الشخص وساعدته على النهوض وهي ترمقهم بنظرات حقد ، بدأت تمشي ببطئ لكونه لا يتسطيع المشي .. كانت تنظر له ولشكله .. بشرة سوداء …. شعر أزرق وذيل أزرق أيضا ، عيون خضراء غامقة .. لديه ندبة على حاجبه الأيمن ..
” هل أنت بخير ؟ ” سألته روزيل وهي تترقب إجابته ، أجابها بصوته العميق بدون أن ينظر لها .. :
” نعم … ليس جديدا .. ”
” … نعم .. ” لم تعرف ماذا تقول له .. أخذته للممرضة .. كانت الممرضة ستمرض لكن مع إصرار روزيل لم تقل الممرضة شيئا .. تركته عند الممرضة وتوجهت ناحية مكتب المدير للتبليغ عنهم .. ياللسخرية .. سخرت روزيل من نفسها وكأنهم سيهتمون ، حالما وصلت سمعت صراخ لوسي ..
” إلى متى ستتصرف معي هكذا أبي ؟!! ، لماذا تتصرف معي هكذا ماذا فعلت . أولست إبنتك ؟!! ”
” توقفي لوسي !! ”
” ليس وكأنني سأتوقف .. لماذا لا تتصرف معي كوالدي ؟؟ ، أنت أب … لماذا تمره إبنتك لتلك الدرجة ”
” قلت توقفي !!! ” قال المدير بصراخ بينما رمى المزهرية على الحائط .. أو هذا ما توقعته روزيل .. مرت لحظات حتى خرجت لوسي وهي مليئة بالدماء .. إنصدمت حالما رأت روزيل .. ، مرت من جانبها وغادرت بسرعة لكي لا تلاحظ دموعها المتجمعة لكن فات الأوان فقد رأتها روزيل ..
***
” ماء ؟! ” ، كانت روزيل فيالسطح مع لوسي التي قد مسحت دموعها وأخذت قارورة المياة الباردة .. وضعتها على رأسها وقالت :
” لماذا أنتي هنا .. فوتتي الحصة ”
” معدتي متقلبة الأن .. لم أعد أريد النظر للطلاب ”
” اوه .. أنتي مضحكة قليلا .. ” ، قالت لوسي وهي تنظر لرأسها المضمد ، رفضت أن تذهب للممرضة فروزيل قامت بعلاج رأسها .. ، جلست على الأرض .. فهذا أنسب مكان للبقاء فيه دون أن يراك أحد .. ، قالت روزيل بينما جلست بجانب لوسي وإستندت على الحائط :
” هل أنتي بخير ؟ ”
” أيجدر بي قول نعم ؟ ”
” لا .. فقط يمكنكي الكلام ” ، صمتت لوسي وأغلقت عينيها … قالت لوسي بعد ذلك الصمت :
” أعتذر لأنني ضربتك .. ”
” لا بأس ” قالت روزيل بكل بساطة لم تكترث كثيرا ..
” والداي تطلقا .. منذ ذلك اليوم وأبي … يكرهني لأنني السبب ”
” …. السبب ؟ ”
” كان والدي يخون أمي مع عاهرة خدعته هي الأخرى .. ذلك الوقت كنت طفلة لا تهجفهم شيئا لكنني كنت أعرف بأن هنالك شي غريب بعلاقته مع تلك المرأة .. بل تعلمت بأن ذلك خطأ .. لأنها تعتبر خيانة .. ” صمتت لوسي أكملت :
” أخبرت أمي بأن أبي يحضر إمرأة لا نعرفها للمنزل وكانت دائما ما ترتدي فستانا احمر ضيق وقصير يبرز مفاتنها … إستغربت أمي قليلا والقلق قد أصابها .. هي كانت تعرف بأنني لا أكذب بهذه الأشياء ..
في ذلك اليوم إدعت أمي بأنها مغادرة للعمل فإختبئت بالخزانة بينما انا كنت ألعب .. أحضر أبي تلك المرأة .. أخذها لغرفته .. ” مسحت لوسي الدموع التي نزلت مرة أخرى وقالا بصوت مهزوز :
” رأتهما ماما .. رأتهما ماما مع بعضهما ولم تصدق ما تراه .. حب سنين قد ضاع فقط من إمرأة .. خرجت من الخزانة وهي تنظر لهما بصدمة .. بينما هو الأخر كان يحاول أن يشرح بأن ما رأته لم يكن صحيحا .. ولكن بماذا سيفيد الندم ؟؟
كانت تصرخ عليه وهي تشد شعرها ، لقد أصيبت بالجنون .. فقد أفنت عمرها في شخص لا يستحقها .. وقعت على أوراق الطلاق التي كان يضعها أبي على الطاولة بينما قال للمرأة بأنه سيطلق أمي ، رمت الخاتم على وجهه وتمنيت لو أخذتني دون تركي مع ذلك الشخص .. لو أنها أخذتني ولم تتجاهل وجودي .. لو أنها نظرت لوجهي فقط … ”
” لوسي … ”
” وهو الأن يهددني بطردي من المنزل .. ماذا أفعل روزيل ماذا افعل بينما هو قد طردني حتما ؟؟ ، لماذا أبي يكرهني روزييل ؟!! ” وضعت روزيل يدها على كتف لوسي ولا تعرف ماذا تقول … ، فكرت بأنها ستأخذها للبقاء بمنزل نوران لكن هكذا سيكونون جميعا عبأ على نوران
” لا تقلقي روزيل .. أنا أعرف أين سأبقى لا داعي لمساعدتني .. مجرد دعم نفسي يكفيني ” زفرت لوسي ثم ضحكت ، إبتسمت روزيل لها ثم نهضت قائلة :
” لنذهب .. الحصة الثانية ستبدأ قريبا ”
***
” هل تشعر بتحسن ؟ ” قالت ديارا وهي تنظر بتوتر ناحية نيد الجالس في السرير بملابس بيضاء ، هز رأسه وهو يشرب الماء .. قالت ديارا :
” هل أنت مصاب بسرطان البنكرياس .. حقا ؟ ” إبتسم نيد بسخرية ثم نظر لديارا ، قال بعد ذلك بدون إهتمام :
” هل يجب علي إخبارك ؟ ”
” ماذا عن .. عدم إستطاعتك التنفس قبل قليل ؟ ”
” مجرد مرض مزمن … ” ، لم تكن ديارا مكترثة لأمره على قدر إكتراثها لروزيل .. هي لم تقابلها لكن أحبتها .. تتمنى أن ترى شكلها كيف يبدوا ، سألت نيد بعد ذلك من فضولها :
” كيف تبدوا روزيل ؟ ” ، إستغرب نيد من سؤالها لكنه إبتسم بعد ذلك وبدأ يصف روزيل وهو يراها أمامه :
” روزيل كانت .. لطيفة .. قوية .. جميلة … كان شعرها أسود كسواد الليل تكاد النجوم تضيء بشعرها لا بالسماء ، عيونها .. عيونها كانت بنفسجية اللون كلون كالبنفسج ، شفاهها كانت وردية … كانت بشرتها خلابة خالية من العيوب .. قليلا جدا بل هنالك عيوب لكنني أتجاهلها .. لا أستطيع وصفها سوى بأنك إذا نظرتي لها ثم للقمر لن تستطيعي التفرقة بينهما ”
حزنت ديارا بشدة ناحية نيد ، لم تكن تريد أن تشفق عليه أبدا أو أن تظهر له بأنه شخص ضعيف ولا يستطيع فعل شيء .. لم ترد حتى أن تواسيه .. إبتسمت له .. مرت لحظات ثم قالت هي الأخرى :
” أتمنى لو أجد رجلا يحبني مثل حبك لها ” حالما أنهت كلامها فتح الباب بقوة فظهر منه رجل ضخم البنية .. شعره أسود وعيونه زرقاء كالألماس ، بشرته سمراء .. كان يلهث ثم قال بصوت عالي :
” هل أنت بخير سموك ؟!! ”
” أوه ، سايمون … أنا بخير لكن ألم تتعلم أن تطرق الباب قبل الدخول ؟!! ” قال نيد في بادئ الأمر بهدوء ولكن بعد ذلك أكمل بغضب .. ، نظرت بعد ذلك ديارا للرجل ثم قالت بنفسها بإعجاب :
[ أيعقل بأنه القدر ؟ ، حالما أنهيت كلامي دخل الرجل … ]
•
•
•
يتبع ~
الفصل القادم : المستذئبين لا يمكنهم الفوز
لازم أحد يقنعني أني أوقف إضافة شخصيات جدد مرة كثير
أعتذر عن كمية الأخطاء
متى تريدون تنزيل الفصل القادم ؟
{ فأذكروني أذكركم }
لا حول ولا قوة إلا بالله
سبحان الله
الحمدلله
لا إله الا الله
الله أكبر