Resetting lady - 5
الفصل الخامس :
01. قلادة إيزيلا
• “هممنغ.”
كان قصر إقطاعية اللورد هير مشهورًا بزهوره الحمراء الخلابة ، ولكن طريق المدخل المرتفع جعل أقدام إيزيلا تعاني . مما جعلها تاخذ من البداية انطباع غير جيد عن المكان.
و حتى اثناء اتجاهها إلى هذا القصر ، فقد اهتزت العربة بشدة كما لو انها تصرح بحقيقة كون الطرق غير معبدة ، و قد سقط سائق العربة عن مقعده ، مما أدى إلى انحرافهم عن المسار . و زيادة عن ذلك ، فقد جرح كاحل الحصان.
و قد كانت النتيجة الحتمية لذلك هي عدم قدرة العربة على صعود هذا المرتفع الحاد ، لذا فقد كان على إيزيلا ان تصعده بنفسها و ساقيها يحترقان من التعب.
•”ما الجيد – في القدوم الى هذا الريف.”
كانت إيزيلا مستاءة للغاية من اضطرارها الى مرافقة والدها الى هذه المنطقة الريفية الصغيرة.
قيل أن الأرض المملوكة من قبل آل هير تصبح مليئة بالزهور في فصل الربيع ، لدرجة أن اشيع بأن الرب قد باركها ، اما في الخريف ، فقد كان محصول الفواكه وافر . و على الرغم من أن المنطقة قد كانت معزولة لكونها محاطة بالجبال ، إلا أنها كانت تتمتع باقتصاد معتبر لأنها كانت تحتوي على العديد من الاشجار المهمة في حين كان السكان متباعدين و قليلين ، ولهذا السبب لم تكن تكاليف إدارة المنطقة مرتفعة جدا .اي باختصار ، فان هذه المنطقة ممتازة.
بالطبع ، كان والد إيزيلا هو من رأى هذه الأرض كشيء جدير بالاهتمام ، ولكن في الوقت الحالي ، لم تستطع إيزيلا إلا أن ترى هذه الأرض كشيء يستحق الشتم.
° “ستكون هذه أرضنا”.
ابتسم فيرديك وهو يمسك بيد ابنته. كانت منطقة بعيدة عن المدن الكبرى ، لذا فقد كانت بعيدة عن رادار (انظار ) النبلاء الآخرين ، كما ان الاسرة التي تحكمها تمتلك ابنة فقط. لذا فقد كانت هذه الأرض فريسة مثالية لكي يستهدفها فيرديك إيفانز. و بالاضافة الى ذلك ، فان إقطاعية هير قد كانت تملك علاقات محدودة مع الأسر الأخرى بسبب عزلتها الطويلة.
° “لا تقلقي ، إيزيلا. سنصبح أرستقراطيين الآن. لقد مرت الايام التي كان المُلاك ينقلون فيها اراضيهم لورثتهم ، ففي يومنا هذا ، فحتى المقاطعات يمكن شراؤها بالمال “.
+ اي ان الزمن قد تغير فقد اصبح بالامكان شراء الاراضي التي يملكها النبلاء و التي تنقل عادة لابنائهم.
وللحصول على مقاطعة متناغمة اكثر ، فقد اضطر والدها إلى بيع بعض مجوهراتها لشراء الأراضي الشاسعة عديمة الفائدة المحيطة باقطاعية هير . و التفكير في ذلك فقط جعل إيزيلا تزم شفتيها امتعاضا.
فمن بين المجوهرات التي بيعت ، كانت هناك مجوهرات ورثتها من جدتها لوالدتها . و قد كانت عبارة عن اكسسوار جميل قيل إنه اعطي مقابل تسديد ديون عائلة ملكية لبلد آخر.
وبدلاً من اعجابها بالمجوهرات في حد ذاتها، فان ما أحبته إيزيلا إيفانز أكثر هو كونها عبارة عن شيء منزوع بالقوة . فقد كان آل ايفانز يحتقرون النبلاء والملوك ورجال الدين.
فعلى غرار الأرستقراطيين الشبيهين بالخنازير ، الذين حصلوا على مناصبهم بفضل ولادتهم لنبلاء فقط ، فقد كان آل إيفانز فخورين بقدرتهم على الاستفادة من أراضي اولئك و ثرواتهم وشرفهم باستخدام اي وسيلة ممكنة.
كانوا ينتزعون منهم بالقوة كل تلك الامور . بل و كانوا يتمكنون من إدارتها بشكل أفضل بمجرد أن تصبح بين أيديهم. فقد كانوا هم من يستحقون بجدارة التواجد في القمة ( قمة التسلسل الهرمي ).
° “حسنا، لقد سمعت بأنك قد قابلت وريثة عائلة هير في الكنيسة في المرة الأخيرة. ما رأيك فيها؟”
• “همف. إنها ليست بالشيء الجليل . انها مجرد مبتذلة “.
° “إذن فأنا سعيد لكوننا قد تلقينا دعوة هذه المرة.”
• “سأتقيأ.”
بولغ.-صوت الاستفراغ-
تعكرت معدة إيزيلا عندما تذكرت وجه كارين. من المؤكد ، أن كونها تعيش معزولة بين الجبال ، يجعل من كل الشائعات التي تدور جمالها مشبوهة.
لكن لا ، فالشائعات لم تفي في الحقيقة بحقها.
فقد كانت جميلة بشكل مبهر.
• “إذا رأيت يا ابي الرجل الذي قيل انه سيتزوجها ، لبدا واضحا لك أن اللورد الإقطاعي قد أصيب بالذعر.”
° “ها ها ، مقارنة بالسيد ريموند ، فهل يوجد رجل جيد اخر ؟”
• “ذلك الرجل يبدو مغفلا كالحمار .”
تذكرت إيزيلا مقابلتها لها .لقد شعرت بشيء ينقبض داخل بطنها في اللحظة التي رأت فيها وجه كارين ، لكن ذلك اختفى بمجرد رؤيتها لخطيبها دولان.
‘ انظر لشكله فقط ! كيف لها أن تتزوج من رجل مثله ، حتى لو كان ذلك من أجل الحفاظ على أراضي عائلتك ؟!’ – افكار ايزيلا-
° “إذا كانوا يزوجون الاقارب فيما بينهم ، فيجب أن يكونوا يائسين جدا للحفاظ على الاقطاعية . لكن كما تعلمين ، كلما كان الناس أكثر يأسًا ، اصبح من الأسهل التعامل معهم “.
• “هذا رائع إذن.”
ضحكت إيزيلا إيفانز وهي تتذكر فستان كارين المحتشم و إكسسواراتها الرخيصة ، و قد شعرت بالارتياح لرؤية دولان بجانبها. و حين رأت إيزيلا الطريقة التي نظرت بها كارين إلى القلادة التي أعطاها إياها ريموند. شعرت بانها قد كانت تحسدها ربما ، فكارين لم تستطع أن ترفع عينيها عن رقبة إيزيلا. مما جعل إيزيلا تشعر بالسرور .
أحبت إيزيلا التعبير الذي اظهرته عيني كارين.
تلك العينان اللتان كانتا تلمعان بترقب.
* * *
•”أنا سعيدة لقيامك بدعوتي ، انسة هير.”
– “إنه لمن دواعي سروري ، آنسة إيفانز. ارجو ان تستمتعي بإقامتك هنا بينما يتحدث آباؤنا عن الامور المعقدة. لا توجد هنا انسات في مثل سني ، لذا فأنا مسرورة جدًا لتمكني من قضاء الوقت معك ، آنسة إيفانز “.
بالمقارنة مع الابتسامة الهادئة الظاهرة على وجه كارين ، فقد كانت إيزيلا تحاول إخفاء مدى انقطاع انفاسها (بسبب المشي). بعد ذلك ، قام خادم باعطاء الهدية إلى إيزيلا ، وحتى و ان كانت قطعة قماش التي تغطيها ستنزع (سترمى ) في النهاية ، الا انها قد كانت مطرزة بعناية.
قالت إيزيلا “اين اترك هذه “.
قامت كارين بمناداة “براون”
حينها تم أخذ أمتعة إيزيلا من قبل الخادم المنادى عليه.
•” لقد أحضرت بعض الشاي لنستمتع به. إنه يحظى بشعبية كبيرة في العاصمة هذه الأيام “.
كان الشاي موضوعا في صندوق خشبي صغير منقوش ببعض الزخرفات. و قد كان هذا النمط و هذه الجودة ربما شيئا لم تره سيدة ريفية من قبل في حياتها. لذا فلفترة من الوقت ، أظهرت كارين انبهارها بجماله ، و لكنها سرعان ما شعرت بالحرج لأنها لم تستطع فتحه.
استمتعت إيزيلا بارتباك كارين ، ثم فتحت الصندوق كما لو انها كانت تتفاخر بمعرفتها بالطريقة الصحيحة لفتحه. احدث قعقعة عند فتحه ، و قد كانت عبارة عن صوت جميل أصدره بسبب شكله المدبب . و بعد فتحه ، ظهر الجمال الحقيقي لعلبة الشاي.
° “الاستمتاع بالمرطبات يكون بالطبع من خلال العينين والأنف والأذنين.”
لم تكن تتحدث عن الاستمتاع بعلبة الشاي ولكن بالشاي نفسه ، لكن كارين ابتسمت و فحصت العلبة . لذا فتحتها إيزيلا وسلمتها إياها.
• “في مكان مثل هذا ، أعتقد أن مصادر المتعة محدودة ، لذا فقد أعددت مجموعة متنوعة من الأشياء.”
كانت هناك أيضًا اصناف مختلفة من البهارات. و قد تم تنظيم جميع زجاجات التوابل في فئات وتم ترتيبها بشكل جميل حسب لونها. و قد تم نقش اسم كل نوع منها و وصفة المزج الموصى بها بلون ذهبي على اغطيتها .
فبدلاً من القول انها مجرد علبة الشاي ، فان هذه المنتجات قد كانت تبدو اقرب الى علب المجوهرات ، و التي يستحيل لأي من ممتلكات كارين ان ترقى إلى قيمتها.
– “نعم ، من الصعب الاستمتاع بمختلف النكهات في هذا المكان المنعزل”.
•”يا إلهي ، أعتذر إذا شعرت بالإهانة مما قلته .”
بالطبع ، قالت إيزيلا ذلك عمدا لكي تجعل كارين تشعر بالسوء. و قد انتظرت ان تقول كارين شيئا ما ، لكن الشابة المقابلة لها لم تقل اي شيئ و ردت بالابتسام فقط.
عندما لم ياتي اي رد ، استرخت إيزيلا وهي تتكئ على مقعدها. و لكن عندما تم وضع الماء المغلي بجانبهم على الطاولة الهادئة ، اعطيت دافعا جديدا.
– “إنه عبق جدا.”
• ” شربه دون اي اضافات سيكون أمرا جيدا لأن رائحة هذا شاي تعيد الحياة ، لكني أحب أيضًا تذوق مختلف النكهات الأخرى. فإذا قمنا بتذوق شيء واحد فقط ، ألن يصبح وقت الشاي مملًا للغاية ؟ “
– “أوافقك يا آنسة إيزيلا. سيكون من الممل تذوق نكهة واحدة فقط. فحتى و ان لم تكن الاشياء الاخرى مثالية ، فانا أعتقد أن السعي وراء التنوع هو ما يفترض بالناس فعله “.
تعكرت تعابير وجه إيزيلا عند إجابة كارين.
• “اليس ما قلته الان مبالغًا فيه ، يا انسة هير.”
– ” الا تبدا الحياة بوقت الشاي بعد كل شيء.”
وضعت كارين القليل من بتلات الزهور في الشاي ، و ابتسمت وهي تستمتع برائحة الربيع.
– “إيزيلا ، أنت لا تعرفين مدى سعادتي بقدومك لتغيير حياتي اليومية المملة.”
كانت سعيدة من صميم قلبها.
__كل ما سبق كان من وجهة نظر ازيلا __
يتبع…..